=KTML_Bold=مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا: رأس العين وتل أبيض…. 4 أعوام على طمس الهوية والتهجير=KTML_End=
مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا
شنت القوات المسلحة التركية ثالث هجوم واسع على شمال شرق سوريا في (09-10-2019)، وأطلقت عليه اسم عملية نبع السلام (بالتركية: Barış Pınarı Harekâtı)، انتهت بغزو مدينتين (تل أبيض ورأس العين) ونتج عنها كوارث إنسانية، ونزوح السكان ودمار في البنية التحتية ومقتل وإصابة المئات.
في 06-10-2019 أمرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب القوات الأمريكية بالانسحاب من شمال شرق سوريا، بشكل مفاجئ.
بدأت العملية في 06-10-2019، حيث استهدفت الغارات الجوية التركية ومدافع الهاوتزر مُدن تل أبيض، القامشلي، عين عيسى ورأس العين الحدوديّة، ممّ أدّى إلى فرار آلاف المدنيين. وذلك بالتزامن مع بدأ انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، التي كانت قد عقدت اتفاق سمي بالآلية الآمنة مع تركيا، انسحبت بموجبها قوات سوريا الديمقراطية من المدينتين بعد تدمير تحصيناتها وخطوط الدفاع. أوامر ترامب بالانسحاب المفاجئ للقوات الأمريكية من سوريا قد تمت إدانته على نطاق واسع باعتباره خيانة خطيرة لقوات سوريا الديمقراطية الحليف الموثوق للتحالف الدولي في حربه ضد داعش وضربة كارثية لمصداقية الولايات المتحدة.
وتم الإبلاغ عن انتهاكات لحقوق الإنسان، حيث صرحت منظمة العفو الدولية ولجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا والمنظمات المحلية بأنّهم جمعوا أدلة تشير إلى أنّ القوات التركية والمجموعات المسلحة المدعومة منها قد “أبدت تجاهلًا مخزيًا للحياة المدنية، وارتكبت انتهاكات جسيمة وجرائم حرب، بما في ذلك القتل المتعمّد والهجمات غير القانونية التي أدّت لقتل وجرح المدنيين” وهو ما يمكن وصفه ب جريمة الإبادة، كما وثقت هيومن رايتس وتش قيام ميليشيا الجيش الوطتي المدعومة تركيا بارتكاب جرائم حرب وقتل المدنيين وإعدامهم.
ورغم أنّ العملية التركية تعرضت للإدانة على نطاق واسع من قبل المجتمع الدولي. فقد واصل الرئيس التركي الهجمات، ولم يلتفت للدعوات الدولية، التي طالبته بوقف الهجمات وانتهاك حقوق الإنسان.
في 17-10-2019، أعلن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس أنّ الولايات المتحدة وتركيا قد توصّلا إلى اتفاق يقضي بوقف العملية العسكرية التركية لمدة 5 أيام من أجل انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من منطقة (رأس العين سري كاني). وفي22-10-2019، توصل الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان إلى اتفاق آخر لتمديد وقف إطلاق النار لمدة 150 ساعة إضافية من أجل إكمال قوات سوريا الديمقراطية لانسحابها مسافة 30 كيلومتراً بعيداً عن المنطقة الحدودية، وكذلك من مدينتي تل رفعت ومنبج. كما تضمن الاتفاق تسيير دوريات مشتركة بين روسيا وقسد من جهة وتركيا من جهة أخرى، على بعد 10 كيلومترات من الجانب السوري للحدود باستثناء مدينة القامشلي. بدأ وقف إطلاق النار الجديد في 23 أكتوبر الساعة 12 ظهراً بالتوقيت المحلي.
وفي أثناء الهجوم أبلغت سلطات الإدارة الذاتية والأطباء عن عدد من المرضى المصابين بحروق خطيرة يبدو أنّها ناجمة عن سلاح كيميائي، متهمين فيها تركيا باستخدام الفوسفور الأبيض الكيميائي لاستهداف الناس. وقال هاميش دي بريتون-غوردون، وهو قائد سابق للوحدة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية في المملكة المتحدة، عن الجروح التي تم عرضت عليه: “من الأرجح أن يكون الفاعل هو الفوسفور الأبيض”. كما اتهمت الإدارة الذاتية تركيا باستخدام النابالم.
وذكرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إنّها تدرك الحالة وتقوم بجمع معلومات عن الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية ولكنها حذرت من أنّها لم تحدد بعد مصداقية هذه الادعاءات.
وذكرت منظمة العفو الدولية إنّها جمعت أدلة على جرائم الحرب وغيرها من الانتهاكات التي ارتكبتها القوات التركية والسورية بدعم تركي، والتي قيل إنّها “قد أبدت استهانة مخزية بحياة المدنيين، وارتكبت انتهاكات خطيرة، وجرائم حرب، بما في ذلك عمليات القتل بإجراءات موجزة والهجمات غير المشروعة التي أدت إلى مقتل المدنيين وإصابتهم بجراح”.
ظهرت العديد من لقطات الفيديو والصور الفوتوغرافية حيث شوهدت قوات المتمردين السوريين المدعومين من تركيا وهم يرتكبون جرائم حرب وغيرها من الفظائع.
أُعدمت هفرين خلف، الزعيمة السياسية الكردية السورية، و(ثلاث مسعفين) وغيرهم من الأشخاص، من قبل مسلّحي تنظيم أحرار الشرقية المدعوم من النظام التركي. صرح روبرت كولفيل، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بأنّه “يمكن اعتبار تركيا كدولة مسؤولةً عن الانتهاكات التي ترتكبها الجماعات المسلحة التابعة لها، ما دامت تركيا تمارس سيطرة فعلية على هذه الجماعات، أو عن العمليات العسكرية التي وقعت خلالها تلك الانتهاكات.
رداً على الانتقادات الأوروبية، هدّد أردوغان بأنّ تركيا “ستفتح الأبواب” ل 3.6 مليون لاجئ موجودين حالياً على أراضيها للذهاب إلى أوروبا إذا كان الأوروبيون يصفون عمليتها العسكرية بالغزو. يأتي ذلك في سياق قيام أوروبا بتوظيف دول أجنبية مثل تركيا للعمل كحرس حدود في سياسة الحدود الخارجية.
النتائج الكارثية للتوغل والاحتلال التركي:
خلّف التدخل التركي في مدينتي تل أبيض ورأس العين أوضاع كارثية على المنطقة برمتها، وأدى لتفاقم التوترات العرقية بشكل كبير في مناطق كانت متعايشة وآمنة ومستقرة، نجحت فيها الحكومة الإدارية التابعة للإدارة الذاتية في توفير ظروف مناسبة لإقامة مشاريع تنموية ودعم المجتمع المدني وهو ما ساهم في خلق بيئة مستقرة، ودفع المنطقة لأن تتحول لمركز جذب سكاني واقتصادي وتوفرت فيها فرص العمل والتنمية. لا سيما وأنّ قرابة 350 ألف من السكان نزحوا نتيجة العمليات العسكرية التركية وهم مازالوا نازحين قسرا عن منازلهم وممنوعين من العودة.
تنفذ تركيا مشروع الاستيطان في تلك المناطق بما يتضمنه من تلاعب كارثي في الهندسة الاجتماعية، وما يشكله من ضرب للبنية الاجتماعية والاستقرار الاجتماعي. تلك خلاصة تقرير أعده مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا، تناول الآثار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لموجات النزوح من منطقتي تل أبيض (كري سبي) ورأس العين (سري كاني) نتيجة الهجوم التركي.
ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، والعديد من تقارير المنظمات الدولية والمحلية واستنادا إلى العشرات من اللقاءات التي أجريناها فقد ارتكبت جرائم حرب من قبل تركيا والمجموعات السورية المسلحة التي تدعمها تحت مسمى (الجيش الوطني السوري)، من إعدامات ميدانية، إلى قصف البنية التحتية، وقصف المدارس والمشافي، وخطف واعتقال المدنيين، واعدامهم ميدانيا والاستيلاء على العقارات والأملاك والأراضي و المحاصيل والثروة الحيوانية وتفريغ صوامع الحبوب وقطع المياه، إلى جانب ابتزاز السكان في قوت عيشهم وأمنهم والخطف بغرض الفدية.
