عنبرين زمان هي واحدة من أشهر صحفيي العالم وهي الآن(كاتبة عمود صحفي في جريدة (خبر تورك Haber Turk و مراسلة ايكونوميست البريطانية في اسطنبول.. وكانت قبل ذلك تغطي أخبار تركيا و العراق وآذربيجان وأرمينيا لصحف(الديلي تلغراف وواشنطن بوست و لوس أنجليس تايمز) والسيدة عنبرين زمان هي أحدى الصحفين المختصين بالقضية الكوردية وتوليها اهتماما خاصا وللأطلاع والحديث عن الوضع الراهن في المنطقة وسبل معالجة القضية الكوردية في تركيا والتي نالت أهتمام المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية التركي الذي حضر الرئيس البارزاني جانبا من أعماله فقد أرتأت مجلة كولان أجراء هذا اللقاء معها:
• لقد خرقت سوريا في الأسبوع الماضي حدودها مع تركيا و قصف الأهدافا في اراضيها ما أدى مقتل(5) مواطنين ترك.. وأعلنت الولايات المتحدة والأتحاد الأوروبي مساندتها لتركيا فيما هدد البرلمان التركي بآثار ورد فعل قوي في حال تكررت تك الأحداث وشن حرب ضد سوريا وكان لتركيا ردها على هذا الحادث.. ترى الى أي حد يكون هذا الحادث ذريعة للتدخل في سوريا؟
- بداية نحن لسنا متأكدين من أطلاق قذيفة الهاون التي سقطت في منطقة(آكجلك+ أورفة) من قبل القوات السورية، فهو أمر لم يتم حسمه حتى الآن.. والنطقة الثانية هي أنه حتى لو كانت سوريا مصدر الهجوم فقد يكون ذلك مصادفة و ليس عن عمد.. و بقناعتي لا تقدم الولايات المتحدة والأتحاد الأوربي بالتدخل في سوريا نيابة عن تركيا مالم تتوضح تفاصيل الحادث ، لأنه يستحيل علينا الآن القطع بإن سوريا قد أستهدفت تركيا عمدا.. لأن النظام السوري قد أعلن أن الحادث لم يكن مقصودا بل كان مجرد حادث لا يتكرر ثانية.. و يمكننا من هذا المنطلق قراءة مصدر الحادث وتبرى سوريا أن الحادث لم يكن هجوما مباشرا و متعمدا ضد تركيا... ثم أن الولايات المتحدة و حلف شمال الأطلسي لم يبديا أستعدادها للتدخل ي الأحداث القائمة في سوريا ولا أدري أن ذلك قد تسبب في تغيير المواقف وأن الحكومة السورية لا تهاجم تركيا تحت أية ظروف لتوفير مبررا لتدخل(الناتو) والدفاع عن تركيا إلا أنني أتوقع يقينا أن المعارضة السورية أفتعال حادث كهذا – والذي يبين أن مصدر الهجوم كان سوريا.. لتوريط تركيا والناتو والولايات المتحدة في حرب ضد سوريا.. ما يوجب على تركيا والمجتمع الدولي أتخاذ أقصى درجات الحذر في التعامل مع سوريا وبودي أن أصيف قضايا أخرى بشأن تدخل تركيا في سوريا وهي .
1- أن الشعب التركي يعارض بدة مثل هذا التدخل وأن السياسة التركية إزاء المشكلة السورية لا تحظى بأية مساندة جماهيرية بل وأن الشع التركي قلق بشأن دعم الحكومة التركية للمعارضة المسلحة في سوريا...
* لقد حظى المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية التركي، بأعتباره حزبا حاكماً، بأهتمام جميع الأطراف في المنطقة وأكد فيه السيد رجب طيب اردوغان، الأمين العام للحزب في معرض اشارته للسياسة الداخلية والخارجية لتركيا استعداد بلاده لمعالجة القضية التركية بصيغة مناسبة و ديمقراطية.. ترى ما مدى أهمية الخطوات التي قد تتخذها تركيا بهذا الأتجاه؟
- لقد وزع خلال المؤتمر، كراسي تضمن تفاصيل تلك الأصلاحات ومنهاما يتعلق بالقضية الكوردية، وجاء فيه على سبيل المثال أن اللغة الكوردية سوف تستخدم منذ الآن في الدائر الحكومية وأن ويبدو من ذلك نية الحكومة ي تخفيف الأعباء والقيود المفروضة على أستخدام اللغة الكوردية، هذه في الواقع مسألة مهمة ولكن هل يكفي ذلك ؟ وأرى أن أجابة معظم الكورد في تركيا على هذا التساؤل هي (كلا) لأن الدستور الذي تتم صياغة من جديد هو الأختبار الحقيقي لحزب العدالة والتنمية..
