$عفرين تحت الاحتلال (174): قرية “خليلاكا”- تهجير قسري وشهداء مدنيين، وفاة مدني مخفي قسراً وخشية على حياة امرأتين$
إحدى أدوات الاحتلال التركي في التنكيل بأهالي منطقة عفرين هي تلك المحاكم الصورية التي تُعقد وتقرّ أحكام جائرة بحق أبنائها، والتي تفتقد لأدنى شروط العدالة، تستند في أحكامها لقانون العقوبات السوري الذي يعطي مجالاً واسعاً لمقاضاة المتهمين على خلفيات سياسية، وتُغرّم بالليرة التركية؛ وتقودها الاستخبارات التركية بشكلٍ مباشر.
فيما يلي وقائع وحقائق أخرى:
= قرية “خليلاكا- Xelîlaka“:
تتبع ناحية بلبل وتبعد عن مركزها ب /18/كم، مؤلفة من حوالي /280/ منزلاً، كان فيها حوالي /1700/ نسمة سكّان كُرد أصليين، نزح معظمهم إبّان العدوان على المنطقة، وعاد منهم حوالي /80 عائلة= 250 نسمة/ فقط، والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين أكثر من /200 عائلة= 1200 نسمة/ من المستقدمين فيها. وقد تهدّم منزل “زكريا حسين سليمان” نتيجة انفجار ألغام أرضية فيه.
تُسيطر على القرية ميليشيات “فرقة السلطان مراد” وتتخذ من منزلي المواطنين “محمد درويش، جميل شيخو” مقرّين عسكريين وسجناً، وتستولي على مئتي منزل للمهجَّرين قسراً بعد سرقة كافة محتوياتها من مفروشات وأدوات وتجهيزات ومؤن وغيرها، وسرقت من باقي المنازل أواني نحاسية وأدوات كهربائية وأسطوانات الغاز وغيرها، وكذلك آلات مكبس البلوك الاسمنتي ل”موسى بلال” وسيارة ل”شعبان معمو” الذي استعادها بعد دفع إتاوة مالية، و/40/ دراجة نارية، ومحوّلة وكوابل شبكة الكهرباء العامة وقسمٍ من عواميدها.
كما استولت على كافة أملاك المهجَّرين قسراً والتي تُقدّر ب/40/ ألف شجرة من زيتون ولوز وعنب وغيره، منها ل”حسين حسن، كولين حسن، محمد إبراهيم، عائلة كجله، محمد عمر، عبد المجيد محمد، عائلة ݘعنو، عائلة حسكو”، ولا تقبل الوكالات، وتفرض إتاوة 10% على انتاج المواسم.
كما قطعت ولا تزال الآلاف من أشجار الزيتون بشكلٍ جائر والغابات الطبيعية المطلّة على القرية في جبل هاوار وكامل أشجار مزار “أوسب سيار”، بغية التحطيب وصناعة الفحم والاتجار به، حيث هناك /10/ مواقد في القرية.
وحفرت محيط المزار والتل المجاور له بالآليات الثقيلة بحثاً عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها.
وبسبب سرقة بعض أجزاء محطة ضخ المياه الخاصة بقريتي “خليلاكا” و “قوتا” المجاورة وعدم توفر المحروقات توقفت عن الخدمة، ويتم تأمين مياه الشرب بالصهاريج وبأسعار باهظة.
هذا وتعرّض أهالي القرية المتبقين لمختلف صنوف الانتهاكات والجرائم، من قتل واختطاف واعتقال تعسفي وتعذيب وإهانات وابتزاز مادي وسرقات وغيرها؛ حيث وقع منهم شهداء مدنيين، وهم:
– أحمد إبراهيم بن محمد /55/ عاماً، بتاريخ 27-06-2018، إثر وقوع تفجير وسط مدينة عفرين.
– جميل أحمد بكر /35/ عاماً، بتاريخ 20-01-2019م، إثر تفجير حافلة وسط مدينة عفرين.
– محمد إبراهيم بن إبراهيم /50/ عاماً، بتاريخ 19-05-2019، بعد أن أُصيب بأمراض عديدة نتيجة تعرضه لتعذيب شديد إثر عملية سطو مسلح استهدفته بتاريخ 14-06-2018، أثناء نقله لحملٍ من محصول ورق العنب بسيارته السوزوكي، حيث سُلبت منه سيارته وما معه من أموال.
