فواز فرحان
انتشرت في الفترة الماضية الكثير من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تتهم شخصية شيخادي عليه السلام مباشرة في الوضع المضطرب الذي تعيشه الايزيدية اليوم مرجعين السبب الى العادات والتقاليد الصارمة والى الحد والسد ( أرسل لي بعض الأصدقاء تلك المنشورات وأرادوا إعطاء رأي في الموضوع وأرسلت لهم شيء من هذه المقالة بشكل مختصر ) ، وما يزعج حقيقة في الأمر أنهم جميعاً استندوا الى أكاذيب ومغالطات تم ادخالها على التاريخ الايزيدي عنوة من قبل كل من الجاسوسة البريطانية بيترود غيل وشخص قام ببحث مبتذل ومبتسر ورديء بحق الايزيدية اسمه كراينبروك ..
الحد والسد كان موجود قبل شيخادي بدليل أنه شيخ آداني ..
فكيف يضع شيء كان خاضعاً لهُ في الأصل ؟
هنا يجب ان نميز بين شيخادي الأول باني لالش وواضع الحد والسد وباقي الشخصيات الآدانية التي تلته وحصلت على اللقب بعلمها ونورها ..
جوهر هذه الأكاذيب ينحصر في اتهام شيخادي بأنه شخص مسلم وألفوا له قائمة من الأسماء العربية والاسلامية التي لا وجود لها عملياً في التاريخ الايزيدي ، وسأتوقف مع القارئ بهدوء عند الكثير من النقاط التي تفند هذه المغالطات والتي للأسف راح البعض يعتمد عليها كمصادر ..
ففي البداية كل ايزيدي متعمق في علومنا يعلم أن اسم شيخادي هو أحد أسماء الخالق وفي نفس الوقت هو صفة تتقلدها الشخصيات التي تصل في علمها الى المستوى الآداني ، ليس عبر التصوّف كما يتهم البعض الايزيديون بممارسته فعلمنا الباطن نقيض للتصوف وفي نفس الوقت أعمق بكثير في جوهره من الصوفية الاسلامية التي يتهمنا البعض عن جهل بها ..
بادئ ذي بدء أقول أن شيخادي لم يؤلف في حياته كتاباً وهنا يجب ان يعلم القارئ أنني أتحدث عن شخصية آخر شيخادي مرّ في التاريخ الايزيدي وهو قبل ظهور السنة والجماعة كفكر يمثل السنة الحنفية عند المسلمين بكل تأكيد وهناك أكثر من نصّ ايزيدي مقدّس وواضح يُشير الى هذا الأمر وامتد لفترة طويلة ..
علمي ما بقلمان وداويته
علمي ما برحما خودي وستيركيت عزمان أف دريتا
( السبقة من أحد قوالي بحزاني )
وكما هو واضح في النص لمن يفمه علمي ليس بالقلم والتدوين بل برحمة الخالق وقراءة النجوم أي فهم كوزمولوجيا الكون وعلمها ، وهناك كما نعلم من شيخادي الأول الى شيخادي الأخير عشرات الشخصيات الآدانية التي وصلت مرحلة شيخادي ، وزار شيخادي الكثير من الشيوخ في مختلف المذاهب حتى اسلاميون منهم في بداية ظهور الاسلام وشيوخ وفقراء من الهند ومن القرم وأماكن كثيرة في العالم ليروا عظمة معجزاته الآدانية ..
هذا من جهة .. من جهة أخرى يلصق البعض كتاب السنة والجماعة لشيخادي ويلصقون اسم عدي بن مسافر الأموي به والكثير من السبقات التي أدخلها الايزيديون في المرحلة العثمانية به كما يعتقدون أنه واضع الحد والسدّ في العرف والتقليد الايزيديين !
وحتى يفهم القارئ بهدوء الحقيقة ..
