لماذا لا يستطيع النظام الأسدي العلوي محاربة الشعب الكردي وإدراته
#بيار روباري#
عقدت الأنظمة الإجرامية الأربعة: “النظام الروسي، التركي، الفارسي والأسدي” عشرات اللقاءات وفي عدة مدن روسية، ويمكن لهم عقد (100) مئات اللقاءات الأمنية والعسكرية الأخرى، ويطالب فيها النظام التركي من النظام الأسدي العلوي محاربة الشعب الكردي وإدارته الذاتية وقواته العسكرية “قسد”، فإن ذلك لن يحدث لا اليوم ولا غدآ ولا بعد مئة سنة، ولا داعي للخوف والهلع أيها الكرد وإليكم الأسباب التي تحول دون حدوث ذلك.
السبب الأول:
الجميع يعلم أن العلويين في الكيان السوري المصطنع والغير شرعي مثل الكيان التركي والعراقي أقلية، وأكبر تجمع للهلويين (العلويين) هم في شمال كردستان وأكثريتهم الساحقة من الكرد، والنظام الأسدي يدرك هاتين الحقيقتين. ولهذا رفض ويرفض حتى الأن اللقاء مع “اردوغان” وكليهما قاتلين ومجرمين ودكتاتورين. الأسد يفضل اللقاء مع “كليشدار اوغلو” زعيم حزب الشعب الجمهوري، وهو كردي علوي من ديرسيم، لأن بشار لم يرغب في منح اردوغان ورقة تمكنه من الفوز في الإنتخابات الرئاسية القادمة بعد أقل من عشرين يوم من الأن.
السبب الثاني:
الحاضنة العلوية لنظام الأسد، في عمومها ترفض مقاتلة الشعب الكردي، وذلك لأسباب عدة منها:
1- لا يريدون خلق عدو إضافي لهم داخل البلد.
2- عدم رغبتهم في دفع الشعب الكردي إلى التحالف مع السنة، وإن حدث ذلك سيكون نهاية الحكم لا بل نهاية العلويين كأقلية، وهم يدركون هذه الحقيقة جيدآ.
3- الكرد ميولهم العامة يسارية ويطمحون لدولة مدنية يحكمها القانون وليست الشريعة وهذا يتلاقى مع الميول العلوية العامة برفض الدولة الدينية.
4- العلوين محاطين بالسنة من كل جهة ومناطقهم فقيرة للغاية.
5- العلويين يدركون أن حكم عائلة الأسد الإجرامية ذائل، وبالتالي سيخسرون الحكم عاجلآ أم أجلآ وإن خسرو الشعب الكردي أيضآ، فهذا يهدد مستقبلهم ووجودهم.
السبب الثالث:
الورقة الكردية أهم ورقة يملكها النظام الأسدي ولم يعد يملك سواها بعد (12) أثنى عشر عامآ من الحرب الإجرامية التي شنها ضد الشعب السوري بلا هوادة وبدعم من العصابة الفارسية والروسية.
هو يعلم لولا الورقة الكردية تركيا واردوغان لا يشترونه بفلس واحد. بشار يهدد ليس فقط تركيا بالورقة الكردية، وإنما المعارضة السورية وتحديدآ السنة، وحتى العراق وايران والدول العربية. نعم يهددهم بتقسيم سوريا ومنح الشعب الكردي حقوقه القومية والسياسية، إذا تعرض حكمه للخطر، وحتى مستعد الدخول في مع الشعب الكردي إن قبلوا به، وهذا التحالف يمكن له كسر ظهر السنة إن حدث ليس فقط في سوريا وإنما في شرق المتوسط برمته. لا يمكن للأسد التفريط بالورقة الكردية نهائيآ ما دام هو في السلطة، ولن يحارب الشعب الكردي كما يطالبه الحمقى الأتراك منه منذ عدة أشهر.
السبب الرابع:
الشعب الكردي في غرب كردستان لم يعد بذاك الضعف الذي كانه عليه قبل إندلاع الثورة السورية عام (2011). وبات لدية إدارة سياسية عمرها يقترب من (10) عشرة سنوات، أي بات أكثر تنظيمآ ونضجآ والأن لديه قوات عسكرية وأمنية يبلغ تعدادها حوالي (250.000) مسلح ويملكون خبرة قتالية لا يستهان بها. والإدارة الذاتية لغرب كردستان هي التي تملك النفط، الغاز، الماء، الثروة الزراعة، الثروة الحيوانية وحتى الكهربائية.
