المالكي يشكر الجميع الا اقليم كوردستان
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4479 - #11-06-2014# - 16:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
على الرغم من الموقف الايجابي و الاخوي الذي اتخذه اقليم كوردستان و سلطته حول احداث موصل و فتح ذراعيه لقبول و مساعدة النازحين رغم الحصار المالي الذي فرضه المالكي عليه و قطعه لرواتب ابناءه ، ومن جانب اخر حتى البيشمركة الذي وضع حدا لتقدم داعش في اتجاهات عدة من محافظة النينوى، الا ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لم يتطرق الى هذا، و في الوقت الذي شكر جميع القوى و الاطراف الخارجية و الداخلية و حتى اهالي موصل الكرام و من حمل السلاح و وقف ضد الداعش، لم يشكر الاقليم و لم ينبس ببنت شفة في هذا الاتجاه و المضمار و كانه على خلاف مع الشعب الكوردي .
من يتعمق في سياسة المالكي و ما يحمله من الخلفية الحزبية القحة و سلوكه و ما كان عليه و ما وصل، لن يستغرب من تصرفاته و مواقفه و افعاله ، فان كان بنكر الحسنات التي وفرها له الكورد و اقليم كوردستان شخصيا قبل ان يصل الى هذا الموقع و في الوقت الذي كان فارا من بلدته و يتنكرها في تعامله مع الحال، فكيف به اليوم و هو في خلاف يعتبره هو شخصيا مع السلطة في الاقليم كانه مع الشعب الكوردي جميعا، لا بل لم يشكر موقف الشعب الكوردستاني و هم منذ عملية نزوح الناس من الموصل و هم يتدفقون لمساعدتهم و يدينون الفاعلين و ينكرون ما حصل لهم و يدعون الى من ياويهم و يساعدهم بكل الامكانيات و راينا كيف فتحت الناس بيوتهم، فهذا السلوك لرئيس الوزراء الذي يدعي بانه للجميع و من اجل الجميع ، يمكن ان نضعه في اي سلة من الاخلاق و الادب السياسي و الاجتماعي .
و من هذا الخطاب السياسي و ما جاء فيه نقرا الاهداف الخفية و ما هو مصر عليه في و ما ينويه في المرحلة المقبلة، و حتى شكره و تقديره جاء لمصلحته الشخصية و الحزبية و ليس مستندا على الافعال التي بدرت على الارض من قبل الذين يستحقون الشكر و التقدير في الحادثة الاخيرة .
بعدما يصر المالكي على التسوية التي ينويها في انبار بطريقته و لاهدافه، و ما يريده على الارض و ان يكون لصالحه مهما صرف من الجهود و المال، يريد ان يفعل و يكرر نواياه في الموصل من اجل السيطرة بحزبه و من يواليه في المناطق السنية كاملة كما يبين، و هذا ما يجعلنا ان نشك في من وراء العملية التي قام بها تنظيم داعش خلال هذه الايام و من وراءه يساوي من يفيد المالكي في محاولاته السياسية ، و نخرج بالمعادلة ان النقطة المشتركة تقودنا الى منبع الاوامر و الدعم لهذا التنظيم . فعليه يمكن ان يتخذ من يقيٌم الواقع على انه يجب ان لا يدع اليد التي تطاول على الشعب العراقي من اجل مرامه و مصلحته الشخصية و على حساب دماء الشعب ان تنجح في تحقيق اهدافها الخاصة .
ان كان رئيس وزراء للعراق جميعا و بهذا الحقد و لم ينطق بكلمة يشير فيه الى ما بذله الاقليم في هذه المحنة لاخوته العرب، فكيف ان يثق به غدا و هو في العراق المستقر الامن و القوي .
و يجب ان نذكر اخيرا و نتذكر ما حصل في ايران ابان الثورة و كيف سيطر الملالي على كافة مناطق ايران شمالا و جنوبا و شرقا و غربا و كيف خلقوا المشاكل اذا ما احتاجوا اليه و كيف هادنوا عندما كانوا ضعيفا، فهل من اعادة التجربة الايرانية في العراق المالكي، و من هو المخطط وراءه اذن ؟؟[1]