#شه مال عادل سليم#
منذ ما يزيد على عامين كتبت مقال مبديأ رايا في نهج الحكومة العراقية الجديدة حول المصالحة وتحديدا مع القتلة , ووصفت هذا النهج بانه لايمضي الى اهدافه او بالاحرى ميت قبل ولادته , وقلت تحديدا بان البعث والديمقراطية قطبان لايلتقيان ابدا ...ابدا . شخصيا لاازال متمسكا برايي ذالك وبمجمل الراي الذي عبرت عنه في اماكن مختلفة ومناسبات شتى حول نهج حزب البعث وسياسته الذي اتسم ولايزال يتسم بالشوفينية والاستبداد والوحشية والطائفية .....
يقول (ميشيل عفلق) صاحب الفكرالشمولي المقيت والمعادي للحرية ومؤسس عقيدة البعث في حديثه مع الكوادر المتقدمة (لحزب البعث العربي الاشتراكي) في اجتماعه بهم في بغداد بتاريخ 24 -6 - 1974 ، حين كان الحزب يقود السلطة و يسعى اعلامياً لطرح نفسه كحزب يؤمن بالتحالفات مع الأحزاب والقوى العراقية ... ( يجب ان ننظر ونؤمن بان شيئا واحدا هو مستحيل , وهو ان تستطيع قوة في هذا العالم خارجية او داخلية ان تضطرنا الى التراجع او تزيحنا من مكان القيادة , يجب ان نعبر عن ايماننا بامتنا وبحزبنا و بثورتنا بالتصميم وبالمزيد من النشاط والتضحية والجهد وبتصور الحياة بانها هجوم مستمر , الثورية لا تتلائم مع عقلية الدفاع , الهجوم المستمر بمعنى المبادرة , بمعنى ان يتفوق المرء على نفسه ببذل اقصى جهوده , ان نفتش دوما عن مجالات جديدة نستثمرها لاغناء هذه الثورة , ثورة الحزب لزيادة قوتها ومنعها , لزيادة اشعاعها . . لاننا نريدها مشعه تستطيع بعد زمن ان تفيض على الارض العربية وان تبني للاقطار العربية او تساعد في بناء تجارب مماثلة . )
نعم بهذه الخرافات والعنجهيات تم غسل ادمغة الناس وعقولهم لان البعث في منظور هؤلاء كان ولا يزال رمز الامة والامة هي( البعث العربي الاشتراكي) ولاوجود للاخر مادام لايؤمن بالبعث ...
وليتطلع القارئ ايضا على تناقضات فكر البعث وعنصريته اي الغائه الاخر ... وشموليته وكيفيه صنعه الدكتاتور ... والخ ، الى تصوّره عن القادسيات الخائبة ومنها (قادسية صدام )التي كتب عفلق عنها ومجّد القتل والذبح وانتصاراتهم الوهمية ضد الفرس (1).....
وعلى هذا الاساس يجب علينا ان نكون واضحين وصريحين لمواجهة حقيقة لاسبيل لانكارها او التغاضي عنها وهي ان معاناة الشعب العراقي لن تنتهي باعطاء فرصة لعودة قتلة الشعب العراقي الى العمل السياسي بحجة (التصالح) وبالتالي انخراطهم في العمل السياسي في عراق مابعد الدكتاتورية المقيتة بحجج واهية ومنها تهدئة الوضع والاستقرار والامان ، لأنه تصالح مع الجلاد...!! , بل على العكس يجب علينا مواصلة النضال والكفاح بحزم لتوحيد كل القوى الخيرة والمعادية للارهاب وخوض نضال صارم من اجل استئصال حزب البعث وتحريمه من النشاط السياسي ومعاقبة كل من يثبت اجرامهم وملاحقة الهاربين اينما وجدوا وبالتعاون مع الشرطة الدولية لتقديمهم الى العدالة العراقية لينالوا جزائهم العادل جراء ماارتكبوه من جرائم بحق الانسانية جمعاء ......
جرائم البعث ....
منذ فترة وانا اريد ان اكتب عن جرائم الابادة التي اقترفها حزب البعث في العراق مع اغتصابه للسلطة .. ولكني صرت في حيرة ...نعم حيرة , عن اية مجزرة اكتب اولا ؟ ابادة الشيوعيين والبيان رقم 13 , ام انفالاته على الاكراد , ام حربه على ايران وثم غزوه للكويت .. والخ ...حيره ادّت بي الى تاجيل ما وددت ان اكتبه عن جرائم البعث في العراق .... ولكن استفزتني فعلا دعوة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي حول المصالحة مع عناصر حزب البعث والقوى الملثمة . . عندما قال ليكونوا اي البعثيين (ابناء العراق ) وشدد على ضرورة تجاوز الماضي باعتبار ان (ماحدث قد حدث) .....!! واستفزني اكثر بيان ردود افعال وتصريحات ورفض ايتام صدام دعوة المالكي متهمين حكومته بالعميلة .....
