سعد فيلي/ منذ 20 عاما وانا في مجال الفن، وفي كل يوم استيقظ فيه من نومي وانظر من خلال النافذة اتذكر اهلي واحبتي الفيليين وافكر في كيفية اسعاد قلوبهم من خلال بيت شعر او من خلال نغمة موسيقية، وبالوسائل البدائية التي املكها حاولت ان اؤدي شيئا من الدور المطلوب خدمة لقضايانا فالسعادة لن تكتمل الا بسعادة جميع افراد شريحتي الذهبية.
من جهة اخرى لا ارى اهتماما من الموسيقيين الفيليين بقضايانا وكأن الفن هذا المقام الجميل والمقدس، دكان لجمع الليرات النقدية والامتيازات الشخصية فاكثرهم يخدمون ثقافات وقضايا الاخرين!
شيء موسف عندما يروني وحيدا ابحر واقاوم الامواج ويتفرجون وينتظرون لحظة سكوت صوتي فاكثرهم لديهم امكانيات جيدة وحتى استوديوهات مجهزة لكن الظاهر لايهمهم الامر بقدر مايهمني.
نحن الفيليين بحاجة ماسة الى ثورة فنية عامة ومن المعروف عن الفنون فهي لغة التواصل بين الشعوب.
لدينا لغة ولهجة رائعة وقواعد موسيقية لكن تنقصنا المبادرة فمن هنا انصح الجميع بان يشجعوا اولادهم على تعلم الفنون والابداع لكي تبقى الشريحة تضيف للمجتمعات معان جميلة وتبقى حية ومبتسمة فاهل الفنون هم من يصنعون القسم الاعظم من سعادة الشعوب.
مشكلة نشكوا منها!
اتذكر عندما كنت اريد شراء جهاز الاورگ كان اهلي يمنعوني من ذلك والكليشة الشهيرة...تريد تصير شعار وتضحك العالم علينه!
لكني لم استسلم فاخيرا اشتريت الجهاز وبمرور الزمن اصبحوا هم من اقوى المشجعين واكثرهم سرورا فاستطعت ان اغير فيهم تلك النظرة.
من جهة اخرى نحن نعتبر الفن رجز من الشيطان!
قصة حدثت معي وفي حسينية.
حضرت مجلس عزاء وشاء القدر ان اجلس بالضبط امام الشيخ المحاظر وهو يعرفني جيدا فبدأ حديثه وبدون مقدمات (لكي يضمن تواجدي واستماعي قبل ان اقرا الفاتحة واخرج من المجلس) بدأ حديثه عن المطرب الذي جاءه عزرائيل ليقبض روحه ولانه كان مطربا فجاء ملك الموت بهيئة رهيبة ومخيفة جدا وبيده جسم معدني مقوس كنعل الحصان لكن بحجم كبير وموقد كالجمر واتى ووضعه على رقبة المطرب، والاخير اصبح يصرخ لك شنو هل اجرام ادري مسوي شي دوني ومااعرف؟
المهم، فاراد الشيخ ان يثنيني من الاستمرار في الغناء والفن خوفا من تلك القطعة المعدنية الحارقة.
واخيرا انصح بتعليم اولادكم الفنون فنحن بحاجة اليها كما نحن بحاجة الى الهواء والاوكسجين.[1]