لندن: «الشرق الأوسط»
أعمال الفنان الكردي سمكو أحمد تتخذ طابعا سرياليا، يتبع من خلالها أسلوب الواقعية الساحرة، ويجمع في أعماله حقوق الإنسان بالفنون، والألوان. انطلق معرضه الفردي الرابع عشر تحت عنوان «الربيع لا يموت أبدا» أواخر الأسبوع الماضي في قاعة «إن إس إتش» شرق لندن، وستظل أبوابه مفتوحة حتى22 يناير (كانون الثاني) الحالي.
وخلال فعاليات الافتتاح، قال سمكو: «يتمحور عملي في هذا المعرض بشكل كبير حول كردستان، ومعاناة بلادي التي تشهد أشدّ حرب في العالم». وتحدث بحماسة عن تجارب الأكراد، والقضايا المتعلقة بهم.
وقال سمكو في حديث ل«الشرق الأوسط»: «ليس من السهل أن تنمو زهور الفنانين والكتّاب الخيالية بحرية، مع ذلك تهطل أمطار الحرية ببطء من خلال صعوبات الحضارة المعرقلة، وتحتضن الأرض الخصبة كل الحقائق، حرية التعبير، والاستماع، والعمل، والإبداع، تتطلب منا بصفتنا فنانين الحفاظ على الطبيعة النقية الخالصة بحيث نستطيع فهم الطبيعة ذاتها. نحن بحاجة إلى لسان حر حتى ننشد أنشودة حرة؛ وعلينا كسر الأغلال التي تكبل أيادينا حتى نتمكن من الرسم بصدق».
واستطرد قائلا: «الفن رسالة إنسانية وملونة، حيث تتراقص أصابع الخلق على أصوات الفكرة، والجمال، والواقع. يبعث الفنان برسالة بإدراك متسع إلى الضمير الإنساني مفادها أن النور الموجود في العيون، والحب الموجود في قلوب البشر يسافرون على طرق التاريخ الحقيقية والعريضة. إذا لم تكن رسالة الفنان تتعلق بشؤون الإنسان، ومعنى الحرية، والمساواة، فبوابة التاريخ لن تنفتح أبدًا، وسيظل الفنان خارج التاريخ، وجاهلا بالمستقبل».
وقال: «أعتقد أن الفن مثل الكمان، جوهره قوس يعزف على أوتار الإبداع، لا يمكن أن يتم عزف سيمفونية جميلة بأصابع منحرفة من الأفكار الظلامية الرجعية، لكن يمكن تحقيق ذلك باستخدام أيد لم تصفق قط لجريمة، أو لاستغلال، ولم تصوت يومًا للظلام؛ لذا فلتنتشر الأشياء الجميلة والمضيئة والثمينة في عالم الفن الحقيقي من خلال أصابع تنثر أشعة الشمس على البشر للأبد».
وسمكو أحمد فنان كردي متخصص في الفنون الجميلة، ولد في السليمانية، جنوب إقليم كردستان العراق، ودرس أحمد الهندسة المدنية في جامعة صلاح الدين في تسعينات القرن الماضي، ثم حصل على درجة الماجستير في التصميم والهندسة من جامعة طوكيو عام 2003، وخلال الفترة الفاصلة بين الحدثين، التحق بمعهد الفنون الجميلة في طوكيو عام 1998.
وشارك سمكو في أكثر من 50 معرض بينالي، وفني حول العالم، مثل بينالي جالا في متحف طوكيو متروبوليتان، كذلك شارك منذ عام 1996 في اختيار ما يصل إلى 15 فنانا كل عامين، وشارك في أكبر بينالي في آسيا وهو «كوناجو بينالي» في كوريا الجنوبية، و«مان بلاس سبيس 2000» جالا بينالي في متحف سيول متروبوليتان، وتايوان، وغيرها من الفعاليات.
سمكو من عمال الإغاثة الإنسانية أيضًا، حيث عمل لمنظمة يابانية لا تهدف للربح هي منظمة «بيس ويندز جابان»، وانتقل للإقامة في طوكيو عام 1996، ويشارك في مشروعات إنسانية حيث يعمل مهندسا مدنيا لمساعدة المجتمعات المحلية في إعادة بناء بنيتها التحتية خلال الحروب أو الكوارث الطبيعية أو بعدها، كذلك شارك في كثير من البعثات إلى صراعات البلقان في كردستان، وكوسوفو، والبوسنة، وألبانيا، وليبيريا، وسيراليون، وأفغانستان، وباكستان، وغيرها، ويقيم حاليًا في لندن.