القوات التركية، والجماعات الموالية لها ترتكب جرائم حرب في الهجوم على شمال سوريا:
شكل اتفاق وقف إطلاق النار في شمال شرق سوريا وتعليق العملية العسكرية التركية الذي وقعته تركيا والولايات المتحدة في 17 أكتوبر 2019 خطوة أولى للدخول في مفاوضات دولية بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا بدل اختيار الحرب كخيار انتهجته تركيا متذرعة بمخاوف أمنية وهي المخاوف التي بددتها واشنطن بداية من خلال الاتفاق على تشكيل آلية آمنة في 7 أغسطس 2019 والبدء بتسيير دوريات مشتركة في 24-08-2019، وهي الخطوة التي قبلتها قسد وأعلنت إنّها ستساهم في إنجازها وهو ما تم بالفعل.
لم تلتزم تركيا بأي حال بأيًة من الاتفاقيات الموقعة، وإنّما بدأت بشن هجمات عسكرية جوا، وعلى الأرض لغزو شمال شرق سوريا شرق الفرات في 9 أكتوبر 2019 بمشاركة من المسلحين التابعين لها والذين قامت على فترات سابقة بنقلهم من مختلف المدن السورية، وإعادة تسليحهم وإغرائهم بأنّ الهجوم على شرق الفرات سيوفر لهم مكاسب كبيرة، وفرصة لإعادة توطينهم مع عوائلهم في المدن التي يسيطرون عليها بعد هزيمة قوات سوريا الديمقراطية.
تركيا ومسلحيها لم يلتزموا كذلك باتفاقية “تمديد الهدنة”، التي وقعتها مع روسيا الثلاثاء (22-10-2019)، رغم البدء بتسيير دوريات مشتركة “روسية، تركية” بعمق 10 كم وانسحاب وحدات حماية الشعب لعمق 30 كم.
منطقة شرق الفرات:
حافظت منطقة شرق الفرات، على الأمان والاستقرار النسبي مقارنة مع حالة الفوضى التي عمت بقية المناطق السورية، وبخاصة الخاضعة لسيطرة القوات التركية ضمن إطار عمليتي درع الفرات، وغصن الزيتون، أو تحت سيطرة تنظيم جبهة النصرة، والمشمولة بمناطق خفض التصعيد التي ترعاها كذلك تركيا. كما أنّ الأوضاع في المناطق التي استعاد النظام مؤخرا السيطرة عليها تعتبر أفضل خدميا وأمنيا من المناطق الخاضعة لتركيا.
تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي كسرت قاعدة الاستقرار من خلال الإعلان عن شن البدء بهجوم عسكري من طرف واحد، استخدمت خلاله سلاح الطيران وقصف المدن والقرى والبلدات حتى عمق 65 كم داخل الأراضي السورية شرق الفرات، مستهدفة المقرات، والبنى التحتية ل قسد والخدمية للمواطنين. كما واستخدمت سلاح المدفعية في قصف المدن الحدودية تل أبيض كريسبي، رأس العينسري كاني، قامشلو، الحسكة.
كما قامت تركيا بتجنيد الآلاف من “المتطرفين” الإسلاميين المتشددين تحت راية “الجيش الوطني السوري” وأرسلتهم كرأس حربة للتوغل البري والقتال شرق الفرات في مواجهة سكان المدن، وقوات سوريا الديمقراطية، وهي القوات التي يبدو أنّها أخذت موافقة من تركيا بإعدام كل مدني، مقاتل من قسد تعثر عليه في القرى، حيث وثقنا العشرات من عمليات الإعدام الميدانية بحق طواقم طبية، موظفين، سياسيين، بينهم نساء، أطفال.
غلفت تركيا مجددا عزوها بالستائر الدينية، والشعارات الإسلامية، والآيات القرآنية، في محاولة لتجميل الغزوة على إنّه تحرير من الكفار أو بذريعة المنطقة الآمنة، وإقامة مشاريع تنموية وتوطين 2 حتى 3 مليون لاجئ سوري يعيشون الآن في أراضيها بتلك المناطق بعد تهجير أو قتل واعتقال سكانها، كردا كانوا، أم عربا وغيرهم..
السيطرة التركية على مدن في شرق الفرات يزيد من حدة التوتر العرقي وتفتت المجتمع في سوريا:
كانت منطقة شرق الفرات عموما معروفة بمستوى عال من الاستقرار وقلة التوترات العرقية. وقد تفاقم هذا إلى حد كبير نتيجة للتدخل التركي.
بعد الهجوم الذي شنه الجيش التركي والميليشيات السورية في 9 أكتوبر على شمال شرق سوريا في مواجهة قوات سوريا الديمقراطية، ازدادت التوترات العرقية في المنطقة سوءاً.
