نوبار محمد
بدايةً أحبّ أن أُشير إلى أنّ السبب الذي دعاني إلى كتابةِ هذه الأسطرِ عن الشيخ أحمد، هو عادة جرى عليها الشعب الكوردي في إغفال مفكريه وعظمائه وعدم البحث عنهم أو تقديرهم؛ حتّى إذا ماتوا أقاموا على ذكراهم الحفلات ومجالس الشعر والمديح، وكلّي رجاءٌ من الله أنْ يكون هذا البحث مِشكاةً لإضاءةِ حياة الرّجل للشعب التائه في دهاليزِ السياسة كي يستفيد من تجربة هذا الرجلّ الفذّ وأدبه ويتعرّف عليه في حياته وقد بلغ من العمر عتيّا فإنْ أصَبتُ فبمَنٍّ من الله وفضلِه، وإن كانت الثانية فبتقصيرٍ منّي كان..
ولد الشيخ أحمد الشيخ صالح الشيخ محمود في قرية عين ديوار(1) عام 1935م. والده الشيخ صالح ووالدته تسمّى عائشة( عَيْشي ) والكردُ يلفظونها عيشي تخفيفًا، يعود أصول الشيخ أحمد إلى قرية ( شيخ ملك نافيان ) التابعة لقضاء شرناخ(2) في كوردستان الشمالية (باكوري كوردستان) (3) وشيخ ملك نافيان هو جدّ الشيخ أحمد الأكبر، وبه يُعرفون، وللشيخ ولدان هما الأستاذ عبدالغفّار توفي في ريعان شبابه في حادث سيرٍ أليم، وذلك أثناء ذهابه لتقديم امتحان التثبيت كمدرّس في قسم ( الصف الخاص )(4) بالقرب من قرية ( سي نان ) عام 1983م، وقد كان الشيخ أحمد يومها في (باكورِي كردستان) حيثُ رأى في المنام أنّ خيمةَ عزاءٍ نُصبت أمامَ دارِهِ، فساورَه القلقُ على أهلهِ بعدَ هذه الرؤيا، اشتدّ قلقُهُ ولا سيّما أنّ وسائل الاتصال الحديثة كانت معدومةً في ذلك الوقت، فقرّر العودة إلى أهله بعد أن قضّ المنامُ مضجعه، ولمّا عاد الشيخ علمَ أنّ ابنَهُ عبدَالغفّارِ قد فارق الحياة، فكانت فاجعة الشيخ بولده مُلهمَةَ مَرثيته الشهيرة بعنوان ( شيار بُوم كوني رش خوياكر ) أي استيقظت ، وهي القصيدة التي صدحتْ بها حَنجَرةُ الفنان الكوردي الكبير محمد شيخو رحمه الله (5) فيما بعد لتكون أغنيّةً تتلقاها مسامع الناس في كردستان كلّها.
أمّا الابن الثاني: فهو الدكتور (عمر الشيخ أحمد ) درس في جامعة حلب كلّية الآداب وفي السنة الجامعيّة الثانية أعدّ بحثاً عن شاعرٍ مغمورٍ فاختار والدَه الشيخ أحمد ليكون شاعر بحثه المغمور ، فأخبر والده بذلك فحمل الشيخُ نفسه وسافر إلى حلب؛ ليساعد ابنَه في كتابة بحثه، فنال البحث أعلى درجة في سلّم العلامات، وجديرٌ بالذّكر أنّ الشيخ نظم قصائد باللغة العربيّة والكورديّة ضاع أكثره، فقد نظم الشعر منذ بدايات حياته” وكان عمر من الأوائل في قسمه، فمنحتهُ الجامعةَ – بعد التخرّج- منحةً دراسية في فرنسا لتقديم أطروحة الماجستير في اللغات السامية(6) ، وبعد انتهائه من مرحلة الماجستير أراد أن يُكْمِلَ دراسته والعمل على رسالة الدكتوراه، لكنّ الجامعة رفضت منْحَه بحجّةِ أنّ المنحة خاصّة بمرحلة الماجستير لا غير، ممّا حَدَا بوالدِه الشيخ أحمد الشيخ صالح أن يعزم على التكفّل بنفقة دراسة ولده في فرنسا، وتحمُّل أعباء سفره الماديّة على نفقته الخاصّة، وكان ذلك إلى أنْ انتهى عمر من أطروحة الدكتوراه وحصل على درَجتها وعاد إلى سوريا، ثم انتقل بعدها إلى كوردستان الجنوبيّة ( باشورِي كوردستان )(7) أي إقليم كردستان ليعمل أستاذاً جامعيّاً في جامعة صوران.
