$عفرين تحت الاحتلال (138): انتهاكات وجرائم في “تل سلور”، اختطاف واعتقالات ونقل إلى تركيا، تفجيرات واشتباكات وقصف “تل رفعت”، نموذج قرية استيطانية$
مدرسة “إمام خطيب” في جنديرس.
في الوقت الذي تعاني فيه منطقة عفرين المحتلة من تدني المستوى التعليمي، تشهد الحركة الدينية فيها نشاطاً محموماً من قبل منظمات مرتبطة بحزب العدالة والتنمية التركي والإخوان المسلمين و”وقف ديانت” التابع لأردوغان مباشرةً، من جملته افتتاح مدرسة إمام خطيب في جنديرس بداية شهر آذار الماضي، حيث أن الأنشطة الدينية المتشددة تستهدف الأطفال والشباب بشكلٍ خاص، إلى جانب استمرار الانتهاكات والجرائم المختلفة، نذكر منها:
= قرية تل سلور- جنديرس:
– موقعها الجغرافي وديمغرافيتها:
إحدى القرى الجميلة التي تُحاذي نهر #عفرين# وتتميز ببساتينها المثمرة المتنوعة ومياهها الغزيرة وينابيعها الكثيرة، وهي تقع على بعد -4-كم جنوبي ناحية جنديرس وتتبعها إدارياً ومتاخمة لحدود محافظة إدلب من الشمال، وتعتبر من القرى السياحية الأولى – خمسينات وستينات القرن الماضي – في منطقة عفرين؛ تتألف من حوالي-80- منزلاً، تقريباً نصفها من الكُرد والنصف الآخر من المكون العربي (الذين سكنوها منذ نهاية الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي إثر تطبيق قانون الإصلاح الزراعي). وموقعها الجغرافي جعلها في مرمى أسلحة الميليشيات الإسلامية المتطرفة (داعش، جبهة النصرة وأخواتها)، لذلك تعرضت منذ 2012م لعدة هجمات بمختلف أنواع الأسلحة.
– التغيير الديموغرافي:
هجر معظم سكانها إثر اجتياحها بداية آذار 2018م، وعاد منهم حوالي -67- عائلة، أما البقية لم يستطيعوا العودة خوفاً من التنكيل بهم، حيث أن معظم المُهجَّرين قسراً من العوائل الكردية، وقد تم توطين حوالي -40- عائلة من المستقدمين في منازلهم وفي بعض منازل عوائل موجودة في القرية أو تم اختطافهم، وكذلك في خيم متفرقة على أطراف القرية.
واتخذت ميليشيات “أحرار الشام” المسيطرة على القرية من مزرعة المواطن الملقب ب”أبو رافي” وهو عربي من أهالي كفرتخاريم – إدلب ومقيم في جنديرس، ومنزل المواطن “محمد سليمان بن كمال”، مقرّين لها؛ أما مزرعة المواطن الملقب ب”أبو سمير” من أهالي قرية “كفردلي فوقاني” والمقيم في مدينة عفرين أصبحت مقراً عسكرياً للجيش التركي.
– الأضرار والسرقات:
تم تدمير منزل “محمد رشيد رشو” بالكامل وثلاثة منازل أخرى بشكل جزئي جراء القصف، وكذلك تدمير فيلا المحامي المرحوم “رياض اليازجي” بتفجيره بعبوة ناسفة بعد الاجتياح بحجة أنها كانت مقراً لوحدات حماية المرأة YPJ.
وقامت الميليشيات بعد اجتياح القرية وقبل عودة الأهالي بسرقة محتويات معظم المنازل وخاصة تلك العائدة للكُرد، من مؤن وأواني نحاسية وأدوات كهربائية وشبكات الطاقة الشمسية ودراجات نارية، وعدة سيارات “تكسي وبك آب” عنوةً أمام أنظار الأهالي. وكذلك تكسير أواني وأدوات المنزلية الزجاجية للعديد من منازل القرية.
– الضحايا الشهداء وجرحى القصف:
استشهاد الأرملة “سوسن سليمان بنت جميل -45- عاماً” وإصابة ابنها القاصر “محمد علي بن عصمت” وكذلك ابنة شقيقها بجروح جراء سقوط قذيفة على منزل والدها الكائن بالقرية، وهناك ثلاثة شهداء آخرين كانوا ضمن مقاومة عفرين.
