بيار روباري
خامسآ، معتقدات سكان مدينة باخاز الأصليين:
إن مدينة “باخاز” مثلها مثل بقية المدن الخورية المنتشرة بين البحر المتوسط والخليج الإيلامي وشمال غرب كردستان (الأناضول)، كلها كانت تدين بديانة واحدة وهي الديانة اليزدانية- الشمانية، وتنتمي لنفس الشعب والثقافة واللغة، ألا وهي اللغة الخورية.
وإذا نظرنا إلى المدن المحيطة بمدينة “باخاز”، سنكتشف أن جميعها كانت تضم معابد يزدانية كبيرة أو صغيرة. ولا شك أن هذه المدينة أيضآ كانت تضم معبد يزداني، ولكن بسبب ضياع نتائج عمليات البحث والتنقيب والدراسات، التي قامت بها البعثة الفرنسية – الأمريكية المشتركة، بسبب نشوب الحرب العالمية الثانية، للأسف لا نملك معلومات عن معبدها وبقية الأبنية الموجودة فيها، ولا حتى طبقات التلة الكبيرة. ولا يمكن لشعب إمتلاك مقبرة منظمة ومرتبة بهذا الشكل، وكانوا يدفنون موتاهم بطريقة ومراسم محددة، وكانوا من دون معتقدات ودين، وخاصة في هذه الفترة كانت اليزدانية منتشرة في كل المنطقة ومسيطرة، ولم يكن هناك دين منافس لها. وخاصة أن المدينة لا تبعد سوى كيلومترات قليلة جدآ عن مدن خورية أخرى مثل مدينة “ماري وترقا” الخوريتين االأثريتين، مع العلم أن مدينة “باخاز” أقدم من كلتاهما.
ونعلم جيدآ بأن الشعب الخوري وكل أبنائه وأحفاده كانوا يعتنقون الديانة اليزدانية، والتي تتمحور حول عبادة إله الشمس بشكل أساسي، والذي كان يسمى “خور” نسبة للشمس، ولهذا سمي هذا الشعب بإسم (الشعب الخوري). وكلمة الشمس العربية هي الأخرى مأخوذة عن اللغة الكردية القديمة عبر اللغة العبرية، حيث كان الكرد السومريين يسمونها “شمش”، وأخذ عنهم اليهود التسمية، أثناء وجودهم في وطن الكرد بعد سبيهم من قبل البابليين والأشوريين، والعرب أخذوا التسمية عن العبرية وبدلوا حرف (الشين) الثانية بحرف (السين).
إلى جانب ذلك ولألاف السنيين كان الشعب الخوري هو الشعب الوحيد، الذي يقيم في هذه المنطقة التي كانت تضم البلدان الحالية التالية: (تركيا، سوريا، لبنان، العراق، الكويت، ايران، أذربيجان) وكلها كيانات مصطنعة ولقيطة. وكل الشعب الخوري كان يعبد نفس الألهة ويمارس نفس الطقوس الدينية، وكلمة “دين” ذاتها مأخوذة عن المفردة الكردية السومرية (دينا)، كي لا يزاود أحدٌ علينا نحن الكرد.
ومدينة باخاز الأثرية، لم تكن إستثناءً من ذلك، وبدليل كل المدن والممالك المحيطة بها من جميع الجهات كانت لها نفس الثقافة، وتتحدث بنفس اللغة الخورية أم (اللغة الكردية) الحالية، وكانوا يعبدون نفس الألهة مثل سكان ” گريه موزان، گوزانه، گريه هموكاران، شادي كانى، شاغر بازار، گريه براك، ليلان، گريه خويرة، گريه اوبيض، … إلخ”.
ومن ضمن الألهة التي كان يعبدها سكان مدينة “باخاز”، إله العاصفة (تيشوب)، الذي كان يعتبر ملك الآلهة. ثانيآ، إلهة الأم (هيبات)، التي كانت إلهة الشمس عند الهيتيين (الحثيين)، وكانت زوجة لإله العاصفة (تيشوب). ثالثآ، الإله (شاروما)، وهو إبن كل من إله العاصفة وإلهة الأم، الإله (كوماربي) وهو بدوره سلف إله العاصفة، وكانت مدينة “أوركيش” المركز الرئيس لعبادة هذا الإله. رابعآ، إلهة الخصوبة والحرب والشفاء (شاوشكا)، التي كان مركزها في نينوى. خامسآ، إله الشمس (شيميگي). سادسآ، إله القمر (كوشوه). هذا إضافة إلى ألهة محلية مثل إله الأرض (أدو) وغيرهم من الألهة، وكانوا يملكون معبدآ واحدآ في المدينة.
هذا الوضع بدأ يتغير بعد الإحتلال الروماني – البيزنطي لوطن الخوريين، ومن ضمنها منطقة “باخاز” الحالية وإقليم الجزيره، وخاصة بعد تبني كلا الدولتين الديانة المسيحية رسميآ. حيث بدأ هؤلاء المحتلين ببناء كنائسهم المقيتة على أنقاض معابد الكرد اليزدانية، وتحويل بعضها الأخر إلى كنائس، وفرض الديانة المسيحية على أبناء الشعب الخوري.
ومع إحتلال المنطقة وضمنآ مدينة “باخاز” الأثرية من قبل المحتلين العرب المسلمين الأشرار، حوالي العام (641) ميلادية، وقيام هؤلاء الهمج بفرض لغتهم ودينهم الشرير، على الكرد من سكان المنطقة، وأجبار المسيحيين الكرد واليزدانيين على حدٍ سواء، على إعتناق الإسلام بحد السيف، ونهبوا أهل
المنطقة وسرقوا أرزاقهم، وإستوطنوا فيها واليوم يدعون أن مدينة “باخاز” ومدينة “رقه ودر زور” وكل المنطقة عربية، ويقولون أن الكرد مجرد مهاجرين.
