إقليم جنوب كوردستان و العولمة و تطورات المنطقة -2- القيادة الكوردستانية و أخطاء إستراتيجية
د. مهدي كاكه يي
إن الكتابة المتكاملة عن إقليم جنوب كوردستان و العوامل الذاتية و الإقليمية و العالمية التي تتحكم فيه، تحتاج الى سلسلة طويلة من المقالات، حيث لا يسنح الوقت لي بالقيام بها في الوقت الحاضر، إلا أنني منذ عدة سنوات بدأتُ أكتب عن الموضوع في دفتر خصصتُه لهذا الغرض، حيث سأقوم بنشرها في فرصة سانحة لأضعها في متناول القارئ الكريم، و خاصة الجيل الناشئ. كما أود أن أشير الى أنني قد نشرتُ سلسلة من المقالات التي تخص الموضوع الذي نحن بصدده تحت عنوان (التحديات التي يواجهها شعب كوردستان و التصدي لها)، حيث يمكن العثور عليها في الإنترنت. في هذا القسم سأتناول الأخطاء الإستراتيجية التي ترتكبها القيادة الكوردستانية في جنوب كوردستان.
هنا لا أريد التحدث عن المعوقات الكبيرة التي تقف في طريق تحرر شعب كوردستان و بناء دولته المستقلة على أرضه التأريخية، حيث أنها معروفة، إلا أنني أود هنا أن أقول بأن شعب كوردستان بحاجة الى نضال إستثنائي و عمل جبار بسبب التحديات الخطيرة التي يواجهها لينجح في التغلب على المعوقات الكبيرة التي تقف في طريق تحرره، حيث أن بلاده مقسمة و جغرافيتها تنكمش مع مرور الزمن بسبب تعرضها للتعريب و التفريس و التتريك منذ زمن طويل و شعبه يتعرض أيضاً للتعريب و التفريس و التتريك و الذي أدى الى إنسلاخ الملايين من الكورد عن قوميتهم و أصبحوا الآن عرباً و أتراكاً و فُرساً، بالإضافة الى حرمانه من أن تكون له لغة مشتركة تجمعهم و توحّدهم و قيام المحتلين بطمس هويته و تأريخه و تراثه و التسبب في معاناته الناتجة عن الجهل و التخلف و الفقر و المرض، رغم ثراء وطنه الذي يؤهله أن يلتحق بالشعوب المتقدمة. لذلك يحتاج شعب كوردستان الى توحيد كلمته و صفوفه و الى التخطيط و وضع إستراتيجية صائبة و تكتيكات مدروسة و أن تقوده قيادة سياسية مخلصة و محنكة و عصرية، تؤمن بتوحيد شعب كوردستان و وطنه و تعمل بثبات لتحقيق هذا الهدف. كما أن الظروف الصعبة التي يواجهها الشعب الكوردستاني لا تتحمل المزيد من الأخطاء و الهفوات و الإنتكاسات و الهزائم و المآسي و الإبادة. من حُسن حظ الشعب الكوردستاني أن الدنيا قد تغيّرت و إنفتح العالم على نفسه من خلال الثورة الكبرى للإتصالات و نقل المعلومات و تواصل الأفراد و المجتمعات و الشعوب مع بعضها. هذا الإنفتاح العالمي سيُسهّل نضال الشعب الكوردستاني الى حد كبير لتحقيق حريته و كرامته و إكتشاف ذاته و هويته و ثقافته و تراثه.
