عفرين تحت الاحتلال (162): بلدة “بعدينا” خسائر كبيرة وتغيير ديمغرافي، اعتقالات تعسفية، فوضى السلاح والسيطرة، سرقة أنابيب لضخ مياه الشرب
في زيارةٍ له مؤخراً إلى بلدة “شرّا/شرّان”، اجتمع “عبد الرحمن مصطفى – رئيس الحكومة المؤقتة الموالية لتركيا” وبجانبه “وزيرٌ كردي” مع بعض العائلات العائدة إلى ديارها، في محاولةٍ لتجميل الأوضاع وتلميع وجه الميليشيات، وهو يتناسى الانتهاكات والجرائم المرتكبة ولا تزال بحق سكّان المنطقة الأصليين وتلك الأتاوى التي تُفرض على العائدين الجدد، ومنهم من يعتقل ويدفع غرامات مالية بحجة “تسوية الوضع”.
فيما يلي جزء من الحقائق والوقائع:
= بلدة “بعدينا- Beʼidîna“:
تقع شمال غرب مدينة عفرين وتبعد عنها ب/20/ كم، مؤلفة من /800/ منزل، وكان فيها حوالي /3500/ نسمة سكّان كُرد أصليين، نزحوا جميعاً إبّان العدوان عليها، وعاد منهم حوالي /400 عائلة= 1500 نسمة/ والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين حوالي /400 عائلة= ألفي نسمة/ من المستقدمين فيها.
بسبب القصف المتواصل على القرية أثناء الحرب، تم تدمير المخبز الآلي للمواطن “حسن حيدر حبش” و /24/ منزلاً بشكلٍ كامل ل”محمد حسن حبش، محمد حسين عليكو، محمد حسن شعبان، محمد عبدو فاته سني، المرحوم خليل حيدر حبش، حنان حيدر حبش، مراد عمر مراد، حبش بكر حبش، صلاح محمد جرجي، المرحوم حسن محمد فاته سني، المرحوم حسين حيدر حسين، المرحوم عارف حيدر حسين، زهير حنان عثمان، فاروق حنان عثمان، جميل عارف عثمان، حسن خليل علكلوك، عثمان محمد عثمان، نشأت خليل ده دو، حميد شكري مصطفى، يوسف كيال كيبار، المرحوم عزب عابدين ده دو، حسين منان إبراهيم، خليل محمد جعفر، المرحوم حميد خليل محمد”، ، وما يقارب /140/ منزلاً بشكلٍ جزئي.
احتلّت البلدة في 13-03-2018م، بعد أن قُصفت بصواريخ الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة من قبل الجيش التركي لأكثر من أسبوع، ومقاومة بطولية من المقاتلين والمقاتلات الكُرد، حيث بقيت جثامين /14/ شهيداً منهم مرميةً في شوارع البلدة القديمة لأكثر من /40/ يوماً، وهناك من بقي تحت الأنقاض، لتتفسخ أمام الأعين، دون أن يجرؤ الأهالي على دفنها، إلى أن قامت سلطات الاحتلال بانتشالها ودفن إثنين منها ضمن البلدة والبقية في مقبرةٍ جماعية بوادي “النشاب” على طريق بلدة راجو القريبة.
وبُعيد اجتياحها، سرقت ميليشيات “لواء المنتصر بالله” الذي يتزعمه المدعو “فراس باشا” و “لواء السلطان محمد الفاتح” الذي يتزعمه المدعو “دوغان سليمان” و “اللواء 112” الذي يتزعمه المدعو “عبد الكريم جمال قسوم” معظم الأواني النحاسية وأسطوانات الغاز وتجهيزات الطاقة الكهرضوئية وشاشات التلفاز وبرادات وغسالات وزيت الزيتون وغيره من منازل القرية، ومحتويات محلات بقالة وكهربائيات، ومحتويات “مركز بعدينا للثقافة والشباب و مكتب حزب الوحدة (يكيتي)”، بالإضافة إلى كامل أثاث حوالي /275/ منزل مستولى عليه. وكذلك مجموعة التوليد الكهربائية وتجهيزات مضخات كازية “رشيد حسن ده دو”، وكوابل وأعمدة شبكة الهاتف الأرضي وتجهيزات مركزه والكبل الضوئي الرئيسي (9كم) بدءًا من طريق راجو، مروراً بالبلدة وقرية “دُمليا”، وصولاً إلى قرية “معملا”، بغية تدمير البنية التحتية للشبكة، بالإضافة إلى سرقة /2/ ترانس ومعظم كوابل شبكة الكهرباء العامة وتجهيزات إنارة الشوارع وكوابلها، وكامل شبكتي أنترنت ل”أحمد عارف ده دو، محمد حسين سيدو”، ومقتنيات المسجد من أواني نحاسية خاصّة بغسل الموتى وتجهيزات الطاقة الكهرضوئية وبعض أجهزة مضخمات الصوت، وسُرقت آلة عصر للزيتون (ديكنتر) من الحجم الكبير ل”المرحوم عزت عابدين ده دو”.