كل ملمٍ بتاريخ الشعب الخوري وأبنائه: “السومريين، الإيلاميين، الميتانيين، الهيتيين، الميديين” وأحفاده “الكرد”، يعلم حق العلم أنهم جميعآ لم يعتنقوا يومآ دينآ أخر، سوى هذا الدين لألاف السنين، ولم يعبدوا الأصنام نهائيآ، بخلاف جميع شعوب الأرض. وبقيوا على دينهم اليزداني الشمساني رغم كل ما تعرضوا له من غزوات وإحتلالات، وحتى النبي “زاردشت” الذي جاء بدين جديد رفضه الشعب الكردي مع أنه كردي، ولم تلقى الزاردشتية إنتشارآ واسعآ بين أبناء الإمة الكردية إلا في نطاق ضيق جدآ، وذلك بسبب تعلق الشعب الكردي بدينه اليزداني السمح والمسالم.
ولليوم الكرد اليزدانيين، يقومون بنفس العبادات ويمارسون ذات الطقوس الدينية اليزدانية، وأي زائر للقرى والبلدات اليزدانية سيجد ذلك بإم عينه، وخاصة إذا زار منطقة “شنكال”. ولليوم هناك العشرات من القرى الكردية في منطقة الهسكه، التي يدين سكانها بهذه الديانة الخورية، والإيزيدية فقط فرقة منها وهناك فرق عديدة إنشقت عنها بسبب الإحتلالات لكردستان كالإحتلال الداعشي الأخير.
وفي تلك الحقبة الزمنية، لم يكن هناك أديان كما نفهمها اليوم، وإنما كانت هناك معتقدات وطقوس دينية ولم يكن الديانة اليزدانية تملك رسولآ أو ما أطلق عليهم لاحقآ الأنبياء. والألهة كانت كثيرة للغاية، بحيث كل شأن كان له إله خاصآ به ومسؤولآ عنه، ومن هنا جاء تعدد الألهة وكثرتها، والكرد الخوريين كانوا متسامحين جدآ مع معتدات الأخرين، ولم يعرفوا التشدد والتطرف والعداء، ولم يمنعوا الأخرين من غير من ممارسة عباداتهم وطقوسهم الدينية الخاصة بهم. ولم تعرف البشرية الحروب الدينية قط، إلا بعد ظهور اليهودية كديانة شمولية، ولحقت بها المسيحية والإسلام والثلاثة أسوأ من بعضهما البعض.
سادسآ، معنى تسمية مدينة باخاز وأصلها:
جرت العادة عندما يفشل العرب المستعربة والمقصود بذلك الكتاب منهم، في إيجاد تسمية قريبة لإسم أي مدينة خورية – سومرية – ميتانية كردية في لغاتهم السامية، فيبتدعون معاني معينة كاذبة لأسامي تلك المدن أو نسبها للغة التركية أو الفارسية. ولم أصادف لمرة واحدة، بأن نسبوا أصل إسم ما أو مصطلح للغة الكردية. وأنا عملت بحث “المفردات في اللغة العربية والقرأن”، هذا إضافة لعشرات الدراسات التاريخية عن العديد من المدن الأثرية الخورية منها والسومرية والميتانية والهيتية، وكلهم أسلاف الشعب الكردي الحالي. وذات النهج والإستراتيجية إتبعها ومازل يتعبها الأتراك المستتركة، مع كافة الكلمات والأسماء والمصطلحات، حيث كل شيئ لا يستطيعون نسبه للغة التركية بالإحتيال والأكاذيب، يعيدونها للغة الفارسية!!! طبعآ الهدف من هذا النهج الخسيس، هو التغطية على الهوية القومية الكردية للكلمات والأسماء والمصطلحات، والهدف النهائي من كل هذه السياسة العنصرية هو إنكار وجود الشعب الكردي من الأساس.
وهذا ليس مستغربآ حيث كل سياساتهم الرسمية والشعبية على مدى مئات الأعوام، أقيمت على نكران وجود الإمة الكردية وكردستان، والسبب في ذلك أن أي إعتراف بوجود الشعب الكردي ينسف شرعيتهم من الأساس. الفرس مثلآ بعكس هؤلاء لا ينكرون الوجود الشعب الكردي، ولا المصطلحات الكردية، وإن كانوا قد سرقوا مئات الألاف من الكلمات الكردية، ومن ثم إدعوا أنها فارسية. وفي حالة مدينة “باخاز”، هؤلاء لم يعثروا على لفظة أرامية أو عربية قريبة من اللفظة الكردية فلجأوا إلى فرضيتين هما:
الفرضية الأولى:
قالوا كلمة (باخوس) تعني إله الخمر عند الحضارات القديمة التي إستوطنت المنطقة. لكنهم لم يقولوا ما هي تلك الحضارات القديمة، ومن هم أصاحبها وبأي لغة كانوا يتحدثون وفي أي فترة زمنية عاشوا في المنطقة، وماذا جرى لهم.
الفرضية الثانية:
قالوا تعنى “المضيق”، باللغة التركية. وهذا يدل على أهمية موقع وادي الفرات جغرافيآ، الذي يكون واسعآ وما يلبث أن يضيق عند بداية البوكمال حيث تتصل حواف البادية إلى قرب مجرى النهر، ويقابله جرف “باخاز” المسمى جبل (العرسي) على الجهة المقابلة.
هنا أيضآ لم يفسروا لنا بشكل علمي ولغوي، كيف علموا أن التسمية تركية؟؟ لكن شرح معنى التسمية صحيح، كي أكون منصفآ وأعطي لكل ذي حقٍ حقه.