ها مضت الآن أكثر من 19 عاماً على تسلّم الكوردستانيين السلطة في إقليم جنوب كوردستان و كان ينبغي أن تقوم حكومة الإقليم بإنجاز أعمال و مشاريع إستراتيجية نوعية لتأمين تحررشعب كوردستان و ضمان مستقبل أجياله. من الأعمال المهمة التي تستوجب إنجازها من قِبل حكومة جنوب كوردستان هي إيجاد لغة كوردية مشتركة و تطويرها و نشر الثقافة الكوردية الأصيلة و الوعي القومي المنفتح و كتابة تأريخ الشعب الكوردي بشكل علمي و موضوعي لإطلاع الأجيال الكوردستانية على تأريخها العريق الذي تم طمسه و تشويهه من قِبل محتلي كوردستان و تحقيق الإستقلال السياسي و الإقتصادي و الأمني و ذلك من خلال توفير شروط الأمن الوطني الكوردستاني بالإعتماد على النفس في إنتاج المواد الغذائية و الملابس و الطاقة و حماية الإقليم و بناء البُنية التحتية للإقليم و جعله كخلية نحل يعمل فيها مواطنو كوردستان بجدّ و بعزيمة قوية لبناء كوردستان و توفير حياة حرة كريمة مرفّهة لشعبها بعد المعاناة و الإضطهاد و القهر و التخلف و شظف العيش التي واجهها سكان الإقليم في الماضي. من المُحزن جداً أن حكومة جنوب كوردستان لم تعمل على تحقيق هذه الأهداف الإستراتيجية التي هي من المتطلبات الرئيسة لبقاء الحكم الكوردستاني في الإقليم و إستمراره و ديمومته. بدون تحقيق هذه الشروط سينهار الحكم الكوردستاني بكل تأكيد و هو مُحاصَر من قِبل الدول المحتلة لكوردستان.
القيادة الكوردستانية تغرس الفكر التقسيمي في نفوس الشعب الكوردستاني من خلال سياساتها و وسائل إعلامها و مناهج تعليمها و بذلك تعمل على زرع روح الإستسلام في نفوس الكوردستانيين و القبول بواقع الإحتلال و التجزئة و إستمراريّة عمليات التعريب و التتريك و التفريس للشعب الكوردي و لأرضه. إن نتائج محاولة القيادة الكوردستانية لتدجين الشعب الكوردستاني و تلقينه بأفكار إنهزامية و تقسيمية و إبعاده عن الفكر القومي التحرري المنفتح، ستكون كارثية على وجود و مستقبل هذا الشعب العريق لأن تربية و غرس روح اليأس و الإستسلام في نفوس الأجيال الكوردستانية بقبول واقع الإحتلال و التقسيم سيؤدي الى هزيمة الشعب الكوردستاني بدون إبداء أية مقاومة أو رفض لواقعه المأساوي، إلا من حُسن حظ شعب كوردستان أنه يعيش اليوم في عصر العولمة و الذي يُقلل كثيراً من تأثيرات السياسة التقسيمية الإنهزامية للقيادة الكوردستانية في الإقليم لفرض مشروعية إحتلال كوردستان على شعب كوردستان و قبوله للإحتلال و بذلك سيمضي الشعب الكوردستاني في طريقه الى حيث حريته و إستقلال بلاده و اللذين سيتحققان بكل تأكيد و أن عامل الوقت فقط هو الذي يحدد بزوغ شمس كوردستان.
القيادة الكوردستانية في الإقليم عملت و لا زالت تعمل جاهدةً في ترتيب البيت العراقي و التوافق بين الكتل السياسية العراقية. إنها تعمل بكل سذاجة من أجل تقوية الحكم في بغداد لتتمكن الحكومة العراقية قمع الشعب الكوردستاني من جديد. الحكومة العراقية الآن ضعيفة جداً و الوضع السياسي غير مستقر في العراق، و مع ذلك تقوم حكومة بغداد بتعريب المناطق الكوردستانية المسلوخة من الإقليم علناً و القيادة الكوردستانية تتفرج على الوضع. ما دُمنا نتحدث عن المناطق المستقطعة من كوردستان، هناك أخبار عن إرسال قوات البيشمەركه الى خانقين لحماية السكان الكورد في كل من جلولاء و قزربات و قرەتبه من القتل و الإرهاب و الترحيل و منع تعريب المنطقة (إنهم غير معنيين بقضاء مندلي و شارەبان و بدره و جسان!). في رأيي أن هذا التحرك ما هو إلا مناورة من حكومة الإقليم للضغط على حكومة المالكي لتلبية مطالب أخرى لا علاقة لها بالمناطق الكوردستانية المسلوخة، مثل الموافقة على دفع رواتب البيشمەركه من قِبل الحكومة العراقية و غيرها و هذه المناورة هي أيضاً عرض عضلات لإمتصاص النقمة الشعبية، و إلا لماذا إنتظرت القيادة الكوردستانية منذ سنة 2003 الى الآن وهي ترى أن المناطق المسلوخة يتم تعريبها و المواطنين الكورد يُقتلون و يُهجّرون؟ لماذا وافقت القيادة الكوردستانية على قدوم الجيش العراقي الى مناطق جلولاء و قزربات و قرەتبه و السيطرة عليها و تركتْ القوات الكوردستانية المنطقة؟ إذا كانت حكومة الإقليم صادقة و جادة في مسعاها فلماذا لا تقدْم على إسترجاع المناطق المستقطعة و إعادتها إدارياً بشكل رسمي الى الإقليم في الوقت الذي فيه الحكومة العراقية ضعيفة و تواجه مشاكل عويصة و كثيرة بحيث أنها عاجزة عن القيام بأي عمل مضاد. قلتُ بأن الحكومة العراقية ضعيفة و مع ذلك تقوم بتعريب مناطق كوردستانية و لا تُلبي مطالب الشعب الكوردستاني العادلة، و هنا أتساءل كيف تتعامل الحكومة العراقية مع حقوق شعب كوردستان إذا أصبحت قوية و إستقرت الأوضاع في العراق! ينبغي أن تعرف القيادة الكوردستانية بأن العراق، ككيان سياسي هو كيان ميّت لا يمكن إعادة الحياة إليه من جديد. منذ تأسيس الدولة العراقية الى سنة 2003، حيث تحرر العراق، عاش العرب الشيعة و العرب السُنّة و الكورد ضمن الكيان العراقي عن طريق القوة و الإرهاب و القمع و القتل و خلال عُمر الكيان السياسي العراقي لم تستطع مكوناته أن تكوّن لنفسها ثقافة مشتركة و مصير مشترك و لم تجد لنفسها مصالح مشتركة لتتمكن التواصل مع البعض و تستمر في عيشها المشترك لأسباب عديدة لا مجال هنا للحديث عنها، إلا أنه يمكن الحصول على مزيد من المعلومات حول هذه الأسباب و بشكل مفصل من خلال الإطلاع على الرابط رقم 1، 2، 3. لذلك على القيادة الكوردستانية أن تخطط لمستقبل شعب كوردستان إنطلاقاً من هذا الواقع و إستناداً الى هذا الأساس، بدلاً من محاولة إعادة الحياة لعراقٍ ميّت من المستحيل إحياؤه و على سكان الإقليم أن يُهئ نفسه لإستقبال الولادة الرسمية لكوردستانه.
خلال الحكم الكوردستاني الطويل نسبياً لإقليم الجنوب، كان من الواجب أن تقوم حكومة إقليم جنوب كوردستان بالمبادرة الى إيجاد لغة كوردية موحدة توحّد الشعب الكوردي في كافة أنحاء كوردستان و في المهجر (حول موضوع إيجاد لغة كوردية مشتركة، يمكن الإطلاع على الرابط رقم 4، 5، 6 الذي يضم ثلاث مقالات منشورة لي حول هذا الموضوع). حكومة كوردستان ليست فقط لم تُبادر الى القيام بهذا العمل التأريخي على نطاق الأمة الكوردية بأسرها، بل قسّمت اللغة الكوردية ضمن إقليم جنوب كوردستان الذي تحكمه، حيث أن اللهجة الكرمانجية الشمالية (البهدينانية) هي المتداولة رسمياً في المناطق التي هي تحت سيطرة الحزب الديمقراطي الكوردستاني و يتم إستخدام الحروف اللاتينية في الكتابة بهذه اللهجة، بينما في المناطق التي تقع تحت نفوذ الإتحاد الوطني الكوردستاني، اللهجة الكرمانجية الجنوبية (السورانية) هي المستخدمة رسمياً و تتم كتابتها بالحروف الآرامية (العربية). هذا العمل الخطير، غير المسئول هو عمل يُهدد وجود الشعب الكوردي و الذي لم تقم به حتى الحكومات العروبية التي تعاقبت على حكم العراق. لم تكتفِ حكومة كوردستان بتكريس هاتين اللهجتَين في الإقليم بدلاً من لغة كوردية موحدة، بل نقل الحزبان الحاكمان تنافسهما على النفوذ و السلطة في المناطق الكوردستانية المسلوخة، مثل كركوك و خانقين الى مجال اللغة و التعليم و ذلك عن طريق فتح المدارس في هذه المناطق من قِبل الحزبَين، كلاً على إنفراد، حيث يكون التعليم باللهجة الكرمانجية الشمالية في المدارس التي يتم فتحها و الإشراف عليها من قِبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني، بينما المدارس التي يتم فتحها و الإشراف عليها من قِبل الإتحاد الوطني الكوردستاني تكون لغة التعليم فيها باللهجة الكرمانجية الجنوبية. إنها أمر خطير جداً و مأساة حقيقية و جريمة كبرى بحق الأمة الكوردية. ما دمنا نتحدث عن اللغة الكوردية، أشير هنا أيضاً بأن معظم الكتب و المخاطبات الرسمية في الإقليم لا زالت تُكتب باللغة العربية، و خاصة في محافظتَي دهوك و أربيل اللتين تحت نفوذ الحزب الديمقراطي الكوردستاني. كما أن الكتب و المراسلات الرسمية المكتوبة بالكوردية مليئة بالمفردات العربية، رغم وجود كلمات كوردية كثيرة مرادفة للكلمات العربية المستعملة، كما أن كتابات الكتب و المراسلات الرسمية المكتوبة بالكوردية هي كتابات ركيكة.
