$عفرين تحت الاحتلال (131): انتهاكات في بلدة “راجو”، اعتقالات تعسفية، “العمشات” ومشاريع تبييض الأموال، فوضى وفلتان واستشهاد مواطن كردي$
علاوةً على أن تركيا تفرض تعتيماً إعلامياً وحصاراً على منطقة عفرين، تسعى جاهدةً لتلميع وتجميل صورتها القاتمة من الانتهاكات والجرائم المرتكبة والتغيير الديمغرافي الممنهج المحدث فيها، عبر وسائل إعلام تابعة وموالية لها أو مراسلين ومندوبين خاصين عن وسائل ومنظمات عالمية؛ مثلما ما جاء في مقالةٍ ل”كارلوتا گال” مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في استنبول، المنشورة في 16 شباط الجاري، وتُظهر فيها أن #عفرين# “منطقة آمنة والسوريون فيها سعداء بالوجود التركي”، وتتغاضى عن تلك الموبقات الجمة التي لحقت بسكان عفرين الأصليين جراء الاحتلال التركي، التي نسرد جزءاً منها فيما يلي:
= بلدة راجو- مركز ناحية:
تقع وسط تضاريس جبلية، شمال غرب مدينة عفرين ب /35/ كم، وقبل الشريط الحدودي مع تركيا بنحو /3/كم؛ شهدت مقاومةً بطولية لما يقارب /45/ يوماً في وجه الغزو التركي، حيث قُصفت بمختلف صنوف الأسلحة، فتم تدمير “/6/ بنايات – الواحدة بأربعة طوابق سكنية، /20/ منزل، مبنى المدرسة القديمة، مبنى المخفر القديم الذي شُيَّد في العهد الفرنسي ويعتبر معلماً” بشكلٍ كامل، وكذلك تدمير أربع معاصر زيتون عائدة ل (المرحوم حج رشيد رشيد- مدخل طريق عتمانا، أبناء عثمان محك- طريق ماسكا، شكري أوميه- طريق مَمالا، “سعيد أوميه- د.عزيز باكير” قرب التل-مدخل البلدة) مع سرقة آلاتها المتبقية تحت الأنقاض وحديد تسليح أبنيتها، وتدمير مخبز آلي عائد ل”علي كنجو” وحوالي /50/ منزل بشكلٍ جزئي، واستهداف أربعة مواقع شغلتها النقطة الطبية أثناء الحرب، وتخريب وسرقة مرمر أضرحة الموتى في مقبرة راجو. هذا وأثناء الاجتياح سرقت الميليشيات محتويات معظم المنازل والمحلات من مؤن ومواد غذائية وذخائر الحبوب والزيت وأدوات منزلية ومفروشات وتجهيزات الطاقة الكهرضوئية والأواني النحاسية، لاسيما كل ما تبقى في المنازل المستولى عليها فيما بعد، وكذلك معظم كوابل وأعمدة ومحوِّلات وتجهيزات شبكتي الكهرباء والهاتف الأرضي العامة، وعشرات السيارات والجرارات الزراعية، وكافة تجهيزات محطتي ضخ مياه الشرب إلى البلدة وبعض قراها (الأولى قرب قرية قره بابا، والثانية في منحدر أرموت)، اللتين أُعيدت تأهيلهما فيما بعد. إضافةً إلى قطع آلاف أشجار الزيتون واللوز والتين والجوز والحراجية في محيط البلدة.
البلدة مؤلفة من حوالي /1500/ منزل، بقي فيها فقط /400/ عائلة كردية، وتم توطين حوالي /1500/ عائلة من المستقدمين فيها، ما عدا من هم في المخيم المشيّد قرب محطة القطار المجاورة.
تُسيطر على البلدة ميليشيات “أحرار الشرقية- الأكثر نفوذاً فيها، الفرقة التاسعة، أحفاد الرسول، لواء الشمال”، أما عمليات الاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة فتشمل:
– /1100/ منزل و 80% من المحلات التي تقدر عددها ب /200/، من قبل مختلف الميليشيات.
– أكثر من /100/ ألف شجرة زيتون وآلاف من أشجار الفاكهة وأراضٍ زراعية، في محيط البلدة وبعض قراها، عائدة لمواطنيها المُهَجَّرين قسراً، من قبل مختلف الميليشيات.
– شراكة قسرية من قبل “الشرقية” في استثمار مخبزين آليين (فرن علي كنجو الذي تم تجديده، فرن أبناء بنفشة) ومحطة وقود “أومر شريف” في البلدة.
– معصرة زيتون عائدة للمواطن “مراد أوميه”- طريق مَمالا، وتُشَّغل من قبل “الشرقية” رغم وجود المالك في راجو.
