قبل مئات السنين كانت قبيلة شرقيان الإيزيدية تسكن في شنكال بزعامة المكنى ب (عريض المنكبين-Pîpehin) ومن شنكال اتجهت إلى مصايف باكور كردستان (Zozana) وكان زعيمهم يتحلى بخصال حميدة ومن صفاته الشجاعة والرجولة وقوة البنية، لهذه الأسباب اعتمدت عليه الدولة العثمانية وجعلوه مسؤولاً أمنياً على تلك المناطق, وكان يساعد الفقراء والمحتاجين ويدعمهم مادياً ومعنوياً. لم تعجب الدولة العثمانية هذه التصرفات لذا قامت بإبعاده وتجريده وعزله من المسؤوليات, وبالإضافة إلى ذلك حرضت العشائر والقبائل الأخرى عليه، حيث هجمت الدولة العثمانية وبالتعاون مع القبائل الأخرى عليه ونفذت مجزرة فيه، قتلوا (عريض المنكبين-Pîpehin) مع خمسة من أولاده. وشاءت الأقدار أن ينجو طفله الصغير الذي التجأ إلى أحد الخيم المجاورة لمرابع والده، لكن للأسف فأهل تلك الخيمة لم يهتموا به كثيراً فكلفوه برعاية ابنتهم الصغيرة وهي في المهد، وكانوا يقسون عليه؛ إذ كلما بكت تلك الصغيرة يضربونه, فاستاء من وضعه كثيراً وغضب، وفي صباح أحد الأيام طعن تلك الصبية بالسكين وفر هارباً وانضم لمجموعة من الشباب الذين كانوا يسلبون وينهبون القوافل المارة بتلك المناطق، ومع مرور الزمن كبر وأصبح شاباً يافعاً. تلك المجموعة من الشباب رحلت ونصبت خيامها بالقرب من أحد المرابع التي وجدوها مناسبة لسكناهم، بينما بعث إليهم زعيم تلك القبيلة بمراسله الخاص ليخبرهم بضرورة ترك هذا المكان كونه تابع لمضاربه.
لم يستجب الشباب لكلامه بل أخبروا مراسله ليقول لزعيمه: إن كان ذا شأن وقوة وعزيمة فليأتِ هو وليخرجهم بالقوة. أوصل المراسل رسالتهم لزعيم قبيلته، وبعد التداول والمشاورة أيقن بأنه لا يستطيع إبعادهم بالقوة. لذا كسبه بالمرونة وصاهره، حيث زوجه ابنته، وخلال اللقاء الأول مع زوجته في يوم الدخلة لمح آثار الجروح في جسمها، فسألها عن قصة الجروح. فقالت الفتاة: إن أهلي يقولون عندما كنت صغيرة كان يقوم ولد برعايتي ولكنه طعنني بالسكين وفر من ديارنا. عند سماعه ذلك قال لها كنت أنا ذلك الولد. أحبته الفتاة على صراحته وجرأته وآمنت بنصيبها ورضيت بقدرها فأحبا بعضهما البعض وأنجبا ولداً أسمياه ملحم وعندما كبر ملحم تزوج هو أيضاً وخلف صبياً سماه “عفدي”.
كَبر عفدي وشب وأصبح يمارس حياته ويتصرف مثل الآخرين في حياة اللهو والصيد. وبينما كان في إحدى المرات يقوم بالصيد هو وزملاؤه، فجأة رأوا خنزيراً هرب من أمامهم, رموه بسهامهم ونبالهم فأصابوه؛ ومن أثر الاصابة أصبح الخنزير يترنح يميناً وشمالاً كالثمل, وفي تلك اللحظة كانت “عيشة ولي” تغسل الصوف بماء النهر وبيديها المخباط (شونك). عندما أصبح الخنزير أمامها وهو متجه نحوها ضربته بالمخباط على رأسه بكل قوتها فخر صريعاً على الأرض ومات. عندما رأى عفدي تلك المرأة شدت انتباهه لشجاعتها وقوتها, وأعجب بها كثيراً، فاقترب منها ليتعرف عليها، لكن في لحظتها لم يحظَ بمعرفتها حيث أبت ذلك، وبالسؤال عنها في المضارب عرفها من الناس وعلم بأن اسمها عيشة ولي وهي يزيدية أيضاً.