اسأل كل من يهمه الامر ...كل هذه الجرائم وحمامات الدم والحروب والانفالات ندعها تمر مع الريح ؟ هل حقا نستطيع ان نطوي صفحة جديدة مع البعث ؟ وماذا عن الضحايا ومن ينصفهم ؟ هل كان البعث ولا يزال حروب وانفالات ونيران ودماء فقط ؟ ام سياسة وفكر عنصري وشوفيني دموي يقابل الاخر ؟ هل فعلا ان ماحدث ... قد حدث ؟ وهل نستطيع ان ننسى الماضي ونتجاوزه دون المسائلة والمحاسبة ؟ ...... لا.. .....لا !!
لا تخفى على احد جرائم حزب البعث في العراق .... من حمامات الدم و مهرجانات الاعدام الجماعي والقتل والذبح وجز الرؤوس واستخدام السموم والمبيدات ومجازر( الانفال) الاكثر من سيئة الصيت اضافة الى تجفيف مناطق الاهوار وخراب البيئة ودمار الحياة البشرية فيها و في ارياف جنوب العراق ... لمنع نشاطات معارضة الدكتاتورية فيها خاصة وان سياسة تجفيف الاهوار بدأت عمليا منذ السبعينات وازدادت حدة في بداية التسعينات من القرن الماضي حيث تم تحطيم حياة السكان وتهجير اكثر من (95 ) الف منهم بحملات قسرية دموية ادّت بقسم منهم الى الهروب الى الجوار و العيش في مخيمات بائسة على الحدود الايرانية ، و بصورة منظمة بينما التجأ القسم الاخر الى مدن عراقية اخرى..... من مناطقهم الأصلية التي سكنوا فيها منذ آلاف السنين (2) ......
كما شن النظام البعثي العراقي الحرب على الجارة ايران التي استمرت ثماني سنوات اضافة الى غزوه لدولة الكويت ....ولم يكتفي النظام البائد بهذه الجرائم البشعة الى ان قبع المواطن العراقي في سجن كبير ...كبير ...شيده اعتى نظام بوليسي منذ اكثر من 40 عاما لانتهاجه سياسة القمع والارهاب كسياسة يومية وتدنيسه الكرامات وخرقه الفظ المتواصل لابسط حقوق الانسان ...والتي جرت الشعب والبلاد الى ماساة بشرية وبيئية واقتصادية قل نظيرها في التاريخ الحديث ...
لقد اقتيد مئات الالاف من خيرة ابناء و بنات الشعب العراقي من الشيوعيين والديمقراطيين والقوميين التقدميين الى مسالخ وزنازين مجازر انقلاب 8 شباط الاسود عام 1963 , ثم الى مجازر 17 تموز 1968 الأبيض جداً !! ومجازر الابادة في 1978 -1979 ....وحربه الشعواء ضد الشعب الكوردي واستخدامه الاسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا في مدينة( حلبجة ) والتي ادت الى تدميرها ... و حيث لاتزال اثار السموم والمبيدات شاخصة عليها ...
كما تم حرق الاف القرى وتدميرها تدميراً شاملا ، بالاضافة الى طرد الآلاف من العوائل الكردية والتركمانية والاشورية والسريانية من مناطقهم .... كما تم استقطاع مناطق ونواحي كثيرة لتغييرالطابع الديموغرافي والاثني فيها ....كما لم يتورّع عن قصف النجف الاشرف وكربلاء والمدن المنتفضة بالصواريخ والراجمات لاخماد انتفاضة الشعب العراقي عام 1991 , وجرائم كثيرة اخرى لاتعد ولا تحصى والتي تعود اساسا الى النزعة الفردية المطلقة لصدام وحزبه الفاشي الذي حكم العراق بالحديد والنار طيلة العقود المنصرمة ...حيث لم يكن في جمهورية الرعب تلك وجود للمؤسسات الدستورية ولا قضاء محايد ومستقل يسند اليه المواطنون في الدفاع عن انفسهم وحقوقهم اضافة لسريان قوانين قراقوشية جائرة .... كقوانين قطع اللسان لكل من انتقد صدام ونظامه المقيت والوشم على الجباه وقطع الاذان والايدي والارجل وكان هناك اكثر من( 60) قرار لها قوة القانون ، عقوبتها الاعدام اصدرها صدام حسين حماية لكرسيه وبجرة قلم ....على سبيل المثال قطع الايدي والاقدام بالجرائم العادية التي حددها القرار( 59 )في 4 - 6- 1994 , وشم جبهة المواطن بعلامة( X ) بمن تم تنفيذ حكم قطع اليد او القدم او صلم الاذن بهم ، حسب القرار القراقوشي المرقم 109 الصادر في 18 -8 - 1994 , صلم صوان الاذن حسب القرار( 115) الصادر في 25- 8- 1994 و عمليات جز رؤوس نساء ... ثم تعليق الرؤوس على ابواب بيوتهن بتهمة الدعارة حسب ما كان ينشر ويعلن في الصحف انذاك ....وقرارات قراقوشية كثيرة اخرى اكتفي منها بهذا القدر ....
