وسط بيروت.. كتاب كرد وعرب يناقشون إبداع القائد بكتاب #عبد الله أوجلان# : مسيرة نضالية تحدت الصعاب
استضافت رابطة نوروز الثقافية الاجتماعية في لبنان نخبة من المثقفين اللبنانيين والسوريين في حلقة نقاشية حول كتاب عبد الله أوجلان: مسيرة نضالية تحدت الصعاب وإبداع فكري تخطي الجدران لمجموعة من المثقفين العرب والصادر عن دار المحروسة بمصر، تناولت الحلقة البيروتية الإبداع الفكري حول الكتاب الذي شهدت القاهرة ميلاده عن المشوار النضالي والفكري للمفكر الأممي عبد الله أوجلان وأبرز محطات هذا النضال ومرتكزات الرجل الفكرية بالإضافة مجهود وفعاليات المبادرة العربية لحرية القائد أوجلان.
كشفت حنان عثمان نائبة رئيس رابطة نوروز، أنه صدر كتاب جديد في القاهرة عن المفكر والقائد عبد الله أوجلان وعنوان هذا الكتاب عبد الله أوجلان مسيرة نضالية تحدت الصعاب وإبداع فكري تخطي الجدران، يتحدث هذا الكتاب عن أفكار القائد أوجلان ونضاله وحياته، وحالة العزلة المطلقة المفروضة عليه سنوات طويلة، حوالي ربع قرن، ويتكون فريق عمل هذا الكتاب الصحفي من الكاتب المصري إلهامي المليجي، وهو المشرف العام، والمشارك في الكتابة كوكبة من السياسيين والصحفيين، والباحثين المصريين، من أعضاء المبادرة العربية لحرية للقائد أوجلان، أحمد بهاء الدين شعبان وهو رئيس الحزب الاشتراكي المصري، والدكتور طه على باحث سياسي مصري في شؤون الشرق الأوسط وسياسات الهوية، والدكتورة فرناز عطية احمد، مختصة بالشؤون السياسية، ولاسيما مختصة بالملف الكردي، والدكتور على ابو الخير، باحث متقاعد في وزارة التعليم المصرية وأستاذ زائر بالتاريخ الإسلامي، كما ضم فريق العمل الكاتب من لبنان خليل القاضي الصحفي والباحث اللبناني المتخصص في الشؤون الاستراتيجية.
وأكدت حنان عثمان في مداخلتها، أنه يتكون الكتاب من 6 فصول وملاحق، ويركز بصفة أساسية على التعريف بمسيرة المفكر والقائد والمناضل عبد الله أوجلان، عن فلسفته، ومشروعه، مشروع الأمة الديمقراطية، الذي يفضح المجرمين الذين ارتكبوا جريمة اعتقاله، والصامتين إلى الآن على اعتقاله، والعزلة المفروضة عليه منذ زمن طويل، والمعتقل بسجن إمرالي منذ حوالي ربع قرن، وتقرير للمحامين نشر عام 2022 و2023 يتطرق إلى حالة العزلة المفروضة على القائد أوجلان.
بينما كشف الصحفي اللبناني المتخصص في الشؤون الاستراتيجية خليل القاضي، أن الكتاب المتعلق بفلسفة وفكر القائد عبد الله أوجلان هام ليس فقط للشعب الكردي، ولكن لشعوب المنطقة كلها، ومشكلة المجتمع الأخلاقي والمجتمع السياسي الذي صدر في هذا الكتاب إعجاز علمي، مشيراً إلى دور المبادرة العربية للقائد أوجلان هذه المبادرة التي انطلقت من القاهرة، وهذه المبادرة أخذت على عاتقها تعريف الشارع العربي والعالم العربي بقضية المفكر والقائد عبد الله أوجلان، هذا القائد الذي حكيت حوله الكثير من القصص، وقيل فيه الكثير من الأقاويل، ولكن بقي أن نوفي حقه.
