$عفرين تحت الاحتلال (252): جريمة “عوفة”، جسم سدّ ميدانكي سليم دون تحكم ومراقبة آلية، اعتقالات تعسفية، حرق منطقة حراجية، فوضى واعتداءات$
عشرات جرائم القتل العمد – موثقة من قبلنا – وقعت في المنطقة بحق أبناء أهالي #عفرين# المدنيين، بينهم نساء وكبار في السنّ، خلال سنوات الاحتلال الخمس وثلاثة أشهر، منها بدوافع عنصرية، دون إجراء تحقيقات شفافة ونزيهة ومحاكمات عادلة من قبل سلطات الاحتلال التركي، أغلبها سجّلت ضد مجهولين أو أنّ المجرمين قد أُفلتوا من المحاسبة والعقاب، في سياق سياسات وممارسات عدائية ممنهجة ضد الكُرد ومنطقتهم.
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= جريمة مقتل امرأة:
بعد شهرٍ من ارتكاب جريمة القتل العمد بحق المواطنة “عوفة شيخ أحمد بنت زعيم /37/ عاماً” من أهالي قرية “الشيخ”- راجو وإحراق منزلها وسرقة مصاغ ذهب ومبالغ مالية، في 12-06-2023م بمدينة عفرين، أطلق الجهاز “الأمني – القضائي” لسلطات الاحتلال في عفرين سراح المشتبه به والمتهم المقبوض عليه الوحيد المدعو “أبو سامر” من مستقدمي الغوطة – ريف /دمشق، وفي 11-07-2023م أقدم على اعتقال كلٍ من “مسعود” شقيق المغدورة و “حنيف حنان خليل” زوجها من أهالي قرية “قيبار” – عفرين، في محاولةٍ لحرف مسار التحقيق والضغط على ذوي المغدورة للتنازل عن قضيتهم وقبول الصلح مع الجناة، وفق تصريحاتٍ لوالدتها “زينت شيخ أحمد” وأحد أعمامها “أمين شيخ أحمد” بمقطعي فيديو منشورين مؤخراً، اللذين أكّدا على أن “مسعود” كان يعمل في حقل زيتون و “حنيف” في محله بالمنطقة الصناعية أثناء وقوع الجريمة، علماً أنّ المتهم “أبو سامر” مقيم مع أسرته في منزل مستولى عليه بذات بناء منزل المجنية عليها، وكان قد أطلق في وقتٍ سابق تهديدات لها ولزوجها.
يُذكر أن المجرم الذي أقدم على قتل المواطنين “عبد الرحمن شيخ أحمد بن بلال /36/ عاماً، حنان حنان بن حسين /34/ عاماً” من ذات القرية ومن أقرباء المغدورة “عوفة”، في 08-06-2019م، قرب مفرق بلدة معبطلي، على الطريق العام عفرين – راجو، هو من مستقدمي ريف دير الزور وعنصر من ميليشيات “أحرار الشرقية” ولا يزال في السجن دون إصدار حكم القصاص بحقه.
= سد ميدانكي (سد 17 نيسان):
أعلن “المجلس المحلي في عفرين” أنّ وفداً من الخبراء المتخصصين في مؤسسة التطوير والتعاون في الحكومة السويسرية ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أوتشا (OCHA)، برفقة مسؤولين في “الحكومة السورية المؤقتة”، في 12/13-7-2023م، قام بجولة تفقدية لسد بحيرة ميدانكي وعاينته وأكّد على سلامة جسم السدّ، وذلك بعد أن أصاب سطح جسم السد بتشققات نتيجة زلزال 6 شباط الماضي.
السدّ مشروع حيوي استراتيجي، تم تدشينه في عام 2004م، يبعد عن مدينة حلب شمالاً ب/60/ كم وعن مدينة عفرين ب/20/ كم شمال شرق؛ يُغذي مدينتي عفرين وأعزاز بمياه الشرب، وكان يروي حوالي /30/ ألف هكتار من الحقول والأراضي الزراعية قبل احتلال المنطقة في آذار 2018م.