وساهم خضوع أجزاء من شمال شرق سوريا للسيطرة التركية الذي تم بحكم الأمر الواقع في أعقاب حملة عسكرية أطلق عليها اسم “نبع السلام” واستهدفت مناطق تل أبيض ورأس العين التي كانت مستقرة؛ آمنة.
تسببت الحملات التركية في نزوح السكان المحليين في الوقت الذي تم البدء بتوطين الآلاف من الأشخاص من المسلحين وعوائلهم الذين شاركوا تركيا في القتال وهم بالأصل جرى نقلهم من ريف دمشق ومناطق أخرى في سوريا إلى هذه المناطق وجرى توطينهم في منازل سكان تل أبيض ورأس العين وريفها حيث نزح السكان الأصليين نتيجة العملية العسكرية التركية وقام هؤلاء بالاستيلاء على أراضي المهجرين وممتلكاتهم.
وقضايا الإسكان والأراضي والممتلكات ذات أهمية خاصة. يعيش العدد القليل من الباقي في المدن التي توغلت الفصائل الموالية لتركيا إليها تحت تهديد مستمر من عمليات الاعتقال والخطف والإخلاء والمصادرة واعتقال والنهب من قبل تلك الميليشيات. علاوة على ذلك.
كما تسبب الهجوم التركي على شمال شرق سوريا، في تضرر بالغ لبنية المجتمع السوري، نتيجة انتهاج تركيا خطة اعتمدت على التجييش الطائفي والديني، كما لازالت تركيا وفصائلها المسلحة تمارس مختلف أنواع الانتهاكات، التي يشكل بعضها جرائم ضد الإنسانية ويشكل بعضها الآخر جرائم حرب، فلاتزال عمليات التعذيب داخل مراكز الاحتجاز مستمرة، ولاتزال عمليات قصف المراكز الحيوية وأبرزها مراكز طبية ومدارس ومحطات المياه والكهرباء مستمرة، ولاتزال الفصائل تواصل إعدام المدنيين والعسكريين والطواقم الطبية ميدانيا، وتواصل شن المزيد من الهجمات، كما وتواصل تركيا استخدام سلاح الجو والمدفعية في قصف المدن والبلدات، وهو ما يدفع بالمزيد من المدنيين إلى النزوح، كما ولم يتم الكشف عن مصير المعتقلين، كما ولاتزال الفصائل تواصل حملات الاستيلاء على منازل المدنيين، وترفض عودة السكان تحت تهديد القتل والخطف، وتواصل الخطف والتعذيب لدفع ذويهم لدفع الفدية، وتواصل قطع الأشجار والاستيلاء على المحاصيل، وفرض الأتاوات، وسرقة القمح من المخازن.
القوات التركية والفصائل التابعة لها، تنفذ بالضبط التعليمات التركية، وأنّ كل الانتهاكات تجري تحت أعين الجنود الأتراك وبمشاركتهم وهو خرق بشكل لا يقبل التَّشكيك لقراري مجلس الأمن 2139 و2254 القاضيَين بوقف الهجمات العشوائية، وخرقت عدداً واسعاً من قواعد القانون الدولي الإنساني العرفي، وأيضاً انتهكت عبر جريمة القتل العمد المادتين السابعة والثامنة من قانون روما الأساسي؛ ما يُشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما وانتهكت بنود اتفاقية الهدنة بينها وبين الولايات المتحدة 17 أكتوبر، وبينها وبين روسيا 30 أكتوبر.
الخروقات منذ إعلان الهدنة:
تركيا واصلت شن المزيد من عمليات القصف العنيفة والعشوائية على ريف الرقة الشمالي، والغربي وريف الحسكة الغربي، وتل أبيض الجنوبي والشرقي مع ارتفاع وتيرة القصف على قرى في مدن عين عيسى، تل تمر، تل أبيض، رأس العين ومحيطهما في ريف الحسكة والرقة، كما شهدت مدينة تل تمر في غربي محافظة الحسكة ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة الهجمات الأرضية في الأيام الأسبوع الأخير في محاولة من الفصائل للسيطرة عليها، حيث يقطنها غالبية من “الأشوريين، المسيحيين”.