وأكد القاضي في مداخلته، أن القائد أوجلان آمن بقضيته حتى أصبح هو القضية، ليس شخص، وإنما صار شعب تجسد في شخص واحد واعتبره الشعب جزء لا يتجزأ منه، وبالتالي أي نفس له خارج الحرية يمكن أن يكون لصالح شعبه، واعتبر أن الشعب والمجتمع الكردي، نتفق على تسمية الأكراد، لا نقول الأكراد بشكل عام مصطلح أراد منه العثماني استخدامه من أجل الإساءة، ولكن هو الشعب الكردي أو الكرد، إذا بدأنا بهذه المسألة من أساسه كعرب ولبنانيين مقصرين في التعرف على الثقافة الكردية، ومقصرين في حق انفسنا، لأننا لا نعرف اخواننا في الوطن كيف يفكرون، لابد أن نعرف اخواتنا في الوطن العام كيف يفكرون وحضارتهم وثقافتهم من هذا المنهال، كان علينا المبادرة العربية للدفاع عن المفكر والقائد عبد الله أوجلان.
وأضاف الصحفي اللبناني المتخصص في الشؤون الاستراتيجية، أنه لم يتردد لحظة في المبادرة العربية للقائد أوجلان، لأنه ثائر حر وعلى الأحرار أن يقفوا بجانب الأحرار، فوقف بجانب المبادرة، موضحاً أن المبادرة محاولة حساسة من شباب عرب آمنوا بالقائد أوجلان وأنه زعيم القضية الكردية، وآرائه وأفكاره قديمة عند العرب في القضية الفلسطينية لا تقل شأناً سواء في فلسطين أو جنوب لبنان، فكرة الكتاب قامت على الاعتقال التعسفي أو الاختطاف التعسفي ومحاولة اغتيال القائد أوجلان ودفنه حياً في سجن إمرالي الذي خصص له فقط، حيث أنه منذ اعتقال القائد في#15-02-1999# إلى عام 2009 كان القائد أوجلان وحده.
وأوضح القاضي، أن الكتاب كان تكريماً لشخص أوجلان لأن أفكاره أثمرت عن افكارٍ في كثير من المجتمعات العربية، مبيناً أنه كان له مساهمة بسيطة كتبت عن المجتمع الديمقراطي وكان هذا مسيطر على القائد عبد الله أوجلان وكان أوجلان متأثر بابن رشد بأن الأفكار لها أجنحة ووجوده في السجن والمعتقل على مدى ربع قرن أنتج خمس كتب، والتي تعتبر ذخيرة أساسية لأي إنسان يسعى أن يكون حراً حتى لو كان خارج أربع جدران، وعلينا أن نقرأ هذه الكتب الخمسة سواء كنا كرداً أو عرباً أو من أيّ جنسية.
وبين الصحفي اللبناني المتخصص في الشؤون الاستراتيجية، أن فكرة المجتمع عند القائد أوجلان كانت هي الأساس، المجتمع بكل أطرافه أو جزئيه المرأة والرجل لا يفرق بين المرأة والرجل لأنهم متساويين، لا نصف بأن المرأة نصف المجتمع، ولكن الرجل كل المجتمع والمرأة كل المجتمع، وتكامله يجعل المجتمع أكثر تنوراً، يمكن أن يقاوم اي اعتداء فكري، ومن هنا أغلبية فكر القائد أوجلان هو ما بين الحديث عن المجتمع على الإنسان كقيمة في حد ذاته، أن يعمل على تطوير الإنسان وعلى تعزيز قيمة داخل هذا الإنسان، تنتج مجتمع جيد، ومجتمع قوي، وبالتالي تنتج دولة قوية، وبالتالي هي عملية مترابطة.