في الحقيقة التسمية ليس لها أي علاقة بالخمر ولا الألهه، وليس لها علاقة باللغة التركية لا قريب ولا من بعيد، وسوف نشرح كيف ولماذا، وذلك باللغتين الكردية والعربية، وككل مرة سنعتمد على “علم إصول الكلمات”، والذي نسميه باللغة الكردية “پيفسازي”.
بداية التسمية محرفة وقد حرفها المحتلين العرب منذ إحتلالهم للمدينة وإستيطانها إستيطانآ سراطنيآ، إن إسم المدينة الصحيح هو “باخاز”. والتسمية كردية رصينة وقديمة للغاية ومركبة من لفظتين: الأولى (با) وتعني الهواء، والثانية (خاز) وتعني تعني ممر. والتسمية ككل تعني “ممر الهواء”. وفي اللغة التركية يستخدمون كلمة (الهواء) العربية للتعبير عن كلمة (با) الكردية. واللغة التركية 40% من مفراداتها اليوم عربية، و(40%) منها مفردات كردية هم يسمونها (فارسية)، و10% مفردات تركية أصلية، والعشرة الباقية خليط من عدة لغات أوروبية. هذه الإحصائية صادرة عن مجمع اللغة التركية قبل عدة سنوات وليست من عندي. لهذا قلنا بأن تسمية المدينة تسمية كردية أصيلة، وبالتالي هي مدينة خورية – كردية الروح والجسد والهوى.
وطبيعة جغرافية مدينة “باخاز” وما حولها، يعكس حقيقة تشكُل هذه الطبيعته الجغرافية على مدى ألاف السنين، وهي طبيعة صعبة، نظراً لتحول حركة التنقل بين البر والنهر والجبل عبر هذا المضيق الضيق، وطبيعة سهله، نظراً لترابط مسارات التنقل دون انقطاع تام، وطبيعة ساحرة، نظرآ لجمال طبيعتها الخلابة والمتداخل مع الصحراء والنهر والجبل.
وما تم ذكره يؤكد أهمية المكان من تضاريس وأنهار، كخط دفاعي مُحصن بطبيعته، ونقطة تواصل عن طريق الربط بين المجاري المائية والجبال والصحراء المفتوحة، وهو ما إستخدمه الخوريين منذ القدم وفي فترات لاحقة إستخدمه الميتانيين الكرد وبقية الحضارات التي تعاقبت على المدينة والمنطقة بأسرها كما إن معنى التسمية جاءت كتأكيد على الطبيعة الجغرافية المُعقدة بالنسبة لمن لا يعرفها، والسهلة لمن يعرفها.
سابعآ، الوجود الكردي في مدينة باخاز والمنطقة المحيطة بها:
إن الوجود الكردي في مدينة “باخاز” والمنطقة المحيطة بها قديم للغاية ويسبق نشأة المدينة نفسها، وبقية المدن الخورية في كامل المنطقة، حيث أن الوجود الخوري – الكردي في المنطقة عمومآ، وهضبة الجزيرة الفراتية، ومن ضمنها محافظة “درزور” الكردية، يعود إلى عشرات ألاف السنين قبل الميلاد، وليس فقط في هذه المدينة ومحيطها، بل يشمل كل العراق الحالي ومعها الكويت وسوريا ولبنان وايران وتركيا هذه الكيانات المصطنعة. ومنطقة الجزيره وجبال زاگروس عمومآ، هي الموطن الأصلي للشعب الكردي وأسلافه مع سلسلة جبال طورس، ومدينة “گوزانة”، كانت هي المنبت التي إنطلقت منها الإمة الكردية للوجود، ومن ثم إنتشرت في أرجاء المنطق التي تسمى حاليآ (الشرق الأوسط)، ومن هنا ذاك الكم الهائل من المدن الأثرية والتاريخية الخورية – الميتانية – الهيتية – الميدية في هذه البلاد، وخير دليل على ذلك وجود عاصمة الدولة الخورية ذاتها في هذه المنطقة مدينة “أوركيش” والتي تسمى حليآ (گريه موزان)، وإلى القريب منها توجد عاصمة الدولة الميتانية “واشوكاني”. والأهم منهما هو المدينة الخورية “هموكاران”، الواقعة إلي الشمال من جبل “شنگال” داخل حدود غرب كردستان الحالية، والتي تعتبر أول مدينة أنشأت في تاريخ الحضارة البشرية.
مدينة “باخاز” والمناطق المحيطة بها مثل مدينة “ماري، ترقا، درزور، رقه” الأثريات تعرضوا لعمليات غزو وإحتلالات عديدة عبر التاريخ، وأكثرية تلك الغزوات والهجمات والإحتلالات كانت تأتيها من جهة الجنوب والشرق، وثلاثة إحتلالات أتتها من الغرب (الرومان، البيزنطيين، شعوب البحر). وعمومآ المناطق الجنوبية من بلاد الخوريين تعرضت للتغير الديمغرافي أكثر من غيرها لثلاثة أسباب رئيسية هي:
1- تعرضها للغزوات المتكررة، بهدف نهبها وسلبها، وهذه الغارات وعلميات الغزو تسببت وعلى المدى الطويل في عدم الإستقرار هذه المدن وهجرة قسم من سكانها الكرد نحو الشمال المرتفع، أي المناطق الداخلية لحماية أنفسهم، لأن المناطق الجنوبية من وطن الخوريين (كردستان) سهلية ويصعب الدفاع عنها.