وكانت سلطات الاحتلال (الاستخبارات التركية والحاجز المسلّح في مفرق قرية حسنديرا- بلبل) قد اعتقلت الشاب “حمزة شعبان إبراهيم – مواليد 1992م” وشقيقته “آسيا من مواليد 2002م” من أهالي القرية أثناء عودتهما إليها بتاريخ 23-03-2018م، وأُخفيا قسراً؛ إذ أكّد مصدر شاهد مُفرج عنه من سجن بلدة الراعي أن صحة “حمزة” قد تدهورت وهمد جسده في السجن نتيجة التعذيب والظروف القاسية وتم نقله ببطانية، ولم يعرف بعد ذلك عنه شيئاً، بينما “الهيئة القانونية الكردية بتاريخ 20-05-2018م” و “منظمة حقوق الإنسان في عفرين بتاريخ 25-05-2018م” أكّدتا فقدانه لحياته داخل السجن، ولكن والداه المقيمان في القرية لم يتلقيا أي إبلاغ رسمي ولم يُعلنا وفاته؛ ولا يزال مصير “آسيا” مجهولاً.
= وفاة مدني مخفي قسراً في سجن الراعي:
بتاريخ 27-11-2021م، أبلغت سلطات الاحتلال التركي ذوي المواطن “سليمان نوري نعمان من مواليد عام 1971م- قرية بوزيكِه- عفرين، أب لأربعة أولاد”، بوفاته في سجن الراعي السيء الصيت، وقامت بحضور “النائب العام والقاضي” في مشفى بلدة الراعي بتسليم جثمان المغدور لقريبين له حضرا في اليوم التالي، وقد وري جثمانه الثرى في مقبرة قريته؛ حيث اعتقل في 24-06-2019م من قبل “الاستخبارات التركية واستخبارات الشرطة في أعزاز ” وأخفي قسراً وتعرّض للتعذيب والمعاملة القاسية ولظروف صعبة وغير صحية، دون زيارات أو تواصل مع ذويه سوى اتصالات هاتفية قصيرة معدودة. علماً أنه سبق واحتجز في عفرين مدة شهر بداية صيف 2018م وأطلق سراحه.
تم توجيه التُهم إلى المغدور “سليمان” وثلاث نساء اعتقلن معه (ابنة عمه المسنة مولودة نعمان نعمان من مواليد عام 1956م- قرية “بوزيكه” والتي توفيت في سجن الراعي بتاريخ 30-05-2021م نتيجة التعذيب والظروف القاسية، فيدان بلال بنت عبد الرحمن من مواليد عام 1999م- قرية “قده/المرتفعة” بناحية راجو، وصال حنان بنت حنان أمين من مواليد 1986م- عفرين)، حيث بعد ما يقارب الستة أشهر من الإخفاء القسري أُحيلوا من قبل “النيابة العامة في أعزاز” بتاريخ 17-12-2019م إلى “قاضي التحقيق محمد وليد جبران” الذي طالب في قراره الصادر بتاريخ 18-02-2020م بمحاكمة الأربعة أمام “محكمة الجنايات” بجرائم “القيام بأعمال إرهابية بقصد إيجاد حالة ذعر باستخدام المتفجرات والتجنيد في صفوف العدو ومؤازرته على فوز قواته وإضعاف الشعور الوطني وإيهان نفسية الأمة زمن الحرب والقتل العمد سنداً لأحكام المواد /263-265-285-304-533/ من قانون العقوبات السوري والتي تشمل عقوبة الإعدام”، وقرر منع محاكمة معتقل آخر في الدعوى ذاتها.
وقد أفاد محاميٌ مطلِّع على قضية المعتقلين الأربعة أن المحاكمة التي أُجريت لهم صورية وتفتقد لأدنى شروط وإجراءات المحاكمة السليمة والعادلة، حيث انتزعت إفادات المعتقلين في ظروف الإخفاء القسري الطويل وتحت التعذيب، وهي محبوكة كمسرحية تتطابق فيها النصوص مع بعضها تماماً، والأنكى من ذلك أن محاضر الاستجواب أمام “قاضي التحقيق” تتطابق مع الإفادات المدوّنة لدى “الاستخبارات” تماماً، ودون أن تكون المحاكمة علانية أو يتمكن المعتقلون من توكيل محامين عنهم، حيث تمت بحضور محامي مسخَّر، ووجهت ذات التُهم الجائرة إلى الأربعة.
هذا ولم نتمكن من معرفة سبب الوفاة (الإعدام شنقاً أم نتيجة الأمراض التي أصابته تحت التعذيب والظروف القاسية)، وهناك خشية من أن تلقى كل من “فيدان بلال، وصال حنان” ذات مصير المغدور “سليمان”، حيث أنّهما محتجزتان قسراً في ذات السجن السيء الصيت ودون أي تواصل مع ذويهما.