تقدم عفدي إلى أهلها طالباً القرب منهم والزواج من ابنتهم عيشة ولي. فتزوجا وأنجبا طفلين “درويش وسعدون”.
درويش كان طفلاً جريئاً نشيطاً محبوباً من الناس، كبر وأصبح شاباً أنيقاً، أحبه الجميع وخاصة الشابات في قبيلته. وفي الأيام ذهب زملاؤه للغزو والكمين بينما كان هو مريضاً، ولكن عندما سمع بالخبر غضب وعاتب والدته؛ لأنها لم تخبره بذلك, ورغم مرضه ذهب بمفرده للغزو وغَنِم المال الكثير وعاد لمرابعه.
الخيم والمرابع كانت عائدة ل زور تمر باشا زعيم قبيلة ملان وكانت مملكته مترامية الأطراف تمتد من سهول ويران شهر حتى جبل شنكال وسهول سروج وبادية الرقة حتى ضفاف نهر الفرات وجبل كوكب وجبل كزوان (عبد العزيز).
التجأ درويش وأصبح فرداً من عشيرة شرقية وكان قد سمع بعدولة ابنة زور تمر باشا وكان يتحين الفرصة لرؤيتها وعدولة أيضاً كانت قد سمعت بدرويش وكانت معجبة بشجاعة وبسالة درويش وكانت تنتظره في الأزقة لتستمتع برؤيته. درويش وعدولة أحبا بعضهما البعض وكانا يتحينان الفرص للقاء ببعضهما البعض وأحياناً كانا يلتقيان على “طريق الحلابات” Riya bêriyê.
في إحدى المرات أرسلت عدولة خادمتها وزودتها بهدية لدرويش، سلسال من الخرز الجميل. درويش وعدولة كانا يلتقيان كثيراً ويجلسان معاً ويتحدثان عن حبهما. عبرت عدولة عن رأيها وقالت أفكر دائماً وأخاف من والدي ألا يوافق على زواجنا لأنك من الإيزيديين وأنا لم أنسَ قصة والدك وعمتي رحمة, والدي قتلها كيلا يتزوجها والدك.
“جيلو” أحد أصدقاء درويش وهو ليس من عشيرته بل هو من قبيلة الإيزوليين وكانت صداقتهم متينة ودرجة المحبة بينهما عالية. والد جيلو قبل وفاته أوصاه بترك وهجرة القبيلة بعد موته وقال له أعرف تماماً بأن أولاد عمك سيأخذون رئاسة القبيلة منك وحتى أنهم سوف يأخذون أخواتك الخمسة منك، لهذا اذهب بعيداً عنهم. عملاً بوصية والده بعد وفاته وتحت جناح الليل ترك قبيلته ورحل من ديرته وبينما هو وأخواته في طريقهم، علم أولاد أعمامه برحيلهم فاتبعوهم ولكنه قاتلهم بشجاعة، وأثناء القتال كانت أخته الصغيرة كلفدان (Gulvedan) تساعده وتعاونه في القتال، وحينها كانوا قريبين من خيم قبيلتي شرقيان وملان؛ أصوات صرخاتهم وصليل سيوفهم كانت تصل القبيلتين، نادى سعدون أخاه درويش وقال له يا درويش لقد جاء يومك ودورك. حينئذ تعاون درويش ورفاقه معهم فأنقذوا “جيلو” ومن معه وحموهم من بطش أولاد عمه الذين تقهقروا وفروا مدبرين.
