أفادت صحيفة دير شبيغل الألمانية ضمن تقرير نشرته منذ أيام، عن عملية سرية نفدتها الحكومة الألمانية في أكثر المناطق خطورة حول العالم، متحدثة عن تفاصيل وصفها الكثيرون بالمثيرة للجدل.
ووفقاً للصحيفة، نقلت الحكومة الفيدرالية أربع نساء و سبعة أطفال من عوائل تنظيم #داعش# القاطنين في مخيم (روج) الواقع تحت إشراف #الإدارة الذاتية# لشمال وشرق سوريا، على متن طائرة تابعة للقوات الأمريكية قادمة من قاعدة جوية في الكويت، مشيرة إلى أن المدعي العام الألماني سيبدأ بالتحقيق مع النساء الداعشيات العائدات من سوريا للاشتباه في تورطهم بقضايا إرهابية.
وبحسب ما ذكرته صحيفة دير شبيغل في تقريرها، فإن إحدى الجهاديات التي نُقلت جواً تدعى مارسيا. م وتبلغ من العمر 33 عاماً، متورطة مع زوجها أوغوز جي، في التخطيط لأعمال إرهابية، كما تُعتبر شاهدة مهمة جداً في تنفيذ خطة واسعة النطاق لتنظيم داعش عبر استهداف مهرجان موسيقي كبير في ألمانيا عام 2016، عقب الهجمات الدموية التي تعرضت لها كلاً من العاصمة الفرنسية باريس والبلجيكية بروكسل بين عامي 2015 و2016.
كما أشارت الصحيفة الألمانية، إلى أن عملية النقل الجوي الأخيرة من مخيمات شمال شرق سوريا تُعتبر السادسة، حيث تم نقل 10 نساء و27 طفلاً يحملون الجنسية الألمانية من عوائل تنظيم داعش إلى فرانكفورت على متن طائرة مستأجرة في شهر آذار / مارس الماضي.
فيما أقدمت برلين على إحضار الأيتام والأطفال فقط ضمن أول رحلة جوية عام 2019 من مخيم في شمال شرق سوريا عبر العراق إلى ألمانيا، أعقب ذلك عدة رحلات جوية ضمت عدداً من النساء والأطفال، فيما لايزال 40 ألمانياً من إرهابيي داعش وعوائلهم في سجون تُديرها قوات سوريا الديمقراطية أو مخيمات تشرف عليها الإدارة الذاتية، بحسب صحيفة دير شبيغل.
تقرير الصحيفة الألمانية لاقى معارضةً واسعة كما اعتبره البعض فاقد للمصداقية، جاء بالتزامن مع إعلان وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، في بيان رسمي يوم الأربعاء الماضي، إعادة أربع نساء وسبعة أطفال ومراهقًا من سوريا، مؤكدة أنها أنجزت تسوية كافة الحالات المعروفة تقريباً لعوائل ألمانية من داعش متواجدين في مخيمات شمال شرق سوريا، كما أشارت أن النساء والشاب الذين أعيدوا سيحاكمون على أفعالهم، حيث تم إيقافهم عند وصولهم إلى ألمانيا، دون ذكرها لوجود عملية سرية جرت منذ أيام.
بدوره، نشر الموقع الرسمي للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، تفاصيل تسليم دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية عدد من النساء والأطفال من عوائل داعش إلى الحكومة الألمانية بعد التوقيع على وثائق التسليم الرسمية، بين وفد ألماني ترأسه مدير الشؤون القانونية والقنصلية في وزارة الخارجية الألمانية، كورت ستوكل ستيلفرايد، مع نائب الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، فنر الكعيط، كما أظهرت فيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي توقيع الجانبين على وثائق التسليم الرسمية في مبنى دائرة العلاقات الخارجية بمدينة القامشلي شرقي سوريا.
إلى ذلك، قال الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بدران جيا كرد، لليفانت نيوز، إن إعادة أطفال ونساء داعش إلى بلادهم تتم عن طريق عملية تسليم علنية كما هناك إجراءات رسمية بروتوكولية بين الإدارة الذاتية و البلدان التي ترغب بعودة مواطنيها إليها من بين تلك الإجراءات وثيقة التسليم والاستلام التي يتم توقيعها من كلا الطرفين وكذلك التصريحات الصحفية أمام وكالات الأنباء فالعملية هنا واضحة وصريحة، نافياً وجود أي عملية تسليم سرية.
واتهم جيا كرد، بعض وسائل الإعلام وجهات محددة بتشويه هذا الموضوع والتلاعب بالتفاصيل بشكل سلبي حيث تقوم بالنشر وكأن العملية تمت بشكل سري وضمن إجراءات خاصة. مشيراً إلى أن ذلك لا يمت للواقع بصلة فهذه الأطراف والمؤسسات تعمل على إرضاء بعض الجهات وخاصة الدولة التركية.
وأكد الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية، أن آخر عملية تسليم ضمت 12 من النساء والأطفال الألمان. وتابع، صحيح تلك الصحيفة الألمانية نشرت الخبر لكن بالمقابل كان هناك وكالات تابعة للإدارة الذاتية حاضرة ونشرت تصريحات المسؤولين الألمان كما تمت تغطية كافة الإجراءات بشكل واضح وهذا إثبات صريح بأنهم يشوهون الحقائق أمام الرأي العام.
تقرير صحيفة دير شبيغل الألمانية وماتضمنه من معلومات جاءت متناقضة مع تصريحات الخارجية الألمانية بالإضافة إلى عملية التسليم الرسمية بين الإدارة الذاتية ومسؤولين ألمان، سلط الضوء في أحد جوانبه على الخطورة التي يشكلها عشرات الآلاف من إرهابيي داعش وعوائلهم ممن يتواجدون داخل المخيمات أو في السجون بشمال شرق سوريا، حيث تحدث التقرير عن تورط الكثير من هؤلاء بعمليات إرهابية كبيرة داخل سوريا وخارجها وسط تجاهل دولي واضح المعالم لإنهاء ملف يُهدد الإنسانية جمعاء.[1]