وتم تحويل مبنى البلدية إلى مخفر ل”الشرطة المدنية” ومبنى مركز الهاتف إلى مقرّ وسجن ل”اللواء 112″ ومركزاً للتحقيق مع المختطفين والمعتقلين وتعذيبهم، ومبنى المدرسة الفوقانية القديم إلى مقرّ عسكري ل”اللواء 112″.
كما سرقت ميليشيات مختلفة في البلدة ومدينة عفرين وُجْهَة النزوح الأولى /15/ سيارة (صالون كيا ل”عدنان محمد مصطفى”، فان هونداي ل”عابدين حيدر بيرم”، تكسي كيار ريو ل”رشيد حسين شعبان”، بك آب هونداي ل “مصطفى رشيد عثمان”، بك آب جمس ل”سيدو محمد إيبش”، فان كرنفال ل”محمد عبدو جرجي”، تكسي ل”رشيد إبراهيم حسبيرو”، تكسي ل”محمد حميد محمد”، بك آب هونداي ل”عمر بيرم علو”، بك آب هونداي ل”رفاعي علي هورو”، بك آب مازدا ل”حسين محمد محمد”، بك آب مغلق ل”مصطفى خليل إبراهيم”، بك آب هونداي “إدريس عارف محمد”، بك آب هونداي ل”لازكين حسن محمد”، بك آب دبل كبين ل”رشيد عثمان حنو”) و /8/ جرارات زراعية مع ملحقاتها ل”إدريس مصطفى فاته سني، مصطفى عثمان جرجي، رشيد عثمان جرجي، عصمت رشيد مراد، أحمد حسن حبش، عارف محو حبش، حسين موسى حسبيرو، محمد حسن مصطفى” و /2/ باكر ل”محمد عبدو شعبان”- لم يتمكن من استرجاعهما رغم تشغيلهما في عفرين و”حوار كلس- أعزاز” من قبل المستولي عليهما المدعو “معتز رسلان- متزعم جيش النخبة”، بالإضافة لسيارات وجرارات أخرى استرجعت من قبل أصحابها بعد دفع أتاوى مالية.
واستولى المتزعم “عبد الكريم قسوم- أبو جمال” على مبنى معصرة “حميد شكري مصطفى” وحوّله إلى مخبز آلي وعلى فيلا “عبدو خليل بري” لإسكان أسرته وعلى بناء طابقي لأولاد “المرحوم محمد خليل إبراهيم” لإسكان أُسر أشقائه وعلى دكّان ل”المرحوم محمد حمقافلو” لفتح محلّ للصرافة وعلى /5/ دكاكين ل”حسن حنان جعفر” لصالح أقربائه وعلى منزل “خليل بري” وتحويل جزءٍ منه إلى مركز لبيع المحروقات، أما نائبه المدعو “أسامة رحال- أبو حسن أوباما” فقد استولى على كازية “رشيد ده دو” وحوّلها إلى مستودع ومركز لبيع الحطب الذي يجمعه من قطع أشجار حراجية ومن قطع جائر لأشجار الزيتون، وعلى منزل ل”المرحوم مصطفى نشأت مصطفى” لإسكان أسرته ودكاكينه أيضاً، وعلى مبنى معصرة “المرحوم عمر فوزي حسن”، وعلى حوالي /7/ آلاف شجرة زيتون من أملاك أهالي قرية “خازيانه”- مابتا/معبطلي القريبة ومحيطها، إذ يُشغل رجال من أهالي “بعدينا” وجرارتهم في خدمتها بالسخرة دون دفع الأجور.