ولكن! – وفق تقريرنا عفرين تحت الاحتلال (11) 08-12-2018م الموثق بصور من توقيع ميليشيات “فيلق الشام”:
((أثناء العدوان على عفرين، في سياق سياسة تخريبية للبنى التحتية، تم استهداف محيط السدّ وإصابة بعض منشآته بقصف من المدفعية والطيران الحربي حوالي خمس مرات، حيث ألحقت أضرار بالغة بصالات الرحبة المخصصة لإصلاح محركات وآليات خدمة السدّ وبمحطة المحروقات وبمستودعات القطع التبديلية، وبزجاج نوافذ البرج. وبعد سيطرة الجيش التركي والميليشيات السورية الموالية له على المنطقة، تعرّضت منشآت السدّ وشبكات أقنية الري الزراعية ومحطاته، إلى تخريب متعمّد وسرقات واسعة. بالإجمال، يمكننا تلخيص ما جرى لمنشآت الموارد المائية تلك، كما يلي:
– في مركز عفرين:
1- سرقة كافة محتويات مبنى الإدارة، من أثاث وأبواب ونوافذ وكمبيوترات وغطاس بئر ومجموعة توليد كهربائية ومولدات الورشة، والعبث بالأضابير والوثائق وحرقها.
2- سرقة محتويات المستودع المركزي من قطع تبديل كهربائية وميكانيكية، أنابيب مختلفة وصمامات وهدرانتات ووصلات واكسسوارات وأجهزة وعُدد وأثاث وكمبيوترات.
3- سرقة خزانات وقود ومياه وآلة خراطة.
– في السدّ:
1- قصف وتدمير مجموعة التوليد الاحتياطية وخزانات الوقود الخاصة بها ولوحة التغذية الكهربائية، إضافةً إلى مبنى محطة المحروقات بمحتوياتها، وسرقة المحولة الكهربائية.
2- سرقة لوحات كهربائية وكافة الكابلات الكهربائية الرئيسية والفرعية ضمن منشآت السدّ.
3- قصف وتدمير المستودعات الرئيسية وسرقة المتبقي منها.
4- تخريب غرفة التحكم الرئيسية وسرقة أجهزة القياس وكابلات أجهزة المراقبة.
5- تخريب مباني الإدارة وسرقة كافة محتوياتها من أثاث وأدوات ومواد وقطع تبديلية، والعبث بالأضابير وحرقها.
6- سرقة مضخات الصرف والغطاسات الاحتياطية والكابلات الكهربائية داخل نفق الحقن والتفتيش.
7- تعطيل منظومة الفتح والاغلاق الآلي، بسبب تعطل بعض أجهزتها.
– سرقة حوالي /8/ سيارات وآلية عائدة لشركة الموارد المائية.
– سرقة كافة محتويات محطات (كمروك، برج عبدالو، تل طويل/آستير، جومكه، بابليت)، من لوحات تحكم وكابلات كهربائية ومحركات كهربائية وغيرها.
بالنتيجة، أصبح سد ميدانكي دون تحكم كهربائي ومراقبة قياسات بشكلٍ آلي وبرمجي، وأصبحت محطات وبعض شبكات أقنية الري الزراعية خارج الخدمة منذ أيار 2018م، مما أفقد أراضٍ شاسعة “سهول زرافك وكمروك، سهول قرى آستير وجويق وكفروم وبمحاذاة نهر عفرين جنوباً إلى قرية جلمه وديوا”، وكذلك “سهول قرى ماراتيه وبابليت إلى سهول ناحية جنديرس”، من الري الوفير ومتدني الكلفة، وبالتالي تدهور محاصيل ومواسم زراعية عديدة.))؛ لا سيّما وأنّ المشروع الخامس (من قرية شاديره إلى ديربلوط على الحدود التركية) قد توقف بشكلٍ شبه تام، في حين كان معظمه عاملاً قبل الاحتلال.
فلا تزال محطات (كمروك، تل طويل/آستير، جومكه، بابليت) خارج الخدمة، لم يبقَ منها شيئاً سوى أبنية خالية، بينما تم إعادة تجهيز محطة “برج عبدا الو” وتشغيلها على حساب أهالي القرية ومحيطها، ودون أن تبادر سلطات الاحتلال لإعادة تأسيس تلك البنى التحتية المتضررة والمفقودة من السدّ ومنشآت الري.
وقد أكّد مصدر محلي أنّ منسوب مياه السدّ حالياً أدنى من المنسوب الأعظمي /335/م بما يقارب /12/ متراً، ورغم ذلك لا يتم تفريغ الكمية الكافية في الأقنية والنهر لتغطي ري كافة الأراضي المشمولة بالخدمة، حيث تعاني حقول القرى الحدودية “ديربلوط، ديوا، ملا خليلا، نسرية…” جنوب غربي عفرين من الجفاف شبه التام لنهر عفرين.