وقد قام الفنان محمد شيخو بغناء بعض قصائده منها ( شيار بوم ) والتي سبق ذكرها، وقصيدته ( چانامن چانامن ) أي روحي روحي ، وقصيدة ( خورتين ملّي ) أي شباب الملّا ويقصدُ هنا شباب الملّا مصطفى البرزاني مع العلم أن العلاقة التي جمعت بين الفنان محمد شيخو وبين الشيخ جاءت في مرحلة متأخرة من عمر الفنان الكردي الكبير، وأعتقد أنّ الأمر كان سينحو منحًى آخَرَ لو قُدِّرَ لهما اللقاء باكراً.
درس الشيخ إلى مرحلة ( السرتفيكا )(9) وعندما أنهاها ، وبسبب ذكائه ،وتفوقه، حصل على منحةٍ دراسيّة من قبل الحكومة السورية إلى السعودية عام 1950م ، لكنّ والديه اعترضا على سفره؟ بسبب حرصهما الشديد عليه كونه الابن الوحيد لهما.
وقد كان أكثرُ أساتذته تأثيراً عليه: الأستاذ عبدالغني العطري مدرّس الصف الثالث، وصاحب مجلّة ( الدنيا )(10) في سوريا، ولم يمنع عدم استفادة الشيخ من المنحة أن يحصّل تعليمَه على يد علماء الدين الكرد، من أمثال العالم الجليل الشيخ ( محمد نوري محمد رشيد الديرشوي رحمه الله )(11) حيثُ قرأ عليه لمدة عامٍ ونصف العام كتاب ( جمع الجوامع )(12) بطلبٍ من الشيخ ( الملّا أحمد بافيك )(13) في جامع مدينة ديركا حمكو(14) وكتاب جمع الجوامع من الكتب القويّة في بابه، لذلك كان لا يُستغنى عن المعجم في أثناء تدريسه لفهم معاني الكلمات الغامضة، وكان الشيخ أحمد بافيك يقول للشيخ محمد نوري عند ورود بعض الكلمات الصعبة: إذا كان الشيخ أحمد الشيخ صالح موجوداً في الدرس فليس هناك داعٍ المعجم؟ وهذا دليلٌ على سعة علم الشيخ أحمد وما يتمتع به من حافظة قويّة تسعفه في شرح الكلمات ، والمصطلحات التي يصعب فهمها حتّى على بعض العلماء المتمكّنين في اللغةِ العربيةِ، وقد عُيِّن الشيخ مُدرِّساً في مدرسة القرية، ونبغَ الشيخ في مجال الشعر، لكنّ الذي يُتحسّر عليه هو ضياع الكثير من أشعاره وذلك لعدم الاهتمام بحفظها لتذهب أدراج الرياح بعد إلقائها في مناسبات وطنية أو بعد إهدائها لبعض الشخصيات البارزة، هذه الموهبة كانت تُصقل يوماً بعد يوم حيثُ تُوِّجتْ جهوده في خروج أول أسفاره للنور ،وهو كتابٌ فريدٌ في بابه ، كتاب : ( آسوما كرتنهفي ) وتعني باللغة العربية (علّة التناحر)، جمع فيه الشيخ بين السرد التاريخي، والحجة العقلية، ووضع الحلول لمشاكلَ تعترض المجتمعات حسب وجهة نظره، والتي استقاها من خبرته الواسعة في الحياة نتيجة ما أمضاه من عمرٍ عايشَ فيها الأوضاع السياسية منها، والاجتماعية ،والثورية، ومن ثقافةٍ كبيرة ورثها من بطون الكتب القديمة منها والجديدة، وكلّ ذلك في نظمٍ بديع، ولغةٍ سليمة، وهو بذلك ينافح الأعلام الأفذاذ والأدباء الكبار من الكرد كأحمدي خاني(15) ،وملاي جَزِيِري(16) ،وجكرخوين(17) ، ولكنه يمتاز عمن سبقه بميزة فريدة ألا وهي أنّه لم يتضمن كتابه كلمةً بغير اللغةِ الكردية، إلّا إذا لم يكن للكلمة مرادفةٌ في الكردية وهي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة في كتابه، لأنّ الشيخ أحمد ابتكر مصطلحاتٍ جديدة، وبخاصّة فيما يتعلّق منها بصفات الله سبحانه وتعالى، وهو في ذلك يقول: اجتهدت في رأيي مستنداً في ذلك إلى حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم ( إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران ،وإذا اجتهد فأخطأ فله أجرٌ واحد )(18) تاركاً ما توصلّت إليه من نتيجة بين يدي المثقفين من أبناء الكرد ، إن كان صواباً فذلك ما أرجوه، وإن كان خطأً فقد نلت شرف المحاولة والاجتهاد(19) ، وطالما يتحدث الشيخ عن اللغة الكردية وحديثه ممزوجٌ بحسراتٍ وآهات؛ لأنّ هذه اللغة لم تنلْ حظَّها في البحث والتنقيب والخدمة كغيرها من اللغات، كي تخرج من مستنقع الإهمال إلى مصافِّ لغات العالم، وهو يرى انقسام الكرد في اعتمادِ الأحرف التي تدوّن بها هذه اللغة بين العربيّة ، واللاتينية(20) سبباً آخرَ في ضعفِها ، مع أنّه كان يرى أنّ الأحرف العربية تناسب الكرديّة أكثر! وذلك أنّ هذه اللغة تتميّز بحيويّة، ومرونة يصعبُ وجودها في لغةٍ أخرى، مستشهداً بذلك في مخارج الأحرف ونطقها حيثُ يستطيع الكردي أن يلفظ ما يشاء منها وبكل سهولة وفي أيّة لغة، وهي مزيّة تنعدم لدى الشعوب الأخرى ، ولعلّ ذلك ناجمٌ عن احتكاك الكرد بغيرهم من شعوب المنطقة من عربٍ، وفرسٍ، وتركٍ، نتيجة احتلال هذه الشعوب للأمّة الكرديّة فأتقن الكرد النطق بلغاتهم، والتلفُّظ بها بسهولةٍ تامّة مع الاحتفاظ بلغتهم الأم فورّثهم ذلك ثقافةً لغويّةً كبيرةً .
