حاوره : هوزان أمين
الشاعر والمترجم الكوردي #تنكزار ماريني# من مواليد عام 1959 في مدينة #تربسبية# في روزآفا كوردستان هاجر عام 1996 كلاجئ سياسي الى المانيا ويعيش منذ ذلك الوقت في مدينة هانوفر يعمل كمترجم ومنظم للنشاطات الثقافية الأممية لصالح المنظمات والدوائر الثقافية في هانوفر صدر له العديد من الدواوين الشعرية والترجمات الشعرية المنشورة بالكوردية والألمانية ومترجمة الى العربية والإنكليزية، كما انه شارك في العديد من المهرجانات الثقافية في أقليم كوردستان والقى العديد من المحاضرات الادبية والنقدية كما انه يجيد الرسم ولديه العديد من الاعمال الفنية لمعرفة المزيد عنه وعن نشاطاته اجرينا معه الحوار التالي.
- في البداية نشكرك على اتاحتك الفرصة لنا لطرح بعض الاسئلة عليك، ولماذا اسميت نفسك تنكزار أي التعيس ؟
- اهلاً وسهلاً انا اشكركم بدوري على هذه الفرصة الطيبة لادلي ببعض مايجول في خاطري من أفكار حول الأدب والفن، أما بصدد السؤال عن ماهية وسبب التسمية بهذا الإسم، الإسم لم اختره بنفسي لأنه هو اسمي الحقيقي وليس مستعاراً وحسب ماسمعته من والدتي بأن من اسماني هو ابن عم لي كان من أوائل الذين عملوا بالنشاط السياسي في سوريا ومن ثم انتقل الى شمال كوردستان ومنها الى السويد وتوفي هناك، سألته مرة لماذا حملتني كل هذه الهموم؟ فقال في ذاك الوقت كان جكرخوين يتردد علينا فسألته وقال هذا الإسم ينطق على حالة عمك الذي يدافع عن الفقراء ويلقى الإضطهاد من الأغوات، وللتصحيح تنكزار يعني فقير، مضطهد (بفتح الهاء)، أو درويش وليس التعيس.
- هل يجب ان يكون الانسان مهموماً وفقيراً حتى يكون شاعراً ام ان هذا ليس مقياساً ثابتاً ويتغير من زمان ومكان الى آخر؟
- الشعر والإبداع بشكل عام هي حالة فردية بحتة، صحيح أن الشاعر رهن بيئته على كل المستويات، لكنه يأخذ الموضوع ويتفاعل معه حسب تجربته الثقافية والمعرفية، لذا أقول ليس شرطاً أن يعيش الإنسان حالة مأساوية ليبدع شعراً، لكن المعاناة عنصر أساسي لإحداث براكين في داخل المبدع وقذف الحمم على شاكلة كلمات أو ألوان متبعثرة تقتفيها الذاكرة الثقافية وبالقراءة تحولها الى نصوص ذات تناغمات شكلية ودلالية، من هذا وذاك فالشعر يحتاج الى نفس ونفسية حرة، أبية ومتمردة، بالتأكيد العمل الشعري يحتاج الى بيئة خاصة، لذا نرى الكتابات الشعرية تختلف من مكان الى اخر ومن زمان الى اخر أيضاً، لكل شخص شعره، لكل زمن ومكان شعره ولكل شعر كينوته، ومكانه. يقول الفيلسوف الألماني الشهير هايديغر، صاحب نظرية الوجودية، في كتابه الزمن والكينونة الشعرعمل ذهني له الحرية في تحويله إلى شيء يعتقد في تجاوز التفكير والذهاب لمسافات بعيدة.
- هل هذا يعني ان الظروف والنشأة أثر بشكل او بآخر على تكوينك الشعري واختيارك الكتابة باللغة الكوردية الممنوعة آنذاك؟
- البيئة لها دور كبير في نشوء الشخصية وإبراز العشق لإتجاه معين، لكن إن كان ينطبق علي؟ استطيع القول بأنني كنت منذ نعومة أظافري اعشق الشعر وأحفظه غيباً واستمع الى الموسيقى وكان للمرحوم الفنان أرام ديكران، وعزالدين تمو، والمرحوم محمد شيخو أثراً كبيراً علي، فكنت استمع الى أغاني آرام وأنسج الكلمات على إيقاعاته. أما تمو فكنت استمع على أغانيه وهو يعزف على الطنبورة الذي كان قد صنعها من التنك، فزرع في داخلي الإرادة والمرحوم محمد شيخو علمني الأبجدية الكوردية وزرع في داخلي حب اللغة الكوردية والكوردايتي. أتذكر حينما كنت في سن العاشرة حفظت قصيدة صباح الخير يا خانم من إمام الجامع لا أتذكر اسمه بالضبط ولكن اعتقد أنه كان فضيلة الشيخ عبدالقدوس المعروف بعلمه وذكائه وكورديته وكنت اعتقد إن تلك القصيدة هي بالفارسية وأتباها بها امام أصدقائي، الى أن ادركت بعد ولوجي الى العمل الحزبي الكوردي والإطلاع على أشعار الكتاب الكورد انها قصيدة للشاعر الكوردي الكلاسيكي ملاي جزيري .