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال:
– منذ ثلاثة أشهر تقريباً، المواطن “هوريك صبري ترّاش /61/ عاماً” من أهالي قرية “كؤورا”- راجو، وأطلقت سراحه بتاريخ 30-11-2021م، بعد فرض غرامة مالية عليه.
– منذ شهر تقريباً، اعتقلت المواطنة “دلشان صلاح خلفان” من أهالي قرية “كؤورا”- راجو، من منزلها في مدينة عفرين، وأُطلق سراحها بتاريخ 30-11-2021م.
– بتاريخ 12-11-2021م، المواطن “سربست عكاش بريم” من أهالي قرية “معملا”- راجو، ولا يزال مجهول المصير.
– منذ عشرة أيام، المواطنين “عبد الحنان محمد جعفر /54/ عاماً، مصطفى محمد سيدو /55/ عاماً” من أهالي قرية “قوتا”- بلبل، بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وأطلقت سراحهما منذ ثلاثة أيام.
– بتاريخ 27/11/2021م، المواطن “هجار محمد كولين /25/ عاماً” من أهالي بلدة “بعدينا”- راجو، من قبل الشرطة العسكرية، ولا يزال قيد الاحتجاز التعسفي.
– منذ خمسة أيام، المواطن “محمد نوري قدمو /34/ عاماً” من أهالي بلدة بلبل، أثناء نقله طلاب مدارس إلى قرية “كوتانا” بحافلته، وهو الذي عاد من حلب وجهة نزوحه منذ شهرين، ولم يتم تسليم منزله المستولى عليه له، فاضطّر مع زوجته للسكن لدى أقربائه في قرية “زعرِه”، وأُطلق سراحه أول أمس الخميس.
– بتاريخ 1/12/2021م، المواطن “ولات علي عبو /38/ عاماً”، من أهالي قرية “كاخريه”- مابتا/معبطلي، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال مجهول المصير.
– بتاريخ 1/12/2021م، المواطنين “عبد الرحمن برمجة /57/ عاماً، عبد الله خليل مراد /53/ عاماً، شامران خليل حاج عبدو /26/ عاماً” من أهالي بلدة “كفرصفرة”- جنديرس، من قبل “الشرطة العسكرية في جنديرس”، ولا يزالوا قيد الاحتجاز التعسفي.
– بتاريخ 02-12-2021م، الشابة “روهات نور الدين إيبو /22/ عاماً” من أهالي قرية “كُرزيليه”- شيروا، من قبل الحاجز المسلح في مدخل عفرين – كفرجنة، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، أثناء عودتها من العمل.
هذا، وبتاريخ 02-12-2021م، أطلقت سلطات الاحتلال سراح “الدكتور المهندس محمد فهمي عبدو بن نبي /63/ عاماً- قرية خرابة شرّا” من سجن ماراتٍه بعفرين، الذي اعتقل في 07-04-2020م وحُكم عليه في 01-03-2021م بالسجن ثلاث سنوات وغرامة مالية /7/ آلاف ليرة تركية ومصادرة مجبل الاسمنت العائد له مع الآليات ومصادرة هاتفه، بتهمة “إضعاف الشعور القومي وإيقاظ النعرات العنصرية والمذهبية زمن الحرب” بما يشبه تماماً أحكام “قضاء أمن الدولة” سابقاً في دمشق بحق النشطاء والسياسيين الكُرد، علماً أن “النائب العام في عفرين” كان قد قرر إخلاء سبيله بتاريخ 17-06-2020م ولكن دون أن يُنفذ القرار بتوجيهاتٍ من الاستخبارات التركية مع الاستمرار في حبسه وتلفيق تهم باطلة وتحريك الدعوى ضده.
= فوضى وفلتان:
بتاريخ 29-11-2021م، وقعت اشتباكات بين بين مجموعتين من ميليشيات “الجبهة الشامية” و “فرقة السلطان مراد” في حي الأشرفية بعفرين، على خلفية التنازع للاستيلاء على منازل ومحلات عائدة لمواطنين مُهجَّرين قسراً.
= انتهاكات أخرى:
– فرضت ميليشيات “كتيبة سمرقند- لواء الوقاص” إتاوة /100/ صفيحة زيت زيتون (16 كغ صافي) على المواطن “بهاء الدين رشيد مراد /47/ عاماً” من أهالي بلدة “كفرصفرة”- جنديرس.
هناك المئات من المخفيين قسراً في سجون الاحتلال التركي وميليشياته، ينتظرهم أحباؤهم ويتلهفون لتلقي أخبار عنهم، بينما المجتمع الدولي صامتٌ حيال السياسات والممارسات العدائية ضد عفرين وأهاليها.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]