مير عقراوي
على الغالب الأعم يمكن القول بأن الغاية للأكثرية المتعلِّمة والمثقَّفة من المؤسسين لحزب كردستاني عام 1946 من القرن الماضي بعنوان [ #الحزب الديمقراطي الكردستاني# ] كانت لأجل وضع النضال السياسي والوطني الكردي في كردستان / العراق من نواحي القيادة والرئاسة وما دونها للحزب والثورة الكردية على أسس حديثة مبنية على مباديء الديمقراطية والعدالة الإجتماعية وقواعدها ، وذلك بعيداً عن سلطة القبيلة والقبلية -العشائرية والمناطقية والجهوية والشخصية ومفاهيمها وهيمنتها ، لهذا تمت تسمية الحزب ب[ الديمقراطي ] ، والديمقراطية كآلية للتحرك والعمل ضمن مبادئها .
على ضوء ما ورد أعلاه نتساءل ؛ هل كان هذا الحزب ، أو بالأحرى هل كانت قيادة الحزب البارزانية منذ تأسيسه والى اليوم تؤمن حقاً بالديمقراطية والعدالة الإجتماعية ، بخاصة خلال عام 1992 من القرن المنصرم ، حيث تأسيس الحكومة والبرلمان الكرديين في إقليم كردستان / العراق بعدآنسحاب الجيش العراقي والإدارات الحكومية العراقية السابقة منه . للعلم إن هذه المقالة سوف تتطرق الى هذه الحقبة فقط لا قبلها من حقبة التأسيس وما بعدها ..؟
يبدو من خلال الأحداث التاريخية الكثيرة بكل وضوح ، وعلى أساس الحقائق والوقائع والدلائل المثبتة والموثقة إن القيادة البارزانية لم تكن في أيِّ يوم من الأيام تعتتقد وتَعِرُ أيَّ آهتمامٍ فعليٍّ بالديمقراطية والعدالة الإجتماعية ومبادئها ، بل بالعكس كانت ومازالت تناقضها وتسير عكسها وتفرض ذلك على الإقليم وشعبه فرضاً بالقوة والقهر ، وبالرهاب والإرعاب .
فعلى الصعيد الحزبي فإن الرئاسة وغالبية المسؤوليات والمراكز الحساسة ، هي في قبضة العائلة البارزانية منذ عام 1979 من القرن الماضي وحتى يومنا هذا . فرئاسة الحزب منذ العام المذكور والى اليوم ، بل لمدى الحياة هي لمسعود بارزاني ، ثم يخلفه نجله مسرور من بعده لرئاسة الحزب ، وهكذا دوليك إذن ، لقد تمكنت العائلة البارزانية ونجحت من جعل الحزب الديمقراطي الكردستاني حزباً عائلياً – عشائرياً حصريَّاً بكل ما للكلمة والمصطلح من معنىً ومغزىً ومفهوماً وتطبيقاً قهريَّاً إستبداديَّاً على أرض الواقع في إقليم كردستان / العراق سواءً رضيَ الشعب الكردي أم لا ، وعلى رغم أنف قواعد الديمقراطية والعدالة الإجتماعية أيضاً ..؟ .
بالحقيقة ذلك لا يعني إلاّ إن العائلة البارزانية وظَّفت القبيلة – العشيرة والحزب والنضال الكردي والقضية الكردية والتضحيات الكردية الجبارة ، ومن ثم البرلمان والحكومة والرئاسة لإقليم كردستان / العراق في عام 1992 وما بعده لأجل مصالحها العائلية وحسب .
على هذا الأساس واضحٌ بكل علانية بأن رئاسة الحزب ورئاسة الإقليم ورئاسة الحكومة وغيرها من المفاصل والمسؤوليات الحساسة من النواحي السياسية والإدارية والحكومية والإقتصادية والتجارية والأمنية والعسكرية وغيرها ، هي حصرية حكرية بالعائلة البارزانية .
أما في محافظة السليمانية ، فهي في قبضة عائلة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني ، حيث العائلة والحزب المنافس والغريم القديم المعروف للعائلة البارزانية وحزب البارزاني منذ أواسط الستينيات الماضية من القرن الماضي وحتى اليوم .
العائلة البارزانية وتصدير الجيل الرابع : كما ذكرنا آنفاً في هذه المقالة وغيرها أيضاً بأن الهدف الأساسي والأبرز للعائلة البارزانية ، هو التحكم العائلي – القبلي بالحزب والإقليم ومؤسساته وتجذير التوريث السياسي لهم عليها وآستمراريتها في الحال والمستقبل في نفس الوقت . لهذا فالعائلة البارزانية مشغولةٌ ومهمومةٌ كثيراً بتصدير الجيل الرابع من أبنائها وتهيأتهم للمستقبل وفرضهم على الشعب الكردي ومصيره في إقليم كردستان / العراق . فالجيل الأول كان يتمثل في الراحل مصطفى بارزاني ، وثانيه مسعود وأخاه الراحل إدريس ، وثالثه مسرور مسعود بارزاني ونيجيربان إدريس بارزاني ، والجيل البارزاني الرابع للعائلة البارزانية الذي هو في طور الإعداد والتمرير يتمثل في إبن مسرور مسعود بارزاني وهو آرين ، ومنافسه إبن نيجيربان نيجيرفان إدريس بارزاني وهو إدريس . كما إن الإعداد يتم لغيرهما أيضاً من الأحفاد من الجيل الرابع للعائلة البارزانية ، مثل إبن مسعود الأصغر ، وهو مصطفى الذي سمَّاهُ بآسم أبيه مصطفى بارزاني الذي وافته المنيَّة عام 1979 من القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية .
