هوزان أمين - التآخي
شهر آذار الذي يحمل في طياته العديد من الدلالات والمكنونات العميقة والمؤثرة في تاريخ #الشعب الكوردي#، ولاجل الاحتفاء به واستذكار المناسبات العديدة التي جرت فيه، تقيم المهرجانات الفنية والخطابية والامسيات الادبية والشعرية، واحدى تلك المحافل الادبية المهمة ملتقى نوروز الشعري، الذي ينظمه اتحاد الادباء الكورد في #دهوك# والتي اصبحت قبلة الشعراء والمثقفين في كل مكان، فقد تجاوزت حدود ملتقى الشعر هذا العام حدود اقليم كوردستان والعراق ليشارك فيها شعراء من بلدان كثيرة.
فقد اكد السيد حسن سليفاني رئيس اتحاد الادباء الكورد-دهوك خلال كلمة ادبية شعرية في بداية افتتاح الملتقى، تلخص اهم اهداف الملتقى الذي يدعوا الى المحبة والتسامح والاخاء بين جميع مكونات العراق والعالم اجمع حيث قال فيها دهوك العاشقة للكلمة، للشعر، للموسيقى، للمسرح، للسينما، للفرشاة، للقلم، للفرح، للأمل، ترحب بكم وتقول: مرحى لصناع السرور والابتسام، مرحى لتعايش الأديان واللغات والثقافات والقوميات، مرحى للغات الكردية، العربية، التركية، الفارسية، السريانية، الأرمنية،التركمانية، التي سينطلق الشعر من ثناياها في ملتقى نوروز الشعري الثاني.. مرحبا بالشعراء– بالشاعرات، باليوم العالمي للمرأة، ربَة الميلاد والخلد والجمال
ينظم هذا الملتقى كما اشرنا الى تمجيد تلك الاحداث والمجريات التي جرت في تاريخ الشعب الكوردي، بداً بالانتفاضة المظفرة التي قامت في اقليم كوردستان العراق عام 1991 والذي يعتبر هذا الملتقى احداى ثمراتها، وكذلك ميلاد البارزاني الخالد ورحيله واحتفالات عيد النوروز العديد من المناسبات والمآسي المرة والحلوة في تاريخ الشعب الكوردي.
كما لابد لنا من الاشارة الى ان احد الاسباب المهمة لعقد هذا الملتقى هو اليوم العالمي للشعر والذي يصادف في 21 من شهر آذار، فلكل تلك الاسباب تجعل من اللقاء والملتقى حلاوة ويكون للكلمة الطبيبة مذاق اطيب.
فقد احتضنت دهوك التي تزدهر مع اطلالة الربيع 30 شاعرا قدموا من اقليم كوردستان وعدة محافظات عراقية ومن دول الجوار مثل تركيا وايران والامارات العربية المتحدة بالاضافة الى كازاخستان وارمينيا، هذا يعني تنوع الالوان والاعراق واختلاط اللغات الكوردية، العربية السريانية التركمانية الارمنية الفارسية والتركية، بهدف توطيد العلاقات الثقافية بين شعوب المنطقة كافة.
بالنشيد القومي الكوردي اي رقيب افتتحت فعاليات الملتقى في صباح السادس من آذار في قاعة اتحاد الادباء الكورد في دهوك، ومن ثم القى الكاتب القدير كريم فندي كلمة بإسم مديرية النشاطات الفنية التابعة لمديرية الثقافة والفنون في دهوك والمشارك في تنظيم هذا الملتقى، رحب فيها بالضيوف الكرام، كما اكد على ان دهوك مستمرة في عقد الفعاليات والمهرجانات الادبية والشعرية وهذه ليست المرة الاولى التي تنظم مثل هكذا فعاليات، ومن ثم تلاه الكاتب حسن سليفاني رئيس اتحاد الادباء الكورد في دهوك كلمة شاعرية جميلة اشار فيها الى معاني هذا الشهر بالنسبة للشعب الكوردي وما يحمل في طياته من مناسبات حزينة ومفرحة في الآن معاً، ورحب بالضيوف وتمنى لهم طيب الاقامة بين ربوع دهوك الجميلة، كما كان للكاتب فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين كلمة جميلة عبر فيها عن معاني هذا الملتقى واهميته في توطيد العلاقات بين جميع شعراء العراق والاقليم ووحدة موقفهم في مجمل القضايا، من ثم تم تقديم بعض الدبكات الشعبية من قبل مديرية الفنون الشعبية في المحافظة، وقدم بعدها مجموعة من الشعراء والشاعرات الشباب بانوراما شعرية مع الموسيقى والغناء، تلاها قراءات شعرية لمجموعة من الشعراء المشاركين.
هذا جدير بالذكر ان ملتقى نوروز الشعري الاول كان في 7و 8 آذار 2013 وبمشاركة دولية واسعة ايضاً، وكان لها وقع جميل على جميع المشاركين فيها، وهذا الملتقى استمر لثلاثة ايام متتالية تخللتها العديد من الفقرات الفنية المتنوعة مثل الدبكات الشعبية والأغاني الفلكلورية وكذلك زيارات المشاركين إلى مناطق سياحية بمدينة دهوك مثل سرسنك وسولاف في آميدية ( العمادية) وغيرها من المواقع السياحية، وفي اليوم الثاني لفعاليات الملتقى القاء القصائد في كهف أنيشكي السياحي حيث القيت القصائد الشعرية داخل الكهف وكان لصدى اصوات الشعراء في ذلك الكهف في غاية الروعة والجمال حيث يتحد الكلمة الطيبة مع معالم كوردستان وطبيعتها الخلابة وفي ظل هذه الاجواء الربيعية الجميلة.
وفي اليوم الثالث ايضاً كانت الكلمات بمختلف اللغات تتعانق وتشكل لوحة جميلة ورائعة حيث اصبح هذا الملتقى بمثابة جسر يربط بين مختلف وكانت فرصة جميلة لالتقاء العديد من الشعراء وفرصة للاطلاع على تجاربهم الشعرية المتنوعة وابداء وجهات النظر حول القصيدة ودور الشاعر ومهامه في الوقت الراهن والمستقبل، وكذلك كانت فرصة حلوة للتجول والتعرف على طبيعة وبيئة إقليم كردستان وما تتحلى به من طبيعة خلابة خاصة في مثل هذه الاوقات ومع بداية فصل الربيع.[1]