رضا شوان (كركوك- 1946) هو من الادباء المخضرمين القلائل الذين تخصصوا بادب الاطفال. البداية كانت مع اذاعة بغداد الكوردية ومن ثم تطور الامر ليصدر كتابا قصصيا خاصا بالاطفال...
حاوره: طارق كاريزي- خاص ل كولان العربي
عدد قليل من الادباء يتخصصون بادب الاطفال. هذا الادب الذي يخاطب فلذات الاكباد ويسهم بجد في تربية وتنشأة الاجيال المقبلة. الاديب الكوردي رضا شوان (كركوك- 1946) هو من الادباء المخضرمين القلائل الذين تخصصوا بادب الاطفال. البداية كانت مع اذاعة بغداد الكوردية ومن ثم تطور الامر ليصدر كتابا قصصيا خاصا بالاطفال، ليتواصل المشوار تاليا من دون انقطاع. امتهن التدريس في مدارس كركوك خلال الفترة (1969- 1995)، ويعيش منذ بداية الالفية الثالثة في النرويج، حيث اسس هناك جمعية الاطفال الكورد. حوار مفتوح بدأناه مع الكاتب رضا شوان حيث قال:
-ابواب الحرّية التي فتحت امام الثقافة الكوردية بعد اتفاقية 11 آذار عام 1970 بين قيادة الثورة الكوردية والحكومة العراقية آنذاك، كانت بمثابة المحرك لصدور كم كبير من النتاجات الادبية والثقافية والصحافية الكوردية في مدن كوردستان وفي بغداد العاصمة. نحن في اتحاد الادباء الكورد فرع كركوك بادرنا الى اصدار مجلة (كزنك) عام 1971 والتي تحولت تاليا الى مجلة ناطقة باسم الفرع حيث واصلت الصدور في اجواء الثورة ومن ثم بعد سقوط نظام صدام عام 2003 ومباشرة فرع كركوك لاتحاد الادباء نشاطاته في المدينة.
*وعن بداياتك مع ادب الاطفال؟
-البداية الحقيقية لولعي بأدب الاطفال كانت من خلال برنامج اسبوعي يقدم نهاية كل اسبوع من قبل الاذاعة الكوردية في بغداد. هذا البرنامج كان امده ساعة كاملة ويقدم في خمسينيات القرن الماضي. شخصيتان كورديتان تناوبتا على تقديم البرنامج الذي تواصل طوال فترة الستينيات ايضا.
*وهل تيسر لك التواصل مع البرنامج؟
-لعل من حسن الحظ انني ارسلت اول قصة طويلة اكتبها للاطفال عبر البريد الى هذا البرنامج. القصة نالت اعجاب معد ومقدم البرنامج وقام بقراءتها في احدى حلقات البرنامج. لقد كان ذلك اول اختبار لي في عالم قصص الاطفال، قراءة القصة في هذا البرنامج الاسبوعي الخاص بالاطفال، منحني قوّة معنوية كبيرة. هذه القوّة جعلتني اواصل مشواري مع عالم ادب الاطفال حتى الآن.
*وهل اقتصرت نتاجات على عالم القصة فقط؟
-بالطبع كلا، بل انني دخلت عالم ادب الاطفال من بابه الاوسع. فالادب الشفاهي الكوردي فيه تحف قيَمة كثيرة فيما يتعلق بادب الاطفال. نتاجات الفلكلور الكوردي واسعة في هذا المجال، ومن جهتي اعتبر (الام، الطفل، المهد، غناء الام للطفل) رباعية مهمة في حياة وتنشأة الصبية. القصة الطويلة التي كتبتها للاطفال وقرأة في الاذاعة الكوردية في بغداد، اصدرتها تاليا على شكل كتاب مستقل. وبعد ذلك واصلت الكتابة في عالم ادب الاطفال خصوصا الشعر والقصة وبذلك بات لدي رصيد من نصوص ادب الاطفال يمتد على مدى نصف قرن. وآخر اصدار لي كان كتاب (سرودي من: اناشيدي) وهي مجموعة اشعار اطفال كتبت في كركوك وفي ديار المهجر خلال الفترة من عام 1970 حتى عام 2016. صدر هذا الكتاب في كركوك من اجل ان يكون في متناول اطفال كوردستان.
*ما تقويمك لواقع اصدارات الاطفال حاليا في كوردستان؟
-حالة صحية مقرونة باصدارات كبيرة للاطفال. حقيقة صدرت خلال العقود الثلاثة الاخيرة وضمن اجواء الحرّية التي اتحيت في كوردستان بعد انتفاضة عام 1991 عدد كبير من المطبوعات الخاصة بالاطفال، مجلات كثيرة وكتب قيّمة صدرت في مختلف مدن كوردستان وباتت المطبوعات الخاصة بعالم الاطفال متاحة للطفل الكوردستاني. من المؤكد فان اطفال كوردستان حاليا محظوظين كون الظرف مختلف تماما، الكثير من المجلات الجيدة بمواضيعها واخراجها الانيق، وكذلك كم كبير من الكتب المتنوعة المؤلفة والمترجمة تصدر للطفل الكوردستاني. هذا تغيّر ايجابي كبير في واقع ادب الاطفال هنا في كوردستان.
*يقال ان هناك ثنائية لا تفارقها؟
-نعم، انا لا استطيع الخروج من المنزل او الذهاب الى السفر من دون ان يكون معي القلم والساعة. والآن اصبحت هذه الثنائية ثلاثية مضافا اليها الهاتف النقال الذي لا ابرح مكانا من دون ان اصطحب معي هذه الثلاثية الاثيرة لدي. انها من الضروريات القصوى للحياة بالنسبة لي وربما بالنسبة للكثيرين من امثالي.
*ما هديتك المفضلة للاطفال؟
-القلم والقرطاس والكتاب من علامات الرقي في الحياة. المنزل الذي لا يحوي مكتبة اعتبره خرابة، اؤكد دوما لاصدقائي واقربائي واقراني بانه لا بأس بان لا يحوي المنزل مطبخا، ولكن لا يمكن ان يخلو من مكتبة، ان كان حقا منزل بحق وحقيقة. وهديتي المفضلة للاطفال حيثما ذهبت هي الاقلام. عندما اسافر الى مكان ما واتوقع ان التقي بالاطفال، احمل معي شدّة من الاقلام اقوم بتوزيعها على الاطفال، ربما هي خطوة باتجاه بناء عقدة المودة بين الطفل والكتابة، الطفل والنص المدون.[1]