آرك نيوز... قدّم المناضلون الأوائل في تاريخ الحركة السياسية الكوردية في كوردستان سوريا الغالي والنفيس في سبيل حقوق الشعب الكوردي المشروعة في سوريا، وتعرضوا للتعذيب والتمييز والاضطهاد والاعتقالات التعسفية من قبل نظام البعث السوري, من بين أولئك المناضلين, المناضل محمد ملا فخري محمد.
السيرة الذاتية للسياسي الراحل محمد ملا فخري:
ولد المناضل محمد ملا فخري في مدينة لجي التابعة لآمد بكوردستان تركيا, من عائلة وطنية, حيث شارك والده ملا فخري في ثورة الشيخ سعيد بيران عام 1925.
وبعد ثورة شيخ سعيد بيران بفترة, توجهت عائلته نحو مدينة عامودا, واستقروا فيها وبعد بعدة سنوات, استقروا في مدينة قامشلو بكوردستان سوريا.
في عام 1937, استشهد ملا فخري, والد المناضل محمد ملا فخري, نتيجة المقاومة البطولية لأبناء عامودا ضد فرنسا.
في عام 1958, أسس المناضل محمد ملا فخري مع الشاعر الكبير جكر خوين حزب (آزادي), لاحقاً ودعماً لمطالب الجماهير بتوحيد الطاقات الكوردية, تم حل الحزب بُغية الانضمام للحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا, عُيّن الشاعر الكبير جكر خوين, عضواً في اللجنة المركزية للحزب والمناضل محمد ملا فخري, عضواً في اللجنة المنطقية للحزب.
تعرّض المناضل محمد ملا فخري للاعتقال عدة مرات, وخلال الحملة الشرسة على قيادات الحزب في الستينات من قبل النظام البعثي, تمكن المناضل محمد ملا فخري من التخفي من استخبارات النظام السوري, متنقلاً من قرية لأخرى.
زار المناضل محمد ملا فخري كوردستان العراق عدة مرات والتقى مع البارزاني الخالد في بداية السبعينات.
انتخب المناضل محمد ملا فخري في المؤتمر الوطني عام 1970, والذي عُقد في كوردستان العراق, عضواً في اللجنة الاستشارية لقيادة البارتي.
في عام 1973 ونتيجة للسياسات القمعية والشرسة ضد قيادة البارتي, اُعتقل المناضل محمد ملا فخري مع كوكبة من المناضلين من قيادات البارتي (سكرتير الحزب دهام ميرو, ومحمد نذير مصطفى, وكنعان عكيد, وأمين شيخ كلين, وخالد مشايخ, وعبدالله ملا علي) وذلك بسبب بيان البارتي, آنذاك, الرافض لقرار النظام البعثي بتطبيق الحزام العربي وذلك بتوطين العرب بمستوطنات في كوردستان سوريا.
ظروف سجن قيادة البارتي
اُعتقلت قيادة البارتي في سجنٍ مظلم لمدة ثلاث سنوات دون أن يعرف أحد مكانهم, ولاحقاً تبين إنهم في سجن القصاع, بقيّ المناضل محمد ملا فخري مسجوناً لمدة تسع سنوات (2265 يوماً).
ونتيجة للقمع المتواصل والمراقبة الأمنية توقفت الحياة السياسية للمناضل محمد ملا فخري, إلا إنه بقيّ قريباً من الحركة السياسية الكوردية في سوريا وملتزماً بنهج البارزاني الخالد.
تدهورت صحته بعد الخروج من السجن وأُجري له العديد من العمليات الجراحية ولم يستطع السفر خارج سوريا بُغية العلاج بسبب منعه من السفر من قبل النظام السوري.
وفي صباح يوم الجمعة, وبتاريخ 21/01/2005, توقف قلب المناضل الكبير محمد ملا فخري عن الخفقان, بعد صراع مرير مع المرض, في مدينة قامشلو بكوردستان سوريا ووري الثرى في مقبرة قدور بك. [1]
ريباز نيوز