إعداد/ غاندي إسكندر
ظاهرة الوشم ظاهرة منتشرة بين معظم شعوب الشرق الأوسط، ولاسيما بين الكرد، والعرب، وهو شكل من أشكال التعديل الجسدي، والزخرفة وغالبا ما يرتبط بجوانب أسطورية خيالية من تاريخ الشعوب، وقد تحول خلال هذه السنوات إلى ظاهرة من ظواهر التباهي في صفوف الشباب خاصة.
إحدى العلامات الدينية والقبلية لدى الشعب الكردي
كان الوشم قديماً علامة دينية حيث كان لكل دين وكل قبيلة كردية وشم خاص بها مختلف عن القبائل الأخرى، فهي موجودة في الكثير من المناطق الكردستانية في الشرق، والغرب، والشمال، والجنوب، وفي كثير من الأحيان يظهر التطابق في الوشم على أفراد القبيلة الكردية الواحدة أينما كان تواجدهم، وثقافة الوشم عند الشعب الكردي متطابقة تماماً مع النقوش الأثرية الميثولوجية الكردية القديمة، بل وأقدم منها بكثير، ومنها نقوش روحانية، وتاوية، وزرادشتية، وإيزداهية، وآثار من المعتقدات الشمسانية القديمة الأخرى، ولوحظ أن تصاميم معظم نقوش الوشم عند القبائل الكردية هي في الواقع قصص من الماضي القديم جداً، ومعتقدات ميثولوجية عريقة.
لكل وشم رمز وتعبير خاص
وإن بعض القبائل الكردية تستخدم حبراً خاصاً بها لدق الوشم، يسمى حبر الدق، وهو خليط من شحوار الفانوس مع حليب امرأة “مرضعة” لطفلة، وليس طفل، ويرمز شحوار المصباح إلى النور، ويصنع الوشم بشكل خاص على الشفاه، والعنق والأنف والأيدي، ومعظم الوشم لدى الشعب الكردي يأخذ شكل “صليب، مثلث، منحني، قمر، أزهار”؛ وفي الزرداشتية كان الوشم على الحنك يرمز إلى الملاك والوشم على اليدين يرمز إلى الكتاب المقدس أما الوشم على الجبين فيرمز إلى قدسية القمر، والوشم على شكل المشط يحفظ صاحبه من العقارب، ومن النماذج من النقوش الكردية الشمسانية اليازدانية القديمة الموجودة في باكور كردستان منطقة مدياد، والمثير أن النقوش تحوي رموزاً ميثولوجية سومرية، وهورية، وميدية، ومنها رمز الصليب الآري السومري المعقوف يتوسطه الشمس، ويدور باتجاه عقارب الساعة، وأيضاً الصليب المتساوي الأضلاع الذي يدل على الاتجاهات الأربعة لكوكب الارض، تدل على عناصر الكون الأربعة (التراب والهواء والنار والماء)، وكذلك نقوش الشمس وأفعى “شيخ مند” وبعض الرموز الأخرى الخاصة.[1]