أولاً .. في العهد الأموي لم يكن هناك سنة وجماعة ليكتب شيخادي عنهم كما ألصقت بترود غيل هذا الكتاب به في رحلتها السياسية المشؤومة الى العراق فالكتاب يعود لمؤلف آخر والأزهر يرجح أن مؤلفه عبد القادر الكيلاني ، ومصادر إسلامية سعودية ترجح أنه لمؤلف مجهول رفضت السلطات البريطانية الإفصاح عنه كما جاء ذلك في نقاش في جامعة غلاسكو ووفد اسلامي عام 2009 في لندن في حوار الحضارات البريطاني السعودي ..
ثانياً .. كل من يثق بشيخادي وعظمته يصدق النص الايزيدي المقدس أعلاه وبالتالي لا ينجر وراء مغالطات من هذا النوع ، والأهم أنه في العصر الأموي القرآن نفسه لم يكن مكتملاً بل كانت عبارة عن أربعة مصاحف كل منها 12 صفحة مصنوعة من جلد الأغنام وكانت تعطي للقضاة كشريعة ونصائح واحد كان في مكة والثاني في البصرة والثالث في الكوفة والرابع في الشام ..
راجع المصدرين التاليين للتأكد من صدق هذه المعلومة ..
المصاحف في العصر الأموي
https://sotor.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D9%81_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%87%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%88%D9%8A?fbclid=IwAR1a_i63GTz9YINMZIeM1Z-UcUZExjTLCQtiNhLGG0KnmncS3BrXZe_9RCU
كما يمكن مراجعة ارشيف الأزهر في مصر والمتعلق بالعهد الأموي وتفاصيل الحقبة ..
https://www.google.com/search?
q=%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B2%D9%87%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81&rlz=1C2CHZN_deDE976DE976&source=hp&ei=GxFbYvvGN9SRxc8P5rKimAg&iflsig=AHkkrS4AAAAAYlsfK9A8zriAvda-ciIi0fS3kiquvfnO&oq=%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B2%D9%87%D8%B1&gs_lcp=Cgdnd3Mtd2l6EAEYADIECAAQEzIECAAQEzIECAAQEzIECAAQEzIECAAQEzIECAAQEzIECAAQEzIECAAQEzIECAAQEzIECAAQEzoUCC4Q6gIQtAIQigMQtwMQ1AMQ5QI6FAgAEOoCELQCEIoDELcDENQDEOUCOhEIABDqAhC0AhCKAxC3AxDlAjoECAAQQzoLCAAQgAQQsQMQgwE6BwguENQCEEM6BQguEIAEOgUIABCABDoICC4QsQMQgwE6CwguEIAEELEDEIMBOgoIABCxAxCDARBDOgQILhBDOggIABCABBCxAzoICAAQsQMQgwE6CwguEIAEEMcBEK8BOgYIABAWEB5Q-z5YnVhgom1oAXAAeACAAZkBiAHnCpIBBDAuMTGYAQCgAQGwAQo&sclient=gws-wiz
عملياً ظهر الى الوجود مفهوم السنة والجماعة في نهاية القرن الهجري الثاني ، والدولة الأموية تأسست عام 41 132 هجرية يعني لو افترضنا أن أكاذيب بيترود غيل وكراينبروك صحيحة بأن شيخادي أموي فهنا يتناقض وجوده في العهد الأموي مع كتابته لكتاب السنة والجماعة الذي ظهر بعد سقوط الأمويين بعشرات السنين ( كيف يكتب عن شيء لم يظهر للوجود بعد ؟ ) ..
ترديد هذا النوع من المغالطات والإسقاطات التاريخية لا ينم عن فهم لجوهر التاريخ الايزيدي وحقيقته ، واستفادت منظومة الأحزاب السياسية في العراق في ستينات وسعبينات القرن الماضي من هذه الأكاذيب وقاموا بنشرها لإختراق المجتمع الايزيدي الذي كان مقفلاً على الغرباء بقوة ..