– معصرة زيتون عائدة للمرحوم “ممدوح أوميه”- مدخل راجو، وتُشَّغل من قبل “الشرقية” رغم تواجد أرملته في راجو.
– معصرة زيتون عائدة للمواطن “حسن عبدكوريه” المُهجر قسراً- قرب قوس مدخل راجو، وتُشَّغل من قبل “الشرقية” التي استولت على منزله أيضاً وجعلته مقرَّاً أمنياً وسجناً.
– محطة وقود عائدة لعائلة “أوميه” في أول البلدة، من قبل “الشرقية” التي استولت على منزلٍ للعائلة وجعلته مقرَّاً لهيئتها الاقتصادية.
– كراج السيارات، وتحويله من قبل “الشرقية” إلى ما يشبه “سوق الهال” الذي تنحصر فيه عمليات البيع والشراء لكافة المنتوجات الزراعية والمواد الغذائية، دون السماح بتوجه البائعين والمشترين من سكان الناحية إلى مدينة عفرين.
– مبنى المدرسة الإعدادية والثانوية سابقاً، وجعله مقرَّاً للجيش والاستخبارات التركية.
– منزلي المواطنين الشقيقين “محمد و حمو محك”، وجعلهما مقرَّاً ل”المحكمة العسكرية”.
– مبنى “مركز الهاتف الأرضي”، وجعله مقرَّاً ل”الشرطة المدنية”.
– مبنى “الزراعة”، وجعله مقرَّاً ل”النيابة العامة ومحكمة الصلح”.
– مبنى المخفر ومبنى شركة الكهرباء، وجعلهما مقرَّين ل”الشرطة العسكرية”.
– منازل للمدنيين وجعلها مقرّات لميليشيات “الفرقة التاسعة، أحفاد الرسول، لواء الشمال”.
– مجموعات وشبكات التوليد الكهربائية الخاصة بالأمبيرات واستثمارها من قبل “الشرقية”.
كما لم يبقَ في البلدة سوى مدرسة ابتدائية وإعدادية بمبنى واحد، إذ ألغيت المدرسة الثانوية فيها والتي تأسست منذ أكثر من /35/ عاماً.
وقد تعرض أهالي البلدة لمختلف صنوف الانتهاكات والجرائم الأخرى، من قتل وتهجير واعتقالات تعسفية وتعذيب ومعاملة مهينة وقاسية وفرض أتاوى وفدى مالية وسرقات وغيرها، حيث سرق مسلحون مؤخراً مقتنيات ومؤن من منزل المواطنة الأرملة “أم سامر” لدى غيابها عنه ليومٍ واحد.
ويُذكر أن الميليشيات برفقة الاستخبارات التركية اعتقلت المواطنين “رشيد عبدو بن مصطفى و سلطان، فريد مصطفى بن أحمد و مولودة، محمد ملا علي بن عدنان” من أهالي راجو، أواسط عام 2018م، وأخفتهم قسراً دون تقديمهم لأية محاكمة، وهم مجهولي المصير إلى الآن.
= اعتقالات تعسفية:
– أوائل شباط الجاري، أفرجت سلطات الاحتلال عن المواطن “محمد حمو بن عمر و سولية” من أهالي قرية “كمرش”-راجو، بعد اعتقاله من قبل الميليشيات برفقة الاستخبارات التركية في 19-03-2018م وإيداعه سجن “ميدان أكبس” في البداية، ثم إخفائه قسراً لأكثر من سنتين ونصف إلى حين نقله إلى سجن ماراتيه بعفرين قبل إطلاق سراحه بأشهر.
– بتاريخ 14-02-2021م، أقدمت ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات” على اعتقال المواطنين “عبدو طانه بن حنان، عارف دلو بن رشيد، محمد شيخ حنان بن مصطفى، وليد محو بن محمد” من أهالي قرية هيكجه- جنديرس، بعد عودتهم من قرية قرمتلق- شيه/شيخ الحديد، إثر انتهاء عملهم في تقليم أشجار حقلٍ للزيتون، بحجة أنهم مهربون على الحدود، حيث مارست بحقهم التعذيب وأطلقت رصاصتين على ساقي الشاب “عبدو طانة”، وأفرجت عنهم بعد ثلاثة أيام من الاحتجاز والتحقيقات.