واستولت ميليشيات “اللواء 112″ على (/200/ شجرة زيتون ل”المرحوم علي رشيد علي”، /150/ شجرة ل”حسين مراد حبش”، /90/ شجرة ل”محمد حبش حبش”، /100/ شجرة ل”خليل عبد الله”، /80/ شجرة ل”المرحوم حسين عثمان حجي”)، وعلى مبنى مدجنة المرحوم “مصطفى عبدو جعفر”، لتحوِّله إلى اسطبل ل/400/ رأس غنم، تسرح بها بين حقول الزيتون للرعي بشكلٍ جائر، دون أن يجرؤ أحدٌ من الأهالي على المنع أو الشكوى.
وقطعت أشجار حراجية عديدة، علاوةً على كامل غابة مزار “بئر بلنك” شمالي البلدة، التي كانت تضم أشجار معمّرة وبمثابة مصيف للأهالي وللاحتفاء بمناسبات دينية، إلى جانب إضرام نيران في جبال (كنحفتار، تاقا زيرا، حني عبده، ياغمور دده) المطلّة على البلدة في حزيران 2019م.
كما أنها استولت على محطة ضخ مياه الشرب في البلدة، ومددت أنبوباً إلى قرية “دمليا” المجاورة، لتبيع المياه من مصدرين بسعر /3500/ ل.س عن الصهريج الواحد (15 برميل)، بالإضافة إلى فرض /7500/ ل.س (باسم المصاريف) على كل عائلة كردية دون المستقدمين كلّ فترة، رغم أن “جمعية بهار الإغاثية” كانت تؤمن المحروقات لمجموعة التوليد، لكنها حالياً متوقفة بسبب إحجام الجمعية عن الدعم؛ واستولت أيضاً على مجموعة ضخ وبئر مياه الشرب قرب مفرق البلدة والعائد ل”صبحي بيرم خالد- من أهالي قرية قوبيه”.
وفي سهول “كتخ- دروميه” تُوَجِّه ميليشيات “لواء محمد الفاتح” أصحاب المواشي لرعي قطعانهم بين حقول الزيتون، خاصةً في فصل الربيع، مقابل تحصيل مبالغ مالية، وإن أضرّ ذلك بالأشجار، كما تفرض على أصحابها من أهالي “بعدينا” أتاوى من انتاج الزيتون لقاء السماح لهم بقطافه ونقله لمعاصر بلدتهم.
وحفرت في حقولٍ للزيتون بالقرب من موقع “صهريج شعبو” عائدة ل”محمد حسن مصطفى، حسن محمد شعبان، المرحوم صبحي خليل حسين” بالجرافة لتقلع عددٍ من الأشجار، بالإضافة لاستخدام أجهزة الكشف عن الألغام بين الأراضي في الموقع، بحثاً عن الآثار والكنوز وسرقتها.
وتعرّض المتبقون في البلدة من الأهالي لمختلف صنوف الانتهاكات، من سرقات واختطاف واعتقالات تعسفية ترافقاً بالإهانات والتعذيب والابتزاز المادي وغيره؛ هناك من اختطف وعُذِّب وهُدد بالقتل وأطلق سراحه مقابل فدية مالية، ومن قُتل فعلاً مثل المواطن “أصلان بيرم سينو- مواليد 1973م” الذي اختطف بتاريخ 25-10-2018م، وأبلغت ميليشيات “فرقة المنتصر بالله” في أواسط أيار 2019م ذويه عن وفاته دون تسليم جثمانه؛ ومن لازال مصيره مجهولاً مثل “إبراهيم خليل عبدو بن محمد /44/ عاماً” منذ اختطافه في 03-05-2019م؛ وكان بين المختطفين مسنّون وأطباء. كما اعتقل المئات من أبناء البلدة تعسفياً، بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، بينهم نساء ومسنّون، ومنهم لأكثر من مرّة، مع السجن والغرامات المالية، وهناك من اعتقل في تركيا أثناء إقامته فيها؛ حيث أطلق سراح الشقيقين “حسين و أنور محمد محمد” بتاريخ 28-12-2020م بعد إخفاءٍ قسري وسجن لأكثر من عامين ونصف، بينما لايزال الشقيقان “خليل /38/ عاماً و بكر /30/ عاماً ابني عابدين حبش” مخفيان قسراً في سجن الراعي- الباب منذ 23-09-2018م.