2- الإحتلالات العربية بكل مسمياتها الأمورية، الأشورية، البابلية، العربية الإسلامية، كانت في منتهى الوحشية، وكانوا مجرد همج وبرابرة وإحتلالهم كان إحتلالآ إستيطانيآ سرطانيآ، وهذا شكل ضغطآ كبيرآ
على السكان الخوريين الكرد، مما إضطر الكثيرين منهم الرحيل عن مناطقهم لرفضهم العيش تحت سيطرة هؤلاء الوحش البشرية. والقسم الأخر من سكان المدن الجنوبية الذين بقوا في ديارهم، مع الزمن تم تعريبهم، وهذا جرى على مدى ألاف السنين وليس في يومٍ واحد.
3- التغيرات المناخية وتحول تلك المناطق إلى أراضي قاحلة بسبب قلة الأمطار، وتسبب ذلك في إختفاء الغطاء النباتي، الذي كان يعتاش عليه ماشية سكان المنطقة من الخوريين والميتانيين الكرد، وهذا ما دفع بهم التوجه نحو الشمال، وحل محلهم مع الزمن قطان البدو العرب. وهكذا تعربت تلك المناطق سواءً في غرب كرستان أو جنوبها (سوريا، العراق) الحاليين.
وإذا نظرنا إلى عموم منطقة الجزيره بمدنها الأثرية العريقة والتاريخية مثل: مدينة درزور، الهسكه، الرقه، أوركيش، واشكاني، گربراك، هموكاران، ماري، ترقا، باخاز، وعشرات المدن الأثرية الأخرى التي يعود تاريخها إلى ألاف السنين قبل الميلاد، ستجدها خورية – سوبارتية – ميتانية – هيتية – ميدية – كردية خالصة، ونفس الشيئ ينطبق على منطقة ساحل البحر الأبيض المتوسط وشواطئ خليج “إيلام” الكردي وشمال غرب كردستان (الأناضول)، أما بخصوص اولئك المستوطنين العرب أو الأشوريين في المنطقة، ليسوا سوى محتلين وغزاة، ومجرمين بحق الشعب الكردي ولصوص، سرقوا كل شيئ والأن يريدون سرقة تاريخنا أيضآ بعدما سرقوا أرضنا، ووجودهم في هذه الأرض غير شرعي، ولا يملكون أي شبر أرض فيها على الإطلاق، والربع الخالي في إنتظارهم.
الوجود الكردي في المدينة وحولها، للأسف الشديد ضعيف للغاية، وذلك يعود لسببين رئيسيين هما:
الأول، إن فرض الدين الإسلامي على الكرد إضافة للغة العربية، الكثرين من الكرد تعربوا مع الوقت.
الثاني، هو تعرض المنطقة إلى عمليات تهجير قسرية، وبفعل الحروب ودمار المدينة الأصلية. فالمدينة الحالية حديثة للغاية، ولا يتجاوز عمرها المئة عام في أحسن الأحوال. هذا الإستيطان العربي الإسلامي غير شرعي، ولا يمنح هؤلاء المحتلين المستوطنيين أية حقوق في الأرض أو حقوق سياسية أو قانوية.
ثامنآ، الحياة الإقتصادية في مدينة باخاز:
إن إقتصاد مدينة “باخاز” ككل المدن الخورية والميتانية الكردية، كان يعتمد بشكل أساسي على الزراعة وتربية المواشي بشكل أساسي. ولهذا النوع من الإقتصاد أسبابه، حيث لم تكن الحرف الصناعية متطورة كما الحال عليه في أيامنا هذه. ثانيآ، طبيعة المنطقة كانت تفرض هذا النوع من الإقتصاد، ثالثآ، لم تتحول المدينة إلى مركز حضاري وسياسي وتجاريكبير و مهم، بسبب منافسة المدن الأخرى لها. رابعآ لليوم مازال العديد من المدن لم تشهد قفزات صناعية، وتعتمد في إقتصادها على الزراعة، وبالأساليب الشبه بدائية.
هذا لا ينفي وجود بعض الحرف اليدوية البسيطة في المدينة، كصناعة الجلود بسبب توفر الجلود نتيجة تربية الماشية من قبل سكان المدينة، صناعة الجبنة، اللبن، السمنة، بعض الأدوات الزراعية والمنزلية الخشبية منها والمعدنية، وبعض أدوات الزينة والسلاح. ولليوم سكان مدينة “باخاز” يعيشون في أكثريتهم على الزراعة وتربية المواشي، كون الدولة لم تهتم بهم ولا بالمدينة وكأنها لا تنتمي لهذا البلد، وقد إهملت بشكل شبه تام ومن كافة النواحي، وهذه كانت سياسة مقصودة، والهدف منها كان تفقير المنطقة لأهداف سياسية مقيتة.
ومن أهم المحاصيل الزراعية، التي تشتهر بها مدينة “باخاز”، هي زراعة القطن، ويعتبر من أحد أهم المحاصيل الأساسية التي تزرع في أراضي “باخاز”، بالإضافة إلى زراعة القمح بأنواعه المختلفة، الشعير، السمسم، الذرة بنوعيها، القنب، العدس، الشوندر السكري، الجلبان، هذا إلى جانب زراعة بعض أنواع الخضروات مثل:
البامية، الباذنجان، البندورة، الكوسا، القرع، الفول، الفستق، الخس، الفجل، البصل، البقدونس، النعناع، الجزر، الفلفل، اللهانة، الثوم، الحمص وأنواع أخرى متعددة.
كما وتشتهر مدينة “باخاز” وريفها بزراعة أشجار الفاكهة بأنواعها المختلفة، وتحتل البساتين مساحات واسعة من أراضيها الزراعية مثل: أشجار التفاح، المشمش، التوت، الأجاص، الكرز، البرتقال، العنب، الليمون، الرمان، التين، الخوخ، وأنواع أخرى كثيرة. كما وتشتهر المدينة بالكمأة أي الفطر، وله أنواع عديدة.
