معن عبد القادر آل زكريا
باحث ومؤرخ
•صدرت جريدة (موصل) في 25 حزيران سنة 1885 وباللغتين العربية والتركية ، بصفتها جريدة رسمية لولاية الموصل .
•عاودت الصدور في 15 تشرين الثاني سنة 1918 وبإيعاز من سلطات الاحتلال البريطانية . وأوكل أمر إصدارها إلى الصحافي اللبناني الجنسية أنيس الصيداوي .
ثم تولى رئاسة تحريرها الصحافي الموصلي يونان عبو اليونان سنة 1921 بحسبها ناطقة بلسان الحكومة العراقية ، حتى توقفت عن الصدور سنة 1934 .
•• على مستوى القطر العراقي ، كانت مدينة الموصل سبّاقة في إصدار الصحف بعد الانقلاب العثماني سنة 1908 (سنة المشروطية(
أقدم جريدة لموصلي صدرت في بغداد هي (جريدة بابل) أصدرها داوود صليوا سنة 1911 .
•• مجموع ما صدر من الصحف في الموصل منذ سنة 1908 وحتى سنة 1958 (سبعٌ وسبعون) صحيفة يومية وأسبوعية ومجلة شهرية .
•اثنتا عشرة جريدة (أصحابها مواصلة) صدرت في بغداد ، وأخرى صدرت في البصرة (سليمان فيضي) منذ تأسيس الدولة العراقية سنة 1921 ولغاية 14 تموز سنة 1958 - نهاية العهد الملكي - . وبذلك تكون صحف المواصلة في بغداد قد شكّلت ثمانين في المئة من مجموع الصحف الصادرة في بغداد للمدة المنوّه عنها .
* * *
إثر انعقاد (معاهدة سيفر) بين الحلفاء من جهة ، ووريثة الدولة العثمانية (دولة تركيا) من جهة أخرى ، في العاشر من شهر آب سنة 1920 ، فقد أعطت هذه المعاهدة الصفة القانونية لاتفاقية سان ريمو ونظام الانتداب على العراق بموجب المادة الرابعة والتسعين (الفقرة الرابعة من المادة الثانية والعشرين من ميثاق عصبة الأمم) . كما نصت المادة نفسها على تشكيل لجنة لتعيين خط الحدود التركية العراقية الموصوف في المادة السابعة والعشرين من المعاهدة .
ولغرض التعرف على مواصفات هذا الخط ، فهو يمتد شرقاً مع الحدود التركية السورية حتى نقطة على خط الحدود الشمالية لولاية الموصل ... ومنها شرقاً حتى نقطة التقاء الحدود التركية الإيرانية . كما نصت المادة على تعديل عمق خط الحدود الشمالي لولاية الموصل ، ليمر جنوب مدينة العمادية . كما نصت المادة نفسها على أن الدول الحليفة الرئيسة ستعمل على تعيين حدود العراق الأخرى .
وبعد سنة 1920 ، التي امتدت إلى 17 -12-1925 ، وبعد مفاوضات صعبة ومعقدة ، والتي كان أطرافها كل من بريطانيا (الدولة المنتدبة) والعراق (الدولة الواقعة تحت الانتداب) وتركيا (وريثة الدولة العثمانية) ... دخل طرف فاعل رابع إلى أطراف المعادلة في موضوع اللعبة الدولية ... وهي الولايات المتحدة الأميركية .
وبعد التسوية التي أعطيت بموجبها - إلى جماعة النفط الأميركية - ما نسبته 25 % من أسهم شركة النفط التركية ... نقول دخل إلى قاعة الشراكة الطرف الأميركي وأقفل الباب وراءه . وبعد أن فرضت سلطة الانتداب البريطاني على العراق الدخول في معاهدة صداقة لمدة ربع قرن ... انتهت مشكلة الموصل التي أثارها الأتراك ، لتثبت ولاية الموصل أرضاً عراقية قلباً وقالباً ، بعد أن أقرّت ذلك اللجنة التي أرسلتها منظمة عصبة الأمم لتثبيت الحدود بين العراق وتركيا .