فحتى تتمكن من إختراق الحاجز الحديدي ينبغي تفتيت لحمة هذه المجتمع وتمزيف نسيجة فإنخدع البعض بهذه الأكاذيب وراح يستند لها في نشر أفكاره السياسية قومية وعلمانية لا تمت بصلة للايزيدية لا من قريب ولا من بعيد ..
القارئ الايزيدي اليوم قارئ ذكي لا تنطلي عليه هذا النوع من الأكاذيب التي تقف خلفها أسس سياسية وأخرى ايزيدية تحاول العيش بوضع الايزيدية في حقيبة والمتاجرة بها عند هذا الطرف أو ذاك ..
ولو تابعنا بعمق رحلة بيترود غيل للعراق والتي كانت سياسية بحتة نجد أنها حاولت تمزيق المجتمع الايزيدي رغم زيارتها الى لالش وقامت بكل الطقوس الايزيدية وكأنها بنت لنا لكنها وجهت لنا سهام سمومها بعد خروجها من لالش المقدسة ، كما ساهمت بتشويه التاريخ السومري للأولويين ( العلويين اليوم ) والذين هاجر منهم الآلاف من معابد اور ايزيدا في العراق الى حاران وكل من يطلع على التقاليد السرّية للمدرسة الاورفية المتعلقة بالعلوم الباطنية للأولويين يفهم بعمق أنها تقاليد وتعاليم ايزيدية خالصة ، قامت بترود غيل بجعلهم فرقة اسلامية علوية قريبة من الشيعة رغم انهم لا يؤمنون بأي شيء إسلامي ، وكذلك فعلت مع الدروز الشمسانيين الذين جعلت تبعيتهم اسماعيلية مصرية وهي تعلم عمق الشرخ بين كل ما هو آرامي شمساني وبين المصريين ..
ولو سلطنا الضوء على التاريخ الشمساني والآداني لليهود نجد ان بيترود غيل فعلت معهم نفس الشيء بجعلهم اقوام تترية او خرزية قادمة من أماكن بعيدة لكنها فشلت لأنهم كانوا في أوج ثورتهم الثقافية لتصحيح تاريخهم ، فجبل مورية ولقاء ملكي سالم بإبراهيم الخليل وهما شيخان ايزيديان عظيمان في مزار شيخشمس في القدس والكثير من التقاليد القابالية تشير الى أنهم شمسانيون من أصول ايزيدية وحرّموا اسم ادي لعظمته وفظلوا استخدام آدوناي ( الخالق أو السيد أو الرب ) وكذلك علومهم الباطنية التي تنسجم بكل عمق مع تعاليم العلم الباطن الايزيدي لكنها لا تصل للمستوى الايزيدي بكل تأكيد بإعتراف حاخاماتهم أي أنهم شمسانيون آراميون أخذوا عقيدتهم من أصول ايزيدية وهذا ليس عيباً ..
وحتى يفهم القارئ طبيعة التشويه الذي لحق بنا والذي للأسف يردده البعض حتى دون أن يكلف نفسه عناء البحث لا بد من القول أنها كلها مغالطات لا تسندها أي وثيقة أو دليل موثوق به ، فشيوخنا الايزيديون ركزوا ذات يوم على لغز اندثار لغتنا الآرامية والأكدية والتي جرت محاربتنا بها طوال أكثر من أربعة قرون على يد الزاردشتيين وملك ساسان أردشير الأول والهدف كان محو اللغة والتراث الايزيديين من الوجود ..
شيوخ الايزيدية برروا الفرمانات الساسانية بأن التاج والصولجان انتقل الى المربي وحتى نفهم هذه الجزئية نعود ونقول ان الايزيديون يقولون ان عالمنا المادي محكوم من البير والمربي ( الخير والشر ) فسنوات وقوعنا تحت حكم سلطان ايزيد كانت سنوات البير ( النور ) وبعد انتقالها الى المرّبي ( الظلام ) لم يعد الحكم لنا فمن مصلحتنا عدم استخدام لغتنا المقدّسة في عالم الظلام فكانت فترة نهاية الحقبة الساسانية بداية لمنع تداول النصوص الايزيدية بالآرامية والأكدية والذي يدعم صحة هذه الحقيقة هو أن كل النصوص الايزيدية في متاحف العالم باللغتين الآرامية والأكدية ولم نجد في 26 متحف في العالم نص ايزيدي بلغة أخرى ..