لاشك فيه أن نهر الفرات يشكل العمود الفقري لإقتصاد المدينة، وخاصة في مجال الزراعة والثروة السمكية. وبالطبع لولا وجود نهر الفرات بمائه العذب لما كان هناك حياة في الأصل هنا بهذه الأرض.
وتشتهر المدينة كغيرها من المدن الفراتية، بأنواع عديدة من أسماك المياه العذبة مثل: الفرخ، البني، البوري، الرومي، المجنس، الخشيني، أبو الزنير، الجري، أبو حليق، المشط والكادب وغير ذلك.
ولا ننسى هناك فرع لنهر الفرات، وهو مصطنع وحفر قبل ألاف السنين لإيصال مياه نهر الفرات إلى عمق المدينة، وسمي هذا القناة بنهر “دورين”، وهي تسمية كردية وتعني “حول”، وهذا النهر صغير ويصب مرة أخرى في مجرى نهر الفرات العام، وقد أمرت ملكة مملكة “باخاز”، بحفره، وأيضآ يلعب دورآ مهمآ في حياة الناس اليومية وإقتصادهم دون شك.
إن تصدر المرأة المراكز القيادية في المجتمع الكردي قديمآ وحديثآ، يتماشى مع جوهر الديانة اليزدانية – الشمسانية الخورية الكردية التي لا تميز بين الجنسين. ففي ديانة الكرد كانت ولازالت المرأة تحتل مكانة مرموقة وقيادية، وفي جميع الميادين والمستويات كافة. من هنا لا إستغراب في تقلد مرأة كردية قيادة هذه المملكة وإمتلاك هذا الوعي، وإدراكها بحاجة مجمتعها ومملكتها بشق فرع من نهر الفرات وتمريره من خلال مدينتها، ومن ثم جعلته يصب مرة أخرى في مجرى ذات النهر، إنها فعلآ كانت إمرأة عبقرية وذات بعد نظر.
وبعد إندلاع الثورة السورية عام 2011، وظهور تنظيم داعش الإرهابي على الساحة، وتمركزه في هذه المدينة ومدينة “درزور”، وإتخاذه من مدينة “رقه”، عاصمة لدولته الإجرامية، كون مدينة “باخاز” تبعد عن الحدود بين جنوب وغرب كردستان واحد (1) كيلومتر فقط، وفي عهد تنظيم داعش تم إلغاء الحدود، ومعه نشطت التجارة بين جزئي المدينة وتحسن وضع الناس الإقتصادي، وكان بإمكان الناس زيارة بعضهما البعض في الجزئين كونهم أبناء شعب واحد. ويمكن قطع المسافة بين الجزئين في (10) عشرة دقائق مشيآ على الأقدام. الحدود السياسية المصطنعة بين جزئي جنوب وغرب كردستان قسمت المدينة إلى قسمين ومعها عدد من القرى، حالها حال مدينة “حمام” في أفرين والعديد من القرى أيضآ. وهذا ما يمكن مشاهدته على كل الحدود المصطنعة بين أجزاء كردستان الخمسة. إنها حالة مقززة ومخزية ومدانة، وتذكرني بحائط برلين الذي شاهدته بعيني قبل هدمه.
وتمتد مدينة “باخاز” على طول (2) كم على الضفة الشمالية لنهر الفرات، ويحيط بها تلال من الناحية الشمالية الشرقية، أي أنها تقع بين النهر والتلال، وهو ما منحها تحصيناً جغرافياً ومن هنا سميت بهذا الإسم، وإستفاد تنظيم داعش الإرهابي من موقعها الجغرافي على الواقع على الحدود.
وكما ذكرنا سابقآ، أن مدينة “البوكمال”، تقع جنوب نهر الفرات، وهي مدينة حديثة وقد بناها العثمانيين وكانت في الأصل مخفر أو سكنة للقوات عسكرية أو جندرمة لحماية طرق التجارة. وتسلم مسؤولية
القشلة (السكنة) السيد “أبو كمال درويش أفندي” وهو كردي الأصل. ولليوم الكثيرين يسمون المدينة بالقشلة. وظل قبر السيد أبو كمال موجودآ في مسجد البلدة (الجامع الكبير)، إلى أن قامت وزارة الأوقاف السورية بتجديد المسجد ومعه إزالت قبر “أبو كمال درويش أفندي” في السنوات الأخيرة. ويرجع تأسيس مدينة البوكمال إلى عام 1864.
ومن ثم توسعت القشلة وتحولت إلى مدينة مع الوقت وهي قريبة جدآ من مدينة “باخاز”، ويربطهما جسر ممدود فوق نهر الفرات، لكن النظام الأسدي قام بقصف هذا الجسر من الجو بالصواريخ وهدمه كليآ، ولم يتم بعد إعادة بنائه، بسبب سيطرة قوات النظام الأسدي على مدينة البوكمال، وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” تسيطر على مدينة “باخاز”.
ونتيجة إضطرار العالم الحر ومعهم الشعب الكردي التواق للحرية، إلى تحرير كافة المدن من يد تنظيم داعش المجرم، وتحرير الناس من جرائمه، كان لا بد من خوض معركة شرسة ضده في هذه المدينة كأخر معقل له، وقام بهذه المهمة كل من “قوات التحالف الدولي” بقيادة أمريكا، و”قوات قسد”، ونجحوا في دحر التنظيم منها بشكل كامل وتحرير المدينة كاملة. ولكن بأثمان غالية في الأرواح والأملاك العائدة للسكان، وبسبب ذلك هجرت أكثرية سكان المدينة ديارهم، وتدمير 80% من البيوت وهذا ما تسبب في إنهيار شبه كامل لإقتصاد المدينة، وهي الأن بحاجة كبقية المدن المحررة في غرب كردستان، إلى إعادة الإعمار والبناء من جديد مع تأمين كافة الخدمات الضرورية للعيش.