أقول ، منذ أن ظهرت هذه المشكلة للعلن ، انبرى لها العراقيون على نحوٍ عام (والمواصلة) على نحوٍ خاص ، يرسلون البرقيات ويقومون بالاحتجاجات ويقودون
التظاهرات ، منادين بعروبة الموصل ، رافضين الحاقها بدولة تركيا (ما عدا قلة قليلة من أركان بعض بيوتات الموصل لا ننوي الترويج لأسمائهم) ... كانوا يرون أن لا بأس من انتمائهم إلى الدولة المسلمة (تركيا) أفضل من بقائهم تحت (احتلال الكافر الإنكليزي) ... لكنهم ، وقد أثبت التأريخ خطل رؤيتهم قصيرة النظر ، انحسروا عن المشهد السياسي ولم يعد يسمع لهم صوت ... حتى خمسينات القرن الماضي ، ليصير بعضهم نواباً في برلمان العراق أو أعياناً في مجلس الأعيان ... ثم كان وأن صاروا في ظل دولة العراق الحديثة تجاراً وأثرياء انشغلوا بجمع المال وتركوا السياسة جانباً ...
وإذ نؤرخ لصحافة الموصل في هذه العجالة ، يتحتم علينا - من باب الأمانة - أن نثبت معلومة جدّ هامّة ، وهي أن الصحافي الشيخ (شيخ الصحافيين المواصلة) احمد سامي الجلبي قد همس في أذن الزمن عبر كتابه (صفحات مطوية من تأريخ الصحافة الموصلية) سواء عبر (توطئته) أو في (مقدمته) ... فضلاً عن ما ورد في تراتيب الفصول المتتابعة في المطبوع آنف ذكره ، بل تحولت تلك الهمسة إلى صرخة بوجه كل ناكري الحقائق ، لتقرّ ان أسرة الجلبي (ابراهيم وأولاده) قد أرسوا دعائم راسخة عبر ميدانين اثنين :
واحد- تبوؤ المغفور له ابراهيم الجلبي صدارة ميدان العمل الصحفي منذ ثلاثينات القرن الماضي ، واستمراره - عبر مطاولة شاقة ومضنية - وولديه (محمود وسامي) في شق عصا الطاعة على كل من أراد إطفاء قوانين النور ، وسنواتٍ تأرجحت فيها دفّة المركب - أكثر من مرة - ناهيك عن صراع الأسرة الدامي وطواحين سنوات عجفاوات ، دفعت بأسرة الجلبي - أسرة ليس لها سند سياسي أو عشائري - من التصدي لها والاستمرار في مقارعتها ... يوم كانت لا تملك غير ذخيرة عظيمة من عزيمة حقة وإيمان راسخ ، ورؤيا صادقة في تعميق اللحمة الوطنية وتفعيل مصداقية العمل الصحفي بعيداً عن التشنج والتحزب .
إثنان - الصمود أمام الصعاب ، والاستمرار على النهج ، والبقاء أحياء على بساط ريح الصحافة ، في الوقت الذي انسحب فيه آخرون من أمام مظلة صاحبة الجلالة - السلطة الرابعة - ... ففيهم من غادر في أول المشوار ، وفيهم من توزع ولاؤه هنا وهناك لينتهي إلى ما انتهى إليه أصحاب شأنه . وآخرون أغراهم المنصب الوظيفي فباعوا الصحافة وهرولوا وراءه ، ثم عادوا خائبين ... فخسروا الصنعتين ...
وبعض من كان يقف في أول صف الصحافة خاف من غلظ العصا المرفوعة ، فأحنى قامته واندلف مع المستورين . بقيت هناك قوانين الصحافة التي مرّت على العراق ... ففي أحيانٍ كانت (عاطفة) على (بعض) الصحافيين ، وفي أحيانٍ أخرى كانت (جائرة) على (بعض آخر) ... لينتهي أغلب الجمع ، إما إلى الاندحار أو الانضواء تحت لواء آخرين ، أو الاختفاء (طوعاً أو كرهاً) ... وآخرون جعلت منهم الانقلابات العسكرية وتعاقب أنظمة الحكم (هم وصحفهم ومكائن طباعتهم) جعلت منهم بجرة قلم نسياً منسيا ....!
وإذ انحنى (البعض المؤمن) لمشيئة الأقدار السياسية بما فيها أهواء المصالح الفئوية والحزبية التي عصفت بالعراق ... دارت الأقدار ... بل قل شاءت أن تأتي ظروف دولية نفضت الغبار عن منام اليقظة ، فاهتزّ العراق من اقصاه إلى أقصاه يرفض وجود المحتل ، يتقدم فيهم (سامي الجلبي) يعيد الروح إلى (فتى العراق) ... وينفخ فيها من وحي قلمه . ثم أعاد (الجذوة) التي كادت أن تنطفئ ... إلى ما تبقى من ذكريات المواصلة ... أعاد إليهم ... (فتى العراق) ...
