مواقف الاحزاب اليسارية الكوردستانية في ازمات هذه الايام!
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4972 - #01-11-2015# - 00:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
بداية، من هو الحزب الكوردستاني المحسوب على اليسار الان، و باي مقياس يمكن ان نحسبهم على اليسار عمليا او وفق منهجهم النظري المتبنى في المؤتمرات التي تعقد لاختيار القيادة او لتكرر القيادات السباقة بشكل مطلق اساسا، او بتغيير طفيق جدا لعضو و هو من يكون مواليا للقيادة القديمة فقط دون اية ديموقراطية او وجود للراي الاخر او وجهة نظر او موقف مخالف، حفاظا على المسيرة الكلاسيكية و المصالح الشخصية البعيدة عن الحزبية داخليا، وبالتالي التعامل مع الاحداث التي تمر بها المنطقة التي يقيمون فيها و لم ( يناضلوا) الا وفق مصالح شخصية و حزبية ضيقة ايضا يمكنهم من معيشة الملك اينما حلوا .
هناك احزاب تدعي يساريتها سواء كانت بناءا على تاريخها او كما ساروا عليه من الرتابة في العمل و المسيرة و العمل المسلكي وفق النظرة و الفكرالمتزمت للحزب اليساري الكلاسيكي الثابت في عقول القيادات المتلسطة عليهم جميعا، كما شاهدنا في الاحزاب اليسارية العالمية ايام الاتحاد السوفيتي ايضا دون ان يغيروا حتى وقع الفاس في الراس .
هذه الاحزاب التقليدية، يُقاس اخلاص كل كادر حزبي فيهم بناءا على مدى موالاته لهذا القائد العتيد او ذاك، و يعمل في اطار معين ضمن حلقة ما، او يجلس مدللا و ما يسود هو المنسوبية و المحسوبية و ليس النشاط و الجهود و التلائم و العصرنة في تعاملهم مع ما يجري على الارض، اي لم يتكامل عملهم الحزبي استنادا على نظامهم الداخلي في التطبيق بل انه ترك فوق الرفوف و لا نبالع ان قلنا لا يعلم متنها من حتى القيادات في هذه الاحزاب الا نادرا منهم، و يتضمن امور لم يتم البت فيها الا من خلال السفسطة حين المؤتمرات نظريا .
منهم من يعتبرون انفسهم ماركسيين عيار اربع و عشرون، و هناك يعتبرون انفسهم يساريين واقعيين و يمكن ان نقول بانهم ليس لهم صلة باليسار بتاتا، بل يسميهم المراقبون اليسار العشائري او التابع المستفيد من الخلافات الموجودة بين الاحزاب العشائرية الكلاسيكية التي تحكم الاقليم منذ عقود سواء خلال مسيرة الثورات التي سيطرت عليها هذه الاحزاب او بعد انتفاضة اذار و ترسخت هذا الشكل من الحكم اكثر بعد سقوط الدكتاتورية في العراق .
من هو الحزب اليساري اذا؛ حزب الشيوعي الكوردستاني، حزب الاشتراكي الديموقراطي بقيادة كاكة حمة، ام حزب كادحي كوردستان اوحزب المستقبل المنشقين عن البعض و هم تفرقوا و فرقوا اليسار اكثر فاكثر نتيجة خضوعهم لتدخلات احزاب السلطة في شؤنهم و شلت حركتهم و لم يبق لهم اثر يمكن مشاهدته ولو صغيرا جدا، ام الاحزاب الصغيرة اصحاب الشخص الواحد او لااثنين التابعة لاحد طرفي السلطة منذ مدة، و يعتاشون على ما يوفر لهم من الميزانية و النثريات فيصرفونها مشكورين مخذولين دون ان يكون لهم صوت او صدى و يُستغلون هكذا في المنعرجات و الازمات التي يمر بها اقليم كوردستان، ومنهم اسسه المؤسسات المخابراتية للاحزاب الكبرى اصلا لاهداف سياسية كوردستانية داخلية بحتة من اجل استخدامهم في الصراع مع الاخر عند الحاجة .
هؤلاء الاحزاب التي ليس لهم ما يقدمونه لمن يعتبر في اقليم طبقة كادحة او عمال او فلاحين، فانهم عند حسن ظن السلطة في اي وقت و ليس البروليتاريا، و ما نرى من المواقف الصادرة منهم ليست الا ناتجة من مدىنجاحهم في استرضاء احزاب السلطة، و للمحافظة على اجورهم المامونة ضمن مساحة مواقفهم و ليسوا اهلا للاعتماد عليهم، و لذلك نرى ان احزاب السلطة تساعدهم على الاقل توفير عضو واحد لهم في البرلمان من اجل الادعاء بالتعددية بدلا من انبثاق التعددية الحقيقية التي تصارع القوى الكلاسيكية التي انتهت صلاحية عملها منذ مدة .