حصيلة أبرز الانتهاكات التي ارتكبتها القوات التركية وفصائلها منذ 09-10-2019 حتى 21-10-2019:
الضحايا:
نتيجة العمليات العسكرية التركية شرق الفرات شمال شرق سوريا نزح سكان 600 منطقة سكنية وقرية في مساحة 4300 كيلومتر مربع، بتعداد يصل إلى 300 ألف مدني، وقتل 478 مدنيا، وأصيب 1070 بجروح، بينهم 45 حالة بتر أطراف، كما قتل 203 من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة الهجمات التركية، وأصيب 900 مقاتل بجروح.
بلغ عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم (120) شخص/ من قبل القوات التركية، والفصائل الموالية لها وتعرض (18) منهم للتعذيب، من بين المعتقلين 9 نساء، وصلت حالات المطالبة بفدية مالية للإفراج عن المختطفين 12 حالة، تم تحرير 5 منهم، وصلت المبالغ المدفوعة إلى 20 ألف دولار لأحدهم، كما وتم توثيق فقدان الاتصال ب 65 شخصا حتى الآن، مصيرهم مجهول.
كما وتم توثيق 17 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية على يد الفصائل التابعة لتركيا “الجيش الوطني”، بينها 18 على مدارس و8 على منشآت طبية، و4 على أماكن عبادة، و5 مؤسسات خدمية، و2 محطات كهرباء، و2 محطة مياه، و3 جسور، وقصف 2 نقاط طبية القوات التركية هي المسؤولة عنها بشكل مباشر، كونها تستخدم سلاح الجو والقصف.
الهجمات ضد الأهداف والمرافق الطبية والبنية التحتية في شمال سوريا:
جدول زمني لقصف المرافق الطبية، والفرق الإسعافية من قبل سلاح الجو، المدفعية التركية:
09-10-2019 و 10-10-2019:
استهدف الجيش التركي “سد المنصورة” غرب مدينة الرقة الذي يمد مليوني شخص بمياه الشرب، مما أصاب السد بأضرار جزئية. “مجلس الرقة المدني” كان قد بدأ العمل في مشروع تأهيل “سد المنصورة” وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في شباط 2018 بإجراء صيانة للأضرار التي لحقت بجسم الجسد خلال المعارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في المنطقة.
و بحسب المهندس عبد الله سفر من فريق التدخل المبكر في مكتب الطبقة، حيث قال إنّ “سد المنصورة أحد أبرز ثلاثة سدود على نهر الفرات إلى جانب “تشرين” و”الفرات”، هو المصدر الثالث من ناحية الطاقة الكهربائية بين السدود، ويولد ثلاث مجموعات توليد باستطاعة 75 ميغاواط”، مشيرًا إلى أنّه يربط بين الجزيرة والمناطق الأخرى، ويأتي في المرتبة الثانية بعد سد الفرات من ناحية تأمين الطريق للمواطنين.
بتاريخ 10-10-2019:
خرج كل من مشفى روج (المشفى الوطني) في سري كانيهرأس العين ومشفى تل أبيض الوطني عن الخدمة بعد استهدافه بقذائف مدفعية، وقصف جوي تركي طال محيطهما مما استوجب الكوادر الطبية على المغادرة مؤقتا.
تعرض مستوصف في قريتي عين ديوار في ريف المالكية / ديريك لعدة هجمات من قبل القوات التركية، حيث تم قصف النقطة الطبية، إضافة إلى مدرسة ومنازل بقذائف مدفعية، وهاون، على رغم خلو المنطقة كليا من أي نقاط أو قواعد عسكرية أو تمركز لآليات عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية.
وبنفس التاريخ سقط صاروخان على مستوصف قرية ديرنا آغي، في ريف ديريك.
تسبب القصف لتوقف العمل في تلك المراكز الطبية.
كما وتعرضت مدرسة قرية قصر الديب لقصف مدفعي حيث سقطت قذيفتان إحداهما في ساحة المدرسة والثانية في مبنى المدرسة وتسبب في هدم لأجزاء من الجدار وإحداث فجوة فيه، وذلك رغم غياب أي نقاط عسكرية في القرية أو في أماكن قريبة من المدرسة.
بتاريخ 12 تشرين الأول أكتوبر:
استهدفت طائرات حربية تركية “مشفى روج” في مدينة رأس العين سريه كانيه، وأصبح خارج الخدمة مؤقتا، حيث اضطر الكادر الطبي لإيقاف عمله نتيجة القصف، في الساعة ال 07.00 بتاريخ 12 تشرين الأول، والذي أدى لإصابة 4 مدنيين بجروح، كما وتم استهداف سيارة إسعاف عائدة للمشفى.