هو تأمين وضمان حقوق الكورد.. لأن تركيا الآن عاكفة على عملية إعادة كتابة و تعديل دستور البلاد لعام 1982 الذي كان قد تمت صياغته آنذاك من قبل النظام العسكري الحاكم في صينه، لذا فإن غالبية الكورد يرون أنه لن يكون أي ثقل قومي لتلك الأصلاحات مالم تدرج و تصاغ حقوقهم في الدستور حيث سيكون بأمكان أية حكومة قادمة الغاء أو عكس تلك الأصلاحات في حال عدم ضمانها و دستوريا أي أن الدستور هو الحل والمفتاح.. ثم أن بأمكاننا أتول أن حزب العدالة والتنمية قد قطع مسافة جيدة على طريق القضية الكوردية وأكثر من أي حزب سبقه في الحكم ، وتتجلى هذه الحقيقة في أجرائهم مباحثات مع(ب.ك.ك) و مع عبدالله اوجلان في الجزيرة التي يقضي محكوميته فيها.. كما أن رئيس الوزراء قد أعلن مؤخرا أنه يفكر في إعادة تلك المباحثات وهو تصريخ مهم جدا أو رحب به كل المحبين للسلام في تركيا بأعتباره ضرورة عاجلة الى جانب الأمر يتطلب أجراء مباحثات مع(حزب العمال كوردستاني) فضلا عما عملت عليه الحكومة سابقا في أقناع(ب.ك.ك) ألقاء السلاح وإيقاف القتال وهو أمر مهم أيضا.
• تتحدث الصحافة التركية عن أستعداد(AKP) حزب العدالة والتنمية للتباحث مع أوجلان في إطار حل سلمي للقضية. هنا الى أي مدى يتوقع أن يلقى (ب.ك.ك) السلاح و يتخلى عن النضال المسلح و يتبع أسلوبا سلميا في النضال؟
- لدى ب.ك.ك عدة شروط في ذلك بعضها معقولة و بعضها الأخرى من الصعب أن يقبل بها الرأي العام التركي، غير أن المتبع أن الطرفين يرفعون سقف مطاليبها عندما تجرى مفاوضات بينهما، إلا أن الهدف المعقول هو التوصل الى أرضية مشتركة ولا أدري سبب عدم توصلهما حتى الآن.. ثم عندما نتحدث عن ب.ك.ك نجد أن فصائله ليست موحدة فبعضها راغبة في السلام والبعض الأخرى عكس ذلك بل تحاول أجهاض عملية السلام فعلت في السابق.. والمطلوب هنا هو وجود ارادة سياسية قوية وبالأخص من قبل الحكومة كي نضمن عدم أنشغالها بمسائل بنية في مساعيها السلمية أو تشويه صورتها وحتى في حالة مواجهة الهجمات الأرهابية، لأن قتل النساء والأطفال والمدنيين عندما يحصل هو عمل أرهابي وعلى الحكومة التركية لا تخضع- في حالة لتصميمها على السلام، لأستفزازات أناس هم أعداء السلام.
• تمر العملاقات بين حزبي BDP و AKP اليوم بأصعب مراحلها ويجري الحديث مول سحب تركيا للحصانة البرلمانية لأعضاء BDP في البرلمان نرى هل يمكن حل القضية الكوردية بغياب تطبيع العلاقات مع هذا الحزب ؟
- هذا في الواقع هو سؤال مهم لأن الكثيرين يعتقدون أن رئيس الوزراء أردوغان يولي أهمية كبيرة لأنتخابه رئيس أردوغان يولي أهمية كبيرة لأنتخابه رئيسا للبلاد في الأنتخابات الرئاسية القادمة عام 2014 و معالجة المشكلة الكوردية وأنه يسعى عن طريق التهديدات بسحب الحصانة البرلمانية من أعضاء(BDP) لضمان آصوات الأشتراكيين والعلمانين الترك، ولا بد من التساؤل هنا هل أن السيد أردوغان ينحي جانباً بطموحاته الرئاسية من أجل ربح أوالفوز بالسلام في تركيا؟ والذي من المفروض أن يكون طموحاته نتيجة أفتقارنا حتى الآن الى ديمقراطية متكاملة وأحد العوائق الرئيسة التي فشلت أقتصاديا في المناطق الكوردية بل ستبصح مصدرا كبيرا و رئيسا للمشكلات في تركيا وفي علاقاتها مع دول الجوار... ومنها أيران و سوريا بالطبع و كذلك العراق، أي أن للمشكلة الكوردية تأثيراتها على غالبية مناحي الحياة في تركيا وعلى أقتصادها وأوضاع حقوق الأنسان والديمقراطية والسياسة الخارجية للبلاد.