ان الاحزاب الخمسة المتسلطين لا يمتون باليسار ولو قيد انملة بما فيهم الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي يدعي اليسار الديمقوراطي، و هو عضو في منظمة الاشتراكية الدولية، بينما يتصرف و يعمل على قاعدة ما تبقيه على القوة الجماهيرية على حساب الفكر وا لعقيدة، و من اجل بقاء دفته قوية في الصراع مع حزب العائلة و ان تصرف هو بذاته بالسلوك ذاته، و اوصل حاله الى ما هو عليه حزب العائلة بشكل كبير جدا، و بالاخص الاعتماد على سلطة العائلة و الحلقة الضيقة الحزبية المتسلطة و السلوك الشعبوي، و ازدادت حاله سوءا بعد اشنقاق حركة التغيير اكثر .
لو قيمنا هؤلاء الاحزاب من خلال مواقفهم فيما يمر به اقليم كوردستان دون اي فرق بين هذا و ذاك . انهم تصرفوا على اساس عدم انزلاقهم للانحياز و بقاء حياديتهم نظريا و لكن اهدافهم الخاصة اصبحت وباءا على ما مصالحهم الحقيقية، بحيث تصرفوا وفق ما تمليه عليهم استرضاء القوي المتسلط كي يبقون على قوت الاطفال و الا يُجبرون على الرضوخ، و عليهم مسؤليات اي مصروفات مقراتهم و امور قياداتهم و من يوفرها لهم لو لم يرضوا القائد الاوحد !
منهم من يناور من اجل المرور مابين العقبات التي يعتقد بانه يراوغ من خلاله كي يخرج من الازمات التي تفرض عليهم موقفا واضحابيانا للحقيقة و لكنهم لم يفعلوا كي لا يخرجوا بموقف يفيدوا به طرفا على حساب الاخر و يكون لهم عذر عند المحاسبة مابعد الازمة، و لكنهم تصرفوا على حساب الفكر العام لليسار . و يحسبوا على الموقف، و هو عار عليهم بمعنى الموقف المبني على الفكر و المنهج و العقيدة والفلسفية اليسارية الصحيحة .
الموقف المبني على مصالح و المراوغة في سبيل الخروج بوجه او بشكل خجول فقط لارسترضاء صاحب الامر اوصلهم الى هذه الحال من الجماهيرية التي لم ترض به حتى كوادرهم المخلصة .
عندما كانوا حائرين بين حزبي السلطة السابقين من قبل، فاليوم هم حائرون امام الاحزاب الثلاث بعدما دخلت حركة التغيير الحلبة و خلفتهم وراءها من كافة الجوانب، دون ان يعلم احد لحد الان ماهو افكار حركة التغيير و ايديولوجيتها و نظرتها الى الفكر والعقيدة والفلسفة و كل ما تعبر عنه احيانا هو ليبراليتها الغير المبنية على فكر و عقيدة التي تسميها كلاسيكة، و انها مبنية على قاعدة احزاب عصرية انتخابية كما برزتها الراسمالية العالمية اخيرا في مناطق كثيرة في العالم .
نعم انهم افادوا الحركة السياسية الكوردستانية و انبثاق معارضة لتصحيحج مسار السلطة و علاج تعرجها على الاقل، اما الاحزاب الصغيرة المحسوبة على اليسار لم يتحركوا ساكنين في اي جانب سواء فكريا كان ام عقيديا او على الاقل سياسيا من اجل المصالح العليا للشعب الكوردستاني كما فعلت حركة التغيير و غيرت مسار الحكم و اكتملت مساندها الضرورية و هو وجود السلطة بجانب المعارضة في النظام الديموقراطي المستورد .
وصل سلوك الحزب الديموقراطي الكوردستاني الى طرد اعضاء البرلمان و وزراء من حركة التغيير خارج حلبة السياسة و السلطة، و لم نسمع من هؤلاء الاحزاب رايا و موقفا واضحا لحد الان و كما فعلوه من المناورات اثناء التحركات في المحاولة لتمرير قانون رئاسة الاقليم و النظام السياسي . لم نسمع عن موقف حاسم و قوي ازاء الازمة المالية و الفشل في الحكم وكل ما شاهدناه هو الانزواء في زاوية و الرضى غير المباشر لحكم الشخص و العائلة و اعادة المسيرة في اقليم كوردستان الى العهد الملكي و حكم المملكة المنتهي الصلاحية في هذا العصر . هل يمكن حسابهم على اليسار ام اليسار الحقيقي منهم براء؟[1]