“جميلة حمي” الإدارية في منظمة “الهلال الأحمر الكردي” قالت في شهادتها: “اضطررنا نتيجة استهداف المشفى الانتقال في عملنا إلى المنازل المجاورة، وقمنا بإقامة عدة نقاطة طبية ميدانية، لم يعد بإمكان سيارات الإسعاف الدخول إلى المدينة وإسعاف الجرحى كونها باتت مستهدفة ومعرضة للقصف”.
المشفى تم كذلك استهدفه بتواريخ 17-18-19 أكتوبر، وخرج عن العمل كليا.
تعرض المشفى خلال ساعات المساء ولمرتين متتاليتين للقصف، كافة الأضواء داخل مبنى المشفى أطفأت فيما تضيئها أضواء خارجية، ومع تقدم الوقت ارتفع أصوات الأسلحة وتقترب أكثر منه، تنتشر رائحة البارود الأرجاء، عدة رصاصات أطلقت على نوافذ المشفى وأرضيته امتلأت بقطع الزجاج المنتشرة.
إحدى العاملات في الكادر الطبي الأمريكية الأصل ماري فرانيس روسين قالت:” أثناء العمل على نقل الجرحى إلى مشافي أخرى خارج المدينة يتم استهداف سيارات الإسعاف، لذا ولانعدام المراقبة الطبية اللازمة نظراً لحالة بعض الجرحى الحرجة فقد بعض الجرحى حياتهم قبل أن يتم إنقاذهم”.
تاريخ 12 تشرين الأول أكتوبر:
نفذ مسلحون تابعون لفصيل “أحرار الشرقية” الموالي لتركيا عملية إعدام ميدانية بحق 3 من الطاقم الطبي التابعين لمشفى بلدة سلوك شرقي تل أبيض بعد إيقاف سيارة الإسعاف التي كانوا متوجهين فيها لإنقاذ مصابين قرب الطريق الدولي M4 وتم رمي جثثهم بالصرف الصحي.
والمسعفين الثلاث الذين تم قتلهم هم: ميديا بوزان، هافين خليل الإبراهيم، وسائق سيارة الإسعاف محمد بوزان سيدي.
(خليل محمد) وهو من عائلة “المغدور” محمد بوزان، قال” تلقيت عبر تطبيق المسنجر من هاتف محمد بحدود الساعة 13.00 صباحا، تاريخ 12 أكتوبر رسائل غريبة، قمت بالرد عليها فورا، الرسالة هي “مرحبا، قتلنا محمد…نحن الجيش الحر”، ثم أرسل لي صورة لمحمد وهو ممد على الأرض وعليه دماء تظهر إصابته بطلق ناري”….أضاف “يبدو أنّهم أعدموه، وقبل ذلك طلبوا منه فك قفل جهازه الخليوي، كونه كان مقفلا بكلمة سر”.
استهدف طائرة تركية نقطتين طبيتين جنوب مدينة سري كانيه /رأس العين، تابعة للهلال الأحمر الكردي أصيب سائق أحد سيارات الإسعاف وتضررت سيارات الإسعاف وعلى أثر ذلك تم إخلاء النقطة من الجرحى.
-أصيب 7 مدنيين جراء قصف تركي بقذيفتي مدفعية على المخبز الآلي بالحي الغربي في مدينة القامشلي قامشلو.
09-10-2019
توقف مشفى “تل تمر” الميداني عن الخدمة، نتيجة القصف التركي، حيث سقطت 3 قذائف قرب منطقة المشفى.
فني التمريض “دلو محمد” قال:” أكثر الحالات التي تصل المستشفى حاليا هي شظايا في الساق والرأس واليدين، إضافة لحالات الحروق الكثيرة، وأغلب الحالات تصل إلى المشفى مبتورة الأيدي أو الأرجل”. أضاف” لشدة القصف التركي الذي اقترب من المستشفى، خرج مشفى “تل تمر” الميداني عن الخدمة لساعات عدة حتى منتصف الليل، بسبب الخطورة، لكن رغم ذلك عدنا للعمل لتوافد المزيد من الجرحى..”
10 تشرين الأول أكتوبر:
سقطت قذائف هاون على محيط “مشفى كوباني” في حي “كاني كردان” شرقي مدينة كوباني، مما أدى لتوقف المشفى عن العمل لساعات قبل أن يستأنف عمله. ومشفى كوباني أفتتح في 23 سبتمبر 2016 بدعم “من منظمة أطباء بلا حدود” ويقدم الخدمات الطبية بالمجان.