• يستعد السيد أردوغان لرئاسة البلاد لدورتين قادمتين على مدى(10) سنوات والبقاء في الحكم لغاية عام 2023 وجعل تركيا قوة أقليمية مؤهلة و رئيسة نرى مامدى تخطى تركيا لهذه المرحلة في حالة توليه رئاسة البلاد؟
- لا أرى أن تولى، أردوغان رئاسة البلاد تجعل بالضرورة تركيا قوة مؤهلة بل المسألة تكمن في(أي رئيس سيكون) وه ستكون له صلاحيات أو سلطات واسعة بموجب مساعيها الدستورية أو الشخصية في هذا المجال أم غيره؟ أم كما رئيس البلاد في الوقت الحاضر والذي يتوى على الأكثر دور شخصية رئيسة و حكما بين الأطراف وليس رئيس يحظى بصلاحيات تنفيذية حقيقية ما يجعلنا لا نتمكن بشكل تركيا في ضل رئاسة أردوغان .. إلا أن ما نعرفه جيدا هو أنه من الصعب على تركيا أن تغدوا قوة مؤثرة ي المنطقة بدون معالجة القضية الكوردية فيها لأنه سيكون لديها بأستمرار نقاط ضعف حقيقية حيث نجد الآن أن نظام الأسد يستغل القضية الكوردية في سوريا لمضاعفة مستوى العنف في تركيا.. و يصح ذلك بالنسبة لأيران أيضا أي أن تركيا معرفة لمواجهة المشكلات مع القوى الخارجية في حال عدم مصالحتها مع الكورد في تركيا.. و يصعب على تركيا في هذه الحالة أيضا أن يكون لها دور رئيس و طويل الأمر في المناطق الأخرى...
• لقد جاءت مشاركة السيد مسعود بارزاني في المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية(AKP) الحاكم في تركيا والقاؤه كلمة باللغة الكوردية أمام المؤتمر بمثابة حدث نادر في تأريخ تركيا ترى ما مدى تأثير حضور مسعود بارزاني وأبداء أستعداده للتعاون في حل القضية الكوردية في تركيا في دخوله مرحلة جديدة من العلاقة بين أقليم كوردستان و بين تركيا ؟
- كان حضور سيادته المؤتمر سيادته المؤتمر وألقاء كلمته باللغة الكوردية حدثا مهما و بارزا واظهر مدى ما تجاوزت تركيا من مراحل عملية في السيطرة عى مخاوفها و تحفظها أزاء كوردستان العراق و دليلاً بيناً عى نماء علاقات ستراتيجية بين الجمهورية التركية و بين أقليم كوردستان... أي أن ذلك كان حدثا في غاية الأهمية بل وأجازف بالقول أن ذلك كان الجانب الأهم للمؤتمر والمتعلق بالحديث عن تركيا بصورة عامة.. فقد كان السيد البارزاني متعاوناً و عاملاً ملأ فعالا في هذا المنحى و يستحيل عليه ألا يتعاون، و ذلك بسبب القرب الجغرافي لأن لتركيا حدودها مع كوردستان العراق كما أن ل(ب.ك.ك) قواعد فيها، و لكونه زعيما كورديا بارزا على مستوى العالم إن ما يقوله بشأن الكورد بصورة عامة و كورد و توركيا على وجه الخصوص له أهميته أي أن التطور الأقتصادي في علاقتنا ستكون له آثاره الأيجابية على الكورد في تركيا فغالبيتهم، والأمر هكذا سيكسبون أقتصاديا في أيجاد فرص العمل في أقليم كوردستان نص كل ذلك له أهميته و ندرك جيدا أن البارزاني قد بذل في الماضي و في المرحلة الراهنة أيضا قصارى جهده لأداء دور الحكم و كمثال على ذلك بين تركيا وبين(مراد قريلان)..
* والى أي مدى يكون سقوط نظام الأسد سببا في تحولات القضايا السياسية في المنطقة؟
- إن زوال بشار الأسد وتنحيه عن السلطة لا يعني بالضرورة أن يحل السلام والأستقرار في سوريا، بل هناك قلق كبير أن تنزلق سوريا في حرب داخلية أتنية و حزبية و طائفية كالتي مر بها لبنان سابقا و تسبب في تعرض عموم المنطقة الى حالة من عدم الأستقرار وعى العموم فإن من السابق لأوانه أن نتوقع أن يصيب ذهاب الأسد إيران بخسارة كبيرة، كما يتوقع الكثيرون، و كذلك الحال بالنسبة لحزب الله أو أن يصع عليهما أدا نشاطاتها بسهولة و يسر في سوريا أو غيرها.
ترجمة/ دارا صديق نورجان.[1]