واختتم القاضي حديثه، قائلاً إن عظمة الإنسان تتجلى في مدى استعداده للعمل على قصيته، ومثابرته في النضال والمقاومة حتى آخر قطرة من دمه، وسنستمر في الدفاع عن القائد أوجلان حتى استعادته لقضيتهم فهو حر حتى لو كان في السجن حر لأنه يستطيع أن يؤثر بأفكاره ويؤثر بالمجتمعات العربية ويؤثر في الشباب، وفي المجتمع الكردي وان شاء الله ينال هذا العمل استحساناً عندما تطلعوا عليه.
بينما كشف أحمد شيخو، الكاتب والباحث السياسي الكردي، أن الكتاب صدر عن جهد مجموعة من المثقفين المصريين والعرب في #10-10-2023# ، حيث انطلقت حملة دولية انضمت لها 74 دولة ومكان في العالم، وتلك الحملة طالبت بحرية القائد عبد الله أوجلان والحل السياسي للقضية الكردية، وفي إطار تلك الحملة نُفذت مجموعة من الأنشطة كان منها إصدار هذا الكتاب.
وأكد شيخو خلال مداخلته، أن الكتاب يعد محاولة بسيطة لتسليط الضوء على القائد عبد الله أوجلان ومسيرته النضالية والفكرية والفلسفة التي اقترحها القائد أوجلان لحل مشكلة الشرق الأوسط ومنها القضية الكردية والقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى التطرق للوضع الحالي للقائد أوجلان كون القائد مسجون منذ 26 عام، وخاصة في ال 3 سنوات ونصف الأخيرة لا يوجد اتصال من قبل المحامين أو العائلة أو الأصدقاء مع القائد أوجلان، ولذلك المجتمع الكردي بغالبيته أولويته هو حرية القائد كونه شخص غير عادي، كون القائد بفكره الفلسفي والنضالي تعدى البعد الإثني أو البعد الكردي، حتى على مستوى الشرق الأوسط وعلى مستوى العالم الكثير من الأصدقاء يناقشون الفلسفة التي اقترحها أوجلان وخاصة فكر الأمة الديمقراطية.
وأضاف الكاتب والباحث السياسي الكردي، أن العديد من المراجعات الفكرية والانتقادات التي قام بها أوجلان لتاريخ الشرق الأوسط بتاريخ الأحزاب السياسية والمفاهيم التعايش المشترك، ومفهوم التعايش الحر بين الرجل والمرأة، والمقصود أن هناك مشروع فكري متكامل الأركان من الناحية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، حتى الأمنية هناك مفهوم الدفاع الذاتي التي طرحها أوجلان وعلى رأسها موضوع المرأة الحرة وهو يعد مكسب لحقوق الإنسان في العالم وليس للنساء الكرد أو الشرق الأوسط.
وتطرق شيخو إلى الإهداءات على الكتاب، وهي ما تعطينا فكرة عن مضمون الكتاب والغاية منه، وهو على روح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم احتجاجاً على المؤامرة الدولية، وعام 1999 عندما اعتقل القائد أوجلان إثر المؤامرة الدولية التي قادتها إسرائيل وامريكا، كان هناك أكثر من 83 شخص ضحوا بأنفسهم اعتراضاً على المؤامرة الدولية، ولروح الشهيد عزيز عرب الذي جسد بنضاله وشهادته اللحمة الكردية العربية وهو أول إنسان عربي يستشهد في النضال الكردي، واخر شيء هو إهداء لشهداء قلعة شقيف وهم 12 شهيد ارتقوا في معركة قلعة شقيف ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهم جسر في الأخوة العربية الكردية.
