عفرين تحت الاحتلال (276): اعتقالات تعسفية، قرية استيطانية، حركة دينية متشددة بإشراف تركي، العمشات تقطع الغابات، فوضى ومقتل عنصر تحت التعذيب
إذا كان مقتل شخص مدعوم من جماعات قبيلة موالية لسلطات الاحتلال ومنتمي لإحدى الميليشيات تحت التعذيب في “غرف التحقيق” وإخفاء جثته عشرين يوماً في مشفى عسكري رسمي، بعلم وإشراف الاستخبارات التركية، أمراً عادياً! فكيف كانت الظروف- ولازال- بالنسبة للمعتقلين والمختطفين الكُرد السكّان الأصليين في ظل ممارسات وسياسيات عدائية ممنهجة؟! رغم نشر مئات التقارير عن الاختطاف والاخفاء القسري والاعتقال التعسفي والتعذيب والقتل والابتزاز المادي والمحاكمات الصورية والأحكام الجائرة على خلفيةٍ عنصرية أو سياسية، وعن انتشار السجون السرية، لا يزال المجتمع الدولي صامتاً حيال تلك الانتهاكات والجرائم وغيرها ما يخالف القانون الإنساني الدولي.
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= اعتقالات تعسفية:
– منذ أكثر من تسعة أشهر، المواطن “جيوار حسن مصطفى -30- عاماً” من أهالي قرية “مشاله-مشعلة”-شرّا-شرّان، أثناء عودته من وجهة النزوح حلب إلى منطقته بقصد الهجرة على أوروبا، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، من قبل ميليشيات “الشرطة العسكرية”، ولا يزال قيد الاعتقال التعسفي في سجن راجو السيء الصيت.
– أشرنا في تقريرٍ سابق إلى اعتقال المواطن “شوكت رشيد عطش ونجله “رشيد” من أهالي قرية “شنگيليه”- بلبل بتاريخ #21-11-2023# م وملاحقة آخرين بعد مداهمة عدة منازل في القرية من قبل ميليشيات “الشرطة العسكرية في بلبل”، حيث أفرجت عنهما بعد أيام، فيما اضطّر الشقيقان “خليل -57- عاماً وجميل -50- عاماً ابني محمد عطش” أولاد عم “شوكت” على تسليم نفسيهما، فاقتيدا إلى مركز عفرين، ولازالا قيد الاعتقال التعسفي في سجن “ماراته”، لاسيّما أنّ أبناء القرية المتواجدين وبينهم من عائلة عطش تعرّضوا للانتهاكات والجرائم (الكثير منها موثقة في تقريرنا 177 – #25-12-2021# م) على يد ميليشيات “فرقة الحمزات” المسيطرة على القرية.
– وبتاريخ #24-01-2024# م اعتقلت سلطات الاحتلال المواطن “شيخ منان كيرو -55- عاماً” من ذوي الاحتياجات الخاصة وزوجته “كله-Gulê -48- عاماً” من أهالي قرية “خالتا”- جنديرس، ولا زالا قيد الاعتقال التعسفي.
– وبتاريخ #29-01-2024# م، اعتقل المواطنان “محمد نعسان سليمان -57- عاماً، عبد الرحمن محمد حموش -50- عاماً” من أهالي قرية “كوليان تحتاني”- راجو، من قبل الاستخبارات التركية وميليشيات “الشرطة العسكرية في راجو” ولا زالا مجهولي المصير، في حملةٍ طالت -9- مواطنين، بينهم أربعة نساء، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة؛ وقد أطلقت سراح أربعة منهم بعد فرض غرامات مالية عليهم، وبقي كلٌ من “ريحانه يوسف بنت محمد علي -50- عاماً، مصطفى محمد بكر -33- عاماً، زينب سليمان -20- عاماً” قيد الاعتقال التعسفي في سجن “ماراته” المركزي بعفرين؛ وللتنويه ورد اسم ” علي سليمان بن محمود” بين معتقلي القرية خطأً في تقريرنا السابق (275)- 27-1-2024م، فهو ليس معتقلاً.
