=KTML_Bold=العملية التي نفذتها الشهيدة أفيستا كانت أقوى رد ضد الاحتلال=KTML_End=
في الوقت الذي طور فيه الشعب في #عفرين# موزاييك الشعوب والسلام وأرادوا إعلان الفدرالية، إلا أن دولة الاحتلال التركي لم تقبل ذلك، وبتاريخ 20-01-2018 هاجمت قوات الاحتلال برفقة المرتزقة منطقة عفرين براً وجواً بطريقة غير إنسانية، ورغم صِغر جغرافية عفرين، هاجمت دولة الاحتلال التركي بمساندة حلف الناتو (NATO) منطقة عفرين المسالمة بكل أسلحتها الثقيلة بالإضافة إلى 72 طائرة حربية، أن صوت الدبابات والمدافع والطائرات كانت تهزُّ المنطقة بأسرها، وبدلاً من الخوف أبدى شعب عفرين الشجاعة والإرادة واختاروا طريق المقاومة ضد الخيانة والهجمات، وكانوا يسطرون يومياً ملحمة مقاومتهم في التاريخ.
وبالإضافة إلى ذلك فقد آلاف المدنيين أرواحهم نتيجة لتلك الهجمات الوحشية لدولة الاحتلال التركي، ودافع مقاتلو وحدات حماية الشعب (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ) عن شعبهم ضد هذه الهجمات بغضبٍ شديد وإرادة قوية وشجاعة وتضحيات كبيرة، وأصبح الآلاف من المقاتلين أبطالاً في حرب مقاومة العصر ووضعوا بصماتهم في التاريخ.
وكان من بين هؤلاء المقاتلين الأبطال الشهيدة أفيستا خابور التي نفذت بتاريخ 27 كانون الثاني عام 2018 عملية فدائية ضد دبابات دولة الاحتلال التركي في قرية حمام التابعة لناحية جندريسه في عفرين وأثبتت أن دولة الاحتلال التركي لا تستطيع احتلالها بسهولة، وفي هذا الصدد، تحدثت المقاتلة في وحدات حماية المرأة (YPJ) جاندا عينات لوكالتنا وكالة فرات للأنباء ANF)) حول هذه العملية الفدائية وعن شخصية الشهيدة أفيستا خابور.
لقد كانت دائماً تُثير النقاش حول الفدائية
وتحدثت المقاتلة في وحدات حماية المرأة جاندا عينات في بداية حديثها عن لحظات تعرفها على الشهيدة أفيستا، وذكرت أنها التقت بها في عام 2014 في كتيبة الشهيدة روكسن، وقالت إنهما انضما فيما بعد إلى وحدات مكافحة الإرهاب معاً، وأشارت جاندا إنهما بقيا معاً في عفرين حتى عام 2017، وقالت الرفيقة أفيستا لم تكن تقبل لنفسها الحياة العادية، ولذلك كانت مناضلة آبوجية في حياتها، وكانت تقرأ كتاب حقيقة القائد، وتقول مهما قرأت هذا الكتاب، فإنني لم أفهم القائد على أكمل وجه لعمق أفكاره وفلسفته، وفي بعض الأحيان عندما كنا نسألها عن دراستها، كانت تقول: أحاول أن أتعلم بشكل جيد لكي أتعمق أكثر في فكر وفلسفة القائد أوجلان وكان حوار الرفيقة أفيستا مع نفسها ومن حولها يدور دائماً حول الفدائية، وكانت تقول: يجب أن أكون رفيقة للشهيدة زيلان.
لقد كانت راشدة مع الكبار وطفلة مع الأطفال
وتحدثت جاندا عينات عن موقف الشهيدة أفيستا وقالت: لم تقبل الرفيقة أفيستا الضعف في حياتها، كانت تنتبه للنقد ولم تكن تسمح بأن يتكرر نفس الخطأ مرة أخرى، لقد كانت راشدة مع الكبار وطفلة مع الأطفال، وكانت لها القدرة على التواصل مع كل شخص وفهمه، وفي كثير من الأحيان انضممنا إلى العمليات معاً، كانت دائماً تقول لقد قدم القائد الكثير وخاصة للمرأة، ولكي أكون جديرةً بالقائد يجب أن أكون فدائية في حياتي، وقد سمح لها هذا الموقف أن نستذكرها حتى اليوم بعمليتها الفدائية.
