لم يتخل الكورد عن حق تاسيس دولته
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4619 - #30-10-2014# - 15:03
المحور: القضية الكردية
كما اعلن السيد جلال الطالباني من قبل و على الملأ، ان تاسيس دولة كوردستان حلم العصافير لا يمكن تحقيقه، و دون اي اعتبار لامنيات و اهداف و مشاعر الشعب الكوردستاني العظيم و لاعتبارات سياسية قحة لا صلة لها بفكر و اهداف و امنيات حتى صاحب الكلام الطالباني بذاته، و الذي يدافع بشكل موثوق عن بناء الدولة الكوردية في كتابه (اغد و ديموقراطي و حرمان شعب حتى من حق الحلم ؟ ) لسنة 1987 .
اعاد السيد صالح مسلم الرئيس المشترك للاتحاد الديموقراطي الكوردي الاسطوانة المشروخة من هذا القبيل و لاهداف سياسية ايضا، حيث يصرح دون مناسبة وفي الوقت الذي تستبسل المقاتلات و المقاتلين لوحدات حماية الشعب التابعين لحزبه في كوباني بشجاعة فائقة رافعين راس الكورد في جميع الاجزاء الكوردستانية في العالم اجمع، يعلن السيد مصلح و هو يتكلم بخلفية سياسية قحة ايضا، و يقول( ان الاكراد قد تخلوا عن حلم الدولة ) وهو يدلي بهذا التصريح الخطير الذي كان بالامكان ان لا يقترب من الموضوع ، فهو خير له ان يقول عكس الحقيقة .
الكل يعلن بان مرحلة محاربة داعش باتت مدخلا دوليا و فرصة كبيرة سانحة للمظلومين لاعادة حقوقهم و تصحيح الاخطاء السياسية التاريخية التي حدثت و اظلمت اممهم و دعتهم لعقود عديدة و منذ الحرب العالمية الاولى في مؤخرة الركب الحياتي لابناءهم . الجميع على راي بان اعادة رسم خارطة المنطقة و خرائط الدول باتت محسومة لاسباب عديدة؛ و منها ضمان مصالح الدول الكبرى و صراعات القوى و ما تريده امريكا بالذات من بناء قوة او كتلة دولية كبرى في المنطقة تبني بها سدا منيعا امام تقوية ثقل و تاثيرات روسيا و الصين بالاخص في المنطقة. و كما تريد الدول المنطقة ايضا الوصول الى ترسيخ الاستقرار الدائم المبني على ارضية قوية راسخة ذات اركان لا يمكنها الانهيار لاي سبب كان، و اعادة تنظيم المنطقة على اسسه الصحيحة البعيدة عن الخيال و الطوباوية التي بنيت عليها سابقا و لمصالح استعمارية اعتبرت الخطا الاكبر سياسيا، و ان لم تعتبر خطئا لهم لكنهم ضمنوا مصالحهم طوال هذه المدة . انه فرصة لنشر الامن و الاستقرار و السلام و الولوج في بداية صحيحة لاعادة البناء و تحقيق الاهداف الانسانية .
ان الحكمة تقول ان كل خطا سيزول مهما طال الوقت به و لا يصح الا الصحيح في الاخير مهما تاخر، ان كانت خارطة المنطقة مبنية على الخطا و استمرت بقوة الحديد و النار بعيدا عن الانتماء الحقيقي للشعب لاي دولة فيها،و لمصالح سياسية اقتصادية استعمارية فجة، لماذا عدم التصحيح، و ان كان التغيير وفق مصالح انية و نتيجة صراع القوى العالمية و ليس ذاتيا كما هو المراد، فليكن و الصحيح الحقيقي لم يضر باحد . ان الصح صح و الحقيقة حقيقة و ان اعلنها و عمل بها المصلحي او المحتل او صاحبها الحقيقي .
المستغرب في الامر في هذه الايام، هو تباكي بعض العرب على اتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية و التي طالما كانت تحت سهم الانتقاد السياسي لهم و اعتبروها اتفاقية عار او تقسيم للمنطقة من قبل المحتل في حينه وفق مصالحهم الاستعمارية، بينما نرى اليوم هناك من العقول المتعصبة المتعجرفة الجوفاء تريد البقاء على الخطا و الاستمرار فيه و طالما انتقدها من قبل، و الهدف هو عدم احقاق الحق و عدم اقرار حق تقرير المصير للشعوب المستحقة في المنطقة فقط .
ان تحقيق امنيات و اهداف الامم في بناء دولته ليس بحلم، و سوف يعاد رسم و بناء الخارطة لدول المنطقة وتبنى الدولة الكوردية و الفلسطينية في نهاية المطاف مهما طال بهما الزمن و هما اول من يستحقان بناء كيان لهما في هذه المنطقة التي تسير على الخطا منذ اكثر من ثمانين عاما.[1]