انضم جيلو وصحبه لعشيرة شرقيان وأصبح واحداً منهم وعاشوا معهم. غالباً كان درويش يغير على القوافل لوحده. في إحدى المرات وبينما هو في كمين لإحدى القوافل العائدة ل “عفرى جيسي” وقف في منتصف الطريق دون حراك. عند الاقتراب منه غضب عفري جيسي وتحمس لمعرفة الشخص الذي يهددهم وهو واثق من نفسه وبدون خوف ولوحده. أرسل عفر أحد رجاله لاستطلاع ذلك. قال درويش لمراسله جيسي مخيراً إياهم بين أمرين: إما التخلي عما معهم في القافلة من الأغراض والماشية له؛ أو ليأتي زعيمكم وحيداً لمبارزتي.
احتار عفر وقال أخيراً: “نعم أنا أذهب لمبارزته، وقد نصح رجاله قائلاً عندما تشعرون بأنني لم أتغلب عليه، هاتوا بالماشية لتلتف حوله وتطوقه وحاصروه لنلتم عليه ونوقعه أرضاً.
ذهب عفر إلى درويش وتعاركا فلم يتمكن منه، عندها ساق رجاله الماشية إلى مكان المبارزة وعملوا بمشورته. التف الغنم حول درويش فسقط عن جواده أرضاً ووضع عفر السيف على رقبته. حينها قال درويش لعفر: اقتلني… فقال له عفر: لا، لا لن أقتل شاباً “شجاعاً” مثلك، لقد أحببتك وانبهرت بشجاعتك وقد دخلت قلبي، لنتعاهد ونتآخى. وعليها أصبحا أخوة وكتبا اسميهما على حجرة وطمروها بالتراب وأهداه عفر مهرته المسماة ب “الهدبان”.
في إحدى المرات كان درويش وبوزان يلعبان بالداما. خسر درويش بالداما أمام بوزان، فغضب وقال كيف تغلبت عليّ وأنا كُحل عيون “عدولا ملي” وأستطيع أن أغير على مرابع زور تمر باشا وأسلب منه جميع ممتلكاته وأسبي نساءه وأجعلهم ملكاً لأهلي وأصدقائي. كان عندهم حينها “عيسو ملا علي” ابن أخ زور تمر باشا، فغضب من كلامه وذهب لعمه ووشى له بكلام درويش.
تأهب زور تمر باشا وأجمع رجاله استعداداً للهجوم على قبيلة شرقيان، حينها التجأ درويش للخدعة؛ وقال سأذهب إلى خيم زور تمر باشا لألهيهم, لكي يتسنى لكم الوقت الكافي لتجهزوا أنفسكم وتستعدوا للمواجهة.
في نفس الليلة جاء رجلان من العرب برسالة من رؤساء قبائلهم لزور تمر باشا زعيم قبيلة ملان، تتضمن تخييرهم بين أمرين؛ إما التخلي عن بادية شمال الرقة وإما الحرب والقتال. أعطى زور تمر باشا الرسالة ل عفدي وقال له خذها وبلغ عشيرتك بها، والذي يقود المعركة سوف أزوجه ابنتي عدولة.
أخذ عفدي الرسالة وأخبر زوجته عيشة ملي وطلب منها بألا تخبر درويش بمضمون الرسالة وكلام زور تمر باشا ملي، ولكن عيشة ملي قالت هذه مسألة شرف، لذا أخبرت درويش بالوضع. قال درويش سوف أقود هذه المعركة، فهي معركة العرض والشرف. قال عفدي أنا أعرف نوايا زور تمر باشاي ملي فهو يريد استغلال هذا الوضع ليتخلص منا نحن عشيرة شرقيان، كررت عيشة ملي رأيها وقالت هذا عرضنا وهذه أرضنا يجب علينا عدم التخلي عنها وحمايتها من الطامعين، وقال درويش هذه فرصتي للدفاع عن أرضي والفوز بعدولي، سوف أقود هذه المعركة لأحمي الأرض والعرض. فعارضه والده عفدي وقال: لا أريد منك أن تشارك في هذا القتال, فهو مكيدة لنا. رد درويش على والده قائلاً: أبي أنت عانيت من آلام الحب، ألم تكن تحب رحمة أخت زور تمر باشا؛ ومن أجل ألا يتحقق مرادك قتل زور تمر باشا ملي أخته رحمة، نعم لهذا السبب تكره زور تمر باشا ملي كونه تسبب في عدم نجاح قصة محبتكم أنتما الاثنان.
