محمود الوندي
دور الكورد الفيلية في الحركة الكوردية التحررية
كان الكورد الفيلية العمود الفقري للأحزاب الكوردية وبشكل خاص للحزب الديمقراطي الكوردستاني منذ الحرب العالمية الثانية عندما أنبثقت الحركة التحريرية الكوردية في منتصف الأربعينات ورافقها كفاح المسلح ، وبقى الكورد الفيلية أوفياءً ومخلصين لقوميتهم ، كما شاهدنا دعمها المستمر مادياً ومعنوياً للحركة الكوردية المسلحة منذ يداية الستينات ، وكانت بمثابة خط الدفاع الاول في نضالهم من أجل حرية الشعب الكوردي ونيل حقوقه المشروعة ومنها حقه في تقرير المصير من خلال دعمه المستمرللحركة التحررية الكوردية ، وإن كان الدعم المالي أوالمعنوي ، وحملت شبابها السلاح وأنخرطوا في صفوف البيشه مركة الأبطال لدفاع عن حقوقهم المشروعة ، وضحوا بحياتهم في سبيل كوردستان حرة ومستقلة ، والمعارك التي خاضوها لأجل خلق مستقبل مضيئ للشعب الكوردي ومن خلال أنضمامهم الى الاحزاب الكوردية ، ويشهد التأريخ بتلك التضحبات على أرض كوردستان فوق جبالها ووديانها وسهولها وقراها ، وظهرت الشخصيات المعروفة داخل الأحزاب الكوردية سابقاً وحاضراً وهم : الدكتور جعفر محمد كريم وحبيب محمد كريم والملا حكيم خانقيني والمربي القدير عزيز بشتوان والمحامي رشيد باجلان والفقيد جبار فرمان والملاعارف يحيى وحبيب نوروز وأسطة أحمد الخياط وعادل مراد وحكمت محمد كريم ( ملا بختيار) وعماد أحمد وأكبرحيدر وجليل فيلي وسعدون فيلي وعبدالرزاق فيلي بالأضافة الى شخصيات أخرى شغلت مناصب قيادية وإذا أردنا ذكر المزيد فالقائمة تطول فعذراً لمن لم برد أسمه أعلاه .
كان الكورد الفيلية مصدراً مهماً لتمويل الحركة الكوردية عن طريق التبرعات السخية وغيرها من الدعم إضافة الى حمل السلاح ، وكان التجار الكورد الفيلية مصدراً لتجهيز المناطق الكوردية بالمواد المفروض عليها الحصار الأأقتصادي الحكومي (خاصة الشكر والشاي) مما ساعد على تخفيف وطأة الحصار المفروض على المدن والقرى والقصبات الكوردية ، وتعرض التجار الكبار من الكورد الفيلية خاصة في سوق الشورجة ببغداد ومدن اخرى بين حين واخر للملاحقة والتوقيف والتحقيق معهم بتهم مختلفة ومنها أرسال المساعدات المالية والغذائية الى الحركة الكوردية ، كما حدث في مدينة خانقين في بداية الستينات عندما ألقي القبض من قبل الأجهزة الأمنية الحكومية أنذاك على مجموعة تجار المدينة ، وبعد ان القي القبض على السيارة اللوري الكبير (شاحنة) مملوء بالشاي والسكر والقماش والمواد الغذائية الأخرى وكان من بينهم أسطة احمد الخياط وحبيب نوروز والحاج شكر خورشيد والد كاتب هذه السطوروغيرهم من التجار إضافة الى سائق السيارة ، كل هذه التضحيات بدوافع قومية خالصة ( كوردايتي ) .
كما وفرت الكورد الفيلية البيوت الآمنة لقيادات وكوادر الأحزاب الكوردية في أوقات العمل السري أو العمل العلني وساعدوا الكثيرين مما كانوا معرضين لخطر الأعتقال أو الأغتيال من قبل الأجهزة الامنية الحكومية وبشكل خاص من المتواجدين منهم في يغداد وغيرها من مدن الوسط والجنوب على الأنتقال الى المناطق المحررة من كوردستان العراق بواسطة سائقي السيارات والشاحنات وصهاريج نقل المحروقات من الكورد الفيلية ، الذين كانوا تحت المراقبة من قبل عملاء النظام بصورة دائمة ، ويتم بعض الاحيان أعتقالهم أو توقيفهم لمدة متفاوتة يعد إجراء تحقيق معهم وأستجوابهم من قبل مديرية الأمن العامة بحجة تهريب المواد الممنوعة الى المخربين أو العصاة حسب أدعائهم .
الكورد الفيلية لها الدور بتنظيم لقاءات سرية لقادة الحركة الكوردية مع شخصيات عراقية بارزة في اوقات حرجة ، أبرزها اللقاء السري بين الأستاذ مام جلال والدكتور شاخوان شوان مع المغفور له آية الله العظمى السيد محسن الحكيم في مدينة النجف الأشرف في عهد النظام عبد السلام عارف في اواسط ستينات من القرن الماضي ، الذي تم اللقاء عن طريق المناضل المرحوم عبد الحسين الفيلي ، وأصداره على أثر ذلك اللقاء فتوى بتحريم قتل الكورد ، ذلك اللقاء شكل حجر الاساس بدايات بناء الجسور بين الشعب الكوردي وقيادته واخواننا الشيعة ومرجعياتها .
بعد نكسة 1975 عادت الأحزاب الكوردية نشاطها من الجديد ، تشكلت عدة خلايا في بغداد وخانقين ومندلي ومدن أخرى من وسط وجنوب العراق لتلك الأحزاب الكوردية التي أبهرت الاصدقاء وأقلقت الخصوم والاعداء ، وكان للكورد الفيلية الدور الرئيسي في تلك الخلايا حيث قامت بنشاطات سياسية وثقافية مختلفة ، وقيامهم بعمليات مسلحة ضد النظام الدكتاتوري ، كما قامت تصفية الخونة من الكورد ( الجحوش ) المتعاونين مع نظام البعث ضد بني جلدتهم داخل بغداد ومدن أخرى رغم معاناتهم ومصائبهم ومشاكلهم الكبيرة ، التي تسبب في تعرض العديد من أبناءهم الى التوقيف والتعذيب والاستجواب من قبل الأجهزة الامنية العراقية وثم الإعدام على الأيدي جلاوزة نظام البعث ، والترحيل القسري لعوائلهم عن الوطن وتجريدهم من كل شيء . كما لعب الكورد الفيلية الدور الجيد في السبعينات من خلال طلابها في صفوف جمعية الطلبة الكورد في أوربا ومشاركتهم في مؤتمرتها السنوية ونشاطاتها المختلفة من خلال تلك الجميعية ، بهدف تعرية نظام البعث وطابعه العنصري والمنافي لحقوق الإنسان والمدنية أمام الرأي العام العالمي .
المصادر
الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي
د . زهير عبد الملك : مراجعة للحركة السياسية في اوساط الكورد الفيليين
د . مجيد جعفر : الكورد الفيلية في العراق ودورهم في الحركة التحررية الكوردستانية
د . منذر الفضل : الكورد الفيليون وحقوقهم في المستقبل العراق.[1]