لقد كانت الأنتصارات التي حققتها قوات بيشمه ركه كوردستان في محاور سد الموصل و مؤخراً في مناطق زمار و ربيعة تلك الأنتصارات التي كانت الولايات المتحدة و أوربا و جميع دول التحالف الدولي تفتخر بها و تعتبرها بداية لأبطال سحر داعش، كون الأخير (قوة لا يمكن قهرها) وأكثر من ذلك أن الدفاع البطولي لمقاتلي غرب كوردستان وأرسال قوات البيشمه ركه لمساعدتهم في كوباني قد أذهل العالم أكثر بالستراتيجية العسكرية التي تم أعتمادها وصياغتها بقيادة الرئيس مسعود بارزاني وأظهر أن مجلس الأمن الوطني لأقليم كوردستان هو تلك المؤسسة الوطنية الكبرى القادرة على تغيير موازين القوى في الحرب ضد الأرهاب وتغيير مسارها لصالح قوات البيشمه ركه، وكان أن دعا البرلمان الأوربي مؤخراً السيد مسرور بارزاني مستشار مجلس الأمن الوطني لأقليم كوردستان ليقدم خطاباً شاملاً أمامه ومن ثم يستمع، عن طريق حوار شامل، الى آرائه بهذا الصدد.. وحول أهمية تلك الزيارة الى البرلمان الأوربي فقد أجرينا هذا الحوار مع السيد ستوران ستيفنسن الرئيس السابق لوفد البرلمان الأوبي الى العراق:
• لقد وجه البرلمان الأوربي مؤخراً دعوة الى السيد مسرور بارزاني مستشار مجلس الأمن الوطني لأقليم كوردستان ليلقى كلمة أمام البرلمان حول ستراتيجية دحر داعش على الأرض .. ترى أية قراءة تحملونها، بأعتباركم عضواً في البرلمان و رئيساً لوفده الى العراق، حول معطيات تلك الزيارة و خطاب مستشار مجلس الأمن الوطني للأقليم داخل البرلمان الأوربي؟
- لقد تمت دعوة مستشار مجلس الأمن الوطني لأقليم كوردستان نيابة عن هذا الأقليم الي يرأسه السيد مسعود بارزاني،
ما يحتم علينا، ومن منطلق وجهة نظر أوربا حيال مسعود بارزاني، أن نمعن النظر في أهمية كلمة السيد مسرور بارزاني، فما أنا متأكد منه تماماً هو أن أوربا تنظر الى مسعود بارزاني من موقع سام و رفيع، بل كانت أوربا تنظر اليه، وإبان كان نوري المالكي رئيساً لمجلس وزراء العراق، بأرفع وأجل من الأخير كون أوربا تدرك جيداً كيف تولى البارزاني الرئاسة في أقليم كوردستان وأن بلاده قد فتحت أبوابها أمام اللاجئين والنازحين وأيواء من يحتاجون الى الأيواء والمساعدة، وتنظر أوربا اليه بعين الأمتنان وتتذكر الأستقبال الذي لقيه المسيحييون من الأقليم عندما كانوا يقمعون في العراق والآن من قبل داعش وكيف أمن أقليم كوردستان الأرضية المناسبة للتعايش بين سائر القوميات والديانات ما يبرهن أن بإمكان أوربا التعامل بسهولة مع البلد الذي يرأسه مسعود بارزاني، أي أن الهدف من دعوة مسرور بارزاني للبرلمان الأوربي لألقاء كلمة أمامه والأستماع اليه ومن ثم مناقشته ومحاورته حول (دولة داعش الأسلامية) هو أمر جلي كون البيشمه ركه قد برهنت أن بإمكانها مواجهة داعش وتم تقديم الأسلحة اليها من قبل الغرب و تمكنت الأستفادة منها بصورة جيدة، وأنها هي القوة الوحيدة في عموم المنطقة، وبما فيها العراق وسوريا، القادرة على أيقاف داعش، لأنه قد تبين أن الجيش العراقي هو ليس موضع الأعتماد عليه والذي ألقى سلاحه في العديد من المناطق عند مواجهته مع داعش و تخلص من ملابسه العسكرية وفر بصورة مضطربة وهو ما دفع بإوربا والغرب اليوم لأرسال مستشارين عسكريين لتدريب الجيش العراقي وإعادة التوازن العسكري في هذه الحرب وقد أمتد فشل الجيش العراقي، ومع الأسف، الى توسع الميليشيات الشيعية، و مساندتها وتسليحها لا بل تمت قيادتها أيضا من قبل القيادة العسكرية الأيرانية، وأصبحت الدول الأوربية والتحالف الدولي تبحث اليوم في صيغة تتمكن من خلالها مساعدة تلك القوات التي تتمكن من مواجهة داعش على الأرض والطريق الوحيد لذلك هو ضرورة توحيد جميع العشائر السنية وتدريبها ومن ثم مواجهة داعش بالتعاون مع قوات البيشمه ركه و قيادة مسعود بارزاني ما يبرر سبب دعوة البرلمان الأوربي لمسرور بارزاني والأستماع الى خطابه في بروكسل.