وأثناء العدوان على البلدة، استشهد المسنّان “حميد خليل محمد /80/ عاماً بتاريخ 01-03-2018م تحت أنقاض منزله، جميل حيدر إبراهيم /75/ عاماً بتاريخ 11-03-2018م لحظة تصديه للغزاة بسلاحه الفردي”، بالإضافة لجرح مدنيين آخرين.
وفي سياق نشر الثقافة الجهادية والعثمانية الجديدة وضبط عمل أئمة وخطباء المساجد وتوظيف الدين في السياسة والأعمال العسكرية، في شباط 2020م، طُرد الشيخ الكردي “عبد الرحمن راموسه” من إمامة وخدمة مسجد البلدة والذي أمضى فيها أكثر من /20/ سنة، وعُيّن بدلاً عنه إمامٌ آخر من المستقدمين، وتم تأسيس “مجمع الإمام النووي للعلوم الشرعية والعربية- فرع بعدنلي” في أيلول 2020م بإدارة “الشيخ عصري إبراهيم”، ليرتاده حوالي مئتي طفل، معظمهم من المستقدمين.
= اعتقالات تعسفية:
– بتاريخ 03-09-2021م، اعتقل الشاب “محمد حمزة” من أهالي بلدة بعدينا، من قبل حاجز الشرطة العسكرية في مدخل المحمودية لمدينة عفرين، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وأُفرج عنه في 08-09-2021م، بعد فرض غرامة مالية عليه.
– بتاريخ 06-09-2021م، اعتقلت “الشرطة العسكرية- جنديرس” بالتعاون مع ميليشيات “فيلق الشام” المواطنين “رشيد عمر بنفشة /30/ عاماً، الشقيقان حسن /48/ عاماً و كنجو /28/ عاماً ابني صبحي كنجو، جيرو مصطفى جيرو” من أهالي بلدة “جلمة”- جنديرس، حيث أفرجت عن الأخير بنفس اليوم واقتادت البقية إلى سجن ماراتِه- عفرين؛ وكانت قد اعتقلت في 1/9/2021م المواطن “حنان سيفو بن عبد الرحمن /28/ عاماً” من نفس البلدة، ولا يزال مصيره مجهولاً.
– بتاريخ 06-09-2021م، اعتقلت ميليشيات “الشرطة العسكرية” المواطن “محمد وقفي مراد /33/ عاماً” من أهالي بلدة “كفرصفرة”- جنديرس، العائد من حلب مؤخراً، فتعرّض للتعذيب والابتزاز المادي، ولا يزال مصيره مجهولاً.
= فوضى وفلتان:
– صباح الأحد 05-09-2021م، تم تفجير سيارة جيب سانتافيه بعبوةٍ ناسفة أمام محل لبيع المحروقات في حي الأشرفية بمدنية عفرين، فأدى إلى اندلاع حريقٍ هائل ووقوع أضرار مادية، ومقتل رجل (“كمال سعيد جواد” قيادي في الجبهة الشامية، وفق وسائل إعلام محلية) وامرأة وجرح ثلاثة آخرين- حسب “الدفاع المدني في عفرين”.
– وفي إطار التنازع على نطاقات النفوذ، منذ أسبوع، طردت ميليشيات “الجبهة الشامية” بقايا ميليشيات “فرقة الحمزات” المتقاتلة من قرى “خلنير، كفرشيل، بابليت، ماراتِه، كوندي مَزن، گازيه، كفردلي فوقاني”- عفرين وسيطرت عليها.
= انتهاكات متفرقة:
– بداية الشهر الجاري قامت الميليشيات بإخراج أنابيب الخط الرئيسي لضخ مياه الشرب من المحطة قرب موقع “قلعة النبي هوري” إلى قرى “قُرتا، قاشا، قسطل مقداد، شيخورز، عُكا، شرقيا وغيرها”- ناحية بلبل، وتجميعها في قرية “قسطل مقداد” ثم نقلها إلى مدينة أعزاز، وتُطلق إشاعات بأنها فُككت سابقاً من قبل الوحدات الكردية للتغطية على سرقاتها.
لقد أضحت “الحكومة المؤقتة والائتلاف السوري- الإخواني” أدوات بيد الاحتلال التركي في بسط نفوذه على مناطق عديدة في شمال سوريا، وخاصةً في تنفيذ السياسات العدائية ضد الكُرد ومناطقهم.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]