واضح ، كل الوضوح إن مسعود بارزاني مستمرٌّ في تصدير أبناءه وأحفاده ، كما أبناء أخيه إدريس وأحفاده الى الساحة السياسية والشعبية والأمنية في الإقليم والتعريف بهم على الصعيدين الداخلي والخارجي كتمهيد الطريق لهم وإعدادهم للمستقبل ضمن مشروع الجيل البارزاني التوارثي الرابع للتحكم بالإقليم وشعبه . فمسعود بارزاني ضمن هذا المشروع أبرز أصغر أبناءه ، وهو مصطفى الحفيد للتعريف به ، إذ كان أول ظهور [ رسميٍّ ] له كان عام 2017 حينما أشركه والده في أحد الإجتماعات الهامة لقوات التحالف الدولي ضد داعش ، بالرغم ، وهنا المفارقة الكبرى إنه لا يملك أيَّ منصبٍ رسميٍّ بعد ! .
لأجل العوامل المذكورة لم يَتنحَّ مسعود بارزاني عن رئاسة إقليم كردستان / العراق منذ تسنُّمها عام 2005 ، وذلك رغم إنتهاء ولايته لها دستورياً وتم تجديدها مرتين له إلاّ عام 2017 بعد الفشل الذريع للإستفتاء الذي قاده في العام المذكور بضغوط خارجية وداخلية ، ذلك الإستفتاء الذي جَرَّ على الكرد والإقليم خسائر بشرية ومادية وجغرافية كبيرة وفادحة ، حيث حينها آضطر مسعود بارزاني الى تقديم إستقالته من رئاسة إقليم كردستان / العراق ، والغريب إنه نصَّب نيجيربان بارزاني صهره وآبن أخيه الراحل إدريس بارزاني محله في رئاسة الإقليم ! .
أما منصور مسعود بارزاني ، وهو الإبن الثاني لمسعود فإنه يهيء أولاده الثلاثة ، وهم : ياسر وناصر ودارفان للمسؤوليات المستقبلية الهامة والفاصلة على الصعد الأمنية والعسكرية والسياسية ، مع العلم إن كل هذه الإجراءات الإعدادية والتمهيدية للجيل الرابع لآل البارزاني لا تخلو من منافسات حادة وخلافات شديدة بين الأحفاد وأبناء العمومة .
وعلى الصعيد الإعلامي فإن جميع وسائل الإعلام في الإقليم ، هي واقعة ضمن هيمنة العائلة البارزانية كالفضائيات التلفزيونية التي يمتلكونها ، وهي : كردستان لمسعود بارزاني ، ورووداو لنيجيرفان بارزاني ، وكردستان 24 لمسرور بارزاني ، ووارى مه وغيرها .
أخيراً بالشكل التالي هكذا نرى مفاصل الحكم والحكومة والحزب محصورة بين آل البارزاني والعائلة البارزانية في إقليم كردستان / العراق :
1-/ مسعود بارزاني ، رئيس إقليم كردستان / العراق من عام 2005 حتى عام 2017 ، كما هو الرئيس الدائم ولمدى الحياة لحزبه الموسوم بالديمقراطي الكردستاني .
2-/ نيجيرفان إدريس بارزاني / رئيس الإقليم الحالي ورئيس حكومة الإقليم لعدة دورات متتابعة ، كما هو نائب رئيس الحزب .
3-/ مسرور مسعود بارزاني / رئيس حكومة الإقليم الحالي ورئيس الأمن والمخابرات في الإقليم ، كما إنه عضو قياديٌّ في الحزب .
4-/ منصور مسعود بارزاني / قائد عسكري كبير .
5-/ سداد بارزاني / رئيس مكتب مسعود بارزاني .
6-/ سهاد بارزاني / القائد العام لقوات الإسناد الأولى .
7-/ وجيه بارزاني / قائد القوات الخاصة الأولى .
8-/ سيروان بارزاني / قائد عسكري .
9-/ دلشاد بارزاني ممثل حكومة الإقليم في ألمانيا ، كما غيرهم أيضاً ، مثل نهاد بارزاني وأدهم بارزاني وصباح بارزاني الذين يتقلدون مسؤوليات رفيعة وهيمنة على على مفاصل الإقتصاد والتجارة في إقليم كردستان / العراق .[1]