هذا إضافة أن الشعب الكردي في غرب كردستان بعد أن ذاق طعم الحرية والإستقلال النسبي، لن يقبل مرة أخرى العودة إلى حظيرة الأسد والبعث المجرم، مهما كلفه الأمر من تضحيات، ولن يقبل بحكم العربان له مرة أخرى.
السبب الخامس:
النظام الأسدي، لم يعد بتلك القوة التي كان عليه قبل إندلاع الثورة السورية السلمية، لا عسكريآ، ولا أمنيآ ولا إقتصاديآ، ولا سياسيآ ولا إجتماعيآ. نسبة 95% من السنة ضده وبشدة، الشعب الكردي 99% ضده، العلويين 70% ضده، هذا إضافة للتركمان ونسبة كبيرة من الدروز. وصموده للأن كان ولا يزال بفضل الفرس وحزب اللات والروس. وأيضآ هو معزول دوليآ وعمليآ بماسبة جثة هامدة، تنتظر إعلان موتها رسميآ ومن ثم دفنها. وكل هذا الهرولة العربية والتتارية نحوه، لا تكاد تكون سوى سيرك تافه ولن يكتب له النجاح، وهو يعلم هذه الحقيقة جيدآ.
السبب السادس:
وجود عشرات ألاف المسلحين السنة الذين يتخامون ريف اللاذقية معقل حاضنة النظام الأسدي، ولذلك همه الأول هو التخلص من تلك الجماعات المتطرفة، فالكرد ليس لديهم مشكلة مع العلويين كطائفة حيث
أكبر تجمع للعلويين هو من الكرد. بينما السنة العرب يعتبرون العلويين أعدائهم، وهذا بدا وضحآ وبشكل جلي في الشعارات التي رفعها اولئك المتطرفين السنة خلال السنوات الماضية.
السبب السابع:
لا يمكن للنظام الأسدي القاتل إتهام الشعب الكردي بالإرهاب، فالعالم الغربي الحر بأسره متحالف معه ويحاربان سويآ الإرهابيين منذ حوالي ثماني سنوات، وقدم الشعب الكردي حوالي (20.000) عشرين الف شهيد من خيرة شبابهم وشاباتهم خلال المعارك ضد تنظيم داعش، الذي كان يدعمه بشار واردوغان كلآ لأسبابه الخاصة. لهذا إن إرتكب حماقة وشن عدوان ضد الشعب الكردي سيلاقي معارضة قوية من الغرب ولن يسكتوا عن ذلك، لا بل لن يسمحوا له من الأساس. وذلك ليس لأجل عيون الكرد أبدآ، وإنما مصالح الغرب تتقاطع مع مصالح الشعب الكردي، ولهذا منعوا تركيا اردوغان من إجتياح شرق الفرات، رغم أن تركيا عضوة في حلف الأطلسي.
السبب الثامن:
أي هجوم على مناطق شرق الفرات برآ وجوآ سيفجر الوضع في المنطقة برمته وحتى الروس يرفضون
مثل هذا السيناريو، وبدليل رفض روسيا تصنيف حزب ( ب ي د) على أنه تنظيم إرهابي، وفتحت له مكتب رسمي في موسكو رغم معارضة الأتراك وغضبهم وزعيقهم العالي.
السبب التاسع:
هو الوجود الأمريكي، البريطاني، الفرنسي العسكري في مناطق الإدارة الذاتية، والنظام الأسدي يحسب لهم الف حساب، ليس فقط بشار بل حتى النظام التركي والروسي والفارسي.
السبب العاشر:
إن النظام الأسدي يدرك جيدآ، أن أي هجوم على الشعب الكردي سيتسبب في حرب قومية طويلة الأمد وستحرق الأخضر واليابس.
طبعآ النظام يرغب في السيطرة على منطقة شرق الفرات بأكملها بسبب غنائها بالثروات الطبيعية، والتي يحتاجها النظام بشدة وخاصة أنه يعاني إقتصاديآ بشكل كبير جدآ لحد الإختناق.