= قرية استيطانية جديدة:
منظمة “غزي دستك- Gazze Destek Organization G.D.D، استنبول- تركيا”، أعلنت في مقطع فيديو بصفحتها الفيس بوك- #25-01-2024# م- استمرارها في بناء قرية سكنية لتوطين المستقدمين، على مساحة -15- ألف م2، وتضم -40- منزلاً بمساحة -100- م2 ويتكون من غرفتين ومنافع وحديقة؛ وذلك على أرض زراعية تمّ قلع -325- شجرة زيتون منها، وتمّ شراؤها من المواطن “نبيه مراد” من أهالي بلدة “كفرصفرة”، وتقع بين يلانقوز-جنديرس والبلدة.
= التشدد الديني:
لمعظم المنظمات العاملة في عفرين تحت أسماء إغاثية وإنسانية مساهمات في الحركة الدينية الإسلامية النشطة والمتشددة، برعاية تركية رسمية من خلال رئاسة الشؤون الدينية و وقف الديانت التركي، حيث أنّ:
– منظمة حفظ النعمة – Nima relief organization تعرّف نفسها ب”منظمة إغاثية غير حكومية تأسست عام 2015 وحصلت على ترخيصها على الأراضي التركية في عام 2018م”، ولها مكتب في مدينة الريحانية-هاتاي.
وأنها تركز حالياً على “تلبية الاحتياجات الأساسية لضحايا الحرب في سوريا”، بينما تَرَكّز نشاطها في عفرين على بناء مساجد (عائشة-بلدة شيخ الحديد – آذار 2021م، الفلاح-قرية الصوان الصغير-جقماق صغير– حزيران 2021م، الرحمة-بلدة راجو – حزيران 2021م، عائشة-قرية عبودان– حزيران 2021م، النبي شعيب-قرية علبسكي– أيار 2022م، خاتون-قرية قره بابا– حزيران 2022م، علي بن أبي طالب-مدينة عفرين– آب 2022م، أمّة-قرية كوليان– كانون الأول 2022م، زيتون-قرية جوبان– كانون الأول 2022م، الصالحين-قرية اليتيمة-سيويا– كانون الثاني 2023م، سلمى-قرية مستعشورا– أيار 2023م، الفرقان-قرية عرب شيخو-كمروك – تموز 2023م، التوحيد-قرية خربة روطو– تموز 2023م، دار الأرقم-قرية الحياة– أواخر عام 2023م).
– مولود طبجو مفتي ولاية هاتاي و يوسف كسر المنسق العام ل”رئاسة الشؤون الدينية التركية في غصن الزيتون” حضرا حفلاً لتكريم -625- من طلاب وطالبات معاهد ومدارس تحفيظ القرآن، الذي أقيم من قبل “مديرية الإفتاء والأوقاف والشؤون الدينية في عفرين” التي يديرها “صلاح الدين محمد كرو المنحدر من بلدة كاخري-عفرين”، بتاريخ #17-01-2024# م في “المسجد الشريف-أنور يلدرم” الذي تم بناؤه على النمط العثماني، من قبل “هيئة الإغاثة الإنسانية التركية IHH”، بمساحة طابقية -500-م2، ويضم معهد لتحفيظ القرآن مؤلف من ستة غرف، واستكمل في نيسان 2023م وسط مدينة عفرين، على عقار “كراج جنديرس” السابق والذي كان من ممتلكات المرحوم الدكتور مصطفى نوري طاهر.
– مديرية الإفتاء في عفرين بالتعاون مع إدارة الملف التعليمي، بتاريخ #04-01-2024# م، أقامت “اجتماعاً إدارياً وعلمياً للمدراء والمديرات والمختبرين والمختبرات في منطقة غصن الزيتون”، ل”شرح الخطة التعليمية وآلية العمل”؛ وذلك بإشراف يوسف كسر المنسق العام ل”رئاسة الشؤون الدينية التركية في غصن الزيتون”؛ وهذا يوضح مدى تدخل المؤسسات الدينية في منهاج وعمل المؤسسات التربوية والتعليمية.