ويُذكر أنه هناك “منسق تركي” يشرف لوحده بشكل مباشر على عمليات تفريغ المياه من السدّ، وخلال فصلي الشتاء الأخيرين، خاصة شتاء 2021- 2022م، قام بتفريغ كميات كبيرة من مياه السدّ – كسرقة – لأجل استكمال ملء سد ريحانية في تركيا الذي افتتح رسمياً في تشرين الأول 2020م والذي تصب فيه مياه نهر عفرين.
= اعتقالات تعسفية:
– بتاريخ 10-07-2023م، اعتقلت ميليشيات “الشرطة المدنية في راجو” المواطنين “جميل صبري عبدو /55/ عاماً، بحري رشيد بلال /75/ عاماً” من أهالي قرية “دُمليا”، بتهم المشاركة في الحراسة الليلية أثناء الإدارة الذاتية السابقة، وأفرجت عنهما في اليوم التالي، بعد أن فرضت على كل واحد منهما غرامة مالية /200/ دولار.
– كما اعتقلت بذات التاريخ، المواطن “رضوان حاجي بن مصطفى /55/ عاماً” من أهالي بلدة “بعدينا”، بتهمةٍ ملفقة، رغم أنه يُعاني من مرضٍ عصبي قديم في الرأس، ولم يكن على علاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال قيد الاحتجاز التعسفي.
= حرائق الغابات:
أكّد “الدفاع المدني في عفرين” على أنّ فرقه، في 13-07-2023م، قد أخمدت حريق أُضرم في منطقة حراجية بمحيط قريتي “علطانيا/الحيدرية و ممالا/ماملي“- راجو، وسط صعوبات كبيرة.
= فوضى وفلتان:
لأكثر من ثلاثة أيام بدءًا من 09-07-2023م، قامت قوة مشتركة من ميليشيات “الشرطة العسكرية في راجو” و “لواء 112” و “لواء الشمال” و “لواء صقور الشمال” بتطويق قريتي “ممالا/ماملي الغربي والشرقي”- راجو، بغية اعتقال أكثر من /20/ عنصر من ميليشيات “الفرقة التاسعة” بتهم تجارة المخدرات وقطع الأشجار وسرقة المنازل والمحاصيل الزراعية والرعي الجائر لقطعان المواشي، فألقت القبض على المدعو “إبراهيم” وشقيقه “طلال”، أما البقية تمكنوا من الفرار عبر الجبل.
= انتهاكات أخرى:
– بتاريخ 8-07-2023م، أقدم رجال ونساء من مستقدمي عائلة الزبيدي- قرية “معرة الحرمة”/إدلب ومن مربي الأغنام ويحملون أسلحة على ضرب الشقيقين “مصطفى /35/ عاماً و شيار /31/ عاماً ابني مصطفى قادر” من أهالي قرية “موسكه”- راجو ضرباً مبرحاً، وأصابوهما برضوض وجروح وكسور، فأسعف “مصطفى” إلى مشفى في راجو للعلاج، وذلك بعد أن أخرج “شيار” أغنام من بستان له ومنع رعيها فيه، حيث ادّعى المعتدون وهم من أقرباء المدعو “يزيد بشكاوي” أحد متزعمي ميليشيات “فرقة الحمزات” المسيطرة على القرية بأنهم ضمنوا حق رعي أغنامهم داخل القرية وفي الحقول المحيطة بها من “اقتصادية الفرقة”.
– مؤخراً، فرضت ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات” عبر أحد متزعميها المدعو “أبو حسين العشارنة” إتاوة /40/ ألف دولار على حوالي /70/ عائلة من أهالي بلدة “كاخره”- مابتا/معبطلي، بحجة أنهم قاموا بجني محصول السمّاق دون استئذانها.
إنّ الغاية من ممارسة وتطبيق هذا الكم الهائل من الانتهاكات والجرائم المختلفة، هي تفتيت الكُرد وتشريدهم، وتخريب وتشويه وتدمير منطقتهم وهدر طاقاتهم وشلّ قواهم وسرقة ثرواتهم وطمس تراثهم الثقافي والإنساني.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]