كما ان الايزيديون اعادوا تحريم التعلم في مدراس العلم الاكاديمي لانها نسبية وقاصرة ولا تقودنا لعلم آديا كما حرّموا الانتماء الادراي لأي مؤسسة حكومية او المشاركة بها ( الانتماء السياسي ) ..
ومن يطلع على العلوم الايزيدية يفهم أن شيخادي الأول هو واضع أسس الحد والسد استناداً لعلوم آدانية عظيمة أتت معه ، وكما نعلم هنا نص مشهور يقول ..
شيخادي شامي هاته
شيخادي جاء من الشام ..
لكن أي شام ؟
تشير لنا المصادر السومرية الى أن الشام في اللغة الأكدية والآرامية والعبرية تعني السماء ومصدرها شام ( السماء ) وجمعها في هذه اللغات حتى اليوم هي شمايم ( السماوات ) .. كل ايزيدي يعلم ان الايزيدية فيها علم باطن وعلم ظاهر ( عادات وتقاليد ) وفيها أسرار صغرى وأسرار كبرى ، لذلك كلمة شام يفسرها حاملي العلم الباطن بأنها حيز كوني موجود في السماء تعيش فيه الكائنات الآدانية العظيمة بعلمها ووعيها وأعمارها وهالاتها المقدّسة ( خط يشبه الغيوم يظهر في أسفل القمر في فترات معيّنة من السنة هذا الخط نسميه شام آديا ) ..
وظهر النص باللغة الأكدية قبل بناء مدينة الشام السورية وهذا ما أدخل الحيرة في عقول مترجمي الألواح السومرية ..
وفسّر علماء الباطن الايزيدي أنها مركبة وهناك نص يقول
خالقي أتى في المركبة
ومعه المقدّسين الأربعة
ووقفوا فوق لالش
وقالوا .. فعلاً انه هو المكان ..
قول زبوني مكسور ص 139 لالش نامة للكاتب بدل فقير حجي
هي رحلة البحث عن سرّة الأرض وخميرتها ..
لذلك يجب أن نتوقف طويلاً عند كل سطر يتعلق بتاريخنا وأود أن أنوه للقارئ بأنني سأناقش في مقالات قادمة أكاذيب كراينبروك عن الايزيدية ومحاولاته تارة جعلنا فرقة اسلامية وتارة جعلنا هندو ايرانيون بطريقة مبتذلة مليئة بالتناقضات التي لا تنم عن أن من كتبها يتحلى بأدنى قدر من الأمانة الأدبية أو النزاهة في تناول تاريخ شعب عريق ..
فالوقت حان لنقف عند حدود الامانة الاخلاقية في تناول الايزيدية من زاوية البحث الصادق الحيادي الخالي من أي ميل يجامل احد على حساب الحقيقة فكاتب هذه السطور عند بدايات بحثه قبل عقدين من الزمن انطلقت من فكرة اننا كورد أريين لكن المعطيات العلمية الأكاديمية القائمة على الدراسة الميدانية والمباشرة عبر زيارة المتاحف أعطتني نتائج مختلفة جذرياً فكل نصوصنا آرامية وأكدية وعلمنا الباطن يمتد الى بداية الحضارة ونشوء لالش كأول مكان مقدس وبناء اور واريدو فيما بعد ولا أستطيع الخروج من دائرة المعطيات الموثقة بأدلة مادية موضوعية ..
