=KTML_Bold=أفتتاحية صوت الكورد :الكورد ..و سوريا المستقبل=KTML_End=
كورداونلاين
على أرضية الشراكة الكوردية الفعلية بالثورة يكون لزاما على بقية القوى الثائرة بمختلف توجهاتها والساعية إلى بناء سوريا مدنية ديمقراطية دستورية تعددية أن تأخذ بعين الاعتبار بأن الشعب الكوردي شريكا للشعب العربي
الحديث عن سوريا ما بعد اتفاقية سايكس بيكو يستوجب الحديث عن كيان من نتاج اتفاقيات أبرمت بين دول كانت تتحكم بمصير المنطقة رغما عن إرادة أبناءها الأصليين،ودون أية مراعاة لحدود الانتشار القومي التاريخي لأبناء المنطقة ، مما فرض واقعا جعل من هذا الكيان إطارا لمجتمع يضم أناسا مختلفة الأعراق والأديان والمذاهب ،من الكورد والعرب مسيحيين ومسلمين شيعة وسنة وغيرهم من أبناء قوميات وأتباع لمذاهب أخرى، هذا المجتمع الذي تآلف أبناءه فيما بينهم ونمت بينهم واشتدت روابط التعايش السلمي والتعاضد في مواجهة ما كانوا يجابهونه من الأزمات والتعديات على حرمة كيانهم المستحدث وذلك كل من موقعه،انطلاقا من كون هذا الوطن هو ملك لهم جميعا ، ويتوجب على الجميع الدفاع عنه وعن سيادته..
وفي هذا السياق كانت التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الكوردي لا تقل عما قدمه شريكه الشعب العربي بشهادة ساحات معارك الشرف ضد الاحتلال الأجنبي من ميسلون إلى بياندور،مرورا بالساحل وجبل الكورد،كل ذلك تحت راية الدولة السورية وفي سبيل كرامة سوريا وسيادتها وحرية أبنائها ، بغض النظر عن انتمائهم القومي أو الديني أو المذهبي ،وها هم أحفاد أولئك الأبطال،يثورون مؤكدين السير على نفس الخطى ضمن مسيرة الثورة السورية منذ اللحظات الأولى لانطلاقتها في آذار 2011 ضد الاستبداد والطغيان الذي تحكم بمقدرات الشعب السوري بمختلف مكوناته لفترة عقود من الزمن ، شباب ثائر لا تلين عزيمته أمام آلة القمع التي اختارها النظام وسيلة وحيدة لكبح جماح الثورة الشعبية السلمية، والخروج بسوريا من مخاضها العسير إلى بر الديمقراطية والتعددية وسيادة القانون ، ولا أمام الأطروحات التي يسوقها النظام عبر آليات المعارضة التقليدية التي هي من صنيعته أساسا أي كان انتماؤها ، تلك التي تحاول ركوب موجة الثورة الشبابية وقطف ثمار التضحيات التي قدمها صناع الثورة ودينامو الشارع السوري عموما و الكوردي بشكل خاص، ممن جعلوا من أنفسهم وقودا لاستمرارية الثورة ...
من هنا وعلى أرضية الشراكة الكوردية الفعلية بالثورة يكون لزاما على بقية القوى الثائرة بمختلف توجهاتها والساعية إلى بناء سوريا مدنية ديمقراطية دستورية تعددية أن تأخذ بعين الاعتبار بأن الشعب الكوردي شريكا للشعب العربي في هذا البلد ،ارتبطا مصيريا وعليهما تقع مسؤولية بناء الوطن الذي يجمعهما ، تحت سيادة الدستور الذي يضمن الاعتراف الكامل بالشعب الكوردي في سوريا شريكا تاريخيا وعلى أرضه التاريخية في هذا البلد وحل قضيته حلا عادلا ,بما فيه أن يقرر مصيره بنفسه ويقرر نوعية علاقته بالشركاء الآخرين في إطار الدولة السورية القائمة .تلك العلاقة التي لابد وأن يحترمها الشريك الآخر كون ذلك الاعتراف يعتبر الحجر الأساس في الديمقراطية المنشودة وسوريا المستقبل ، وأي خيار يتخطى ذلك يعتبر خيارا إقصائيا وسيرا بالاتجاه الخاطئ الذي لا يصب في مصلحة الثورة الشعبية السلمية في البلاد وأهدافها المشروعة .
هيئة التحرير
صوت الكورد العدد 364-كانون الأول /2011 م 2711 ك
[1]