وأوضح الكاتب والباحث السياسي الكردي، أن هناك مقال ضمن الكتاب كتبه الاستاذ بهاء الدين شعبان ربط بين النضالين الكردي والفلسطيني وكيف تم اعتراضهم من الاستعمار العالمي، ووضع كيانات مصطنعة مثل تركيا وإسرائيل تمنع حل القضية الفلسطينية والكردية، وهو من القامات التقدمية واليسارية في مصر والعديد من الدول، ويشير أحمد لأهمية وجود روابط بين الشعبين الكردي والعربي، في السنوات الأخيرة نمر بمرحلة إعادة التقسيم وتعزيز التدخلات الخارجية في شؤون المنطقة لأنه يجب من وجود ساحات من العمل المشترك وتحالفات بناءة تقاوم التدخلات الخارجية وتقدم حلول لمشاكل المنطقة.
وبين شيخو، أن ما طرحه أوجلان من مفهوم تجاوز البعد الديني والاثني إلى حالة تشاور وحل القضايا بالتوافق مع شعوب المنطقة دون الاستعانة بقوى خارجية لأن تلك القوى لها أجندات تهدف إلى تقسيم المنطقة ونهب ثرواتها، والكتاب به حل المشاكل عبر الطرق السلمية والحوار بين شعوب المنطقة ورفض التدخلات اي كان أجندتها.
وأردف الكاتب والباحث السياسي الكردي، أن الكتاب تطرق إلى فكر الأمة الديمقراطية لأنه لا يمكن الحديث عن أوجلان دون الحديث عن منتوجه و خلاصة فلسفته وهو يركز على نقطتين وهما وحدة الذهنية او التشارك الذهني، بالإضافة إلى فكرة الإرادة المشتركة من أجل حدوث حالة من التعايش حل القضايا والاحترام المتبادل وان يكون هناك منظومة فكرية متكاملة وبناء وعي تشاركي بدون أساس لأي مشروع أو تحالف أو تضامن لقوى المنطقة كون الفكر الأحادي والنظرة الضيقة خلال ال 100 عام الأخيرة هي أفكار قادمة من خارج ثقافة المنطقة بل تم زرعها وتصديرها ضمن المفاهيم القومية الضيقة سبب المذهبية الطائفية و أوجلان تجاوز تلك المفاهيم الضيقة إلى رحاب أوسع من التشارك والتضامن.
وأشار شيخو إلى أن الأمة الديمقراطية تعتمد على الوحدة الذهنية او التشارك الذهني بالإضافة إلى وحدة الإرادة وجغرافيا المنطقة هي متنوعة وتضم كافة الجنسيات والعرقيات والقوميات، ويجب أن يكون هناك نظام يدير هذا التنوع والتعدد.
كما لم يغفل الكاتب والباحث السياسي الكردي عن وجود حوار داخل الكتاب مع واحد من أهم قيادات العمل النضالي الكردي وهو جميل بايك الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني.
ومعدوا الكتاب طرحوا مجموعة من الأسئلة من الأسئلة تخطر ببال الكثير وهو العلاقة بين الكرد والمنظومة الغربية، وخاصة أمريكا، وأجاب بايك أنه في عام 2011 وفي إطار ما يسمى بالربيع العربي فإن الولايات المتحدة هي التي خططت لتلك المرحلة، لأنها أرادت تغيير بعض الأنظمة العربية التي لم تعد قادرة على خدمتها، بل لفظتها حتى مجتمعاتها، وإعادة هيكلة الشرق الأوسط وفقاً لمصالحها، وتم اختيار سوريا كهدف حتى لو كان من الضروري استخدام المرتزقة أو جماعات مثل النصرة وداعش.
وأوضح بايك، أن أمريكا وتركيا كانتا قد بدأتا في تجميع المعدات اللازمة لكل مجموعات المرتزقة التي قامت بتجهيزها وجمعت جميع الدعم اللازم لتلك المجموعة، ولكن فجأة تغيرت بوصلة داعش وبدأت في استهداف الكرد بإيعاز من أردوغان، ووفقاً للدولة التركية ما كان ينبغي للكرد في شمال شرق سوريا أن يتنفسوا الصعداء أبداً وأن لا تبقى الإدارة الذاتية أو شبه الاستقلالية، بحسب شيخو.[1]