وفي نفس التاريخ تعرض مشفى “الشهيدة زوزان” العسكري في مدينة كوباني، لقذائف هاون، ومدفعية سقطت اثنان منها على الأقل في ساحة المشفى الواقع في الجهة الغربية لمدينة كوباني، القصف تسبب في توقف جزئي في العمل بالمشفى.
قصف المشافي في كوباني تكرر كذلك بتاريخ 11 أكتوبر، و 18 أكتوبر، حيث سقطت قذيفة هاون على مسافة تقل من 100 متر من مشفى “الأطفال” في المدينة.
10 تشرين الأول أكتوبر:
استهدف الجيش التركيّ بالمدفعيّة الثقيلة محطّة علوك لمياه الشرب في ريف مدينة سرى كانيه (رأس العين). الجيش التركيّ قصف ب 10 قذائف محطّة علوك لمياه الشرب، سقطت منها 3 في صالة الضخّ وأصابت خطوط التغذية بالطاقة الكهربائيّة، الأمر الذي أدّى إلى خروج المحطّة عن الخدمة.
أهمية المحطة:
تغذي محطة علوك مدن الحسكة وتل تمر وريفهما مروراً بقرى سرى كانيه بمياه الشرب، وهي المصدر الوحيد للمياه في هاتين المدينتين حيث لا تصلح مياهها الجوفية للشرب، وتعتبر أهم المحطات على مستوى محافظة الحسكة برمتها نظراً لنوعية المياه فيها.
محطة “علوك” التي تقع في ريف سرى كانيه هي المحطة الرئيسية لتوزيع المياه، وتضم 14 بئراً للمياه في محطة علوك من أصل 30 بئراً، وهو ما يمثل 40 % من طاقة المحطة الإنتاجية.
الرئيس المشترك لبلدية الشعب في تل تمر محمد خلو حذر من حدوث كارثة إنسانية في حال لم يتوقف جيش الاحتلال التركي عن قصف المنطقة، وناشد الأمم المتحدة بالتدخل السريع والاطلاع على أوضاع الشعب في المدينة. ونوه خلو إلى أنّ المياه مقطوعة عن مدينة تل تمر منذ يومين، فيما طاقات البلدية لا تكفي لتأمين المياه لأكثر من عشرين ألف عائلة يقطنون في المدينة بعد أن نزح إليها أهالي مدينة سرى كانيه.
وقال خلو إنّ حوالي مليوني شخص يعيشون في مناطق تل تمر والحسكة والهول والشدادي، ويعتمدون بشكل أساسي على المياه من محطة علوك.
11-10-2019:
تعرض الكادر الطبي التابع لهيئة الصحة في إقليم الجزيرة، للقصف من طائرات تركية أثناء محاولتهم نقل الجرحى المدنيين من مدينة رأس العين سرى كانيه بسيارات إسعاف. القصف تسبب في إصابة المسعف “هايل الصالح” العمر 25 عاماً، بجروح بليغة توفي على أثرها في 17 أكتوبر في مشفى الشدادي، متأثراً بجراح أصيب بها بالقصف كما وأصيب ثلاث آخرون من الفريق الصحي بجروح متفاوتة.
16-10-2019:
دمر الجيش التركي جسر “عون دادات” شمال مدينة منبج، والواصل بين مدينة منبج، ومدينة جرابلس الخاضعة لسيطرة المسلحين المدعومين من انقره.
ويعد جسر عون دادات المعبر الرئيسي بين ريف منبج الشمالي والمدينة، لعرقلة تنتقل المدنيين إلى مدينة منبج.
03-10-2019:
استهدفت طائرات تركية مسيرة سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الكردي في محور القاسمية، في منطقة ديريك المالكية التابعة لمحافظة الحسكة، وتسبب القصف في أضرار في السيارة وإصابة أحد أفراد الطاقم الطبي بجروح.
04-10-2019:
استهدف مسلحون تابعة لتركيا ضمن “الجيش الوطني” سيارات تابعة لمنظمة فري بورما رينجر “free Burma rangers” الأمريكية بين قريتي الرشيدية والقاسمية بناحية تل تمر، غربي القامشلي قامشلو ما أدى إلى مقتل أحد أعضاء المنظمة “زاو سينك” لحياته العمر 37 عاما، ويحمل جنسية تايلندية، وهو من بورما في جنوب شرق آسيا، وكان يعمل مصورا في المنظمة، كما أصيب منسق عراقي ضمن فريق المنظمة واسمه محمد.