كما لا يمكنني مجاملة أحد على حساب الحقائق الملموسة مهما علا شأنه ، والايزيدية كما ذكرت عبر تاريخها الطويل المغرق القِدَمْ في التاريخ تتجاوز مفردة القومية الى شعب يمتلك كامل الخصائص الجغرافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تربطه بأرض القداسة أرض المركَة التي كانت تمتد من جبال لبنان وجبال مورية في اسرائيل الى كشمير ومن آرارات الى اليمن وزوال عرش القداسة بسبب انتقال التاج والصولجان الى مكان آخر لا يعني أن نهظم تاريخنا ونعيد كتابته على أمزجتنا ..
وبالنسبة لأسماء شيخادي نرى أن الكلمة كما ذكرت في سطور سابقة هي أحد أسماء الخالق وفي نفس الوقت صفة من الصفات الموهوبة للشيوخ الذين يصلون علم آديا ، وعلم آديا علم باطن ..
ولأن اللهجات الأكدية والآرامية كان فيها القليل من الاختلاف في اللكنات أطلق أهل الجنوب السومري اسم الخالق على شكل خودي وفي بابل كان الكلدان يطلقون عليه خادي ، وفي الجزيرة السورية يطلقون عليه عَدي ( بفتح العين وصمت الدال والياء ) واختلاف اللهجات هذه سببه أن كل مجموعة جغرافية تستخدم لفظ معين سائد الى اليوم تقريباً في لهجاتنا ( خو ، وخا ، وعاد ) وغيرها من المقدمات التي تعود في جذورها الى الآرامية واللوغاريتية السورية وغيرها من اللهجات المتداولة في ذلك العصر ..
فالايزيدي الحقيقي يعلم أن هناك فرق من الأرض الى السماء بين علومنا الباطنية وبين الصوفية وبين تعاليمنا الأرضية العادية التي أخذت منها كل الأديان وبين البقية التي يحاول البعض ادخال اسقاطات تاريخية عليها وقلبها لمصلحته !!
التاريخ الايزيدي مغرق في القِدَمْ ولا يمكننا ايفاء حقه في مجلد أو اثنين لكن خلط البعض بين الرموز المقدسة والخاسين وبين اسماء ارضية لا يمت الينا بصلة وبعيد عن حقيقتنا فناسردين وسجادين وآمادين وملك فخردين وشيشمس رموز لعلوم شمسانية باطنية مغرقة في القدم ونرى البعض يكتب عنهم وكأنهم أشخاص ارضيون ، التمييز هنا مقترن بفترة حاول أجدادنا تقريب العلوم الباطنية لنا في مستوى وعينا المتدني لكنهم لم يعلموا اننا سنحول هذه الرموز العظيمة الى اسماء ارضية في عالمنا الملوث بالأكاذيب ..!
إحدى القصص التي رواها لي شيخ ايزيدي عن سيرة شيخادي ..
