نحن ممثلي العشرات من الأحزاب والتنظيمات والمؤسسات الكوردستانية، ومئات الشخصيات المستقلة من كافة المهن (برلمانيين، كُتاب، فنانين، أكاديميين، اعلاميين، وسياسيين)، نرى انفسنا صوتاً للوجدان الوطني الكوردستاني، اجتمعنا في هولندا من أجل دعم مقاومة عفرين واعلان موقف مشترك. ونعلن للرأي العام النداء التالي:
يتعرض كانتون عفرين منذ 51 يوماً للغزو من قبل قوات الاحتلال التركي، بهدف احتلال أراضي كوردستانية واستعباد الشعب الكوردي وباقي مكونات كوردستان (كالآشور-السريان-الكلدان، والآخرين)، و لا تخفي الدولة التركية نيتها في امحاء الوجود الكوردي وضرب مكتسباته، وما اعتداءاتها العسكرية الا دليل واضح على ذلك.
لقد ساندت الدولة التركية حكومة بغداد أثناء هجومها على المناطق الكوردستانية في كركوك، طوزخورماتو، خانقين شنكال وكافة المناطق المتنازع علیها. كما لعبت دوراً قيادياً في دعم تنظيم داعش اثناء هجومه على كوردستان، وبالأخص أثناء معركة كوباني. كما أنها كانت دوما في موضع الهجوم، و لم تتوقف خلال السنوات الماضية عن تهديد الشعب الكوردي في غرب كوردستان و ادارة شمال سوريا الديمقراطية. اضافة الى ذلك، هناك عشرات القواعد العسكرية ومراكز التجسس التابعة للدولة التركية في جنوب كوردستان تعمل على ضرب مكتسبات الشعب الكوردي. و في الوقت الحاضر بصدد عقد اتفاقيات مع حكومة بغداد بهدف غزو أراضي جنوب كوردستان.
وأخيراً، اعلانها للحرب على كانتون عفرين، واحتلالها للكثير من المناطق بالتنسيق مع الجماعات الارهابية التابعة لتنظيم القاعدة وبقايا داعش، وقصف عفرين بشكل عشوائي ومستمر، التي أدت الی جرح و فقدان المئات من المدنيين لحياتهم (معظمهم أطفال ونساء ومسنين).
بالرغم من همجية العدوان والقصف المستمر بالطائرات والمدافع الثقيلة، الا أن وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وباقي الوحدات الدفاعية في قوات سوريا الديمقراطية يبدون مقاومة عظيمة، بدعم ومساندة سكان وأهالي كانتون عفرين.
ويعمل شعب كوردستان في المهجر واصدقاء الشعب الكوردي سوية من أجل دعم ومساندة مقاومة عفرين، وقد قاموا باداء جيد لحد الآن، لكن هذا غير كاف. يجب رفع حدة النضال للدفاع عن عفرين، وتنظيم العمل المشترك بشكل اقوى لتصل الى اعلى الدرجات.
الدولة التركية جعلت كل مناطق غرب كوردستان، من ديركي حتى عفرين، هدفاً للاحتلال، لذلك يجب على كل الوطنيين التحرك بشكل اقوى ضد هذا العدوان، وأن ينبض قلوب كل الكورد والكوردستانيين لأجل المقاومة البطولية الجارية في عفرين. واذا تم الاتفاق بين جميع القوى الكوردستانية، فسوف يكون الانتصار أقرب، كما أن الشعب الكوردي قادر على تغییر مجری معركة عفرين الى درجة النصر القریب. وذلك بدوره یفتح ابواباً جديدة امام حركة حرية كوردستان. لهذا السبب يجب على جميع القوى السياسية والمؤسسات المدنية والديمقراطية وجميع الكوردستانيين العمل على أساس المصلحة الوطنية الكوردستانية، وبناء جبهة وحدوية لتكون سنداً للقوات المدافعة عن كانتون عفرين في وجه الغزو الهمجي، وهذا الموقف الوحدوي قادر على تغيير الموقف الصامت للمجتمع الدولي.
ان الوضع الطارئ في عفرين يفرض على جميع القوى الكوردستانية اعلان موقف وحدوي والوصول الى اتفاقية مشتركة، فالنصر في عفرين هو أمل حرية الشعب الكوردي ومكونات المنطقة جمیعا.
وعلى هذا الأساس، يعلن اجتماع اعلان الموقف الوطني الكوردستاني لأجل عفرين، بأهمية بالغة، وبشكل عاجل، الی الرأي العام الكوردستاني والعالمي الانساني والديمقراطي، هذا النداء التالي:
1- عدم التوافق بين القوى الكوردستانية يضعف خنادق الدفاع عن مكتسبات شعب كوردستان، ويستفيد منها العدو في الجبهات، وهذا بات واضحاً اثناء الهجوم على كركوك و طوزخورماتو وخانقين وشنكال و باقي المناطق المتنازع علیها.