• لقد أوجدت التجربة الطويلة لمجلس الأمن الوطني لأقليم كوردستان في مقارعة الأرهاب في المنطقة بسبب جغرافية الأقليم والسياسة التي يتبعها لمواجهة الأرهاب، ما ولد جوأ ديمقراطياً وسط هذا الوضع الحافل بالتعقيدات والأرهاب، والسؤال هو مدى دعم الأتحاد الأوربي للأقليم في هذه المهتمة؟
- يتجلى ذلك أكثر فأكثر لدى قادة الغرب ومن ضمنهم أوباما في الولايات المتحدة وكذلك كاميرون و فرانسوا هولاند و أنجيلا ميركل بالرئيس مسعود بارزاني و قيادته الصائبة كأفضل طريق لدحر داعش على الأرض والواضح أن مستشار مجلس الأمن الوطني هو مستشار الرئيس البارزاني المباشر و يشارك في صياغة ستراتيجية الحرب ضد الأرهاب على الأرض، وأن ما تبين حتى الآن هو أن الضربات الجوية التي نفذت بصورة رئيسة من قبل الولايات المتحدة بالتعاون مع بعض الدول الأوربية كان لها دور متميز في محاربة داعش، إلا أنها لا تكفي لدحره فنحن نحتاج الى قوات برية والتي هي الآن تتمثل في قوات البيشمه ركه بقيادة البارزاني الذي لديه تجربة ثرة ولسنوات عديدة في القتال وهو قائد قوى ونتطلع نحن في الغرب أن يقود هو هذه الحرب، فبإمكاننا أن نساعده بضربات جوية و تزويده بالأسلحة غير أننا بحاجة ماسة الى شجاعة البيشمه ركه والقيادة السليمة لمسعود بارزاني كي نتأكد أن بإمكاننا دحر داعش.
• مع كل الأنتصارات التي حققتها قوات البيشمه ركه، لا بد من التساؤل لماذا لم يزود الأتحاد الأوربي هذه القوات بأسلحة ثقيلة وأمكانية مراجعة الأتحاد والغرب لموقفها بعد أستماعها لخطاب السيد مسرور بارزني في توفير الأسلحة الثقيلة لليشمه ركه ؟
- كان ذلك في رأيي السبب الرئيسي لدعوة مسرور بارزاني الى الأتحاد الأوربي وأن الطريق الوحيد لدحر داعش هو تزويد البيشمه ركه تلك الأسلحة المتطورة و دعمها لوجستياً و هناك أحتمال كبير أن ينظر الأتحاد الأوربي الى هذا الطلب بصورة أيجابية وتزويد البيشمه ركه بالأسلحة التي تحتاجها، فنحن في أوربا نتعامل مع الوضع بصورة واقعية و مترددون في أرسال القوات البرية ونأبى ولا نرغب في التورط في حرب محلية أقليمية في العراق إلا أن من الواجب أن نعتبر البيشمه ركه بإنها القوة الوحيدة القادرة على مواجهة داعش و دحره كما أن البيشمه ركه هي بإمس الحاجة الى الأسلحة الحديثة و برأيي أن الغرب سوف يؤمن لها ذلك عندما يجتمع مع البارزاني.
