شفق نيوز/ في هذه الايام ومن بين الأخبار التي تنتهي لمسامعنا من طهران وايلام، يبرز اسم جماعة ايلاميي المركز، NGO تتخذ مختصر الاسم (ج أ م) وتشتهر به، تقع بين ناظريكم من بينهم بشكل حتمي اسم الدكتورة (مهين عباسي).
السيدة مهين عباسي، ناشطة نسوية كوردية ايلامية، عضو فرع النساء في جمعية كورد طهران وهي ممن وضع اساس جمعية ايلاميي المركز ومسؤولة فرع النساء الايلامييات.
السيدة الدكتورة مهين عباسي، هي الابنة الكبرى لعائلة من عشيرة شيخ بولحسن في مدينة آونو (آودانان) وهم فرع من عشيرة زركوش من قبيلة كورد بهلة. تبلغ الخامسة والعشرين من العمر، وتعيش مع عائلتها في العاصمة الايرانية.
- نلتقي مع هذه الاخت، العمل في المنزل، العمل في الشركة، وكل هذا التشعبات والتعقيدات في ظهورك في العمل الخيري الا تتعبين لمتابعة العمل لنفسك ولعائلتك؟
: لا، بالعكس اذا لم امارس هذه الاعمال كنت سأتعب من الناحيتين النفسية والروحية، فكل عمل له مكانه، فالعمل المنزلي هو عملي الطبيعي، والعمل خارج المنزل هو للحصول على لقمة العيش، وعمل للNGO هو شيء اخر هو للقلب، فالانسان ينجزه ليرضي قلبه ونفسه، وفي الحقيقة هي ليست متعبة، فانا عندما لا اجد مثل هذه الاعمال تبقى اتعاب الحياة في روحي.
- البعض يقول ان الاخت مهين امرأة ثروة، وهي امرأة تساوي مائة رجل، فماذا تقولين انت؟
:من المناسب ان اقول انهم تلطفوا على اختهم الصغيرة هذه، ولكن تذكرت كلمة من المرحوم والدي الذي كان رجلا معروفا في المنطقة، كان يناديني(ثروتي، يا ولدي، يا موضع أملي) وانا مثلما كان ابي سخيا، وجدت نفسي في العمل الخيري، وهذا اضيفه الى مزاحكم معي، وكلماتكم..... انا لم اسرق هذا العمل من الرجال، العمل ليس فيه هذا رجل وهذه امرأة، والكورد لم يكونوا ابدا ذوي مجتمع ذكوري مثل باقي جيراننا، فقد برز بيننا نساء رئيسات ونساء الرؤساء ورئيسة الشرطة او القرية وزعيمة القبيلة او الجماعة و...الخ وهناك اشياء اخرى كثيرة وموجودة عندنا من النساء والفتيات الكورديات عندما يرغبن في العمل ليس هناك من يمنعهن، وانا من اللواتي رغبن في العمل ولم يمنعني احد لحد الان.
- انت عملت في العمل التلفزيوني والاذاعي؟ اليس كذلك
: كثيرا، بحجم ما ترغب قلوبكم وتشاهد ابصاركم، عملت في برامج جمعية كورد المركز، مع برامج جمعية الايلاميين المركز، وفي تلفزيون سحر الكوردي، وبرامج الشعر وبرامج حقوقية وسياسية كونها من اختصاصي ودرستها، ان كنتم تحبونها، وفي مرات عديدة مديرة تنفيذية.
- جمع المساعدات، فيه الكثير من العمل والكثير من الشبهات، البعض يتساءل متى تريد مهين ان تستكن او تتوقف عن العمل؟
: كلا، الاستكانة والتوقف ليست من شيم المرأة، الرجال هم من يتوقفون اذا حصل شيء، انا انهي العمل ولاينهيني، ومن دون مزاح اقول لكم اني منذ امد بعيد اعمل في المجالات الثقافية والاجتماعية والتجمعات نسوية ، ويوما بعد يوم، تصبح نسوية ونسوية اكثر ، في المستقبل القريب سنقول لكم تنحوا جانبا.
في هذه المناطق لم يتبق غلبة الذكورية على المجتمع وامرأة قائدة واحدة تدير عدة الاف من الرجال العاديين.
ان ثقل كون الفتيات والنساء اكثر نشاطا لعلمك تسبب منذ زمن طويل ان اصبح العالم اكثر نسوية من الطبيعي.
- في المؤتمر، ماذا عن اثنين وعشرين الف شهيد من الشباب الكورد الفيليين؟
:نحن في طهران، نقوم كل عام بتحضير برنامج، الا ان فيروس كورونا عدا عن قتل اعزائنا تسبب بايقاف البرنامج ايضا، كل عام كنت افرح ان اصبح واحدا من المديرين للبرنامج الذي كنا نستذكر به هؤلاء الاعزاء الذين قتلوا وحيدين، الان لا اعرف ماذا اقول ، انا حزينة جدا.
- شكرا لك وسلمت، اذا كان لديك اي حديث اخر، نحن في خدمتك
: الكلام كثير، ولكن العمل لايتم تنفيذه بالكلام، اطالب جميع اخواني واخواتي في طهران وبغداد واربيل كون هذه المدن الثلاث عواصم، فمن يعيش في هذه المدن الكبيرة ويصل صوته وله سلطة ، ان يقوم قدر استطاعته بالتعريف والصراخ والزعيق والصياح والطلب والعمل والسعي من اجل ناسهم ولا يقصروا في ذلك وان يتحركوا قدر امكانهم، كوننا نملك الكثيرين ممن لا يعملون ولايتكلمون ولا يسيرون ، واذا نحن لم نرد ذلك لايريده الاخرون لنا ، وكما قالت والدتي دائما (اليد اليمنى لم تفعل خيرا لليد اليسرى)، في الاوقات الصعبة ، وفي الافراح ، يجب ان نقوم بعضنا بالتفكير في البعض الاخر دوما.[1]