ولم يكتف صدام بهذه الجرائم والمراسيم والقرارات القراقوشية , بل سلم مسؤولية المؤسسات الحساسة الى ابنائه واشقائه وابن خاله وابن عمه المجرم علي الكيمياوي الذي عين بمرسوم قراقوشي دكتاتورا مطلقا على كوردستان وبدأ بتنفيذ المخطط المرسوم له والذي عرف بمجازر (الانفال) الاكثر من سيئة الصيت ....
نعم ... علي الكيمياوي الذي توعد ازلامه في عام الانفال ... بان يقضون على الكورد حين قال :- (سوف اقتلهم جميعا بالاسلحة الكيمياوية ... من عساه ان يعترض ؟ المجتمع الدولي ؟ فليذهبوا الى الجحيم , المجتمع الدولي ومن ينصت اليه ؟؟ لن اهاجمهم بالمواد الكيمياوية يوما واحدا فحسب , بل ساواصل الهجوم عليهم بالمواد الكيمياوية لمدة خمسة عشر يوما حتى ابيدهم عن بكرة ابيهم ) (راجع الوثيقة الصوتية في ملف الانفال المحكمة الجنائية العراقية العليا ).
كما اسس صدام قوات عسكرية على شاكلة قوات الصاعقة الهتلرية وسماها( فدائيو صدام , اشبال صدام ).... كقوات خاصة على شاكلة منظمة (حنين )الارهابية (3) لحماية كرسيه وعائلته المنبوذه والوقوف ندا بوجه القوات المسلحة في حالة تمردها على النظام , كما حصل في مناسبات عديدة ومنها انتفاضة اذار الباسلة بعد هزيمة الطاغية في حرب الخليج الثانية عام 1991 .... نعم هكذا و بتلك الطرق الأرهابية الدموية .... تحول النظام الحاكم في العراق خلال اكثر من 40 عاما مضت , الى نظام الحزب الواحد ، لاشاعة الرعب والارهاب في عموم البلاد.
الضحية والجلاد
لقد دفع شعبنا المبتلى بحزب (البعث العربي الاشتراكي ) في العهدالماضي , خصوصا في السنوات الخمسة والثلاثين الاخيرة منذ مجيئ حكم الطاغية صدام حسين وازلامه من روبوتات الولاء والطاعة في اغتصاب السلطة ... دفع ثمناً غالياً لنضاله وتحديه .... الالاف من الشهداء الاحرار الذين واصلوا النضال من اجل حياة حرة كريمة تضمن الحريات العامة, وتصون كرامة الانسان , وتدافع عن الاعراف والقيم والاهداف الوطنية الانسانية , من اجل تحقيق الرفاه والسعادة لكل ابناء الشعب دون تفريق وتمييز قومي وعنصري طائفي وبناء دولة القانون والمؤسسات الشرعية والحريات ...الا اننا نرى اليوم وللاسف الضحية هي نفس الضحية ومعاناتها مستمرة والجلاد هو نفس الجلاد باشكال جديدة ... الذي عبث ويعبث في العراق فسادا و يتمتع بكامل حريته رغم جرائم القتل والابادة الجماعية التي ارتكبها و يرتكبها ضد ابناء الشعب العراقي .......
صدام رمزا للنازية ....
يعتبر صدام حسين , رمزا من رموز النازيين الجدد في اوروبا , بسبب همجيته وعنصريته وتهديداته المزعومة لاسرائيل .... وان اغلب خطاباته وعنترياته وتبجحاته وعنجهياته قد ترجمت من قبل منظمات نازية الى لغات عديدة ومنها منظمة النازيين الجدد في الدانمارك والدول الاسكندنافية ... وان صورة (القائد الضرورة ) الذي وعد بان يحرق نصف اسرائيل براجماته وصواريخيه الوهمية قد انتشرت بين هؤلاء العنصريين بجانب صور (هتلر) حيث يحملونه على صدورهم ويحيوه ﺒ(هايل صدام ) فهنيئا لايتام البعث والبعثيين رمزهم العنصري والفاشي .
يتبع
(1) راجع كتاب ( في سبيل البعث ميشيل عفلق ) , الجزء الخامس الباب الرابع (معارك القادسية وافاق المستقبل )…..
(2) راجع جريدة الاتحاد العدد 422 , في 25 ايار 2001 والتي نشرت تحذيرات المسؤولة عن الملف العراقي في البرلمان الاوروبي حول مخاطر ماتعرض لها سكان الاهوار في جنوب العراق جراء عمليات التجفيف منذ عام 1994 ....
(3) منظمة حنين , منظمة سرية ارهابية شكلت من قبل حزب البعث و اوكلت قيادتها الى صدام حسين ولعبت دورا واضحاً في انقلاب 17 تموز ... ثم عززت في الايام الاولى لانقلاب تموز , بحجة الحفاظ على امن حزب البعث و حكمه , و قد قامت باغتيال العشرات من الكوادر و الوجوه المعروفة والشخصيات القيادية للشيوعين , والاكراد وكل من كان و اصبح بنظر صدام وحزبه المقيت معارض وهدد امن حزبه الفاشي الذي لايقبل الاخر اطلاقا ...[1]