=KTML_Bold=المثقف.. وبلاط السلاطين؟!!=KTML_End=
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 4912 – 2015-09-01
المحور: المجتمع المدني
المثقف بوق.. أم حامل لواء الشعراء إلى النار؟
يزداد الجدل مؤخراً حول دور المثقفين والكتاب والشعراء الكورد وتأثيرهم على الساحة والمواقف السياسية المستجدة؛ فمنهم المدافع عنه ومنها المهاجمة ولكن أغلب تلك الكتابات تكون في موقع النقد _واحياناً التجريح والتشهير_ لهذه الفئة المهمة في المجتمع وذلك لضعف دورها على الساحة وذيلية الكثيرين لمراكز القرار السياسي الكوردي بحيث أرتضى البعض لنفسه أن يكون بوقاً للقرار الحزبي وزعيمها _وليس الأيديولجي السياسي فقط_ وقد رأينا مؤخراً بروز عدد من الهيئات والنقابات والإتحادات الخاصة بهم وكلٌ منها تتبع إحدى مراكز القرار السياسي (الحزبي) الكوردي _وللأسف_ وتتهم الأخرى بعدم النزاهة أو التبعية والذيلية لجهة حزبية.
إن ظاهرة الإرتزاق عند شريحة الكتاب والمثقفين هي قديمة؛ قدم هذه المهنة الأدبية وقد رأينا وقرأنا الكثير عن ظاهرة شعراء البلاط وفي كل العصور والأحقاب ولكن _وترافقاً_ مع الحالة السابقة كانت هناك حالة التمرد والعصيان وبالتالي نقد السياسات والحكومات الجائرة والمستبدة وقد دفع الكثيرين منهم حياتهم قرباناً لنهجهم وفكرهم الحر ومنهم على سبيل الذكر وليس الحصر؛ الحلاج ومحي الدين بن عربي وابن رشد وجلال الدين الرومي وكذلك إبن المقفع حيث مات _بل قتل_ وهو يجبر على أكل أعضاء جسده المبتورة.. ولا ننسى بأن أمرؤ القيس هو حامل لواء الشعراء إلى النار حسب التوصيف المحمدي/الإسلامي لكونه لم يخضع لسياسة الأمر الواقع ليجعل من نفسه بوقاً للأيديولوجيا الجديدة “الإسلام” _وقتها_ مثل زميله الآخر حسان بن ثابت وبالتالي ينعم بخيرات وبركات السلطان.
وهكذا فإن الظاهرة قديمة ومتجددة وفي كل الأزمان والدهور؛ منهم البوق والمرتزق ومنهم المتمرد الملعون.. ونعلم علم اليقين؛ بأن هناك من يرتزق من الظاهرة ويعمل كبوق ولكن من دون قناعات فكرية وسياسية وهم الغالبية في الأوساط الفكرية والثقافية في المجتمعات المحكومة بثقافة الإستبداد والديكتاتوريات؛ حيث يحارب الإنسان في لقمة عيشه فلا يبقى إلا اللجوء إلى بلاط السلاطين والقادة _وللأسف_ من أجل الإرتزاق والمعيشة.. وإننا نعرف العديد من الزملاء والأصدقاء يجبرون للسكون والسكوت نتيجة هذا الواقع المأسوي أن لم يجعلوا من أنفسهم “أبواق ومرتزقة” على أبواب مكاتب الأحزاب الكوردية؛ حيث وإن لم تكن بوقاً _لهم_ فليس لك مكان بينهم وكذلك لن تكون عضواً _حتى_ في نقاباتهم وإتحاداتهم الهزيلة والبائسة.
وربما أنه علينا أن نقبل للبعض _حتى_ إرتزاقهم و”بوقيتهم” حيث ظروف الحياة والمعيشة وحالة القمع والإستبداد تجبر المرء _أحياناً_ أن يقبل بما لا يرضاه لنفسه وخاصةً أولئك الإخوة والزملاء الذين يجبرون تحت ظروف معيشية سيئة أو الضغوط الأمنية وعقلية الإستبداد أن يقبلوا بعض التنازل عن قيمهم ومبادئهم.. و مثلما يقال في المثل الشعبي ((يلي إيدو بالنار مو متل يلي يتدفا عليها)).. وهكذا فالبعض منا يطلب الدفأ بالنار بدل الكوي والإحتراق فيه..على أمل الخلاص.[1]