جبل أرارات هو أكبر كتلة جبلية تقف وحيدة في العالم، بينما معظم جبال العالم تقع ضمن سلاسل جبلية ممتدة. ويشكل الجبل نقطة التقاء رباعية بين تركيا وأرمينيا وأذربيجان وإيران، مرتفعاً بحوالى 17000 قدم (5137 متراً) عن السهول المحيطة به. ويتكون من اثنين من المخاريط البركانية الكبيرة ومغطّى بالثلوج. المخروط الصغير يبلغ ارتفاعُه 3896 متراً، كما تبلغ مساحة قُطر أرارات حوالى 40 كيلومتراً.
على الرغم من إجماع العلماء على أن أرارات قد لا يكون هو تحديداً الجبل الذي رست عليه سفينة نوح، فإنّ المسيحية على نطاق واسع تعتقد أنه كان مكان استراحة السفينة التي بدأ منها العالمُ من جديد. كما يعدّ الجبلُ المقدس لدى الأرمينيين، رمزاً وطنيًا رئيسياً لأرمينيا، ويتجلى ذلك بشكل بارز في الفنون والآداب هناك، ويظهر أيضاً على المعاطف العسكرية إلى جانب رمز سفينة نوح. كانت هناك محاولات كثيرة لصعود الجبل من البلدان الأربعة التي تشترك فيه؛ غير أن أول صعودٍ مُسَجّل للجبل كان عام 1829م.
اسم أرارات هو الهجاء العِبري للمملكة التي كانت موجودةً في الهضبة الأرمينية في القرنين التاسع والسادس قبل الميلاد، ومع أن الجبل معروف في اللغات الأوروبية باسم أرارات؛ فإن أيَّاً من الشعوب الأصلية في المنطقة لم تُطلق عليه هذا الاسم، فالاسم الأرميني التقليدي هو ماسيس. وفي العصور القديمة، كان الجبلُ معروفاً في اليونانية باسم نيباروس، بينما الاسم التركي للجبل منذ العصور الوسطى هو أغر طاغ أي الألم أو الحزن، أما الاسم الفارسي فهو كوه نوح أي جبل نوح، في حين أطلق عليه الأكراد اسمتيجاج أي الجبل الناري.
لم يُوَثّق التسلسل الزمني للنشاط البركاني لجبل أرارات، لكن الحفريات الأثرية والتاريخ المتناقل والسجلات التاريخية توفر دليلا على أن الانفجارات البركانية للجبل وقعت بين عامي 2500 و 2400 قبل الميلاد، وتُبين الأدلة الأثرية أن تدفقات الحِمم والانفجارات البركانية في هذه الفترة قد دمرت ودفنت على الأقل مستوطنة كورا أراكسيس القديمة وتسببت بالعديد من الوفيات. وفي عام 550 قبل الميلاد، حدثت ثورة من حجم غير مؤكد وصاحبها انفجارات طفيفة، وربما في عام 1450م وعام 1783م.
ومن الثورات الموثقة أيضاً، في عام 1840م حدثت انهيارات أرضية وزلازل بقوة 7.4 بمقياس ريختر، مصاحبة لثورة في البركان وسقط الكثير من الضحايا. وتتحدث السجلات التاريخية والتاريخ الشفوي عن تلك الفترة عن اندلاع الانفجارات وتدفقها من شقوق الجبل للحمم على الجانب الشمالي العلوي، حيث لقي حوالى 10 آلاف شخص في منطقة أرارات مصرعهم، من بينهم 1900 قروي في قرية أخوري، لقوا حتفهم بسبب انهيار أرضي ضخم، ثم تدفق الحطام والركام على البلدة، كما دمرت الثكنات العسكرية الروسية، ودُمّر نهر سيفجور بصورة مؤقتة أيضاً.
وقد ارتبط جبل أرارات بقصة الفيضان منذ القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين، وأصبح السكان المحليون يطلقون عليه مكان هبوط سفينة نوح منذ ذلك الحين. كتب المؤرخ المستشرق والبروفيسور في جامعة أوكسفورد، فريدريك كورنويليس كونيبير، أن الجبل كان مركزًا للأساطير والطوائف الوثنية، ولكن بحلول القرن الحادي عشر قام اللاهوتيون الأرمن بتحديد موقع الجبل كمهبط لسفينة نوح، بعد أن اختفت الأساطير القديمة من عقول المحليين.[1]