• لقد شرح لكم السيد مسرور بارزاني قيام الحكومة المركزية العراقية بفرض حصار أقتصادي على الأقليم منذ(11) شهراً وقطع حصة الأقليم من الموازنة العامة مع كون البيشمه ركه تحارب أرهابيي داعش في المواقع الأمامية، ترى الى أي مدى يبلغ أستعداد الأتحاد الأوربي للضغط على الحكومة العراقية لأرسال موازنة الأقليم ؟
- المعروف أن العقوبات المفروضة على أقليم كوردستان قد بدأت إبان رئاسة المالكي غير أن الأوضاع قد تغيرت الآن بصورة كبيرة فداعش يسيطر الآن على ثلث الأراضي العراقية و سوف يستمر العبادي في خسارة مناطق أخرى من بلده إلى أن يقتنع بأنه يحتاج الى قوات البيشمه ركه في الأنتصار على داعش و يؤدي بالتالي الى تفكك عموم البلاد بسبب الأزمة التي أوجدها أرهابيو(الدولة الأسلامية) أي أن من المفروض أنهاء هذه العقوبات و تم الأستماع الى خطاب مسرور بارزاني في بروكسل بكل أهتمام و برأيي أن بإمكان البرلمان الأوربي ممارسة مثل هذا الضغط و بقناعتي أن صديقي العزيز ديفيد كامبل الذي يتولى رئاسة الوفد بدلاً عني سوف يمارس هذا الضغط على حكومة حيدر العبادي.
• لقد أوجد مثل هذا العديد الكبير من اللاجئين في الأقليم من أيزديين و مسيحيين و عرب سنة ولاجئ سوريا ثقلاً كبيراً على أقليم كوردستان وقد شرح مسرور بارزاني هذه المسألة للأتحاد الأوربي فهل ترون أية زيادة أوربية للمساعدات الأنسانية الى الأقليم بعد هذا الخطاب .
- كلي أمل أن يشعر الأتحاد الأوربي بذلك و ما قدمه الأقليم من أيواء هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين و النازحين من جميع مناطق العراق وسوريا اليه غير أنه لا يمكننا أن ننتظر منهم و حدهم توفير الغذاء والرعاية الصحية والتربية الى أكثر من(1.5) مليون لاجئ، وقد سبق، خلال فترة رئاستي للوفد، أن طالبت بتقديم مساعدات ودعم مادي أكبر والبين أن الأزمة الراهنة هي أعمق مما كانت عليه قبل(5) سنوات فأقليم كوردستان هو بحاجة ماسة، من المساعدات من مادية وأغذية وعدم أرسال ذلك عن طريق بغداد بل أرسالها الى أربيل بصورة مباشرة و سيكون ذلك بمثبة رسالة رئيسية، وامل أن تكون الدول الأوربية قد أستحمت الى خطاب مسرور بارزاني وتبعث بمساعدات أوفر وأن يفتح مقر التعاون الأوربي قنصلية له في أربيل لأن وجود عدد محدود جداً من موظفيه في مقره المعتمد داخل السفارة البريطانية في بغداد لا يكفي، بل يجب أن يكون مكتبهم في أربيل لكي نتمكن من التعامل مع هذه المسائل بصورة مباشرة.
• لقد أعلن مسرور بارزاني من بروكسل بأنهم لا يعتبرون حزب العمال الكوردستاني (ب.ك.ك) منظمة أرهابية، فهل يؤدي ذلك الى مراجعة الأتحاد الأوربي لمؤقفه و رفع أسمه من قائمة الأرهاب لأنهم يشاركون في محاربة داعش و حماية المدنيين في كوباني؟
- لقد قامت تركيا مؤخراً بفتح حدودها ليتمكن مسلحو ب.ك.ك من الأنتقال عبر حدودها الى سوريا والمشاركة في تلك الحرب و يعتبر ذلك برأيي أشارة الى مرونة الموقف التركي أزاء وآمل أن يصار الى حل هذه المشكلة في أوانها و نريد و نطور نحن أيضاً ضغوطنا لرفع (ب.ك.ك) من تلك القائمة.
• كملة أخيرة؟
- بودي أن أختتم هذا اللقاء بالقول: أنا احمل كل التقدير والأحترام للرئيس البارزاني وأقليم كوردستان الذي تمكن من تأمين ملاذ آمن و مستقر في حين تسود الفوضى والأزمات باقي مناطق العراق وأنتم ما زلتم(محاصرين) من قبل داعش في عدة جبهات وأنتم من يتطلع اليكم العالم في قهر داعش بشجاعة البيشمه ركه وأنقاذ العراق من مخاطر التوجه نحو(دولة فاشلة) و ذلك يبين أن العالم يحمل ثقة تامة بزعامة السيد مسعود بارزاني و بشجاعة الكورد و ننظر اليكم أنتم الكورد بسمو و رفعة و نتطلع أن يقوم الكورد و مسعود بارزاني بهزيمة داعش والأرهاب في العراق.
ترجمة / دارا صديق نورجان.[1]