يبدأ الشيخ كتابه كما هي عادةُ الأدباء الكبار بالثناء على الله بما هو أهله، ثمّ يوطِّئ لهُ بكلام جميل يقول فيه :
بدسپيكِ مِنْ كامه تِرسا خُدى بهيْفيمه أو فرْزَنا مِن بدىْ
سپاس وپسنْيره من بىْ زمار دِبرْ في كلىْ بىْ بش وتار ومار
حامداً فيها الله عن الشعب الكردي المحروم من سائر حقوقه، والذي يعاني من القهر والتجزئة، والتشتُّت ما لا قَبِلَ له بتحمّله، فإلى الله المشتكى، ومنه النصرة فإنه نِعْمَ المولى، ونِعْمَ النّصير ، ثم يُعرِّجُ بعد ذلك إلى عجيب خلقِ الله، وإبداعه في كونه، مبيّناً فيه القمعَ الذي يعيشه الكردُ بصغَارٍ وهَوَان لا تُراعى له حرمةٌ، فيقول :
پريشان وبَدْ روش وپرگنده ما ژجداغ ونِچا ريْز ورومت نه ما
ويشيرُ كاتبنا في رسالته إلى أنّه جمع فيها من تجربته داخل المجتمع الكردستاني ماضيه وحاضره وتاريخه المليء بالتجارب والعِبَر في مختلف مراحله الكفاحيّة الصعبة، وثوراته الدمويّة ومسيرته النضالية والشاقة، حريصاً فيه على التوفيق بين جوهر الدين، ومقاصده كما هي عادةُ أسلافه من أدباء الكرد الكبار، وبين الدفاع عن مصلحة هذا الشعب المهضوم، وكرامته، وحقّه في التحرر، والانعتاق أسوة بالشعوب الأخرى في هذا العالم، وقد ذيّل أديبنا كتابه بشرح الأبيات باللغة العربيّة لتكتمل الفائدة، و قد عانى الكثير حتّى رأى كتابه هذا النور، وهو في ذلك لا يرى منّة على أحد أو يبتغي بها مصلحة من أيّةِ جهة كانت، ولكن جلّ ما يراه أن ذلك أقلّ ما كان يجب أن يفعله .
بعد أن ينتهي أديبنا من الثناء والحمد لله يوطّئ كتابه بنداء إلى قرّائه من الكرد يحثهم فيها على النهوض من كبوتهم وذلّهم، ليبدأ في بيان خلافة الإنسان لهذه الأرض، وبداية تكوينه وماهية رسالته وكيف أنّ الله سخّر له ما في هذا الكون ،وما هو الواجب عليه إزاء هذه الخلافة الإلهية؟ ويبيّن أديبنا متى بدأ أوّل خِلاف بين بني البشر بعد استعمارهم لها؟! لتتشكل بذور الخلاف بينهم، وتكوّن فريقي الخير والشر، حيثُ برز فريق الخير في أتباعِ رسُلِ الله على طريقٍ من نور يسعون فيه إلى الخير ويقول في ذلك :
دِرِستي وصا دِين وباوَر كِرن ژپرتوكِ داهاتي رادَر كِرِنْ
ويبيّن صفات الفريق الثاني وهو ينزع إلى الأنانية المفرطة والوحشيّة، والاستبداد أقرب منه إلى الخلق البشري والسلوك الإنساني المتوازن، وقد ركبه الغرور حتّى خُيّل إليه أنه مساوٍ لله وشريكٌ له فيقول :
دِرندانه وآڤه ريچ وأزيتْ خوه هَمطا وبَشدار يَزدان ديت
ثم ينتقل أديبنا إلى بيانِ أصل المادة وكيف تكوّنت بأسلوب سلس بسيط بعيداً عن تعقيدات الفلاسفة والماديين، ليبيّن بعد ذلك على حتميّة التناحر بين الفريقين، فريق الخير وفريق الشر، وقد يسرد تارةً قصة تاريخيّةً بين الفرس والروم وما كانتا عليه ، وكيف تشكّلت إرهاصات ظهور الإسلام، ليُفرد حيّزاً كبيراً من صفحات كتابه لهذه الرسالة السماوية لأنها خاتمة الرسالات ومالها من دور في تشكّل الأمّة الكردية في يومنا هذا، مستنداً فيها على ما صحّ من التاريخ من نزول الوحي على خاتم الرسل محمد صلّى الله عليه وسلم حيثُ يقول :
لِبَر كاكِ جبريل راوستَها بدوران وكامىْ سِروشىْ گها
لبر وي ڤبو ژيره كَربو هلاب ژ دَستا دِزا زمزماڤ وگلاب
وبعدها يسرد المراحل التاريخية التي مرّت على المسلمين بعد نزول الوحي إلى أن يصل إلى المخطط الرهيب من قبل أعدائه لتقويض هذا الدين الحنيف من خلال ثلاث دعائم وهي الضربُ من الداخل وكانت أداتهم المنافقون(21) يقول في ذلك :
أون كُرمِ داريْنه بَلتِيتِكِن ژ بو دژمنا پاله ودَستِكن
فهو يشبههم بديدان الشجرة، لا تفتأ تعبث بها وتعيثُ فيها نخزاً وتخريباً حتّى تأتي عليها.
