محمود الوندي
لا يخفي على أحد أحقاد الحكومة التركية المعروفة تجاه الشعب الكوردي وقضيته المشروعة ، ومحاولاتها الغوغائية لتشويه سمعة الشعب الكوردي وقيادته داخل تركيا وخارجها ، لذا تخلق روايات وقصص ملفقة ومملوء الروائح الكريهة ضد الكورد وقيادته في كوردستان العراق عبر عملائهم داخل العراق وقنواتهم الفضائية لنشر الأفكار العنصرية المريضة وبث سموم الطائفية بين الشعب الكوردي وبين أخوتهم التركمان،تحاول تركيا أستخدام ورقة تركمان وتتخذها ستاراً لها لتدخل في شؤون العراق بحجة حماية الأقلية التركمانية في مدينة كركوك تارة،وتارة أخرى لمقاتلة حزب العمال الكوردستاني التي أتخذتها ذريعاً لأجتياح كوردستان العراق ، ودلائل لدى الحكومة التركية واضحة لأرباك الوضع في العراق وأغراقه في فوضى من أجل تحقيق مآرب طموحاتها ومطامعها داخل العراق ، لذلك أصبحنا نسمع بين الحين والآخر تهديدات على لسان مسؤولين أتراك علناً ضد الشعب الكوردي وقيادته داخل كوردستان العراق .
هناك مؤشرات ودلائل واضحة على نية مبيتة لدى القيادات العسكرية والسياسية لشن عدوان على كوردستان العراق بحجج مختلفة للسيطرة على ولاية الموصل بأعتبارﮪا أملاكهم القديمة واعادتها الى تركيا ، لذلك نشاهد هذه الايام وبأستمرار بعقد البرلمان التركي إجتماعات موسعة برئاسة رئيس الوزراء السيد رجب طيب أردغان ، واللقاءات والأجتماعات مع حثالات العراق بغية البحث حول أوضاع العراق وكركوك والكورد - ألخ وأتخاذ القرار المناسب لمواجهة ﮪذا الموضوع حسب تصريح السيد أردغان وتصعيد واضح في لهجته تجاه العراقيين عموماً، على أن تركيا لن تقف مكتوف الأيدي أزاء ما يحصل في مدينة كركوك وتطبيق المادة ( 140 ) من الدسنور العراقي الذي صوت عليه شعب العراق بكافة شرائحه ، وطالب السيد أوردغان بتغيير الدستور العراقي حول مدينة كركوك كأن كركوك مدينة تركية وليس مدينة عراقية .
أريد أناقش من خلال هذه المقالة السيد أوردغان رئيس وزراء تركيا حول تدخلاته في شؤون العراق :
يذكر السيد أوردغان بأن حقوق التركمان مسلوبة و منتهكة في إقليم كوردستان وبمدينة#كركوك# بذات ويتهم القيادات الكوردية والبيشمركة لقيامهم بعمليات الأغتيالات والتفجيرات المنظمة، وهذا الكلام بعيد عن الواقع والحقائق لأنه اما يجهل الحقيقة أويشوه الحقائق ما يجري في إقليم كوردستان و في مدينة كركوك ( تحاول تركيا بكل ما أوتيت من قدورة لتخلق المشاكل، وخلق الجدار بين التركمان والكورد وتحرض التركمان البسطاء على العداء للكورد) لأن في نيتهم هدف معين ، علماً التركمان في كركوك ومناطق أخرى من مدن كوردستان يعيشون عصرهم الذهبي الآن ، حيث في زمن صدام لم يأخذوا عشر ما يتمتعون به من حقوق، وعمل الأحزاب التركمانية بصورة علنية ولديهم مقرات ومكاتب ومطبوعات وفضائية ، وتدريس لغته القومية في المدارس التي تتواجد فيها التركمان ، ولهم الحرية المطقلة للتنقل والعيش أينما يريدون .
الموضاعات المطروحة للنقاش :
أين كانت الحكومة التركية من القرار النظام البعثي في بداية الثمانيات من القرن الماضي في حين اغتصب النظام من التركمان حتى حق الهوية القومية لهم ومسح القومية الثالثة في العراق بجرة قلم ، قال المقبور وفي العراق فقط قوميتان العربية والكردية ، وأدعى عدم وجود التركمان في العراق وكان يجري تسجلهم كعرب وحتى أغلقت الأذاعة والتلفزيون التركمانية من قبل النظام السابق دون ان تستطيع تركيا وعملائه داخل العراق أن يتفوهون بكلمة واحدة .