وقال المنسق محمد “مهمتنا هي إسعاف المدنيين وكافة المصابين جراء الحرب، ونحن منظمة إنسانية، عند ذهابنا إلى النقاط الأمامية في قرية العزيزية، لإسعاف الجرحى تم استهدافنا بقذائف الهاون ولم يتوقفوا عن قصفنا، رغم أنّ السيارات التابعة لنا كانت تحمل علم الصليب الأحمر، إلا أنّ القصف استهدفنا مباشرة وعلى أثرها قتل أحد رفاقنا في الفريق وهو تايلندي”.
09-10-2019:
استهدف المسلحون الذين تدعمهم تركيا سيارة إسعاف تابعة لمنظمة الألمانية الشريكة CADUS e.V بقذائف هاون، وإطلاق نار في الطريق جنوب بلدة تل تمر، مما أدى لإصابة أحد المسعفين بجروح.
حجم الخسائر الاقتصادية التي لحقت بالمنطقة جرّاء الهجوم التركي في 09-10-2019
الأضرار الزراعية للهجمات التركية:
مساحة الأراضي الزراعية الموجودة في تل أبيض تقدر ب (4,750,000) دونم وفي رأس العين (1,440,000) دونم.
الصوامع:
الصوامع الموجودة في المناطق التي تعرضت للهجمات، والكميات الموجودة فيها والتي تعرضت جميعها للسرقة:
1 صومعة دهليز في تل أبيض كانت تحتوي على 700 طن (سبعمائة طن) من مادة القمح و21,000 طن (واحد وعشرون ألف طن) من الشعير.
2 صومعة الصخيرات في تل أبيض والتي كانت تحتوي أيضاً على مطحنة كان يوجد فيها 11,700 طن (إحدى عشر ألفاً وسبعمائة طن) من القمح.
3 كمية البذار المُعقّمة في تل أبيض 800 طن (ثمانمائة طن) من البذار.
4 صومعة عالية كان يوجد فيها 15,000 طن (خمسة عشر ألف طن) من القمح.
5 صويمعات السفح كانت تحتوي على 9,000 طن (تسعة آلاف طن) من القمح.
6 صوامع مبروكة كان يوجد فيها 1,500 طن (ألف وخمسمائة طن) من القمح المغربل والمحضّر للبذار.
7 مجموع محصول الشعير الموجود في صوامع السفح ومبروكة هو 12,000 طن (اثنا عشر ألف طن) من الشعير.
المجموع الكامل للقمح في صوامع منطقتي رأس العين وتل أبيض (42,700 طن) و (2,300) طن من البذار.
المجموع الكامل للشعير الموجود في رأس العين، تل أبيض (33,000) طن.
القطن المسروق في رأس العين من صوامع السفح (2,600) طن.
الأسمدة:
الأسمدة الموجودة في منطقتي رأس العين، تل أبيض والتي تعرضت جميعها للسرقة كانت 3200 طن.
الثروة الحيوانية:
المجموع الكلي للثروة الحيوانية التي تعرضت للسرقة في منطقتي رأس العين، تل أبيض 278,370 ألف رأس من الماشية.
المحلات التجارية والصناعية التي تعرضت للسرقة في منطقة تل أبيض يُقدّر عدد المحلات من 700 إلى 1000 محل وهي مقسمة كالآتي 300 قيد صناعي و57 قيد تجاري والباقي تعتبر عامة. وفي رأس العين يقدر عدد المحلات 1200 محل، وهي مقسمة كالآتي 500 قيد تجاري، و500 قيد صناعي، والباقي تعتبر عامة.
الأفران:
عدد الأفران في رأس العين، 12 فرن، وبالنسبة لعدد الأفران الموجودة في تل أبيض 17 فرن، ما بين الأفران الخاصة والعامة، وهذه الأفران كانت تقوم بخبز ما يُقدّر ب 400 طن من الطحين أسبوعياً. جميعها سُرقت. بالإضافة لنهب وسرقة 131معملاً.
توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في مدينة تل أبيض منذ أكتوبر 2019
توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في مدينة رأس العين منذ أكتوبر 2019
المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا
[1]