=KTML_Bold=حزني كدو:أين نحن من روح انتفاضة قامشلوا و أخواتها=KTML_End=
كورداونلاين
المعارضة السورية السياسية والمسلحة ممزقة وغير موحدة , لكن هدفها الان واضح وصريح وهو اسقاط نظام الأسد بأي شكل كان, ومن ثم يبدأ الصراع الأقوى والاعنف بين أمراء الحرب ,بين الطوائف وبين القوميات
اليوم تمر الذكرى الثالثة عشر على انتفاضة مدينة الحب, مدينة قامشلوا , هذه المدينة الوادعة التي تعتبر عاصمة كورد
سوريا ومعقل ساستها قديما وحديثا ,هذه المدينة التي وجدت نفسها امام مجموعة همجية مدفوعة بحقد عرقي دفين جالت وصالت في شوارعها, شتمت وهانت قادتها ورمز نضالها , ورفعت شعارات وهتافات طالما عانى منها الكورد لنصف قرن , وجرت بحقهم ابشع انواع الجرائم في العصر الحديث .
ان حزن قامشلوا في ذكراها الثالثة عشر , وعشية الذكرى الثانية على الثورة السورية , من نوع مختلف , قامشلو حزينة مثل سائر أخواتها الكورديات والعربيات, وأهل قامشلو وأخواتها يزورن أضرحة شهداءهم الذين قتلوا على يد النظام الاستبدادي اعداء الانسانية والحرية , قرين فارس العرب صدام حسين الذي كان له صولات وجولات في ابادة الشعب الكوردي والعراقي .
غير ان حزن قامشلوا ويأسها مختلف عن يوم انتفاضتها , عن حزن سائر أخواتها في المدن السورية الأخرى , انها ليست خائفة من الأعداء المحيطين بها , والحاقدين عليها والنظام الجائر والتكفيرين , بل هي خائفة مثل أخواتها الكورديات على أنفسهم من اولادهم , من فلذات اكبادهم , الذين تفرقوا شعبا وفصائلا تحت مسميات عديدة ,ومع الأسف كلها أسماء تنادي بالوحدة والديمقراطية والتقدم , وجلها تعمل خلاف ذلك, ان خوف قامشلوا عاصمة كورد سوريا كسائرأخواتها اليوم , ينبت ويخرج من بين ثنايا اضلاعهم الرفيعة والهشة ,هذه الاضلاع التي من الواجب تقويتها وصونها والسهر عليها وحمايتها ,و توجيهها الوجهة الصحيحة ,وردع كل من يسوس له نفسه من ان يفكر بان يعكر صفو هذه الامهات التي عانت كل شيء ,وذاقت الحرمان .
ان الشعب الكوردي السوري وهو يعيش هذه الذكرى يقف اليوم على مفترق طرق , وهو محاصر ومطوق من أغلب الجهات , وبناء على ذلك وحقنا للدماء والاقتتال الأخوي وحرصا على الوجود الكوردي وهويته يجب على الهيئة الكوردية العليا ومن جميع الفعاليات الكوردية بمختلف شرائحهم وطبقاتهم العمل الفوري على الاستماع الى صوت العقل وتنفيذ جميع بنود اتفاقية هولير الاولى والثانية وتفعيلها على الارض وعدم الانجرار نحو دعوات شخصية حاقدة ولها باع طويل في ضرب الوحدة الكوردية ,كما يجب على جميع العناصر والاسايش المسلحة ان تعرف متى واين وكيف توجه سلاحها وان تمتنع عن رفع السلاح في وجه اخيه الكوردي .
ان ما يجري اليوم في سوريا عامة والمنطقة الكوردية بشكل خاص كارثة حقيقية , فالنظام ومن معه من مؤيديه سيمضون في تدميرهم للبلاد والعباد , والمعارضة السورية السياسية والمسلحة ممزقة وغير موحدة , لكن هدفها الان واضح وصريح وهو اسقاط نظام الأسد بأي شكل كان, ومن ثم يبدأ الصراع الأقوى والاعنف بين أمراء الحرب ,بين الطوائف وبين القوميات , وقد يستمر لسنوات طويلة مثلما حدث في لبنان و العراق و الصومال, فأين سنكون ككورد ونحن نقتل بعضنا البعض , ونهدر طاقاتنا هنا وهناك , واين نحن من روح انتفاضة قامشلوا و شهداءها.
حسني كدو
[1]