– الاختطاف والاعتقال التعسفي:
بعد وصول العائدين إلى منازلهم مباشرة في آذار 2018م، قامت ميليشيات “أحرار الشام” والاستخبارات التركية باحتجاز معظمهم في المسجد، واعتقال عددٍ منهم (محمد رشو -50- عاماً، أسعد منان-65- عاماً، عزاوي خضر -60-عاماً، فوزي كمال -48-عاماً، رسول عيشو بن نجاة -38- عاماً، دلشاد محمد بن فوزي -17- عاماً، أحمد سليمان بن محمد -53-عاماً، محمد علي بن أدهم -53-عاماً، سمير محمد فايق -32-عاماً، رشيد عيشو بن صبحي-54- عاماً، زينب فايق حوالي -30-عاماً، جيهان جوبري بنت أحمد -35-عاماً، لقمان محمد بن كمال -38- عاماً، حسين رشو بن إبراهيم -55- عاماً، أولاد محمد نور، محمد شحادة بن أحمد -25- عاماً من المكون العربي…. )، إذ تعرضوا للتعذيب والتحقيق، وأُفرج عن معظمهم (منهم بعد ساعات والبعض بعد عدة أيام وآخرين بعد شهور أو سنين)، بعضهم باتوا مرضى طريحي الفراش من شدة التعذيب ك”رسول عيشو” الذي اضطر بعد شفائه للخروج مع أسرته من عفرين هاربين إلى مدينة الحسكة خوفاً من تكرار الاعتقال. وقد تم نفي “محمد علي بن أدهم” مع إحدى زوجاته من عفرين بعد الإفراج عنه، وتم الاستيلاء على منزله وسيارته أيضاً. أما “جيهان أحمد جوبري” فأرسلت إلى سجون تركيا ولا يزال مصيرها مجهولاً. وأما “لقمان محمد و سمير محمد و محمد شحادة” فظلوا مجهولي المصير إلى أن تم نقلهم إلى سجن ماراتِه، حيث تبين أنهم كانوا مخفيين قسراً في سجن الراعي- الباب السيء الصيت، وقد أُطلق سراح “سمير محمد” منذ ثلاثة أشهر و “محمد شحادة” منذ شهر و “لقمان محمد” لم يفرج عنه بعد، وكانت الميليشيات قد طردت أسرته من منزلها وأسكنت عائلة مسلح فيه واستولت على نصف انتاج حقل زيتون عائد له.
= اختطاف واعتقالات تعسفية:
اختطف المواطن “عبدو معمو بن بشير -37- عاماً” صاحب “مخزن بشير للمواد الغذائية”- مقابل البريد في مدينة عفرين، واحتجز في ظروف قاسية لحوالي أربعة أشهر من قبل ميليشيات “أحرار الشرقية” التي سلمته إلى الشرطة العسكرية، حيث أطلقت الأخيرة سراحه منذ أسبوعين بعد دفع فدية -2500- دولار. وكان قد اختطف مرةً سابقة بداية شهر تشرين الثاني 2018م، ولم يفرج عنه إلاّ بعد دفع فدية كبيرة.
واعتقلت سلطات الاحتلال:
– المواطن “حسين حنان رشيد -60- عاماً” من أهالي قرية “حاج خليل”- راجو، بتاريخ 26-03-2021م، بتهمة (العمل في لجنة المصالحة أثناء الإدارة الذاتية السابقة)، ونقله من راجو إلى سجن ماراتِه في عفرين.
– المواطن “محمد مصطفى محمد -60- عاماً” متقاعد من شركة الكهرباء ومن أهالي قرية “چنچلي”- راجو، حيث نزح مع أسرته إلى حلب منذ حوالي ثلاثة أشهر بغاية حماية نجله الشاب وتزويجه، وبعد عودته بيوم عبر طرق التهريب إلى عفرين، اعتقل من منزله بحي الأشرفية، ولا يزال مجهول المصير.
– المواطن “حسين عارف حسن -26- عاماً” من أهالي قرية كمروك- مابتا-معبطلي، بتاريخ 24-03-2021م، من قبل الحاجز الأمني في مفرق قرية قيبار- مدخل عفرين، وهو الذي اعتقل مع -12- مواطناً من أبناء “كمروك” في 18-03-2018م واخفوا قسراً مدة -57- يوماً في سجن الراعي من قبل سلطات الاحتلال. ومن جهةٍ أخرى أفرجت عن المواطنيّن “أمين منان منان -52- عاماً و جميل محمد إبراهيم -48- عاماً” بتاريخ 7-03-2021م بعد تغريمهما ب -1- ألف ليرة تركية لكل واحد، اللذين اعتقلا بتاريخ 01-03-2021م بتهم ملفقة (المشاركة في الحراسة الليلية).
– المواطنيّن “رفاعي علي هورو -40- عاماً، خليل محمد سيدو-60- عاماً” من أهالي بلدة بعدينا بتاريخ 29-03-2021م، و”عابدين شيخموس موسى -51- عاماً” بتاريخ 01-04-2021م، بتهم (المشاركة في الحراسة أثناء الإدارة الذاتية السابقة بضع ساعات)، وهم محتجزون في سجن الشرطة العسكرية بمركز ناحية راجو.
– الشاب “إبراهيم إسماعيل بن تاج الدين-22- عاماً” من أهالي قرية “كوكانه”- مابتا-معبطلي، بتاريخ 17-03-2021م، من قبل الاستخبارات التركية ونقله إلى تركيا، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية، حيث اضطّر والداه “تاج الدين و فاطمة” للهجرة القسرية والهروب إلى مدينة حلب، بسبب الخوف من الاعتقال والاعتداءات مرةً أخرى، لأن “تاج الدين” قد ذاق التعذيب في عملية اعتقال سابقة، وهو الآن في إحدى مشافي حلب يعاني من المرض.