اما بالنسبة للشق الثاني لسؤالك ونتيجة منع اللغة الكوردية وعلى مبدأ كل ممنوع مرغوب وحب التمرد عندي لتجاوز المألوف الى الأن، أحببت اللغة الكوردية ولاأنسى دور الأحزاب الكوردية لدفعنا بهذا الإتجاه. الذي دفعني بشكل أكبر للكتابة بالكوردية وشجعني كثيراً استاذي وأخي المرحوم رزو أوسي والأستاذ والجندي المجهول في هذا المجال الأستاذ المهندس عبدالصمد داوود وأما بالنسبة للذين ساعدوا وأصروا أن أتقدم في هذا المجال أخي سالار، المرحوم صبحي الطعان، الدكتور خالد حسين والأمسيات التي كانت تقام بالقامشلي والذي كان يديرها الأستاذ الشاعر إبراهيم اليوسف فللجميع الشكر الجزيل.
- حبذا لو تحدثنا عن نتاجاتك الادبية سواء كان شعراً او ترجمة؟
- لدي 6 دواوين شعرية مطبوعة بالكوردية وإثنين بالألمانية. كتاب عن الشاعر ايرش فريد و50 قصيدة مترجمة له. قصة اسطورية من كتابة ايتالوا كالفينوا(بنطلون الشيطان)، 8 كتيبات متعلقة بالصحة والنظام الصحي بألمانيا والأمراض والمصطلحات النفسية مترجمة الى الكوردية، وكتاب علم النقد بين النظرية والتطبيق.
- بالاضافة الى كونك شاعراً انت ترسم ايضاً واقمت معارض فنية ايضاً حبذا لو تحدثنا عن ذلك الجانب في شخصيتك؟
- لم يخطر ببالي ان أمارس يوماً الفن التشكيلي بالرغم من أنني أحب واتمتع جداً بالنظر الى اللوحات التشكيلية، كنت أحس بعض المرات بأن الحرف والكلمة لاتكفي وفكرت ملياً بأن الج الى أعماق اللون وحدث ذلك وتعلمت بعض التقنيات والتشكيل واستخدام المساحات على يد فنان الماني شهير روبرت تيتزه والفنانة الإيطالية واستاذة الفن أسونتا فيرونا وهم شجعونني بأن أشاركهم في المعارض الجماعية وشارك معنا الفنان الإيرلندي الشهير نايجل ومن ثم وبمساعدة الفنانة الإيطالية أقمت 3 معارض فردية ولازلت أمارس الهواية توازياً مع الترجمة والكتابة الإبداعية.
- منذ سنوات نسمع بإنك منهمك بإنجاز انطولوجيا يضم ترجمة لحياة وقصائد كبار الشعراء الالمان والنمساويين والسويسريين او الذين كتبوا باللغة الالمانية وتنشر بعضها بين الحين والآخر اين وصل مشروعك وهل سنرى هذا العمل مطبوعاً في القريب العاجل؟
- لدي مشروع ترجمة وأترجم منذ زمن بعيد وإن كان هناك دار نشر فإنني اتممت ترجمة أكثر من 180 شاعر وشاعرة وهي أكثر من أنطولوجيا بل هي انسكلوبيديا، وتتألف من ثلاث مجلدات جاهزة للطباعة.
- لك علاقات وطيدة مع المثقفين الالمان واحياناً تنظم رحلات ثقافية معهم وتأتي بهم الى كوردستان العراق هل تأتي بهم لتعرفهم على كوردستان وثقافتها او ما الغاية من ذلك ؟
- الهدف من جلب الوفود السياسية، الثقافية والإعلامية هو التعرف على الكورد، ثقافة الشعوب والتعايش بين جميع مكونات كوردستان، أما الهدف البعيد من ذلك هو إنشاء لوبي كوردستاني وأظن أننا حققنا في هذا المجال شيئاً ما وهنا لامجال لذكر ذلك.
- كلمة أخيرة في ختام هذا الحوار؟
- في الختام لايسعني إلأَ أن أشكركم لإتاحة الفرصة لي والشكر مسبقأ لأسرة وقراء جريدة التآخي الأكارم.[1]