أقام زور تمر باشا مهرجاناً جمع فيه الشباب ورؤساء العشائر، وجاء بصحن الضيافة ووضع فنجاناً من القهوة وخصلات من جدائل عدولة عليها، وطلب من أحد غلمانه أن يطوف بها على جميع الحضور، وقال: “من يرضى ويحتسي القهوة ويأخذ خصلات جدائل عدولة فإنه يقود الحرب وسوف أزوجه ابنتي عدولة”، وبينما كان الغلام يطوف بالصحن بين الحضور لم يمد أحد من الحضور يده لاحتساء القهوة أو وأخذ خصلات جدائل عدولة.
أما عدولة فكانت تراقب درويش من خيمة النساء وعندما أصبح الغلام أمام درويش, لوحت عدولة من بعيد له بألا يحتسي القهوة لأنها تعرف تماماً بأن هذه مكيدة من والدها لإيقاع درويش بالفخ والتخلص منه، ولكن درويشاً لم يبالِ بإيحاءات وتحذيرات عدولة، فاحتسى القهوة واحتفظ بخصلات جدائل عدولة بجيبه. وأخذ استعداداته للقتال، فجمع اثني عشر فارساً وهو منهم، فكانوا من عشيرة ملان وشرقيان والأورفليين وبينهم جيلو الأيزولي, وعيسو ملا علي وبوزان ويوسب (يوسف) وسعدون وفرحان وعبيد وباقر آغا وسليم مصطفى. في اليوم التالي غادر الفرسان الاثني عشر الخيم.
كانت عدولة قلقة وتراقبهم، فأرسلت وصيفتها في طلب درويش لتحذره للمرة الأخيرة، فجاء إليها درويش ولكنه أيضاً لم يستجب لرأيها بألا يذهب للقتال، قائلاً لها: “إذا لم نجابه الغزاة فإنهم سوف يستولون على أرضنا وشرفنا”. فودعها بحزن وشد على الهدبان وهو على ظهرها ملتحقاً بزملائه الآخرين وهو يعلم بأنهم سوف يشاركون في قتال غير متكافئ في العدد. فالقوات المعادية مؤلفة من ألف وسبعمائة فارس يقودهم عفر الجيسي وسلوك أبو شعر وجيل أبرام.
أخذ الفرسان يبحثون في البرية عن الغزاة القادمين. قبل المعركة رأى درويش عدداً من النسوة اتجه نحوهن وسألهن ولكنهن لم ينطقن ببنت شفة، فقط أشرن له نحو الخيم التي كانت تخص الشيخ هويدي أبو عفر كبير عشيرة جيسيان. طلب الشيخ هويدي من درويش بألا يشارك في القتال مع المليين، ولكن درويش لم يستجب لرأيه.
في الليلة التي سبقت المعركة وبينما كان الفرسان مجتمعين أعلى “تل حلف” قال عيسو ملا علي لدرويش: هل تعلم أن هذا التل يضم عظام آبائنا وأجدانا من الكرد الميتانيين، في أسفل التل كانوا يقومون بتربية الخيول وترويضها وتدريبها وكانت تجري مسابقات ومهرجانات للفروسية هنا.
طلب سعدون من أخيه درويش العدول عن رأيه والرجوع إلى مضاربهم، ولكن درويش لم يستجب لرأيه، قائلاً لهم: من يعتكف عن هذا القتال ليعتكف، فهو حر، سوف أخوض غمار هذا القتال بمفردي، حينها اتفق الجميع بألا يتراجعوا عن هذا القتال وأقسموا جميعاً على استمرار المقاومة حتى النصر أو الشهادة، ومن تاريخها أصبح اسم ذلك التل “تل حلف” كونهم “حلفوا” لبعضهم بعدم التخلي عن بعضهم حتى النهاية.