أمّا الدعامة الثانية في ضرب هذا الدين فكانت من خلال وحدتهم وذلك بتقويضها وتفتيت المجتمع المسلم. وامّا الدعامة الثالثة فكانت بتحويل الإسلام من حاكم في حياة المسلمين إلى محكومٍ عليه في رفوف المساجد، وشعاراتٍ لا تسمنُ ولا تغنِ من جوع، وقد نجح الأعداء في مخططهم الرهيب، ثم يتحوّل إلى سرد مرحلة من مراحل التاريخ، وهي مرحلة المحور والحلفاء و ما نتج بعدها من بروز ما يسمّى في ذلك الوقت باليسار واليمين العالميين، وكيف تشكّلت حضارة القوة، وطغيان المادة على حياة البشر حيث يقول :
مِلىْ راستِ أمريكا آژوته بيش برابر چپا رو برو كيش فه كيش
لهمبر كرملين مالا سِپي بدامان بو هڤرك وبَركَپي
وعمّا آلتْ إليه حياةُ الإنسان وفقدانه لقيمه النبيلة نتيجة طغيان المادة يقول :
بزيمارِ ميْزاكه روشا مهو چ پيهات وچاوا دژي أو نهو
وها دَس پلين وهَبودي خوه رن ضَرَوباز وكَيْسوك وخوه پرورَن
وبعدها يبدأ في بيان تشكّل القطب الواحد متمثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية وما عليها من واجب أخلاقي، وعندما سُئل الشيخ لقد خاطبت أمريكا وأنت تحثّها على الأخلاق فهل تتوقع منها ذلك؟ قال : إنّ مهمة الإنسان المسلم هي الدعوة إلى الله أمّا الاستجابة فهي إرادة الله وليس لنا فيها شيء، مستنداً في ذلك لآيات القرآن والتي تحثُ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)(22) ،وإلى أحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)(23) ولعمري أن هذا ينمُّ عن وعي ثاقب، وخُلقٍ رفيع، وفهمٍ واسع لدين الإسلام لا يتأتّى لأيٍ كان وخاصةً في زمننا هذا، حيثُ يخلطُ فيها المسلم بين مهمته كداعٍ ومهمة الله في إرادة الشيء، فيتجرأ فيها الكثير ممن ابتُلي المسلمون بهم اليوم ليجعلوا من أنفسهم مكان الله ويتخطوا حدود الله .
