الحروب الدبلوماسية اصبحت على اشدها في المنطقة
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4751 - #17-03-2015# - 23:34
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
بعدما اشتدت الصراعات بين المحاور و وصلت الى لحظة استغلال تمدد داعش و حربه في المنطقة و استخدامه كبديل لاداء الادوار المرسومة او الواجبة عليه ادءه من قبل الكثيرين من رؤوس المحاور و حلفائهم من الذين يقفون وراء داعش كما كانوا مع تنظيم القاعدة من اساسه و بنيانه، بشكل مباشر او نتيجة افعال استخباراتية تمرر الوسائل المستخدمة على اللاعبين دون علمهم بحيل او بعلمهم، و يحصلون على النتائج فورا ان كانوا عملاء لهم بشكل مباشر . انتقلت المنطقة لمرحلة اخرى مغايرة جذريا لما كانت عليه قبل حتى عقد واحد، من كافة الجوانب . عزم الجميع على مد يدهم لاغراض عديدة و جديدة و كل وفق توجهه، السعودية استضافت مجموعة من الدول و بعد تفاهم هش مع امريكا لجمع اكبر عدد ممكن من المتحالفين للتنسيق مع امريكا و باسمها للوقوف على اهبة الاستعداد لمنع تمدد داعش نحوها اولا و ان لا تنعكس اهدافه على مناطق مصيرية لوجودها و مصالحها الكبرى . السعودية في موقف لا تُحسد عليه الان و خاصة بعد تمدد و سيطرة نفوذ ايران من اطرافها الثلاث من جهة و تقدمها و نجاحها الى حد كبير في تجسيد الهلال الشيعي باسترضاء الاطراف الكثيرة او بالاحرى بغض طرف امريكا بشكل ملحوظ و مكشوف جدا، ومن جانب اخر، بُرزت اوراق جديدة لا يمكن ان تُحتسب لصالح ايران على الرغم من انها تشكل هذه الاوراق ثقلا كبيرا على السعودية ايضا رغم انها تقع لصالحها، و هي مواقف تركيا و مصر المتناقضة مع البعض و مواقف دول المنطقة و امريكا من الاخوان المسلمين و ما هم فيه في المنطقة كامر سلبي على السعودية من جهة، و وجود الجانب المفيد المضر للسعودية من جوانب مختلفة والذي يتمثل بداعش من جهة اخرى . سوريا لم تصل الى نهايتها و تنفست السلطة فيها الصعداء بعد صراع عنيف و مخاض لم يلد منه شيئا الا الدمار الاكبر في المنطقة .
اصبح الصراع متعدد الاطرف و متشعبا و تغيرت المواقف و تحركت العلاقات الثنائية و الثلاثية و استعاضت بعض الدول بعدو الامس لملئ الفراغ في علاقاتها و اختلال في توازنها و ضيق افق دبلوماسيتها التي كانت تتكا اصلا على اطراف مختلفة التوجهات، كالاردن و فلسطين و بعض دول الخليج، اضافة الى الهيجان التي فعلها داعش و اثرت بشكل كبير على العلاقت الخليجية قبل الاخرين .
اصبحت المفاوضات الامريكية الايرانية نقطة ارتكاز الاني للعلاقات العديدة في المنطقة و هي في مرحلة انتقالية لم تستقر بعد على حال لتقر كل دولة دورها و ما عليها و كيف يمكن ان تتوجه في علاقاتها و كيف ترتب اوراقها، و باي مكيال يمكن ان تقيس ثقل الدول بعد انتهاء المفاوضات و موقع كل دولة من اطراف الصراع و ما مصلحتها و كيف ترتب ما يهم مصلحتها الانية و المستقبلية، اي كل دول المنطقة على اهبة الاستعداد و في انتظار ما يحصل او ما تودي به المفاوضات و ما يولد منها كي يُسمى المولود و من يباركه و من يتخذ موقفا منه حسب اهميته له و مصلحته منه .
العراق في مرحلة يمكن ان نسميها متهيجة غير ابه كغيره من الدول الاخرىو هو واقع في قعر الواحة،و مشغول عما يحدث خارجيا لانه متورط داخليا، و اشغلته امور كثيرة عن ما يحدث بشكل دقيق خارج حدوده، بينما يعبرو يلعب الاخرون في المحافل و هو ملم بما يجري على ساحته، و لكنه ربما نهاية هذه المفاوضت تفرض عليه موقفا راسخا من قضايا المنطقة، ان وقعت حروب داعش على شيء يفهم الجميع ما يجري للمنطقة فيما بعد . اننا لا يمكن ان نقرا دور روسيا الدبلوماسية من القاضايا العديدة في هذه المنطقة الا وجودها في سوريا و موقفها الثابت من ما يجري فيها و ما له علاقة بها، و من منظور اثبات وجودها و ان كان ضعيفا كاضعف الايمان في تعاملها مع المنطقة، و عدم ترك المنطقة بشكل مطلق لغريمها لحين تشفى من ما هي فيه من الامراض العديدة و التي هي في حالة نقاهة و انتعاش لا يفسح لها المجال اكثر لاداء دور اكبر مما تقوم به لحد الان . الصين و سياساتها الثابتة المبنية على الدور الوسطي و الدخول من منفذ الاقتصاد في كل ما يدور، و تريد ان تثبت انها على البعد المتساوي مع الاطراف المؤثرة في المنطقة لحد هذه الساعة . الاتحاد الاوربي و دوره المتعدد الاوجه حسب دور كل دولة مؤثرة فيه، فله ادوار مختلفة من القضايا المختلفة و في مقدمتها داعش و ما بدر منه . اي المصالح المختلفة لدول الاتحاد الاوربي تفرض على دولها ان تتخذ مواقف مستقلة الى حدما في القضايا الشائكة في هذه المنطقة، لذا نرى من له موقف مطابق لما تدعيه امريكا و هناك مناقض لها و هناك ايضا من يوافقها و يقف بالضد من بعض خطواتها حسب ما يهمه ايضا . اي معادلات سياسية مكتضة و معقدة و على حد من التشابك و هي في مختبر فيه من المواد المعقدة الخطرة كعامل معرقل و كل مادة حسب قدرتها و تركيبتها و تتعامل معها الجميع و كل حسب خبرته و علمه و معرفته، و تنظم الدول دبلوماسيتهم و كل يراهن بحصانه على ما يقع عليه هذه المنطقة و كيف تكون و ما يهمه و ما يستوجب عليه ان يتعامل معه و الوسيلة التي يعتبرها ملائمة للخروج من تلك الفوضى بسلام و يكون ناجحا في خطواته مستخدما ما يملك من العقلية و الخبرة و الامكانية.[1]