في اليوم التالي اندلعت المعركة بين الطرفين غير المتكافئين عدداً. كلما كان درويش ورفاقه يهاجمونهم من أعلى التل مثل الصقور التي تنقض على أسراب العصافير، كانوا يمزقونهم ويشتتونهم. كانت هجماتهم على هذا الشكل حيث كانوا يفرقونهم عن بعضهم ويقتلونهم بالعشرات، رغم تفانيهم في القتال استشهد العديد من رفاقه, استشهد جيلو الأيزولي بعد قتله لسلوك أبو شعر تاركاً أخواته البنات الخمسة لقدرهن واستشهد كل من فرحان وعبيد اللذان كانا يحضران لحفل زواجهما وكانا قد اشتريا مستلزمات عرسيهما من آمد، وكان من المقرر أن تكون حفلة عرسيهما في الأسبوع القادم، واستشهد سعدون، فربطوا جثته على حصانه وأرسلوه إلى والديه عفدي وعيشة ولي, وجرح عيسو ملا علي فربطوه وهو مثخن بجراحه على فرسه وأرسلوه لأهله.
بعد قتال ضارٍ لم يبق إلا درويش وباقر آغا، اللذان كانا كالصقور التي تهاجم فريستها، وعندما خيم الليل استشهد باقر آغا. لم يبق في الميدان إلا درويش، رغم ذلك لم يتهاون ولم يستكن ولم يجبن. بقي درويش العاشق لأرضه ومحبوبته عدولة وحيداً في معمعات المعركة. كان الخصوم يهاجمونه بالعشرات ورغم ذلك لم ينالوا من عزيمته شيئاً، وبعد عجزهم عن النيل منه التجؤوا للمكر والخديعة.
عفر الجيسي وجيلو ابرام التركماني وضعوا خطة للقضاء عليه. قال جيلو سأهرب من أمامه، ولأنني أعلم بأنه سيطاردني أعرف جيدًا أنه لا يشفي غليله إلا مني. سأغير فجأة اتجاهي لأجعله يتجه نحو أوكار الفئران.
نفذ خصوم درويش خطتهم وأوقعوه في أوكار الفئران، مما أدى لكسر أرجل حصانه، عندها تهاوى درويش عن حصانه ووقع أرضاً، فهاجموه بالعشرات إلا أن عفر الجيسي أبعدهم عن درويش وحملوه وهو مثخن بجراحه ووضعوه بجانب صخرة فوق تل حلف وتركوه هناك وقفلوا راجعين.
عندما وصلت جثة كل من سعدون وعيسو ملا علي إلى المرابع العائدة لقبيلتي ملان وشرقيان تأهبوا واستنفروا وانتفضوا وأعلنوا النفير العام. كل القبائل والعشائر أعدت قواتها، وتوجه زور تمر باشاي ملي وعدولة وعفدي ملحم إلى تل حلف. ليشاهدوا درويش المثخن بالجراح والمخضب بغبار المعركة، وبالكاد عرفوه. لم تتمالك عدولة نفسها وأمام والدها ألقت بنفسها على درويش ورأت بأن درويش لم يفارق الحياة بعد، فوضعت رأسه على ركبتيها وبصوتها الجهوري ندبت حظها وناحت باكية على عشقها الموؤد.
مد درويش وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة يده لجيبه وأخرج خصلات جدائلها وأعطاها لعدولة؛ وعندها سلم روحه للباري عز وجل وأصبح جثة هامدة.
بهذا الشكل انتهت قصة رجل شجاع عرف كيف يربط عشقه لحبيبته عدولة بعشق الوطن والأرض لينتشر عبقه بين الناس، وكان لهذا العشق صدىً رائع في رفع مستوى الروح الوطنية بين الناس والمجتمع.[1]