=KTML_Bold=دلكش خليل:كوباني نموذجاً في الإدارة الذاتية الديمقراطية=KTML_End=
كورداونلاين
يمكن لبيوت الشعب التي تأسست في غرب كردستان والمجلس الاقتصادي الكردي و رجال الاعمال الكرد تقديم المزيد من الدعم لها، لا سيما في استثمار رؤوس الاموال الكردية لبناء بنية تحتية اقتصادية كردية قوية
بدأت مدينة كوباني بأخذ الاسبقية في تحرير نفسها من أخر سلاسل البعث و نظامها الامني المقيت، في خطوة أعتبرت تاريخية بالنسبة لماضيها العريق في النضال ضد النظام الاسدي، فالطبيعة المجتمعية المتماسكة لمدينة كوباني كفلت بالانتقال السلمي من مرحلة تاريخية مظلمة الى مرحلة يتمكن فيها الشعب إدارة شؤونه بنفسه من خلال نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية لتصبح هذه المدينة و نواحيها أول ثمار هذا النظام الجديد كحل أمثل في جميع مناطق سوريا و بخاصة تلك التي يقطنها الكرد.
فما حدث في كوباني قبل ايام من انتفاض عارم للجماهير الكردية ضد أخر ثكنات النظام في المدينة و طرد شبيحة وجنود النظام منها ورفع الاعلام الكردية على الدوائر الحكومية، وتصبح الأوضاع في المدينة بكاملها بيد الشعب بحيث لم يبقى أي عنصر أمني ولا حتى حكومي في المنطقة، وذلك كله وسط أفراح شعبية عارمة وبكل أطيافه وألوانه السياسية والحزبية، بالاضافة الى الحملة التي سبقتها من تطويع للمدارس الحكومية في العديد من المناطق الكردية و تحويلها الى مدارس لتعليم اللغة و الثقافة الكردية ليبدأ الفصل الدراسي الجديد بحلته الكردية و لتكون بذلك بداية إعلان وترسيخ مفهوم الإدارة الذاتية الديمقراطية، و نحو إسقاط النظام البعثي الشوفيني، والإعلان عن سورية جديدة ديمقراطية تعددية، سورية لكل أبناءها دون إقصاء أي طرف كان.
لذلك يتوجب على المجلسين الكرديين المتمثلين بمجلس شعب غربي كردستان و المجلس الوطني الكردي في سوريا الاستفادة من تجربة الارادة الحرة للشعب في كوباني لتنظيم الشعب الكردي بشكل أوسع في باقي المناطق الكردية، وأخذ الحيطة والحذر من كل محاولات ضرب الاتفاق التاريخي في هولير، وعدم الانجرار في محاولات البعض لخلق فتنة كردية و كردية-عربية يسهل من خلالها استطياد الشعب الكردي من قبل اعداءه سواء في الداخل أو الخارج، و التي كشفت الوثيقة السرية المسربة من القنصلية التركية في هولير مساعي تركيا في هذا الاتجاه لضرب المكتسبات و الارادة الحرة للشعب الكردي في سوريا، والعمل بشكل جدي على تطمين الطوائف و المذاهب الموجودة ضمن غرب كردستان وتوفير المناخ اللازم للتعايش السلمي بين الشعوب المتواجدة في غرب كردستان .
فتفعيل الهيئة العليا للكرد التي تقرر انشاءها من قبل المجلسين الكرديين في اتفاقية هولير تعد ضرورة قصوى لمواكبة الاحداث المتسارعة بإطراد، ودعم هذه االهيئة و مساندتها من قبل جميع الكتاب و السياسيين الكرد بغض النظر عن توجهاتهم وأرائهم مع ممارسة حقهم في النقد البناء العلمي لتفادي الاخطاء و الابتعاد عن النقد التشهيري لغايات شخصية كانت أو غيرها، فالمرحلة حسب قناعتي تتطلب تكثيف كافة الجهود لدعم الحراك السياسي الكردي بغية تقويته أمام العقلية الاقصائية و الانكارية للمعارضة السورية و جناحها العسكري المتمثل بالجيش الحر بسبب الارتباطات الخارجية لقوى منه و تفرض رأيها وشروطها على حساب انكار القضية الكردية في سوريا.
وبيان الجيش السوري الحر بعد عملية تفجير مقر الامن القومي لا ينبأ بتغير في العقلية العنصرية هذه، فحديثه عن الكرد و التقليل من شأنهم و تهديد القيادات الكردية بالوعيد في تصريح لبسام الدادة المستشار السياسي للجيش الوطني الحر عن الاكراد الأكراد يمثلون 5 % من الشعب السوري، وهم متفرقون في مناطق مختلفة، وما طالبت به قياداتهم أكبر بكثير من حجمهم، ومع ذلك أستطيع أن أقول إن هذه القيادات لا تمثل الأكراد، وما نسمعه من الأكراد أنهم بريئون منهم، فمعظمهم له أجندات خارجية يعمل لها. وأضاف الشارع نفسه هو من سيلفظها عندما يكتشف أنها تعمل ضد مصلحته.
لذلك يتطلب من القوى الكردية تكثيف الجهود في تحرير باقي المناطق الكردية و الاحياء التي يتواجد فيها الكرد بكثافة كالاشرفية و الشيخ مقصود في حلب و زورافا و ركن الدين في دمشق بالاضافة الى القرى الكردية في حماه و جبل الاكراد في اللاذقية، و تأمين الحماية اللازمة لها سواء كانت أمنية أو متعلقة بالاوضاع المعيشية و الاجتماعية والعمل على عدم انزلاق المناطق الكردية الى مرحلة من الفوضى، و يمكن ذلك من خلال اشتراك جميع القوى الكردية في وحدات الحماية الشعبية YPG التي أكدت في بيان لها نشرته العديد من المواقع الالكترونية بأنها قوة وطنية ومؤسسة دفاعية تقف على نفس المسافة من كافة التنظيمات السياسية والمجلسين، ولا تتدخل في الشؤن السياسية الداخلية ومهمتها الأساسية هي حماية المصالح الوطنية للشعب الكردي و تملك القوى الكافية لحماية كافة مناطق غربي كردستان، و دعت المجلسين الكردين لتقديم الدعم المادي و المعنوي، و كذلك ترحيبها و مساندتها لاتفاقية هولير، كما ودعت الشباب الكردي الى الدفاع عن قيم شعبنا وذلك بالانخراط ضمن صفوها .
و يجب الاستفادة من الطاقة البشرية العاملة في غربي كردستان و سوريا لتحسين الاوضاع المعيشية للشعب المتواجد في غربي كردستان من خلال دعم المشاريع الصغيرة و المتوسطة، و يمكن لبيوت الشعب التي تأسست في غرب كردستان والمجلس الاقتصادي الكردي و رجال الاعمال الكرد تقديم المزيد من الدعم لها، لا سيما في استثمار رؤوس الاموال الكردية لبناء بنية تحتية اقتصادية كردية قوية وانشاء المعامل و المصانع و الاستفادة من الخبرات الفنية و التقنية للشباب الكردي في هذه المجالات لتأمين فرص العمل للشباب الكردي و دحض الفقر المزمع و المنتشر بكثافة و استثمار الثروات الكثيفة بثقافة إيكوليجية لا تؤثر على البيئة بشكل كبير و العمل على الحد من تباين الطبقات الاجتماعية بتوزيع العائدات بشكل عادل و إدارة المؤسسات الانتاجية و الخدمية و تعين الخبرات عليها بدلا تلك التي قام بها النظام و يجب أن يتعاون المجلسان الكرديان بشكل متناسق في هذا المجال.
[1]