رحّب المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب تنظيم داعش الارهابي (يونيتاد)، كريستيان ريتشر، بالحكم الذي يمثل علامةً بارزةً ضد أحد أعضاء تنظيم داعش الارهابي المدعو طه الج (Taha Al-J) في مدينة فرانكفورت عن جريمة الإبادة الجماعية.
وصرّح المستشار الخاص قائلاً: إنّ هذه الإدانة تمثل معلماً مهماً في الجهود العالمية الرامية لتحقيق المساءلة عن الجرائم الدولية التي إرتكبها تنظيم داعش الارهابي، وبشكل خاص لتحقيق العدالة للضحايا والناجين عن الأعمال المروعة التي إرتُكبت ضد المجتمع الأيزيدي، وفي سابقةً قضائية نرى هذه الجرائم تصنف حسب طبيعتها: إبادةٌ جماعية. وبرغم أنّ الضحايا انتظروا فترة طويلة بالفعل، لكنّ هذا الأمر يحيي الأمل بما يمكن تحقيقه. وأود الإشادة بجهود مكتب المدعي العام الاتحادي الألماني وكافة المدعين العامين الوطنيين الذين يعملون من أجل تحقيق هذا الهدف النهائي المتمثل في السعي نحو المساءلة وتحقيق العدالة .
واضاف: تمت إدانة المدعو طه الج. (Taha Al-J) بإرتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية من قبَل المحكمة الاقليمية العليا بعد محاكمة استمرت لمدة 19 شهراً في مدينة فرانكفورت في المانيا، ويأتي ذلك بعد إدانة زوجته الألمانية، جينيفر دبليو (Jennifer W) في مدينة ميونيخ في وقت سابق من هذا العام بإرتكابها جرائم ضد الإنسانية، واستمعت المحكمة في هذه الدعوى إلى دور طه الج (Taha Al-J) في استرقاقه لإمرأة أيزيدية وابنتها في مدينة الفلوجة ووفاة الفتاة بعد ذلك نتيجة قيام طه الج (Taha Al-J) بتكبيلها في الخارج في درجة حرارة تزيد عن 50 درجة مئوية.
وأنهى فريق التحقيق يونيتاد مؤخراً تحقيقاً هيكلياً في الجرائم المُرتكبة بحق المجتمع الأيزيدي في شنكال حيث عُرضت نتائجه الأولية على مجلس الأمن في شهر أيار/مايو 2021، مؤكدةً أنّ الفريق وجد أدلة واضحة ومقنعة على أن الجرائم المرتكبة ضد الأيزيديين ترقى إلى كونها إبادة جماعية وهو ما انعكس في الحكم الذي صدر.
ودعم فريق التحقيق يونيتاد في قضية طه الج (Taha Al-J) المدّعين الألمان من خلال الانخراط مع الشهود في العراق وتمكّن الفريق من المساعدة في إثبات التزوير الوارد في الوثائق التي زعمت نجاة الفتاة الأيزيدية المتوفية.
وأردف المستشار الخاص قائلاً: يسعدني تحقّق هذه الإدانة، بدعم من فريق التحقيق يونيتاد، لا سيما أنني شاركت في هذه القضية خلال منصبي السابق كمدعي عام محلي في المانيا، حيث توضّح هذه النتيجة دور الشراكات بين السلطات المحلية وفريق التحقيق والمجتمعات المتضرّرة والمنظمات غير الحكومية في التغلب على العديد من العقبات التي نواجهها لإحقاق العدالة عن جرائم تنظيم داعش.
وشدّد ريتشر كذلك على أنّ الدور الذي لعبه فريق يونيتاد في تلك القضية قد أثبت الرؤى والقيادة العالمية التي أظهرتها حكومة العراق في إنشاء فريق التحقيق ودعم عمله. وسيواصل الفريق العمل مع السلطات العراقية في سبيل دعم المزيد من الملاحقات القضائية لعناصر تنظيم داعش بطريقة تعكس التأثير العميق لجرائمهم على العديد من المجتمعات في العراق. [1]