– المواطنين “رستم علي بن عزت -35- عاماً، أمير جمال بن جميل -25- عاماً، خليل أمير-27- عاماً، بهزاد عثمان بن صبحي-50- عاماً” من أهالي قرية داركير، بتاريخ 27-03-2021م، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، واقتيادهم إلى مركز الشرطة في معبطلي وتعذيبهم، ثم نقلهم إلى سجن ماراتِه بعفرين.
ومن جهةٍ أخرى اعتقل الأمن التركي -18- شاباً من أهالي قرية “جقلي جوميه”- جنديرس، منذ أكثر من شهر، في مدينة استنبول، أثناء تواجدهم معاً، وكذلك اعتقل الشقيقين الشابين “بريم و عنتر نبي موسو” بتاريخ 20-03-2021م، ولا يزال مصير الجميع مجهولاً. كما أفرجت تركيا عن الشابة “روجين عبدو” من نفس القرية منذ شهر، بعد مضي ستة أشهر على اعتقالها في استنبول.
= فوضى وفلتان:
– بتاريخ 27-03-2021م، وقعت اشتباكات دامية بين ميليشيات “فرقة القوات الخاصة” ومتزعمها عبد الله حلاوة الذي انشق سابقاً عن “فرقة الحمزات” وهي الآن ضمن “فيلق الشام”، وميليشيات من الحمزات، في قرية باسوطة، أدت إلى قتل وجرح عناصر منهما، واستنفار الطرفين في القرى المحيطة أيضاً، ونشر الرعب بيت الأهالي، ولا يزال التوتر بين الجانبين مستمراً، على خلفية التنازع على النفوذ والمنهوبات.
– ليلة 31-03-2021م، انفجار عبوة ناسفة بسيارة صالون “فان” في حي المحمودية بمدينة عفرين، وأدى إلى وقوع أضرار مادية، كما وقعت اشتباكات بين ميليشيات “فرقة السلطان مراد وحاجز ل “الشرطة العسكرية” في الحي، إثر خلافٍ على المخدرات حسب وسائل إعلام محلية.
تفجير سيارة بعبوة ناسفة في شارع فرعي مقابل الفيلات جنوباً بمدينة عفرين، -1-04-2021م
– صباح الخميس 01-04-2021م، انفجار عبوة ناسفة بسيارة “جيب” في شارع فرعي مقابل الفيلات جنوباً بمدينة عفرين، أدى إلى إصابة شخص بجروح بليغة.
= قصف تل رفعت:
ليلة 31-03-2021م، تسللت مجموعة من عناصر الميليشيات الموالية لتركيا إلى داخل بلدة تل رفعت التي يسيطر عليها الجيش السوري، وذلك من جهة مارع- أعزاز شمالاً، حيث كانوا حليقي اللحى ومتنكرين بلباس الجيش السوري؛ ولكن بعد أن تم كشف أمرهم وقتلهم، قامت قوات الاحتلال التركي وميليشياته باستهداف بلدة تل رفعت ومحيطها بعشرات القذائف لغاية ساعات الصباح، فأثارت رعباً كبيراً بين سكان البلدة الذين أغلبهم من مُهجَّري عفرين قسراً، ووقعت أضرار مادية.
= وأقدمت ميليشيات في بلدة ميدانكي منذ أربعة أيام على قطع -200- شجرة زيتون بشكلٍ كامل، وهي عائدة للأشقاء الثلاثة “حسني و صلاح و نوري حاجي محمد”، لأجل جمع الحطب وسرقته والإضرار المتعمد بالكُرد.
مشروع بناء، “نموذج قرية استيطانية” في جبل حج حسنا- جنديرس.
= وأعلن “المنتدى السوري” الذي يرأسه غسان هيتو الرئيس الأسبق لحكومة الائتلاف المؤقتة في موقعه الإلكتروني بتاريخ 02-04-2021 أن مؤسسة الإحسان للإغاثة والتنمية التي يرأسها براء الصمودي قد بدأت بتنفيذ مشروع بناء -247- وحدة سكنية بمساحة -40- متر مربع تتضمن حديقة منزلية -60- متر مربع لكل بيت في ناحية جنديرس؛ المشروع يهدف لبناء نموذج قرية استيطانية في موقع جبلي بالقرب من قرية “حج حسنا”، بعد قطع الأشجار فيه، على خلفية محاولات أنقرة لتوطين قسمٍ كبير من اللاجئين والنازحين السوريين في المناطق الكردية المحتلة- شمال سوريا؛ ويذكر أن “المنتدى، الإحسان” منظمتان متعاونتان وعلى علاقة وثيقة بالسلطات التركية ولهما مكاتب في تركيا.
إن سلطات الاحتلال التركي، علاوةً على ممارسة سياسات عدائية ضد الكُرد، لم تقوم بمسؤولياتها في ضمان النظام والسلامة العامة ولم تُهيء الأجواء وتتخذ الإجراءات الكفيلة لعودة طوعية آمنة وكريمة للنازحين من المنطقة جراء العدوان عليها في الربع الأول من عام 2018م.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]