الطبقة / عمر الفارس – باركَ شيوخ ووجهاء عشائر مدينة الطبقة، مرور الذكرى السنوية الرابعة، على تأسيس #الإدارة الذاتية# لشمال وشرق سوريا بالرقة، ووصفوها بنواة الحل للأزمة السورية، والمشروع الديمقراطي الأول من نوعهِ في الشرق الأوسط، الذي وحد الشعوب والمكونات، وحققَ التعايش السلمي المشترك.
في السادس من أيلول من كل عام، تشهد مناطق شمال وشرق سوريا، أهازيج الفرح، والاحتفال بذكرى تأسيس الإدارة الذاتية في الرقة، الإدارة الذاتية، التي شيّدت على نهج الأمة الديمقراطية، الذي طرحهُ القائد والمفكر والفيلسوف #عبد لله أوجلان#، والتي حققت في إداراتها السبعة، منجزات عدة، ووحدت الجهود؛ للنهوض بمجتمع منظم سياسي، وأخلاقي، وديمقراطي حر.
خطوات تاريخية، ومكتسبات عظيمة
وفي السياق ذاته، وتزامناً مع مرور الذكرى الرابعة على تأسيس الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، التقت صحيفتنا، بشيوخ ووجهاء عشائر الطبقة، الذين أكدوا أن الإدارة الذاتية كانت، ولا زالت الأساس لتحقيق الحرية والتغيير الديمقراطي في المنطقة.
وفي البداية، تحدث الشيخ عبد الرحيم الجدوع، شيخ عشيرة الموالي بالطبقة: “بعد تحرير الأراضي في شمال وشرق سوريا، من خطر مرتزقة داعش، شُكلت الإدارة الذاتية لإدارة وتنظيم المؤسسات المدنية والعسكرية، التي هي أساس التنسيق المجتمعي، واستطاعت خلال أربع سنوات من تأسيسها تحقيق خطوات تاريخية خلال فترة وجيزة في الناحية الخدمية، والأمنية والتنظيمية”.
وثمّنَ الجدوع التضحيات، التي قدمتها قوات سوريا الديمقراطية، عبر دحر الإرهاب، ومرتزقة داعش وتحرير الأراضي السورية، التي رويت بدماء الآلاف من الشهداء، والذين قدموا أغلى ما لديهم للدفاع عن أرضهم ووطنهم.
وقد شهدت مدينة الرقة أربع سنوات من حكم مرتزقة داعش، كانت فيها الرقة نقطة الارتكاز، والقوة لبطشهم وعدوانهم، واحتوت على العديد من السجون والمعتقلات، التي تروى مآسيها في شوارع، وأزقة الرقة، التي شهدت على حجم المجازر، والانتهاكات اللاإنسانية بحق أهاليها.
وبعد تحريرها مسحت غبار الظلم، والمعاناة بمرحلة جديدة، بنظام حكم ذاتي ديمقراطي، ومحطة مكملة لمنجزات الإدارات الذاتية السابقة في الجزيرة، وكوباني، وعفرين المحتلة.
وتابع الجدوع: “دور الإدارة الذاتية في الرقة لم يقتصر فقط على وجودها في المنطقة، بل باتت تمثل المركز الرئيسي بعد تأسيسها عام 2018 للإدارات والأقاليم في شمال وشرق سوريا، ويمكننا وصفَ الإدارة الذاتية بنقطة التحول، حيث استقطبت الأحزاب كلها، وشاركت الشعوب في المنطقة بالقرار السياسيّ، وقطف ثمار الرؤى الوطنية في سبيل تحقيق سوريا ديمقراطية ولامركزية”.
واختتم الشيخ عبد الرحيم الجدوع حديثه: “ثبت على مر السنوات الماضية، أن الإدارات الذاتية نموذج مهم وناجح لحل مشاكل الشرق الأوسط، بعد أن تبيّن نموذج الدولة القومية لا يتلاءم مع الطبيعة التكوينية للمجتمعات الشرق الأوسطية، ومشروع الإدارات الذاتية، يعتمد أساساً على النظام الكومينالي، والمجالس المحلية، التي أعطت للشعب حق إدارة نفسهِ بنفسهِ، والمشاركة في القرار السياسي والإداري”.
الإدارة الذاتية أساس الحل
ومن جانبه تحدث وجيه عشيرة العنزة، الشيخ حامد العفات: “شيوخ ووجهاء العشائر في الطبقة والرقة، يؤكدون دعمهم للإدارة الذاتية، والتي تُعدّ لبنة مشروع الأمة الديمقراطية، وآمنَت بوحدة الشعوب، والطوائف من عرب، وكرد، وأرمن، وشركس، وأن وحدة المصير المشترك، هي القوة؛ كي يتخندقوا من أجلها، مع بعضهم ضد العدوان التركي ومرتزقة داعش”.
وأشار العفات، إلى أهمية الحوار السوري – السوري الذي دعت لهُ الإدارة الذاتية، منذ تأسيسها: “توحيد الأراضي السورية من الأمور الهامة، التي تتخذها الإدارة الذاتية للتأسيس عليها، لحل الأزمة السورية، وإنهاء الصراع الدموي، الذي استمر على مر أحد عشر عاماً في سوريا، فطاولة الحوار الوطني السوري، هي الحل الأمثل للأزمة السورية”.
وأشاد العفات، بأسلوب الإدارة الذاتية البعيد عن سلطة الدولة، والحكومات المركزية، التي تدافع عن الحكم والسلطة بقوله: “إن أساس الإدارة، وقاعدتها هي مطالب واحتياجات المجتمع، وإن ما تخشاه الدولة القومية، هو المشروع الديمقراطي للإدارة الذاتية، لهذا يتم محاربتها”.
واختتم الشيخ حامد العفات حديثه: “نحن بدورنا، شيوخ ووجهاء عشائر الطبقة، نؤكد دعمنا لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، والعشائر العربية جزء لا يتجزأ من هذهِ الإدارة، وسنبذل جهودنا كلها، حتى تحقيق وترسيخ مبادئ وقيم العيش المشترك، وفق نهج الأمة الديمقراطية، وسنبقى متمسكين بطريق النضال، والكفاح حتى تحرير أخر شبر من مدننا المحتلة، وطرد المحتل التركي، ومرتزقته من أراضينا.[1]