وبلغ عدد المواطنين العائدين إلى مدينة “باخاز” حتى نهاية 2021 حوالي (35) ألف مواطن، لتنبض شوارعها وأسواقها بالحياة من جديد، وهذا بفضل الأمان وقيام مجلس المدينة العمل بجد لتوفير الخدمات الأساسية للمواطنيين، كالماء، الكهرباء، المدارس، المشفيات، البنية التحية، تعبيد الطرق والشوارع، إيجاد فرص العمل، تأمين مواد البناء، …..إلخ.
وأولى الأعمال التي قامت بها لجنة الخدمات في مجلس المدينة، هي فتح الطرقات وإزالة الأنقاض التي بلغت نحو (48) ألف متر مكعب، وبمساعدة فرق مختصة تمكن المجلس إنتشال أكثر من (470) جثة كانت ملقاة بين الأراضي الزراعيّة وعلى الطرقات وفي المنازل.
إلى جانب ذلك تمكنت إدارة المدينة وبدعم من مجلس محافظة “درزور”، من إفتتاح مركز صحي معتبر في المدينة، يقدم الإسعافات الأولية واللقاحات الدورية ضمن الإمكانات المتوفرة. وتمكنت إدارة المدينة من إعادة حوالي 6 مدارس من أصل (14) إلى كامل طاقتها، والعمل جاري على إصلاح بقية المدارس، وبلغ عدد طلاب المدينة عام 2021 حوالي (2000) طالب، ويعمل في قطاع التربية حالية حوالي 50 مدرسآ.
إلى جانب يعمل المجل على إصلاح مضخات المياه، لمساعدة المزارعين لري محاصيلهم الزراعية، التي بحاجة للري والسقاية. حيث تبلغ مساحة الأراضي الزراعية في المدينة نحو (30) ألف دونم، (7) دونمات فقط منها مروية، وتروى من مضخة المدينة الأولى والآبار الارتوازية.
تاسعآ، الخلاصة:
Kotayî
في نهاية هذه الدراسة التاريخية الموجزة، خرجت بالعديد من النقاط المهمة، ومن الضرورة التوقف عندها، والإشارة إليها بإختصار ومن هذه:
النقطة الأولى:
من الضروري لا بل من الواجب حسب قناعتي على علماء الأثار الكرد، البحث عن تلك الدراسات التي قامت بها البعثة الفرنسية – الأمريكية، التي نقبت في الموقع والأثار التي إكتشفتها وتاهت على الطريق وإنتهت في عدة دول منها الجمهورية التشيكية. بهدف دراستها بعد ترجمتها ومن القيام بنشرها، لكي يطلع أبناء شعبنا الكردي عليها، ومعهم بقية الإنسانية المهتمة بالتاريخ البشري. وهذا بحاجة إلى جهد والإنتقال من دولة لأخرى، وزيارة المعاهد والجامعات، التي قامت بأعمال التنقيب والبحث، وزيارة المتاحف لرؤية تلك الأثار ودراستها في المتاحف نفسها، ولا أعتقد أن المتاحف التي تحتضن تلك الأثار ستسمح للخبراء الكرد بنقلها إلى خارج تلك البلدان.
النقطة الثانية:
الملاحظ أن الكرد لم يكن لديهم أي معلومات ولا أي تصور عن هذه المدينة، قبل المواجهات المسلحة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مدعومة من قوات التحالف من جهة، وبين تنظيم داعش الإرهابي المدعوم قطريآ وتركيآ وأسديآ.
وأنا واثق لو أن أحدآ قال قبل عشرة سنوات أن هذه المدينة، خورية الهوية لأتهمه الكرد قبل الأخرين بالجنون والهلوسة. مع العلم أن ذلك حقيقة تاريخية ولا تخفى على أحد. وكانت شبه منسية ومهملة من قبل النظام البعثي – الأسدي القاتل والطائفي البغيض.
ومن هنا أدعوا أبناء الشعب الكردي في عمومه وخاصة أبناء غرب وجنوب كردستان، الإهتمام بتاريخ هذه المدينة ودراسته، والتعرف عليها عن قرب، نظرآ لأهميتها وكونها حلقة مهمة في سلسلة المدن الخورية – الكردية الفراتية التاريخية.
النقطة الثالثة:
هناك قواسم مشتركة تجمع بين المدن الخورية – الكردية الفراتية مثل: مدينة گرگاميش، ماري، رقه، درزور، ترقا وغيرها من المدن الأثرية والتاريخية. أول هذه القواسم أن جميعها تقريبآ تعود للحقبة الخورية، أي قبل قدوم أي قوم أخر إلى هذه المنطقة (شرق الأوسط) بألاف السنين. القاسم الثاني، هو أن سكان جميع هذه المدن كانت تعبد نفس الألهة ولديها نفس المعتقدات، ومارست نفس الطقوس الدينية، وكانت تتحدث نفس اللغة وهي اللغة الخورية إم اللغة الكردية الحالية. القاسم الثالث، أنها جميعها كان لها ذات نمط الحياة الإجتماعية والإقتصادية، مع بعض الإختلافات البسيطة.
النقطة الرابعة:
جميع هذه المدن الكردية وريفها تم تعريبها، عنوة وعبر الإحتلال الإستيطاني العربي الإسلامي اللعين المباشر.