شيخ من شيوخ الملك شيخ سن متزوّج ولم يكن ينجب أطفال اسمه اسماعيل طلب من شيوخ لالش معرفة مكان وزمان ولادة ذرية لهُ ، فطلبوا منه الذهاب لجبل في هكار والمجيء بتراب من ذلك الكهف ( اكتشفوا كتاب ايزيدي مقدس في ذلك المكان وموجود في المتحف التركي اليوم ) فذهب الرجل مع زوجته وعندما عاد بالتراب المقدّس فحص رجال لالش ترابه ووجهته فقالوا له أن مكان ولادة ذريته في جبل الفار وفي عين آدي ( جبل كان يسمى قديماً في لبنان باسم جبل آدي ) فذهب الرجل مع زوجته وأقام هناك الى أن ولد له طفل فأطلق اسم الجبل والرب عليه آدي ولأن العائلة أرادت اخفاء مكانها الأصلي حملت لقب الهكاري وهم لم يكذبوا على شيوخ الجبل فهم بالفعل كانوا في هكار قبل مجيئهم الى جبل الفار ، ودخل شيخادي منذ ان كان في الثانية عشر دورات تعلم العلوم الباطنية على يد شيوخ الجبل في المكان في الجلخانات المنتشرة فيه اليوم يسميها الدروز بالخلوات البياضة ، ووصلت علومه مرحلة متقدمة في عمر الثامنة عشر لكنها كانت ناقصة فقد كان ينبغي عليه زيارة بوابات نجمية ( أماكن مقدسة في العالم ) ليتمكن من إكمال دخوله أبواب المعرفة المقدسة واستخدام علومها ، فذهب في رحلة بدأت بالشام وجبل قاسيون وكذلك مكان ذبح هابيل لقابيل بالقرب من قاسيون المقدس ، ولم يذهب مباشرة الى لالش بل ذهب الى مكان ابراهيم الخليل في حاران ومكان لغز حوض الأسماك ( شنال اورفة اليوم ) فيه واغتسل هناك ومنها ذهب آدنة ( فيها موقع مقدس وبوابة نجمية يعلم بها حاملوا العلم الباطن ) ومنها الى جبل آدوس ( آدي ) في سالونيكي وبعدها عاد الى لالش في رحلة طويلة ينبغي على كل حامل لواء المعرفة الآدانية زيارة تلك الأماكن في ذلك الحين مشياً على الأقدام ..
رجح الشيخ ان يكون والد شيخادي اسماعيل من بحزاني وقال ان سلالة البيشمام الموجودة حالياً في بحزاني هي نفسها سلالة الشيوخ التي أنجبت شيخادي على الرغم من أن ذلك الزمان لم تكن المناطق تذكر لأنها جميعها كانت تسمى بالأرض المقدسة ( المركَة ) وبعد عودته من رحلته ذهب الى مارمندو ( الشيخ مند ) في خلوته ( اليوم يسمى المكان بدير ما متي بالقرب من بعشيقة وبحزاني ) وطلب منه مرافته واستقبله الشيخ مند برحابة صدر بعد ان وصلته اشارة تنور شيخادي ونيله علم آديا ..
وعندما سألت الشيخ عن الفرق بيننا نحن البشر وبين الشخصيات الآدانية قال ..
تتحول الشخصية الى جسد نوراني يتوقف عن الطعام والشراب وطرح الفضلات ويتحول الى كائن ايري مختلف ومُميّز عن البشر وجسمه يشع نور ولا يموت ، وهو بالفعل عبر من لالش عبر بوابة نجمية في مكان يمنع دخولنا اليه لليوم الى عالمه الآداني أي أنه لم يمت ..
وهذا الأمر يحتاج الى سعود ورخصة من الآدانيين الكبار في العوالم الأخرى لتحديد يوم استقباله في شام آديا بمراسيم دينية أرفع بكثير من تلك التي تمارس في لالش فبدل الدف والشباب يكون في استقباله الف دف شباب وواحد ويعزف له شاص ايزيد لأربعين يوم مباركين مهللين للخالد القادم ..
وعندما نعود الى جذور الحضارة في سومر نعلم ان الخالدين كان لهم مدنهم بين البشر قديماً وكل شيخ وبير خالد يكمل تعليم تلاميذه يذهب الى بيت الالهة الاربعة في اربيل ليكمل رحلة تلقيه العلم الاداني وبعد ان تنتهي رحلته كان يذهب الى لالش ويعبر من تلك البوابة الى عالم ارفع ، أما في عهد شيخادي الأخير فكان ظهور الخالدين بين البشر بشكل فردي ومتفرق في عالمنا ووضعت بوابات نجمية سبعة في العالم لعبور الخالدين الى عالمهم احداها في لالش والبقية لا حاجة لذكر مواقعها لانها لا تخص موضوعنا ..
من المغالطات التي تنتشر عن الايزيدية في عصرنا الحالي ..
الايزيدية ديانة مجوسية زارادشتية ..