= قطع غابات حراجية:
تستمر ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات” في قطع غابات حراجية معمّرة بريف ناحية مابتا-معبطلي، في جبال (حجي -2- دونم بين قريتي “جومزنا، رجا”، حج بريم -1.5- دونم بين قريتي “عجارا، بركا”، عميه -4- دونم غربي قرية “عجارا” بعد فتح طرقات بالتركسات)، وتقوم بتجميع الحطب في ساحة معصرة نشأة وترحيلها بالشاحنات، ولا تسمح للمدنيين بأخذ مخلفات القطع إلّا بيعاً.
= فوضى وفلتان:
مساء الخميس #01-02-2024# م، استنفر حشدٌ من مستقدمي قبيلة الموالي أمام “مشفى عفرين العسكري-إدارة تركية”، بعد أن تبلغوا بوجود جثة المدعو “صطوف المفضي بن متعب– تولد عام 1997م” من عشيرة الغازي فيه، حيث تحدث شخصٌ من مسؤولي المشفى إلى الحضور باللغة التركية – حسب مقطع فيديو متداول – وقال إنّ الجثة وصلتهم في ساعات الليل المتأخرة من قبل أشخاص ملثمين ويعتقد أنهم من “الجيش الحرّ” بعد أن أخبرت الميت (الاستخبارات التركية) المشفى باستلامها، وتجنب الإجابة عن سؤالٍ حول إبقاء الجثة عشرين يوماً في ثلاجة المشفى دون إخبار أحدٍ، والتي ظهر عليها آثار تعفن وتسلخ بالجلد وفق تقرير الطبيب الشرعي، وقال ذوو المتوفي أمام المشفى بأنه قُتل تحت التعذيب وجثته موضوعة في البراد منذ -20- يوماً.
ويوجه أقارب المتوفي تهمة الوقوف وراء القتل إلى “محمد الجاسم-أبو عمشة” متزعم ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات”، لأنه استقدم “صطوف” لمراجعة “الشرطة” للتحقيق (في قضية اختطاف المهندس الكردي “شيخو جميل حاج أحمد زاده”) وتكفّل بحمايته من البداية إلى النهاية، حيث هناك صوتية لأبو عمشة تؤكد على ذلك.
هذا، وفي ذات المساء، وقعت اشتباكات وإطلاق نار عشوائي بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين مسلحي الموالي وميليشيات “العمشات” في حي المحمودية بمدينة عفرين، أدت إلى وقوع إصابات وترويعٍ للمدنيين.
= انتهاكات أخرى:
– صباح الأربعاء #24-01-2024# م، تفاجأ صاحب محل “أزهار حمدوش” في مدينة عفرين القديمة، وهو من أهالي قرية “كمروك”- مابتا-معبطلي، بسرقة دراجة نارية لأحد معارفه كانت مركونة فيه ومبلغ مالي -800- دولار وأشياء أخرى؛ حيث أنّ المحل يقع في نطاق سيطرة ميليشيات “فرقة السلطان مراد”.
– أواسط كانون الثاني 2024م، قامت عناصر الحاجز المسلح قرب قرية “علكه-علكانه”- شرّا-شرّان من جماعة المدعو “أبو إسلام” من ميليشيات “فرقة السلطان مراد”، بإذابة البلاستيك عن كمية كابلات مسروقة من شبكة الكهرباء والاتصالات العامتين لأجل استخراج النحاس منها، أمام أعين المارة.
لاتزال ميليشيات ما يسمى “الجيش الوطني السوري” تمارس سطوتها بتقسيم المنطقة إلى قطاعات عسكرية، وتتنازع فيما بينها على نطاقات النفوذ والمنهوبات والاستيلاء على الممتلكات، وتتقاتل أحياناً، وسط فوضى الانتشار العسكري وحمل السلاح واستخدامه وكذلك الإفلات من العقاب.
في #03-02-2024# م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)[1]