صادف يوم (9 ديسمبر/ كانون الأول 2018) الذكرى ال70 لاتفاقية منع جرائم الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، بالتزامن يمر أيضا الذكرى الثانية لإحياء ذكرى وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية ، والهدف من هذا اليوم هو زيادة الوعي حول اتفاقية منع الإبادة الجماعية، والاحتفاء بدورها في مكافحة ومنع هذه الجريمة، وتكريم ضحاياها.
صادف يوم (9 ديسمبر/ كانون الأول 2018) الذكرى ال70 لاتفاقية منع جرائم الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، بالتزامن يمر أيضا الذكرى الثانية لإحياء ذكرى وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية ، والهدف من هذا اليوم هو زيادة الوعي حول اتفاقية منع الإبادة الجماعية، والاحتفاء بدورها في مكافحة ومنع هذه الجريمة، وتكريم ضحاياها.
وشهدت دول عديدة حول العالم مجازر كثيرة ترقى للإبادة الجماعية ، منها التي جرت في دولة رواندا الأفريقية في العام 1994 والتي خلفت نحو مليون قتيل ، إضافة إلى ذلك فقد عرف العالم مجازر أخرى مثل مجرزة سربرنيتشا بحق البوسنيين المسلمين ، كما لم يخلُ العراق من هذه الجرائم، أبرزها المجازر التي ارتكبت بحق الكورد.
الكورد الفيليون
تعرض الكورد الفيليون في عام 1971 إلى حملة تسفير خارج العراق بدعوى تبعيتهم الإيرانية، وفي عام 1980 صدرت جملة من القرارات ضدهم كان أبرزها القرار (666) لسنة 1980 الذي أسقط الجنسية العراقية بموجبه عنهم مما مهد الطريق لتسفير ما يقارب من نصف مليون شخص ومصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة وإحتجاز شبابهم ممن تتراوح أعمارهم بين الأربعة عشر عاما ومنتصف الثلاثينيات ثم إعدام أولئك الشباب لاحقاً.
الأنفال
امتدت حملة الأنفال لسلسلة من ثمانية هجمات عسكرية جرى تنفيذها في ستة مناطق جغرافية مختلفة في كوردستان بين أواخر فبراير/ شباط وأوائل سبتمبر/ أيلول عام 1988 .
وقد تم في هذه العمليات تدمير الآلاف من القرى الكوردية وقتل واعتقال سكانها واقتيادهم إلى المعتقلات ومحاولة إنهاء مظاهر الحياة فيها كذلك تم إخفاء الآلاف من الشباب ولم يتم الكشف عن مصيرهم ليتبين أنهم قد قتلوا فيما بعد وكان من بين الشهداء في عمليات الأنفال الأطفال والنساء والشيوخ والرجال بل وحددت العديد من القرى التي أطلق عليها المناطق المحظورة التي منع إيصال المواد الغذائية والأشخاص والأجهزة والآلات إليها لأسباب سميت أمنية وتم منع الاشتغال فيها بالزراعة والرعي وغيرها.Ù
ونتج عن هذه الجريمة البشعة تدمير أكثر من 4500 قرية وقصبة، إضافة إلى تدمير المؤسسات الدينية والمدنية والخدمية، كما بلغ عدد ضحاياها زهاء 182 ألف ضحية قتلا أو إخفاءً، وشُرِّدَ أكثر من 500 ألف إنسان، وخلفت عشرات الآلاف من الجرحى والمرضى والمعاقين.
حلبجة
مدينة حلبجة الواقعة ضمن الحدود الإدارية لمدينة السليمانية باقليم كوردستان(محافظة مستقلة حالياً) لم تنجُ من جرائم الإبادة كذلك، ففي يوم (16 مارس/ آذار 1988) هوجمت من قبل قوات نظام البعث بالسلاح الكيماوي (غاز الخردل)، ونتج عن هذه العملية مقتل أكثر من 5 آلاف شخص منهم نساء وأطفال وشيوخ ورجال، كما بلغ عدد المصابين في قصف حلبجة وحدها اكثر من 10 آلاف مصاب، علاوة على اختفاء مظاهر الحياة في هذه المدينة.
إبادة البارزانيين
استيقظ البارزانيون في صبيحة أحد أيام العام 1975 على وقع إصدار النظام البائد أمراً بترحيلهم من قراهم بمحافظة أربيل إلى محافظات جنوب العراق ، وفي عام 1980 أعيدوا إلى مجمعات سكنية قسرية في ناحية قوش تبة.
وفي المدة الواقعة بين يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول 1983 طوقت الأجهزة الأمنية والحرس الجمهوري تلك المجمعات واحتجزت الآلاف من الرجال والفتيان من البارزانيين ممن تزيد أعمارهم عن تسعة أعوام بحجة نقلهم لحضور اجتماع ومن ثم إعادتهم إلى مساكنهم حيث نقلوا باتجاه مدينة كركوك ولكن مصيرهم بقي مجهولاً لحين العثور على رفات معتقلين منهم بعد العام 2003 وسقوط النظام حيث تبين أنهم كانوا قد أعدموا رمياً بالرصاص ودفنوا في مقابر جماعية في صحارى غرب العراق .
وتشير الإحصائيات إلى أن ضحايا هذه الجريمة بلغ نحو 8 آلاف إنسان، وقد قامت الحكومة العراقية بعد عام 2003 بإحالة المتهمين في هذه الجريمة إلى المحكمة الجنائية العراقية العليا لمحاكمتهم، وفي مارس/ آذار 2009 عقدت المحكمة أولى جلساتها ومن ثم صدر الحكم في مايو/أيار 2011 معتبراً جريمة إبادة البارزانيين جريمة إبادة جماعية.
الإيزيديون
في عام 2014 احتل تنظيم داعش الإرهابي مدناً ومحافظات عراقية جراء انسحاب قوات الجيش العراقي منها بشكل مفاجىء ، الأمر الذي مكّن تنظيم داعش من ارتكاب جرائم بحق الطوائف التي يكفرها التنظيم ويستبيح دمائها وأموالها، وفي شهر أغسط/ آب من نفس العام دخل التنظيم إلى مدينة شنكال (سنجار) بعد محاصرتها، وقتل المئات من الإيزيديين وأسرَ الآلاف منهم، كما اختطف أكثر من 3 آلاف أمراة وفتاة، حيث تاجر بهن ارهابيوا التنظيم وتعرضن للاغتصاب والتنكيل.
وبحسب بيان سابق للمديرية العامة لشؤون الإيزيديين في أوقاف كوردستان، فإن عدد الإيزيديين في العراق كان نحو 550 ألف نسمة، بلغ عدد النازحين منهم جراء هجمة داعش نحو 360 ألف نازح ، فيما بلغ عدد الذين هاجروا خارج العراق 100 ألف نسمة ، وعدد القتلى في الأيام الأولى من هجوم التنظيم 1293 شهيدًا.
وأضافت أن عدد الأيتام من جراء الهجمة بلغ 2745 يتيماً، بواقع 1759 يتيم الأب، و407 يتيم الأم، و359 يتيم الوالدين، و220 يتيماً مازال والداهم بيد داعش.
وأوضح البيان أن عدد المختطفين بلغ 6417، منهم 3548 من الإناث، و2869 من الذكور، فيما بلغ عدد الناجين من قبضة التنظيم 3300 إيزيدي، مشيراً إلى أن عدد الإيزيديين الذين ما زالوا مجهولي المصير يبلغ 3117 مختطف، الإناث 1452، والذكور 1665.[1]