التوافق الكوردستاني الشامل سيُفشِل هجوم العدو في عفرين، وستفتح الطريق أمام النصر الكوردستاني الكبير، وهذا اتضح جلياً في معركة الدفاع عن كوباني.
هكذا الاتفاق هو شرط البقاء أو الفناء، ولهذه الغاية، تم تأسيس منصة الدفاع عن عفرين، واليوم من خلال هذا الاجتماع، بحضور كوردستاني موسع وشامل، وبآليات جديدة، اصبحت القوى الكوردستانية أقرب الى بعضها البعض أكثر من أي وقت مضى.
2- يجب رفع سوية حدة النضال، ورفع الأصوات بشكل أقوى، وتقوية العمل الدبلوماسي المشترك، من أجل الدفاع عن عفرين، بنفس حدة و معنويات روح الدفاع عن كوباني حينما تعرضت للغزو من قبل تنظيم داعش.
3- يجب وضع كل الثقل الكوردستاني من أجل الضغط على المجتمع الدولي لتنفيذ قرار مجلس الأمن حول وقف العمليات العسكرية على الأراضي السورية.
4- يجب على الأمم المتحدة تنفيذ قرار مجلس الأمن، وتقف بشكل جدي على قضية وقف اطلاق النار في سوريا وتطبيقها عملياً.
5- يجب على الولايات المتحدة الأمريكية، والناتو، والاتحاد الاوروبي، والتحالف الدولي ضد داعش، الوقوف على قضية عفرين بشكل جدي، ووضع ثقلهم لايقاف الهجمة التركیة و اخراجها من أراضي عفرين باسرع وقت ممكن.
6- ندين موقف الحكومة الروسية تجاه ما يحصل في عفرين، ونطالبها بتغيير سياستها ومنع الطائرات الحربیة التركية من التحليق في الأجواء السورية، وايقاف الهجوم العدواني.
7- يجب على الدولة السورية التحرك ضد وجود قوات الاحتلال التركي في منطقة عفرين، وعقد اتفاقية مع الادارة الذاتية في كانتون عفرين للدفاع عن حدود عفرين جنباً الى جنب. الدولة السورية عضو في الامم المتحدة، ومن الضروري ان تطالب المجتمع الدولي بصوت عالٍ ايقاف الغزو والعدوان التركي.
8- يجب على جامعة الدول العربية ان تدین الاحتلال التركي لعفرين و اتخاذ اجراءات عملية من أجل اخراجها من اراضي الدولة السورية.
9- الحملة العدوانية التي تقودها الدولة التركية في عفرين تضعف الحرب على داعش، وتزعزع السلام والاستقرار في الشرق الاوسط. لهذا السبب على المجتمع الدولي اعلان موقف صارم ضد هذا العدوان وايقاف الحملة الهمجية.
10- الامم المتحدة و المجتمع الدولي كانت صامتة تجاه المجازر التي حصلت بحق الشعب الكوردي في شمال كوردستان، وهذا ما اعطى الدولة التركية الثقة في هجومها الوحشي على عفرين، فالقوات التركية التي دمرت جزيرى بوطان، اليوم هي نفسها تقوم بتدمير عفرين وقتل سكانها، ولهذا يجب على الامم المتحدة الوقوف بجدية على قضية عفرين واتخاذ موقف عملي و عاجل، كي لا تكون عفرين جزيرى ثانية.
11- ندعو جميع اصدقاء الشعب الكوردي، والعالم الديمقراطي والانساني، للتدخل لمساندة شعب عفرين، ونعلن: حتى الآن قمتم بموقف جيد، واملنا هو ان تستمروا على هذا الموقف لكن بشكل اقوى.
12- ندعو جميع الكوردستانيين وأصدقاء الشعب الكوردي، بعدم التعامل التجاري مع الدولة التركية، ومقاطعة السياحة في تركيا.
13- يعلن التجمع من أجل دعم مقاومة عفرين الى النفير الوطني العام بدءاً من 12 آذار، كما ندعو جميع الكوردستانيين للعمل ليلاً نهاراً بكل اساليب النضال، والمشاركة في النشاطات من أجل عفرين.
14- نحن الأشخاص والممثلين في هذا الاجتماع، نؤكد على التزامنا بدعم مقاومة عفرين، ونعلن مجدداً: عفرين هي كوردستان، والدفاع عن عفرين هي دفاع عن كل كوردستان، وسندافع بكل امكاناتنا عنها. و نطلب من جميع أبناء شعب كوردستان، من أحزاب وتنظيمات ومؤسسات وافراد، أن يرفعوا سوية العمل من أجل عفرين الى أعلى المستويات.
تجمع اعلان الموقف الوطني الكوردستاني لدعم مقاومة عفرين
#11-03-2018#