ولا يغيب عن بال أديبنا أن يتحدّث عن ظاهرة الإرهاب، وكيف قام بعض المحسوبين على الإسلام زيفاً بالمتاجرة باسمه، لتشويهه وتدميره، وهم أبعد ما يكون عن جوهر الدين ولبّه، ركبهم الجهل وامتطاهم الغرور، والكذب، وهم ليسوا إلّا مرتزقة فاشلين في حياتهم هدفهم القتل والتخريب ونشر الرعب والفساد في الأرض يقول أديبنا في ذلك :
جڤارن بإسلام سُداكَرن نه آيين زان ونه گل پروَرِن
زيانو كَر وداڤدوزِن همي مَرَمْ كْشتن وريگرن هردمي
ليخصص بعدها جزءًا كبيراً من نهايةِ رسالته في سرد قصة تاريخ الكرد، وهي قصةٌ موجعة، ومؤلمة في آنٍ واحد، حتّى أنّ ذلك أثّر على بنيته الجسدية وحالته النفسية، فهو ضعيف الجسم نحيل، ويبقى أحياناً الليالي الطوال وقد أصابه الأرق، يذوب كما تذوب الشمعة فكيف يهنأُ بالعيش وهذا الشعب في أوحال العبودية، ويقول في ذلك :
مَلولِم ژ رنگى مها يك شڤي هداري بمن ناكڤى خه و رَڤي
نه آرام وكَيفك ژ من ناگرى بفنديره صوتيمه تا صَوگرى
وهو في ذلك يبيّن الحقيقة التاريخية في قِدَم الكرد على أرضهم التي يعيشون عليها ، وما تحتويه من خيرات جعلتها مطمعاً للغزاة ،والمحتلين ، ولا ينسى أديبنا أن يذكر صفات هذا الشعب، وما يتحلّى به من كريم الأخلاق، وجميل الصفات وهو في ذلك لا يبالغ ولا يشطط في كلامه ومن جميل ما يقوله باللغة العربية :
أكرِمْ بشعبٍ يضحِّي منذ أن خُلقا يُعطي ولا يُعطى ما ضَنِّ وما زَنَقا
نبعٌ من الحُبّ جارٍ لا نفادَ له جَمُّ العطاءِ مَعينٌ ظَلّ مُندفِقا
ليتحوّل إلى وصف كُوردستان وأهميّتها التاريخية والدينية ففيها رست سفينة نبي الله نوحٍ عليه السلام ، ليختارها الله من بين أرضه لتكون بداية البشرية بعد الطوفان الكبير يقول سبحانه وتعالى [ وقيل يا أرضُ ابلعي ماءك و يا سماء أقلعي وغيض الماءُ وقضي الأمرُ واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين ] 44هود
ژ لالاڤ كو رونمابوزه مين ولاتى مه بو بنگهى أيكه مين
ويذكر جزيرة بوطان(24) وكيف أضحت في زمن الأمراء البدرخانيين حاضرةَ وقتها في ذلك الزمان، وما أنجبته كردستان من أدباء وعلماء لا يُشقُ لهم غبار كأحمدي خاني و جزيري وما يدلّ عليه كتبهم من قيمة اللغة الكردية وما تحتويه من روائع البلاغة، أما في ميدان التضحية والشجاعة فدمائهم السخيّة أكبر برهان على إقدام هذا الشعب وبسالته، والانتفاضات المتكررة والثورات المستمرة خيرُ شاهد، ومن أبرز قاداتهم : القاضي محمد(25) ،والشيخ سعيد(26) ،والأمير بدرخان(27) ،والأمير أزدين شير(28) ، والشيخ محمود الحفيد(29) ،وإدريس وعبدالسلام برزاني(30) ، يقول :
نمونك ژوا قازي وشيخ سعيد بدرخان وأزدين وشيخى حفيد
دِمِل وا داه إدريس وعبدالسلام سِتيري گش ورابرِن بردوام
وهذه المُقوِّمات تدلّ على البنية المؤهلة أن يكون لهذا الشعب وطن وأرضٌ يعيش فيها ،وعليها ، ولا بدّ من بيان أن أديبنا الشيخ أحمد عاصر مرحلة ثورة الملّا مصطفى البرزاني(31) فانخرط فيها بفؤاده ونفسه ، وجرى بذلك مدادُ قلمه يخطو الكلمات النابعة من القلب ينافح فيها عن (ثورة أيلول الكبرى)(32) وعن قائدها أيّما منافحة ، يُبرز من خلال ذلك صفات الملّا مصطفى البرزاني ، وأهليته التي خوّلته لقيادة الشعب الكردي في مرحلة مصيرية ، ليُنعش آمال هذا الشعب من جديد بعد أن طال عليه السُّبات لتتراقص الأصابع على الزناد فيقول :
ژ سَهوا برى داخوه هش پيده هات ژ راستيى هاته وارى خبات
ژ دابين آزا كرن چاپلي لسر چقمقا چون وهاتن تلي
أمّا البرزاني نفسه فقد أفرد الشيخُ له قصيدة كاملة يبيّن مآثره، وحنكته السياسية ، وبعد النظر الذي تحلّ به ،ولعلّ أبرز ما يدلّ على ذلك هو موقفه من قضية كركوك(33) والتي تعرّض في سبيل ذلك للضغوط الكبيرة لكي يتنازل عنها حتّى من قبل من يدعي السياسة من بعض الكرد، ولكنه أبى ذلك، ليتبيّن اليوم صواب رأيه ،وسداد فكره .