لِنقارن حكومة كوردستان بالحكومة الإسرائيلية في موضوع اللغة المشتركة للشعبَين الكوردستاني و الإسرائيلي. عند المقارنة، علينا أن نأخذ بنظر الإعتبار الفرق الزمني الذي هو 63 عاماً الذي يفصل بين التجربة الكوردستانية و الإسرائيلية، حيث تم تأسيس إسرائيل قبل 63 عاماً و حينئذ بدؤوا بإيجاد لغة مشتركة للشعب الإسرائيلي، بينما نحن الآن دخلنا العقد الثاني من القرن الحادي و العشرين، حيث التجربة الكوردستانية. الإسرائيليون كوّنوا لغة مشتركة لهم بالرغم من أن الكثيرين منهم هاجروا الى إسرائيل من مختلف بقاع العالم، من ألمانيا و أمريكا و بولندا و روسيا و العراق و إيران و كوردستان و المغرب و غيرها من البلدان، حيث كان الشعب الإسرائيلي هجيناً عجيباّ من اللغات و الثقافات و كان الرابط الوحيد الذي كان يربطهم هو رابط الدين و الهدف و المصير المشترك و المصالح المشتركة. رغم هذه الإختلافات اللغوية و الثقافية، نجح الإسرائيليون في إيجاد لغة مشتركة لهم وحّدتهم. الكورد يعيشون في وطنهم و تجمعهم اللغة و الثقافة و الهدف و المصير و المصالح و يعيشون في القرن الحادي و العشرين و مع ذلك بدلاً من إيجاد لغة مشتركة تجمع الشعب الكوردي حولها، يتم تداول لهجتَين رسمياً في إقليم جنوب كوردستان الذي قد تحرر نسبياً، بدلاً من خلق لغة واحدة تجمع شمل الكورد. هذا يُثبت بأن القيادة الإسرائيلية كانت قبل 63 عاماً أكفأ و أخلص بكثير من القيادة الكوردستانية الحالية.
رغم مرور 19 عاماً على تسلّم الكوردستانيين الحكم في الإقليم فأن المناهج الدراسية هي نفسها كما كانت في زمن الحكم البعثي البائد. الفرق الوحيد هو ترجمة المناهج من اللغة العربية الى الكوردية و حذف المواضيع التي كانت تُمجّد الدكتاتور صدام حسين و حزبه و إضافة التمجيد المُبالَغ للرموز الكوردية الى حد التقديس، كما تفعلها عادةً الحكومات الدكتاتورية الشمولية. المناهج التعليمية في مدارس و جامعات الإقليم رديئة، متأخرة بشكل كبير عن المناهج الغربية المتقدمة. كما أن المستوى العلمي و الثقافي لمعظم المُعلمين و المُدرّسين و أساتذة الجامعات هو مستواً متردّي، غير مؤهل لتزويد التلاميذ و الطلاب بالمعلومات الجيدة و الكافية لتأمين نجاحهم في حياتهم العملية. البحث العلمي بدوره سئ و إنتاج البحث العلمي الكمّي و النوعي قليل و ذو مستواً واطئ، عاجز عن مواكبة التقدم العلمي و تطوير الإقليم. السبب الرئيس لهذا التدني في مستوى المعلمين و المدرسين و أساتذة الجامعات و المناهج الدراسية، هو الإعتماد على الإنتساب الحزبي و المحسوبية في التعيينات الوظيفية و الذي يقود الى عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب بالإعتماد على الكفاءة و الجدارة و الخبرة و الإختصاص. أعرف كثيراً من الأشخاص الذين يُدرّسون مواضيع هي ليست من إختصاصاتهم. كما أعرف العديد من المُعلمين و المُدرسين الذين يُدرّسون اللغة الكوردية بالرغم من عدم إلّمامهم الجيد بهذه اللغة و هكذا بالنسبة للمواضيع الأخرى. كما أن الجو السياسي في الإقليم و إرتباط العاملين في السلك التعليمي و كذلك الطلاب بالأحزاب و إنشغالهم بها و الظروف المعيشية الصعبة، هي أسباب أخرى مهمة لرداءة مستوى التعليم في الإقليم.