أين كانت الحكومة التركية عندما نفذ الطاغية المقبور جريمة قمع وأضطهاد بحق التركمان ( التركمان الشيعة بشكل خاص ) عام 1981 ، وأعدام عشرات من ابنائهم وتهجير عوائلهم من مدنهم وقراهم ومصادرة ممتلاكتهم المنقولة وغير المنقولة ومنحه الى مواطن عرب التعريب الوافدين من جنوب ووسط العراق ، لم ولن نشاهد أو نسمع تدخل الحكومة التركية لحماية التركمان أو قيام بتنظيم المؤتمرات والأجتماعات ضد قرارات مجحفة بحق التركمان الأصلاء والتلاعب بديموغرافية مدينة كركوك ، وحتى لم تجرأ تركيا على قبول التركمان الفارين من ظلم النظام البعثي من أجل مصالحها الخاصة مع حكومة البعث ( الاقتصادية والسياسية ) ، بينما أحتضنت كوردستان عشرات من عوائل التركمان الهاربين من أضطهاد نظام البعث .
لماذا لم تحشد تركيا جيشها بالقرب من الحدود العراق عندما هدد صدام حسين بطرد التركمان من العراق علناً أمام رئيس الوزراء التركي ( أنذاك ) بولند أجويد عندما عاتبه في أحدى لقاءاته مع صدام حول تعامله مع التركمان والتجاوز على حقوقهم ، أليس هذه التناقضات لدى الحكومة التركية وقياداتها السياسية والعسكرية .
هل بأمكان رئيس وزراء تركيا بتغيير بعض مواد دستور بلاده ،عندما يصدرالأوامره للحكومة العراقية لتغيير دستورها وعدم تنقيذ المادة 140من الدستور والهدف لسلب الصفة الكوردية عن مدينة كركوك ، الغريب والعجيب في الأمر رئيس وزراء تركيا لم يستطع لحد ألآن تغيير بعض مواد دستور بلاده لتلبية شروط دخول تركيا إلى السوق الأوربية المشتركة ، يصدر الأوامر لتغيير دستور العراق الذي صوت له تسعة ملايين ناخب وناخبة من الشعب العراقي ، وإيقاف تطبيق بعض مواده التي لا تروق لحكام تركيا من عسكريين وسياسيين !
هل يخفى على أحد ما حصل ويحصل لكورد شمال كوردستان ( في تركيا) من التطهير العرقي والتصفية الثقافية والفكرية المنظمة وأغتيال الشخصية والروح الكوردية بكل مقوماتها ، من لدن تركيا ، منذ تأسيسها الى اليوم ، وكان في مقدمة هذه الأمور منع التحدث باللغة الكوردية ليس فقط في المدارس والدوائر الحكومية ، بل حتى في حجرات الجوامع وبعد ذلك دخل المنع البيوت والمحلات العامة وحتى في الطرق والشوارع،أليس هذه التناقضات لدى رئيس وزراء تركيا عندما يتحدث في تصريحاته كاذبة وتحريضية عن اضطهاد التركمان في كركوك( وعددهم الحقيقي لا يتجاوز في العراق اكثر من 600 الف شخص ) بدون خجل وحياء بينما حكومته تضطهد الشعب الكوردي ( الذي يتجاوز عددهم أكثر من عشرين مليون شخص ) أي أضعاف أضعاف التركمان في العراق .
هل يعقل العاقل ان الشعب المظهد يظطهد الشعب الآخر ؟ إذن كيف للكورد وقيادته يظطهد القوميةالتركمانية سبق أن أحتضنتهم على أرضه التي تتدعّي به الحكومة التركية على لسان رئيس وزراءها مع سرد الآكاذيب والتلفيق بأتهام الكورد وحكومة أقليم كوردستان بطرد وأضطهاد التركمان في مدينة كركوك ، هل يعقل العاقل أن الحكومة التركية للأمس القريب كانت ساكتاًعن الجرائم والمظالم الكثيرة حدثت أيام النظام البائد بحق التركمان ، وعدم قبول الهاربيين من التركمان من جحيم جلاوزة البعث لدخول الى أراضي التركية ، واليوم تتباكى بدموع التماسيح علىالتركمان؟ حقاً هؤلاء لايستحون ولا يخجلون من أنفسهم ، فأنهم يبقون على هذا الآخلاق والتربية الواطئة بالتهجم على الشعب الكوردي وقيادته،لأن أرض الكورد وكوردستان أصبحت كابوس دائم لهم .
فما هي حقيقة ما تنعقد من المؤتمرات والأجتماعات لمنبوذين العراق في أنقرة وتهديدات من قبل رئيس وزراء تركيا ؟ المعروفة جيداً لدى غالبية الشعب العراقي الﮪدف الحقيقي من وراء هكذا الأجتماعات والتهديدات وفي هذا الوقت بالذات وخاصة أن البلد تمر بمرحلة الحساسة من تأريخيه .[1]