لتأتي اتفاقية الجزائر المشؤومة(34) وكلّ أهدافها القضاء على الكرد في ثورة الملّا مصطفى البرزاني ، والشيخ أحمد في ذلك يبيّن المؤامرة كما لو أن وحوشاً اجتمعوا على فريستهم ، لينسحب الملّا مصطفى البرزاني من المعركة منتظراً الفرصة ليعود ثانيةً، وهو في فترة انسحابه لم يركن ولم ييئس بل كان يتجهّز ويعدّ العدة من جديد، حتّى إذا لاحت بوادر العودة عاد بلهفة منقطعة النظير لتكون( ثورة أيّار المظفرة )(35) وقد التف حول قائدهم الميمون اولئك البيشمركة الأبطال ،وأديبنا في كتابه يُظهر مآل هؤلاء الذين اجتمعوا على الكرد كيف كانت عاقبةُ أمرهم الخسران فيقول :
تماشاكه پاشينه يا خونده را بسر واده غيدا خُدى داورا
ثم يبيّن مجازر النظام العراقي في زمن صدّام حسين بالكرد من حلبجة(36) ، والأنفال(37) ، وما تبع ذلك من هجرة مليونية(38) وكلّ ذلك أمام أنظار ما يسمّى بالدول المتقدمة، والعالم الإسلامي الذي ينتمي إليه الكرد، ليدحض أديبنا المشاعر الزائفة لهؤلاء من تبنيّهم للإسلام ظاهراً، وتعارض ذلك مع مبادئ الإسلام السامية ، والتي تدعو إلى التضامن لا الكيل بمكيالين كما هو ديدن قادة المسلمين لدرجة أن اولئك القادة لم يذرفوا حتّى دمعة واحدة أمام المجازر الوحشية التي لحقت بهذا الشعب المسلم فيقول فيهم :
مخابن أوا هيسِره ك برنه دا لسرڤي گلي كان تِرسا خُدا
ورغم ذلك فلابدّ أن يتحاور الكرد مع غيرهم ممن يملك ثقافة الحوار من العرب على أساس من الحقوق المتبادلة ، والاحترام وعلى أسس سليمة تتجلّى فيها الحقوق لا أن تهضم .
وأخيراً وليس آخِراً يضع الشيخ أحمد يده على الجرح الذي طالما تجرّع الكرد منه الويلات ، وكانت دائماً سبباً في خذلانهم ، وتبعيّتهم للغير ، وهو الداء الذي ينخرُ نخراً في هذه الأمّة حتّى كأنك تظن أن ذلك ديدنه ، ألا وهو داء الفرقة ، والذي يبصر اليوم يرى حقيقة ما يقوله الشيخ وكأن الأيام تعيد نفسها ، حتّى إنه أشدّ ألماً من سيوف الأعداء، وأكثر قهراً من فقد الأحباب، كيف لا وجلّ مصائبنا تتأتى منه ، وتثمر من أشواكه ، وهذا الداء ليس بجديد فقد تحدّث عنه أحمدي خاني ،وملاي جزيري ، وجكرخوين ، والكثير من أدباء الكرد ومثقفيهم حيثُ يقول الشيخ وهو يبيّن حالة الفرقة :
بهژميره بند وچليقى بلاڤ بصد رنگ هلدانه سمبول وناڤ
مژولن بهڤ هروه روژ وشڤى برِكمان وك دژمنى وا دِاڤى
فما هو الداء ؟ إنه نهج الوحدة ، ولكن كيف السبيل إلى ذلك ؟ هنا يبدي أديبنا رأيه الذي يرتئيه ، فالوحدة عنده ليست شعاراً بل منهج لابدّ من أن يخطو هذا الشعب عليه لكي يصل إلى ضالته المنشودة ، وتكون على أسسٍ راسخة البنيان لا تهدمها أول هزةٍ أو يقوضها أول إعصار ، وهو يرى نتيجة خبرته الواسعة ،واطلاعه الكبير أن ذلك يتمثّلُ في نهج البرزاني حيثُ كانت التجربة الوحيدة التي أثمرت ، وأينعت خيراً للشعب الكردي ، وفي ذلك يقول : ( نهج البرزاني هو : النظامُ الديمقراطي المتوازن القائم على مبدأ المحاسبة العادلة المتمثلّة في مكافأة المحسن على قدر إحسانه ، ومعاقبة المسيء على قدر ما أساء ، كائناً من يكون بصرف النظر عن اللغة أو الجنس أو الدين والمذهب )(39)
بوى تيمِ توزِم دبوپيگري دژي شورشا تاسب وچيكري
وما ورد عن هذا النهج ليس إلا غيضاً من فيض هذا البحر الكبير
گها چرخكي بيژه أڤ نشتمان بناڤى وبيژايه وك قهرمان وفي كل هذا أديبنا ليس متعصّباً لمنهجه وما يراه بل يقول من وجد أفضل منّا فليأت به ونحن له منصتون .
دِ بيرى ده رازا بو مِن آرَهاند بهردو گهى خونده ڤانا گهاند .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .
____________________
(1) قرية عين ديوار : تتبع ناحية مركز المالكية في محافظة الحسكة السورية وتقابل مدينة ( جزيرة بوتان ) على الطرف التركي من الحدود .
(2) مدينة شرناخ : تقع في حدود تركيا الإدارية وهي عاصمة محافظة شرناخ من أبرز معالمها السياحية جبل جودي ومرقد نبي الله نوح عليه السلام ومقبرة مموزين صاحبا الرواية المشهورة والتي ترجمها الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي .
(3) باكور كردستان : وهي التسمية التي تطلق على الجزء الواقع في تركيا من أرض كردستان .
(4) الصف خاص : وهي تسمية تطلق على شهادة سورية بعد الانتهاء من مرحلة الثانوية العامة .
(5) محمد شيخو : أحد الفنانين الكرد الموهوبين 1948- 1989م يلقب بالبلبل الحزين ،وصوت كردستان له اسهامات كثيرة في الأغنية الكردية ، ذاق شظف العيش ومرارة الحياة تعرض للتعذيب في معتقلات الحكومة السورية سافر إلى بيروت في بداية مشواره ، كما أنه هاجر إلى كردستان العراق وكردستان إيران مات في مدينة القامشلي ودفن في مقبرة الهلالية حسب وصيته.
(6) اللغات السامية : افترض علماء اللغويات على أنها كانت موجودة في حقبة الألفية الرابعة قبل الميلاد أي منذ أكثر من 6000عام هناك اختلاف بين العلماء حول مناطق انتشارها ومن بعض هذه الآراء أنها تقع في منطقة الهلال الخصيب ومن الأقوام السامية ( الأكاديون ، والعرب ، والشعوب التي اعتنقت اليهودية ) راجع ويكبيديا .
(7) باشور كوردستان : وهي تسمية تطلق على الجزء الواقع جنوب أرض كردستان ( إقليم كردستان حالياً )
(8) حلقة بحث : تسمية تطلق على نشاط طلابي يقوم به غالباً في المرحلة الجامعية بطلبٍ من الدكتور الجامعي المختص لبحث موضوع معين .
(9) السرتفيكا : مرحلة دراسية تبدأ من الصف الأول الابتدائي وتنتهي بالصف الخامس .
(10) عبدالغني العطري 1919- 2003م أديب سوري كبير والده كان تاجراً كبيراً من تجار الشام وأمه فوزية ابنة العالم إبراهيم بن محمد الذهبي اشتغل في بدايات سنين عمره بالسياسة وناضل ضد الاحتلال الفرنسي ، كان صاحب امتياز جريدة الصباح الأدبية وتولى رياسة جريدة الأخبار السياسية ثم اشترى امتياز مجلّة الدنيا ليصدر أول عدد لها في 17 آذار 1945م وكانت وثبة في عالم الصحافة .
(11) الشيخ محمد نوري محمد رشيد الديرشوي أحد مشايخ الكرد في منطقة الجزير السورية .
(12) كتاب جمع الجوامع : كتاب في أصول الفقه الإسلامي لمؤلفه عبدالوهّاب بن علي السبكي تاج الدين، ويعتبر من الكتب التي كانت تدرّس للطلبة الكرد قبل حصولهم على الإجازة الشرعية ، .
(13) الملّا أحمد بافيك : كان مفتياً لمدينة ديريك درس عليه الشيخ محمد نوري محمد رشيد الديرشوي كما ورد في كتاب ( القطوف الجنيّة )
(14) ديركا حمكو ( المالكية ) : تقع في أقصى الشمال الشرقي من حدود سوريا الإدارية تتميز بوقع استراتيجي هام من حيث وقوعها في المثلث الحدودي بين سوريا والعراق وتركيا تبعد 90 كم شرقاً عن مدينة القامشلي ونحو 900كم عن مدينة دمشق يعود أصل الاسم إلى اللغة السريانية ( ديروني ) يمر نهر دجلة في الطرف الشرقي من المدينة على بعد 12كم .
(15) أحمدي خاني :صاحب الملحمة الشعرية مموزين 1650-1706م يعتبر أهم الشعراء الكرد ولد في بايزيد .
(16) الملّا أحمد الجزيّري: 1570-1640م كاتب وشاعر صوفي كردي ولد في جزيرة بوطان (ابن عمر) له مجموعة قصائد تسمّى ديوانا جزيري .
(17) جكرخوين (شيخموس حسن) :1903-1977م شاعر كردي ولد في قرية هيسار من قرى مدينة ماردين انخرط في العمل السياسي إلى جانب كونه شاعراً سافر إلى السويد في أخر سنين عمره له مجموعة شعرية كبيرة كما أن من أعماله قاموس كردي عبارة عن جزئين اثنين .
(18) حديث صحيح رواه الإمام البخاري .
(19) كثير من الكلام المنسوب إلى الشيخ هنا تم من خلال لقاء جرى بينه وبين مجموعة من الشباب في بداية الشهر السادس من عام 2016م كان بينهم صاحب هذه الكلمات .
(20) الكتابة اللاتينية : وهي الكتابة المتداولة بين كرد تركيا وسوريا على عكس كرد إيران والعراق حيث المعتمد هو الكتابة بالأحرف العربية واللغة اللاتينية هي لغة إيطاليقية وهو الجزء الأوسط من شبه الجزيرة الإيطالية وفي مدينة روما القديمة ثم انتشرت عبر المتوسط وإلى جزء كبير من أوربا بفعل التمدد الروماني وتوسعها .