الايزيدية مثرائية زاكروسية آرية هندو ايرانية
الايزيدية ديانة الكورد الاصلاء ..
شيخادي هو عدي بن المسافر الاموي
عدي بن مسافر هو واضع أسس الحد والسد قبل بضعة قرون ولم يكن ايزيدية قبله
والكثير من المغالطات التي لا يمكن لايزيدي عاقل يمتلك أساس سليم في البحث تصديقها او حتى الاعتراف بها كمعلومة مقبولة لا ايزيدياً ولا أكاديمياً معرفياً .. لماذا ؟
في السطور أعلاه فندنا بالأدلة اكذوبة ان يكون عدي بن مسافر هو شيخادي الهكاري ، وفندنا اكذوبة الصاق كتاب االسنة والجماعة به والذي راح حتى بعض علماء الاسلام بترديده بجهل وغباء حتى دون ان يكلفوا انفسهم البحث عن تاريخ ظهور الجاعة وتاريخ ظهور شيخادي في عالمنا ، وكل من يقرأ التاريخ السومري بتمعن ويزور المتاحف العالمية ويطلع على الترجمات الجديدة يعلم أن الأقوام الهندو ايرانية نفسها جاءت من سومر فالسومريون طوال امتداد تاريخ حضارتهم لم يكن لديهم حكم الإعدام في المملكة الآدانية التي أطلقوا عليها جنة عدن فبنوا اولى المدائن في ايران الحديثة ومرتفعاتها في يزد وعيلام لتكون مكاناً لنفي كل من يخالف شريعة سومر ( المعربدين ) وانتشرت الأقوام والشعوب من سومر باتجاه القفقاز وباتجاه الهند والسند وباتجاه تركيا والاغريق وباتجاه اثيوبيا الحديثة ( النوبيون من أصول سومرية الى اليوم يعترفون بذلك في مؤلفات تاريخهم ) ..
فالقول اننا اقوام هندو ايرانية او مجوسية تنفيه وتفنده المصادر السومرية والبابلية نفسها فلا يمكن القول ان حمورابي جاء الى الحكم بعد صدام حسين لأن ذلك يمثل اسقاطة تاريخية تنم عن جهل كذلك لا يمكن القول بأننا جئنا من اماكن اخرى كمستوزطنين في ارض المركَة لأنها تنم عن جهل !!!
فظهور لالش وصدق نصوصنا المقدسة لا تقبلان بثرثرة من هذا النوع بأي شكل من الأشكال ونحن لا نستطيع نفي أن لالش سرّة الأرض وخميرتها وأول مكان تنبعث فيه الحياة وإذا قمنا بنفي جزء من نصوصنا وتكذيبها من أجل شخص قدم بحث يستند الى مغالطات فنحن على استعداد للتخلي عن بقية النصوص واعتبارها غير صحيحة وهذا ما لا يقبله أي ايزيدي عاقل ومؤمن بالمقدسات الايزيدية التي مثلت مصدر لكل التعاليم التي جاءت بعدها من مثرائية ومانوية وزارادشتية ويهودية ومسيحية واسلامية في المنطقة ..
وبما ان نصوصنا تحدثت عن بدء وشكل الخليقة قبل كل الاديان فلا يمكننا ان نقر بإسقاطات تاريخية تحاول النيل والتشكيك بهذه النصوص .. نعم هناك حتى رجال دين اليوم لا علم لديهم كثيراً لا بعمق التاريخ الايزيدي ولا بعلومه النوعية الباطنية لأنهم منشغلون بعالم المادة ومثالبه وعثراته وهؤلاء أبعد ما يكونوا عن فهم جوهر الايزيدية طالما تشغلهم تفاهات عالمنا المادي ، فالايزيدية بحاجة لتطوير قدرات روحية وفكرية عالية كي يتمكن المرء من الحصول على علومها وفهم أسرارها الصغرى قبل الانتقال لأسرارها الكبرى ..[1]