تنبغي الإشارة الى نقطة مهمة أخرى في مجال التعليم وهي أن حكومة الإقليم تفسح المجال للكفاءات العربية العراقية في العمل في الجامعات الكوردستانية، بينما تمتنع عن الإستفادة من الأكاديميين الكورد في هذا المجال. هذا العمل لا يخدم شعب كوردستان، و خاصة أن هناك أعداداً كبيرة من الكفاءات الكوردستانية في مختلف الإختصاصات و التي تكفي لتحمل أعباء التدريس و البحث العلمي. هنا لا أنظر الى الأمر من منطلق قومي عنصري، بل من الواجب إحتضان الكفاءات الكوردستانية أولاً و ثم القيام بإستغلال الكفاءات العراقية لسد النقص الذي قد يحصل في مجال التعليم الجامعي و البحث العلمي. في حالة وجود حاجة الى الأكاديميين في الجامعات الكوردستانية، أرى أنه من مصلحة شعب كوردستان إستقدام علماء و باحثين غربيين للقيام بمهمة التدريس و البحث العلمي، لما يتمتعون به من كفاءة و خبرة و علم، بعكس العراقيين الذين، بشكل عام غير كفوئين بسبب الظروف السياسية التي عاشوا في ظلها في العراق لفترة طويلة، حيث عاشوا في أجواء من القمع و العنف و الإرهاب و السجون و التعذيب و الحروب و الجوع و المرض و عسكرة المجتمع. لهذه الأسباب تدهور المستوى التعليمي في العراق بشكل خطير و الوضع التعليمي في العراق يحتاج الى جهود كبيرة و فترة زمنية طويلة للنهوض به و رفع مستواه. أعتقد بأن أحد الأسباب الرئيسة التي تدفع الحكومة الكوردستانية الى تفضيل العرب على الكوردستانيين في سلك التعليم العالي هو أن الحكومة لا تريد عودة الأكاديميين الكوردستانيين في المهجر، و خاصة الذين يعيشون في الدول الغربية المتقدمة لأنها ترى أن هؤلاء سيُشكلون خطراً على حكمهم من خلال نشر الفكر القومي الكوردي و ضرورة رفع شعار إستقلال كوردستان، بالإضافة الى نشرهم للمبادئ و الأفكار الديمقراطية و الحريات الشخصية و حقوق الإنسان و قضايا البيئة و غيرها. كما أن حكومة الإقليم لا تُحبّذ أيضاً عودة الأشخاص غير الأكاديميين للإستقرار في الإقليم لتأثيرهم على المجتمع الكوردستاني، حيث أنهم يعيشون في الغرب في ظل نظام القانون و المؤسسات و لهم معلومات جيدة في مجال الديمقرطية و الحريات و حقوق الإنسان و حقوق المرأة و الطفل و غيرها و الذين بدورهم سيؤثرون على المجتمع الكوردستاني، من خلال نشر الأفكار التي تعلموها في الغرب.
http://www.wattan4all.org/wesima_articles/articles-20060208-11132.html .1
http://www.rojava.net/MehdiKakayi.08.08.2008.htm 2.
3. http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=55502
4. http://gilgamish.org/viewarticle.php?id=language-20061110-284
5. http://gilgamish.org/viewarticle.php?id=language-20061116-310
6. http://gilgamish.org/viewarticle.php?id=language-20070824-3394
mahdi_kakei@hotmail.com
[1]