(21) المنافقون : جمع منافق وهو الذي يظهر خلاف ما يبطن ويطلق على من يضمر العداوة ويظهر الصداقة والأصل هو من يخفي الكفر ويظهر الإيمان راجع المعجم الوسيط .
(22) 104 من سورة آل عمران
(23) حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه .
(24) جزيرة بوطان أو بوتان هي بلدة وقضاء في محافظة شرناق ضمن حدود تركيا الإدارية وتقع مباشرة شمال غرب نقطة الحدود الثلاثية التركية السورية العراقية .
(25) القاضي محمد 1893-1947م قائد كردي ورئيس جمهورية كوردستان ( جمهورية مهاباد ) ثاني من أعلن الدولة الكردية بنفسه بعد جمهورية آرارات .
(26) الشيخ سعيد بيران قائد كردي قاد النضال المسلّح ضد الدولة التركية في 5 شباط عام 1925م .
(27) الأمير بدرخان حكم جزيرة بوطان ويعتبر البدرخانيون من الأسر الكردية البارزة وطنيّاً وثقافياً .
(28) أزدين شير قائد كردي وأصل الاسم ( عزالدين شير بن سيف الدين ) أي عزالدين الأسد قاد النضال ضد الدولة العثمانية في منطقة بوتان ورد اسمه في الوثائق العثمانية كقائد متمرّد ضد الخلافة العثمانيّة .
(29) الشيخ محمود الحفيد البرزنجي 1881-1956م وهو قائد كردي مشهور قاد الكفاح المسلّح ضد الاحتلال البريطاني في جنوب كردستان الجزء الواقع ضمن الأراضي العراقية حاليّاً ، وقاد الكفاح المسلّح ضد قوات روسيا القيصرية في شرق كردستان الجزء الواقع ضمن أراضي إيران حاليّاً .
(30) ادريس البرزاني الأخ الأصغر للملّا مصطفى البرزاني عُرف بذكائه السياسي قاد النضال المسلّح ضد الحكومات العراقية مع شقيقه مصطفى البرزاني ،أمّا الشيخ عبدالسلام البرزاني الأخ الكبير للملّا مصطفى البرزاني يعتبر شيخ طريقة ( النقشبندية ) وكانت له مكانة كبيرة بين أفراد أسرته وأبناء شعبه كان من المشاركين في النضال ضد الحكومات العراقية .
(31) الملّا مصطفى البرزاني 1903-1979م قائد كردي بارز ولد في قرية برزان من قرى كردستان العراق كان من القواد المشاركين في تأسيس جمهورية مهاباد مع القائد قاضي محمد كانت حياته عبارة عن كفاح مستمر ضد محتلّي كردستان نال الكرد في عهده الحكم الذاتي عام 1970م .
(32) ثورة أيلول الكبرى 1961م قادها الملّا مصطفى البرزاني لنيل الحقوق القومية للشعب الكردي .
(33) مدينة كركوك هي مركز محافظة كركوك وإحدى أهم المدن العراقية التي تمتلك النفط ويقدّر عمرها بأكثر من 5000 سنة وكانت عاصمة لولاية شهرزور أبان الحكم العثماني
(34) اتفاقية الجزائر برعاية أمريكية كان عرّابها عبدالعزيز بوتفليقة وزير خارجية الجزائر في ذلك الوقت ورئيسها حاليّاً تمّ بموجبها تنازل الحكومة العراقية عن شط العرب لإيران وعدم مطالبتها بالأحواز مقابل وقف الشاه دعمه للثورة الكردية بقيادة الملّا مصطفى البرزاني .
(35) ثورة 26 أيار أو ( ثورة كولان ) 1976م قادها الملّا مصطفى البرزاني ضد الحكومة العراقية بعد فشل اتفاقيّة الجزائر .
(36) حلبجة مدينة تبعد عن حدود إيران 8-10 ميل تابعة لمحافظة السليمانية تم تحويلها إلى محافظة من قبل حكومة إقليم كردستان في 2013م تعرضت لهجوم كيمياوي من قبل نظام البعث العراقي راح ضحيّتها الألاف .
(37) حملة الانفال هي إحدى حملات الإبادة الجماعية التي قام بها النظام العراقي في زمن صدام حسين 1988م وقد سميّت الحملة نسبة إلى لسورة الأنفال في القرآن الكريم تم تدمير أكثر من 2000 قرية وقُتل الألاف من المواطنين الكرد بأساليب همجية وجرى اعتقال أكثر من 1000 مواطن كردي جرى تصفيتهم ودفنهم في قبور جماعية في 5 كانون الأول عام 2012م اعترف البرلمان السويدي بالأنفال كإبادة جماعية بحق الكرد .
(38) الهجرة المليونية وهي الهجرة التي اعقبت حملة الأنفال
(39) كتاب آسوما كرتنهفي .[1]