= “العمشات” ومشاريع تبييض الأموال:
في محاولةٍ لتبييض أموالها وتغطية جرائمها وإضفاء نوعٍ من الشرعية على تواجدها، وبتاريخ 17-02-2021م، أقدمت ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” ومتزعمها المدعو “محمد الجاسم أبو عمشة”، على وضع حجر الأساس لمشروع بناء مشفى في بلدة شيه/شيخ الحديد، بحضور “نصر الحريري رئيس الائتلاف السوري- الإخواني” و “سليم إدريس وزير دفاع حكومة الائتلاف المؤقتة”، في حقل زيتون عائد لعائلة سليمان “صوفي” وامرأة أرملة، يقع في مدخل البلدة، بعد القوس إلى يمين الطريق، دون أن تدفع ثمنها؛ وكذلك افتتحت مقهى باسم دوار “رجب طيب أردوغان” المشيَّد من جديد وسط ساحة النبعة، مرفوعاً عليه العلم التركي، ضمن محلات مستولى عليها، وبحضور مسؤولٍ تركي والجندرمة؛ وافتتحت مولاً تجارياً ضمن محلات مستولى عليها وعائدة للمواطنين (نظمي شيخو، محمد إبراهيم) قرب كازية كوجر، بحضور مسؤول تركي والجندرمة. إضافةً إلى العديد من المشاريع الأخرى في عفرين وتركيا، وذلك بالأموال المنهوبة من الاستيلاء على الممتلكات الخاصة والعامة ومن الأتاوى والفدى المفروضة على أهالي الناحية وقراها الواقعة تحت سيطرتها ومن الرواتب والمكافآت الممنوحة لها لقاء عملها كمرتزقة لدى تركيا في ليبيا وأذربيجان.
إن تغطية تركيا والائتلاف لمشاريع “أبو عمشة” الذي ينهب أموال طائلة بأساليب عديدة، تُعدّ جريمةً بحد ذاتها ومشاركة معه في الانتهاكات والجرائم التي يقترفها مع ميليشياته.
= الفوضى والفلتان:
– بتاريخ 14-02-2021م، وقعت اشتباكات بين ميليشيات “أحرار الشرقية و جيش الشرقية” في حي رفعتية- مدينة جنديرس، ووقع تفجير في مدخل المدينة أمام محل المواطن “عبدو محمود” فأدى إلى جرح شخصين ووقوع أضرار مادية واستشهاد المواطن الكردي المسن “عزت خليل عثمان” في اليوم التالي، متأثراً بجراحه، وهو من أهالي قرية “جقلا وسطاني” ومقيم في جنديرس.
– بتاريخ 16-02-2021م، اعتدى المدعو “أبو شبلي” أحد متزعمي ميليشيات “فيلق الشام” بمدينة جنديرس على الطبيب أحمد سليمان من أهالي قرية گوركا بالضرب المبرح والشتائم، وسط شارع المحلات الصناعية، رغم أنه متعاون مع سلطات الاحتلال ولم تشفع له صرخاته بالصداقة مع الاستخبارات التركية وميليشيات أخرى.
– مساء 16-02-2021م، تم تفجير سيارة جيب بعبوة ناسفة في حي المحمودية بعفرين، أدى إلى إصابة شخص ووقوع أضرار مادية.
– بتاريخ 17-02-2021م، تم استهداف مناطق الشهباء (مخيم سردم، قرية تل قراح، كشتعار، أبين…) المكتظة بمُهجَؤي عفرين، بقذائف عديدة، من قبل الجيش التركي ومرتزقته.
– مساء 17-02-2021م، سقطت عدة قذائف صاروخية على مدنية عفرين، أصابت مباني في محيط المربع الأمني حول مشفى آفرين سابقاً، وأوقعت أضرار مادية وأكثر من عشرة جرحى، وشكَّلت حالة من الفزع بين السكان.
ومن جهةٍ أخرى، وفي إطار نشر ثقافة دينية – عثمانية وإخوانية، بتاريخ 17-02-2021م، وتحت إشراف “دائرة الإفتاء والأوقاف والشؤون الدينية في عفرين” أقام “المكتب الدعوي” بالمدينة حفلاً لتخريج وتكريم عددٍ من طلاب أتموا “دورة شاملة في علم المواريث” ونالوا إجازات على المذاهب الإسلامية الأربعة أو على إحداها.
ألم ترى السيدة كارلوتا گال أثناء زيارتها لعفرين أشجار زيتون مقطوعة؟ ومدارس تحولت إلى ثكنات عسكرية؟ وسكان المدينة من الكُرد لا يشكلون 20% بينما كانوا 95%؟ محلات ومنازل وممتلكات مستولى عليها ومنزوعة من أصحابها؟ وكيف تغيرت أسماء المدارس والساحات من الكردية إلى التركية والعربية؟ ألم تلاحظ غياب تمثال “كاوا الحداد” الرمز الكردي الشهير؟… لا يمكن لصاحب ضمير أن يتغاضى عما وقع ولا يزال في عفرين المحتلة.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]