كانت تحاول أن تطور رفاقها معها أيضاً
وذكرت جاندا أن الشهيدة أفيستا عملت جاهدةً على بناء الحياة الرفاقية الحقيقية، وتابعت: كانت تتعامل بعقلانية تجاه رفاقها المحيطين بها، وكانت تقول إذا كانت إحدى رفيقاتنا تعاني من الضعف فهذا يعني بأننا كلنا ضعفاء، ولم تكن تتخلى عن رفيقاتها اللواتي لم تتجاوزنا المستوى المطلوب من التدريب وكانت تسعى دائماً لتدريبهن وكانت تسعى إلى بناء حياة رفاقية جيدة من حولها، ويعود فضل ذلك إلى فلسفة القائد آبو التي سمحت بخروج العشرات من أمثال أفيستا، ومهما تحدثت عن شخصية الشهيدة أفيستا لن أستطيع أن أمنحها حقها في التعبير.
وأوضحت جاندا عينات أنها لمحت غضباً استثنائياً في عيون الرفيقة أفيستا، مشيرةً إلى أن الشهيدة أفيستا أظهرت ذلك للجميع ليس فقط في حياتها وإنما أيضاً من خلال عمليتها الفدائية، وتابعت: كانت فضولية بشأن تقنيات الحرب، وعندما كنا نستحوذ على سلاح جديد، كنا لم نفهمه بشكل جيد ولكن كانت الرفيقة أفيستا تتعامل بعمق مع السلاح وتتعلمها، وكانت تخطو خطوات جديرة في التعمق والتفكير بالأشياء، وتقول: يجب أن أكون جديرة بالشهيدة زيلان وبيريتان وأفكار القائد عبد الله أوجلان، وجسدت هذه الكلمات دائماً في شخصيتها.
لقد جعلت من جسدها الطاهر درعاً ضد الاحتلال
وتحدثت المقاتلة في صفوف وحدات حماية المرأة (YPJ) عن العملية الفدائية التي نفذتها الشهيدة أفيستا في 27 كانون الثاني عام 2018 في مقاومة العصر ضد الاحتلال التركي، وقالت: لقد نفذت الرفيقة أفيستا في 27 كانون الثاني عمليتها الفدائية ضد الاحتلال التركي، وكانت ذلك رداً في الوقت المناسب على العدو والعملية التي شنتها ضد قواتنا، وكان حرب الاحتلال على عفرين ضد جميع الشعوب المضطهدة، ولم يكن هدفهم احتلال أرض عفرين فحسب، بل أرادوا أن تتقاتل كل المكونات ضد بعضها البعض وتنقسم الشعب فيما بينهم، لقد واجه الشعب إبادة ثقافية، وأرادوا إبعاد شعبنا عن نموذج القائد آبو ولكنهم لم يستطيعوا فعل ذلك، وخرجت أفيستا ضد الاحتلال ونفذت عمليتها الفدائية في قلب الأعداء دون أن تتراجع خطوة للوراء، ورد على الأعداء والمحتلين قائلةً لا تستطيعوا حجب شمسنا ولا يمكنكم أن تعزلونا عن نموذج القائد آبو.
لقد اختارت طريق المقاومة لنفسها
وجددت جاندا عهدها للشهداء قائلةً: لن نقبل طريق الخيانة أبداً، ولذلك نجد اليوم المئات من أمثال أفيستا وبيريتان اللواتي اخترن طريق المقاومة وأصبحن رموزاً للمقاومة، والعملية الفدائية التي نفذتها الشهيدة أفيستا كانت لها تأثيرٌ كبير علينا، بالطبع كنا حزينين جداً، أما في نفس الوقت فخورين بعمليتها الفدائية، قد بَنَتْ هذه العملية الفدائية قوة كبيرة فينا لنخطو خطوة أقوى للأمام، لقد كانت استشهاد الرفيقة أفيستا مؤلماً بالنسبة لنا، كما نمت في داخلنا مشاعر غضب كبيرة تجاه العدو، ونحن اليوم قادرين على تحقيق أهداف أفيستا في تحرير النساء المستعبدات وقيادتهن إلى طريق المقاومة والحرية، ونتعاهد ونقول أننا سننتقم لها حتى النهاية ونسير على دربها.[1]