ختامآ، لكل تلك الأسباب التي ذكرناها، لن يشن النظام الأسدي عدوانآ ضد الشعب الكردي في غرب كردستان، لكنه سيقوم بأعمال تخريبية هنا وهناك، وتنفيذ بعض عمليات الإغتيال والتفجير والتجسس على القيادات الكردية لصالح الأتراك لقاء بعض المال، وعمليات حصار للأحياء الكردية في مدينة حلب ومنطقة الشهباء والقرى الروبارية في منطقة أفرين التي مازالت تحت سيطرة المقاتلين الكرد (ي ب ك). ولهذا لا داعي للخوف والهلع.
ثم ما بين النظامين الأسدي والأردوغاني لن تحل بسرعة وسيحتاج لوقت طويل وهناك أمور لن ينتفقوا عليها، ولهذا لن يستطيع بشار تلبية مطالب الطغمة العسكرية والأمنية التركية، والكيان الكردي في غرب كردستان بات حقيقة ولا يمكن القفز فوقه إن شاء الأتراك أم يشأوا. برأي هناك مخرج واحد لحل القضية الكردية والسورية معآ هو التالي:
أولآ، إتفاق الجانب الكردي المتمثل بالإدارة الذاتية والمعارضة السورية المقبولة وهذا لا يشمل جماعة السوركيين كردآ أو عربآ، وتوحيد القوى تحت راية قوات قسد وتشكيل جسم سياسي مكون من الطرف العربي والكردي المتمثل بالإدارة الذاتية.
2- وضع مواد دستورية أساسية تتضمن 25 مادة أساسية تشكل نواة الدستور القادم لسوريا المستقبل.
وأهم هذه البنود الإعتراف بالشعب الكردي رسميآ ودستوريآ كشريك كامل مع الطرف العربي. وتكون سوريا فيدرالية ذات نظام برلماني والإعتراف بإقليم غرب كردستان، واللغة كلغة رسمية وتحافظ قوات قسد على وضعها ضمن الجيش السوري، ويكون إسم الدولة جمهورية سوريا.
3- العمل سويآ على رحيل عصابة الأسد عن الحكم وإحقاق العدالة الإنتقالية، والإنتقال إلى سوريا ديمقراطية، بنظام برلماني مؤلف من غرفتين، الغرفة الأولى يتمثل كل قومية فيها حسب تعدادها، والغرفة الثانية غرفة الشعوب تكون مناصفة بين الكرد والعرب. ويجب أن تكون سوريا القادمة دولة مدنية ويفصل بينها وبين الدين، ويكون رئيس البلاد فخري، وقرار الحرب والسلم بيد مجلس الأمن الخاص بالدولة المؤلف من: “رئيس الدولة، رئيس الحكومة، رئيس البرلمان، رئيس المحكمة العليا، وزير الخارجية والدفاع وجهاز الأمن”. ويتم تقاسم المناصب السيادية مناصفة بين الكرد والعرب. إعتماد اللغتين الكردية والعربية كلغتين رسميتين في كافة الدوائر الفيدرالية، والإعتراف بقوات قسد كقوات لحماية أقليم غرب كردستان بشكل رسمي وفي الدستور.
4- التوقيع على تلك الإتفاقية وإيداعها كوثيقة رسمية لدى الأمم المتحدة والدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن والأمانة لجامعة الدول العربية.
5- يفتح الكيان الجديد مكاتب له في غرب كردستان وأمريكا والقاهرة وباريس ولندن وبرلين وموسكو.
إلى أن يتحقق ذلك وهذا غير في المدى المنظور، علينا ككرد عدم الجولوس والقول لن يحدث شيئ، بل على العكس تمامآ علينا كشعب كردي أن نضع أسوأ الإحتمالات والتحضير لها جيدآ، فلا يمكن الوثوق بأي عدو من أعدائنا وعلى رأسهم النظام التركي الفاشي والنظام الأسدي الغدار والوحشي، وعصابات المعارضة السورية الإسلامية الإرهابية، وتنظيم داعش المتوحش، وملالي طهران الأشرار. حذاري الف حذاري التوقف عن العمل والتجهيز والتحضير والتدريب اليومي. كلما كنا أقوياء سيرتفه ثمن أي عدوان يفكر به الأعداء، ولذلك العدو عندها سيعد للعشرة قبل أن يشن أي عدوان ضدنا كشعب كردي في غرب كردستان وهذا ينطبق أيضآ على بقية أجزاء كردستان.[1]