يزخر التاريخ التركي الحديث والعثماني القديم كذلك بآلاف الصفحات السوداء والمجازر والويلات التي جلبها معه، ومن بعض هذه المجازر مجزرة زيلان، ومجزرة ديرسم ومجزرة روبوسكي وغيرها:
مجزرة زيلان:
المجزرة التي قامت بها الدولة التركية ضد الكرد في باكور كوردستان عام 1930، في فترة ما قبل ظهور الحركة الثالثة لانتفاضة آغري، أثناء توجه الشعب الكردي إلى وادي زيلان الواقعة في منطقة “أرجيش” التابعة لمحافظة وان، هرباً من بطش النظام والأعمال الوحشية التي كان يقوم بها الجيش التركي من قتل وحرق وهدم القرى، فيما أشارت بعض الجهات الرسمية بأن عدد القتلى وصل إلى 47 ألف شخصاً.
مجزرة ديرسم:
وقعت مجزرة ديرسم بين عام 1937 و1939 في منطقة ديرسم، بعد أن دُمرت المدينة بشكل كامل، وعلى أنقاضها أنشأت الدولة التركية محافظة أخرى تسمى اليوم باسم تونجيلي. كان سبب المجزرة المقاومة المسلحة بقيادة سيد رضا ضد قانون إعادة التوطين والنقل القسري للسكان، ضمن تنفيذ تركيا لسياسة التتريك آنذاك، وهي أكبر انتفاضة كردية في تركيا بعد ثورة الشيخ سعيد عام 1925، قتل فيها الآلاف من العلويين والكرد الزازيين وشرد داخلياً الكثيرون، وقد أكد المؤرخون أن العدد الإجمالي للضحايا كان قرابة 14 ألف كردي.
مجزرة روبوسكي:
تستمر فصول الحرب التركية الشاملة المعلنة ضد الشعب الكردي في شمالي كردستان. فقد عقد مجلس “الأمن القومي التركي” آخر اجتماعاته لعام 2011، وكان الموضوع الأبرز هو القضية الكردية. وبتاريخ 28 كانون الأول 2011 اقلعت الطائرات الحربية التركية من مطار آمد العسكري باتجاه ولاية شرناخ، واستهدفت قنابل الطائرات التركية وصواريخها قافلة من المدنيين الكرد بينهم أطفال الذين كانوا ينقلون مادة “المازوت” من باشور كردستان، وبالتحديد بين قريتي “روبوسكي” و”بي جوهي” وهو الأمر الذي أسفر عن مجزرة كبيرة أضيفت إلى المجازر التي ارتكبتها الدولة التركية ضد الشعب الكردي الأعزل طيلة تاريخها الدموي القائم على الإرهاب والإنكار والقتل.
وكانت حصيلة المجزرة 36 شهيداً وعشرات الجرحى. ورغم أن عوائل الضحايا رفعوا دعوى طالبوا فيها بمحاسبة مرتكبي المجزرة إلا أن الحكومة التركية تماطل فيها ولم تفتح تحقيقاً جدياً حول هذه المجزرة وأرادوا إسكات ذوي الضحايا ببعض المال لكن الأهالي رفضوا ذلك مصرين على محاسبة من قتلوا أولادهم، وحتى اليوم لم يحاسب أحد من مرتكبي تلك المجزرة.
انتفاضة 2015 في باكور والمجازر التي رافقتها:
وفي إطار حملة حكومة أردوغان- حزب العدالة والتنميةAKP بهدف كسر إرادة الشعب الكردي وإنهاء نضاله لنيل حقوقه، أقدم نظام أردوغان على ارتكاب مجازر جماعية بحق المدنيين في كل من سور، فارقين، بسميل، جزير، سلوبي، هزخ، نصيبين، كربوران، گم گم وگفر وذلك عام 2015. وقُتل يد القوات التركية 338 مدنياً بينهم 72 طفلاً. وأُحرق، في مدينة جزير المئات من المدنيين. [1]