النقطة الخامسة:
أثناء قيامي بجمع المعلومات عن هذه المدينة وتاريخها القديم، لم أجد دراسة كردية واحدة للأسف، ولا حتى بحث عن مدينة “باخاز”، وهذا يدل على أن الكرد وأسلافهم بعيدين كل البعد عن تدوين تاريخهم بشكل دقيق ومنظم، ولا إكتفوا بالتاريخ الشفهي، ومع الزمن ضاع كل ذلك التاريخ الشفهي مع موت الأجيال. هذه حالة مرضية عامة عند الكرد، ولا يتعلق فقط بتاريخ هذه المدينة الخورية، وكأن هذه المدن الأثرية لاتخصهم ولا تعنيهم أبدآ!!
النقطة السادسة:
يجب تدريس تاريخ هذه المدن في شكل كتب مدرسية وبمستويات ثلاثة (الإبتدائية، المتوسطة، الجامعية)
كي تتعرف الأجيال على مدنها وتاريخ أسلافها، ويعرفوا حدود وطنهم كردستان.
في ختام هذه الدراسة التاريخية الموجزة، التي تناولنا فيها تاريخ وهوية مدينة “باخاز”، أطالب الإدارة في غرب كردستان، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بأن لا تنسحب من هذه المدينة، وإسكان عوائل كردية فيها، وفي مدينة “درزور” و”رقه”، إنها مدن كردية ومن حق الكرد العودة إليها والعيش فيها.
ولا شك إن هذه الدراسة هي لبنة أساسية في الطريق لكتابة المزيد من الدراسات والبحوث وتأليف العديد من الكتب عنها، وعشرات رسائل الماجستير والدكتوراة، وهذا لا شك أيضآ ينطبق على كافة المدن الأثرية الخورية – السومرية – الميتانية – الهيتية الكردية، اللواتي يشكلن جزءً كبيرآ وأساسيآ من تاريخ الشعب الكردي وأسلافه.
عاشرآ، المصادر والمراجع:[1]
Çavkanî û lêveger
1- Robert J. Braidwood Et Al., “New Chalcolithic Material Of Samarran Type And Its Implications”, Jnes. 3 (1944), Pp. 48- 72.
2- MENSIL DU BUISSON, R.DU.
1948 “Baghouz, l’ancienne Corsôtê: le tell archaique et la nécropole de l’âge du
bronze”. Documenta et monumenta Orientis antiqui, Vol.3. Brill Archive. Leiden.
3- R. M. Engberg, “Tombs Of The Early Second Millennium From Bāghûz On The Middle Euphrates”, Basor. 87 (1942), Pp. 17- 23.
4- MAZZONI, S.
2000 “From the Late Chalcolithic to Early Bronze I in North-West Syria: Anatolian contact and regional perspective”. In: Marro, C. and Hauptmann, H. (eds.) From the Euphrates to the Caucasus: Chronologies for the 4th-3rd millennium B.C. Actes du Colloque d’Istanbul, 16-19 décembre 1998. Istanbul: Institut Français d’Études Anatolienne, pp. 97-114.
5- MCLELLAN, T., L. and PORTER, A.
1999 “Survey of excavations at Tell Banat: funerary practices”, in G. del Olmo Lete and J.L. Montero Fenollós (eds,) Archaeology of the Upper Syrian Euphrates, the Tishreen Dam Area, Barcelona, pp. 107-116.
6- KUME, S. et al.
2010 “Sondage at Early Bonze Age Cemetery near Tell Ghanem al-Ali”, in Ohnuma, K, Archaeological research in the Bishri region: report of the fourteenth working season. Al Rafidan Vol. XXXII. Tokyo, pp. 163-170.
7- FALSONE, G.
1999 “Tell Shiyukh Tahtani”, in G. del Olmo Lete and J.L. Montero Fenollós
(eds,) Archaeology of the Upper Syrian Euphrates, the Tishreen Dam Area, Barcelona, pp. 137-142.
8- DORNEMANN, R.
1979 “Tell Hadidi: a millennium of Bronze Age city occupation”, in D.N. Freedman (ed.)
Archaeological Projects from the Tabqa Dam Project, Euphrates Valley, Syria. Cambridge, USA, pp. 113-151,
1980 “Tell Hadidi: An important center of the Mitannian period and earlier”, in
Margueron, J. C (ed.) Le Moyen Euphrate. Leiden, pp. 218-234.
9- COQUEUGNIOT, E.
1998 “Dja’de el Mughara (moyen-euphrate), un village néolithique dans son
environnement naturel à la veille de la domestication”. In: Espace naturel, espace habité en Syrie du Nord (10e – 2e millénaires av. J.-C.). Actes du colloque tenu à l’Université Laval (Québec) du 5 au 7 mai 1997. Lyon: Maison de l’Orient et de la Méditerranée Jean Pouilloux, 1998, pp. 109-114.
10- CÓRDOBA, J.
2006 “Campesinos e imperios en una región ignorada: prospecciones y sondeos en el valle del Balih (Siria)”, en J. Mª Córdoba, M. C. Pérez Díe (eds.), La arqueología española en Oriente. Ministerio de Cultura, Madrid 2006, pp. 51-54.
11- CARTER, E. and PARKER, A.
1995 “Pots, People and The Archaeology of Death in Northern Syria and Southern Anatolia in the latter Half of the Third Millennium BC”. In: The archaeology of death in the ancient Near East. Oxbow Books, pp. 96-116.
12- COQUEUGNIOT, E.
1998 “Dja’de el Mughara (moyen-euphrate), un village néolithique dans son
environnement naturel à la veille de la domestication”. In: Espace naturel, espace habité en Syrie du Nord (10e – 2e millénaires av. J.-C.). Actes du colloque tenu à l’Université Laval (Québec) du 5 au 7 mai 1997. Lyon: Maison de l’Orient et de la Méditerranée Jean Pouilloux, 1998, pp. 109-114.
