خضر دوملي
عندما دخلت القاعة لم اكن اتوقع ان اسمع ذلك النقاش و المداخلة الكبيرة من قبل مشرف الرسالة، ولم اكن اتوقع ان يقدم كوفان كل ذلك الجهد الكبير، الحضور من الطلبة والباحثين كانوا مستمعين بشدة الى د. كاميران برواري وهو يدافع بأهتمام عن الرسالة التي كتبها كوفان بأنها تستحق ان تكون اطروحة دكتوراه واكثر، لأن موضوعه كبير وقدم الكثير ستكون نقلة نوعية عن الادب الديني #الايزيدي#.
كوفان ريسان الذي كان هادئا وهو يسمع لنقاشات اللجنة العلمية وممسكا بمسودة رسالته ينظر بأهتمام لما يقوله المشرف وما يعلقون عليه اعضاء اللجنة العلمية انهى رسالته للماجستير بموضوع مهم يعد الاول من نوعه في مجال البحوث الادبية يقول ان سبب اختياره هو ” لانه حقل جديد لم يكتب فيه احد و يعد من الحقول المعرفية المهمة التي تتناول الادب الديني الايزيدي وما تركه من أثر على الشعر الكوردي القديم والحديث ووصل الى اوربا و مصر ايضا”.
في استراحة اعلان النتيجة التي انتهت بقبول الرسالة بدرجة جيد جدا اشار كوفان انه بذل كل جهده في الرسالة التي تضمنت العديد من المحاور المعرفية الحديثة في اكثر من 320 صفحة قال عنها مشرفه في المناقشة، “لايمكن رفع اي جزء لأن كل ورقة مكملة للاخرى ومرتبطة ببعضها وكثرة عدد صفحاتها لايقلل من قيمتها”
يوضح كوفان ” ان العديد من الشعراء ولايزال البعض منهم الى الان متأثر بالادب الديني الايزيدي لذلك فان تناول هذا الامر في بحث علمي ورسالة ماجستر هو امر هام خاصة اننا اجرينا تحليلا للادب الديني والفكر والفلسفة الموجودة فيه، ثم رأينا كيف اثر على الاخرين من المهتمين بكتابة الشعر”.
من الامور الهامة التي بحثها كوفان في رسالته هي فلسفة الادبيات الدينية للايزيدية، وتصنيف هذه الادبيات، وعرض حياة 11 شخصا من اصحاب هذه الادبيات الذين يعدون الرواد الاوائل في الادب الديني في المنطقة تأثر الشعراء الكورد بهم لاحقا من امثال ( بير سينىَ بحري، بير رشىَ حيران، شيخ مندىَ فخرا، شيخ حسن ) واخرين.
يوضح كوفان انه في رسالته اشار الى التأثير الذي تركه الادب الديني الايزيدي وما يحمله من فكر وفلسفة في العراق قديما وحديثا ودول الشرق الاوسط واوربا وخاصة اليونان وحتى تأثر مصر به ، وذلك من خلال النصوص ومقارنتها وتحليلها.
من الامور الهامة التي توصل اليها كوفان في رسالته للماجستير هو ذلك التاثير الواضح الذي تركه الادب الديني الايزيدي على الشعر الكوردي القديم والحديث و لم يتطرق اليه احد لحد الان ، وما يحمله من نصوص مهمة بحاجة الى المزيد من البحث والتحليل، الى جانب توصله الى نتيجة مفادها ان الفكر والفلسفة التي تتضمنها الادبيات الدينية الايزيدية هي خزين فكري كبير يمكن ملاحظة التفاصيل في الرسالة.
رسالة كوفان ريسان حسن التي تحمل عنوان ( الفكر والفلسفة في الاقوال الدينية الايزيدية وتأثيرها على الشعر الكوردي القديم والحديث في نماذج ل ملايى جزيري، احمد خاني، جكرخوين وتيريز) واشرف عليها د. كاميران محمد نبي برواري ونوقشت من قبل لجنة عملية تتألف من د. محمد بكر من جامعة دهوك، د.همداد حسن من جامعة صلاح الدين، ود. نوزاد احمد عثمان من جامعة زاخو وتعتبر اول رسالة ماجستير تناقش في قسم الادبيات الكوردية في جامعة زاخو وذلك يوم 9 – 10 – 2013 .
وثمن د. كاميران في دفاعه عن الرسالة واعتبرها انجاز علمي مهم وتعتبر ردا على اللذين يريدون سلخ الايزيدية من الكوردايتي ورد على الشوفينيين الذين يقولون انه لايوجد للكورد ادب ثر وهذه الرسالة هي افضل دليل.
د. كاميران الذي اجاب بحماسة وناقش اللجنة العلمية ماجاء في رسالة كوفان وصفه ب ” انجاز مهم وكل ورقة فيه، كل تعليق له اهميته وهي رسالة مليئة بالمعلومات من اول صفحة الى اخرها “.
واضاف كاميران ” لابد ان نعلم انه لايمكن لاحد الكتابة عن الادب الديني الايزيدية افضل من الايزيدي نفسه ولايمكن الحديث عن الادبيات الكوردية دون الاشارة الى الادبيات الدينية الايزيدية لما تركه من تأثير عليها وحمله الادب الكوردي من فلسفة تلك الادبيات معها وكل شيء في هذه الرسالة هو انجاز يوضح ذلك الامر، وهي تشير بوضوح الى ان الايزيدية اولا والكورد المسلمين في المنطقة ثانيا هما من بعضهما البعض لايمكن الاشارة الى الكورد دون الاشارة الى اجدادهم الايزيدية”.
ويضيف برواري ” لابد من القول ايضا ان الحديث والبحث في الادبيات الدينية الايزيدية يجرنا الى العلاقة الوثيقة لها مع الادبيات الشرقية وخاصة الفارسية لان اجدادهم اريين والذين هم اجداد الكورد وكلها متصلة ببعضها ويمكن ملاحظة هذه العلاقة بوضوح من خلال ما ذهب اليه كوفان”[1]