– البنى الاقتصادية والاجتماعية في المشرق العربي على مشارف العصر الحديث.13
المؤلف: ايرينا سميليا نسكايا.
المحقق: يوسف عطا الله، مسعود ضاهر.
الناشر: دار الفرابي – بيروت، عام 1989.
14- تاريخ محافظة دير الزور.
المؤلف: مازن محمد فايز شاهين.
الناشر: دار صائب، خاص – مازن شاهين – عام 2008.
15- رحلة الإيطالي كاسبارو بالبي إلى حلب، دير الزور، الفلوجة، بغداد سنة 1579.
المؤلف: كاسبرو بالبي.
الناشر: الدار العربية للموسوعات – الطبعة الأولى، لبنان – بيروت عام 2008.
16- السيرة الذهبية – دير الزور عروس الفرات والجزيرة السورية
+ مجموعة وثائق ومصورات وصور.
المؤلف: غسان الشيخ الخفاجي.
الناشر: دار رسلان للطباعة والنشر والتوزيع – دمشق عام 2019.
17- رحلة الهولندي الدكتور ليونهارت راوولف 1573 م.
+ إلى طرابلس، دمشق، حلب، الرقة، ديرالزور، بغداد، عانه، الفلوج، هيت، كركوك، أربيل.
المؤلف: ليونهارت راوولف.
ترجمة: سليم أحمد خالد.
الناشر: الدار العربية للموسوعات – الطبعة الأولى، لبنان – بيروت عام 2008.
18- دير الزور خلال العهد العثماني.
المؤلف: رامي الظلّي.
الناشر: دار التكوين دمشق – 2008.
19- موسوعة بطريركية أنطاكية التاريخية والأثرية.
– سورية المسيحية في الألف الأول الميلادي
المؤلف: متري حاجي أثناسيو.
الناشر: مكتبة نبل – مجلد (3) دمشق عام 1997.
20- الاصول السريانية في أسماء المدن والقرى السورية وشرح معانيها.
المؤلف: أيوب بوصوم.
الناشر: دار الماردين – 2000.
21- السكان القدماء لبلاد ما بين النهرين وسورية الشمالية.
المؤلف: جان كلود مارغرون.
ترجمة: سالم سليمان العيسى.
الناشر: دار علاء الدين – الطبعة الثانية، دمشق عام 2006.
22- أسطورة أوروبا وقدموس.
المؤلف: يحيى أبو شقرا.
الناشر: دار العائدي- دمشق 2001.
23- هرقل في شرقي سورية.
+ دورا أوروبوس صالحية الفرات وتل شيخ حمد.
المؤلف: سوزن داوني.
24- العلاقات بين تدمر ودورا اوروبوس.
+ الحوليات الأثرية السورية.
المؤلف: أسعد المحمود.
الناشر: وزارة الثقافة، المديرية العامة للآثار والمتاحف، دمشق عام 1996.
25- حضارة وادي الفرات.
المؤلف: عبد القادر عياش.
إعداد: وليد مشوح.
الناشر: الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع – الطبعة الأولى عام 1989.
26- عقائد ما بعد الموت في حضارة بلاد ما بين الرافدين القديمة.
المؤلف: الدكتور نائل حنون.
الناشر: دار الشؤون الثقافية (أفاق العربية) – الطبعة الثانية، بغداد عام 1986.
27- حضارة الفرات الأوسط “البليخ”.
المؤلف: محمد العزو.
الناشر: دار الينابيع – الطبعة الأولى، عام 2009.
28- الجزيرة الفراتية بين الصراع الفارسي والبيزنطي.
المؤلف: د. عفاف سيد صبرة.
المصدر: المجلة التاريخية المصرية – العدد 43 – القاهرة، عام 2005.
الناشر: الجمعية المصرية للدراسات التاريخية المؤلف:
29- الألوهية والزراعة، ثورة الرموز في العصر النيوليتي.
المؤلف: جاك كوفان.
تقديم: د.سلطان محيسن.
ترجمة: موسى ديب الخوري.
الناشر: منشورات وزارة الثقافة السورية – دمشق، عام 1999.
30- قبائل بدو الفرات عام (1878).
المؤلف: الليدي آن بلنت.
ترجمة: أسعد الفارس ونضال معيوف.
الناشر: دار الملاحة للطباعة والنشر، الطبعة الأولى دمشق – عام 1991.
31- ظهور الكرد في التاريخ – الجزء الأول والثاني.
المؤلف: الدكتور “جمال رشيد أحمد.
الناشر: دار أراس للطباعة والنشر – الطبعة الثانية، أربيل عام 2005.
32- أريا القديمة وكوردستان الأبدية.
– الكرد أقدم الشعوب.
المؤلف: صلوات كولياموف.
ترجمة: إسماعيل حصاف.
الناشر: مؤسسة بحوث والنشر موكرياني- مطبعة روزهلات هولير، الطبعة الأولى عام 2011.
33- مهد البشرية، الحياة في شرق كردستان.
المؤلف: دبليو.أي. ويكرام وادكار. تي. أي. ويكرام.
ترجمة: جرجس فتح الله.
الناشر: دار أراس للطباعة والنشر – الطبعة الرابعة، أربيل عام 2010.
34- قبائل بدو الفرات عام (1878).
المؤلف: الليدي آن بلنت.
ترجمة: أسعد الفارس ونضال معيوف.
الناشر: دار الملاحة للطباعة والنشر، الطبعة الأولى دمشق – عام 1991.
35- ظهور الكرد في التاريخ – الجزء الأول والثاني.
المؤلف: الدكتور “جمال رشيد أحمد.
الناشر: دار أراس للطباعة والنشر – الطبعة الثانية، أربيل عام 2005.