وفي باب آخر ، يدعونا الواجب أن لا ننسى أفضال المواصلة الذين استنجدوا (يومها) بالأحزاب والصحف - في بداية تأسيس دولة العراق الحديث - ليعالجوا مشاكل وطنية وقضايا قومية ، كان لابد لهم والأمر كذلك من تثوير أقمارها وشموسها . فقد تأسست أحزاب سياسية وصدرت صحف محلية ، كان هدفها من التأسيس أو الإصدار ، الدفاع عن قضية الموصل ... وإذ انحلّت هذه القضية على وفق رأي أرضى العراقيين والمواصلة ، انحلّت تبعاً هذه الأحزاب ... وتوقفت تلكم الصحف عن الصدور ...
وكانت قد صدرت مجلة (أكليل الورد) ، وهي مجلة دينية أدبية أصدرها الآباء الدومينيكان في الأول من شهر كانون الأول سنة 1902 ، ثم توقفت عن الصدور سنة 1908. وجريدة نينوى التي صدرت في 15-07-1909 باللغتين العربية والتركية وصاحب امتيازها متي فتح اللّه سرسم ، ومديرها المسؤول محمد أمين الفخري . أما جريدة النجاح ، فقد صدرت كذلك باللغتين العربية والتركية في 12 تشرين الثاني سنة 1910 ، وكان صاحب امتيازها محمد توفيق ، ومديرها المسؤول خير الدين الفاروقي العمري ، ثم صار من بعده عبد اللّه رفعت العمري .
وترويحاً عن نفس المواطن الموصلي تجاه ما كان يعاني منه من تعسف السلطة العثمانية وبطشها ، فلا بأس أن نذكر شيئاً عن صحافة العهد العثماني ، كيما نرى مجلة من مثل (جكه باز - الثرثار) وهي مجلة هزلية أسبوعية صدرت في الموصل في 27 -06- 1911 باللغتين العربية والتركية ، وكان صاحبها عبد المجيد أفندي حيالي . وبعد (جكه باز) صدرت جريدة (عصمانلي أجانسي) وجريدة (حقي طوغرو) ومجلة النادي العلمي .
وبعد أن صدرت جريدة الموصل منفردة على الساحة الصحفية ، أعقبتها جريدة الجزيرة التي صدرت في 24-03-1922 ، ثم تحولت إلى مجلة سنة 1923 لصاحبها محمد صدقي مكي الشربتي .
أما حزب الاستقلال ، فقد تأسس في الأول من شهر أيلول سنة 1924 من السادة : آصف أفندي آل قاسم أغا ، مكي الشربتي (سكرتير الحزب) ، محمد صدقي سليمان المحامي (معتمد الحزب) ، الدكتور جميل دلالي ، سعيد الحاج ثابت ، ابراهيم عطار باشي ، عبد اللّه الحاج علي ، وشريف الصابونجي .
أما صحافة حزب الاستقلال ، فقد أصدر جريدة العهد في 20-01-1925 لصاحبها العراقي محمد صدقي سليمان المحامي ، ورئيس تحريرها عثمان قاسم (السوري الجنسية) . وكانت تصدر ثلاث مرات في الأسبوع ويحررها أعضاء الحزب والأدباء من المواصلة . إلا أنها لم تدم فترة طويلة ، إذ تلاصق إصدار الجريدة باستمرار نشاط الحزب ، وما أن انتهت مشكلة الموصل في أواخر سنة 1925 كما يريد العراقيون ، انتهى عمر حزب الاستقلال ، وتناثر أعضاؤه بين الأحزاب الأخرى ... وأغلق مركزه الكائن في شارع نينوى في مدينة الموصل .
وفي سنة 1927 صدرت جريدة صدى الجمهور لصاحبها عيسى محفوظ ، ثم آلت ملكيتها فيما بعد إلى علي الجميل ، ومن ثم إلى متي فتح اللّه سرسم ... حتى أوقفتها السلطات لعنف معارضتها للحكومات العراقية المتعاقبة ومطالبتها الدائمة بالإصلاح السياسي والاجتماعي . كما أصدر محي الدين أبو الخطاب المحامي جريدة المعارف (جريدة تبحث في العلوم والفنون) سنة 1928 ، ثم أصدر في الخمسينات جريدة الأديب التي أغلقت سنة 1969.
وعلى أثر إغلاق جريدة صدى الجمهور لصاحبها عيسى محفوظ ومديرها المسؤول المحامي عبد اللّه فائق ، أصدر متي فتح اللّه سرسم العدد الأول من جريدة فتى العراق في 15 آذار سنة 1930 . وإذ عطّلتها الحكومة ، عادت جريدة صدى الجمهور إلى الصدور حتى صدر منها العدد (116) ثم توقفت ، لتصدر محلها جريدة البلاغ مكملة لجريدة صدى الجمهور بالعدد ذي الرقم (117) . وبين التعطيلين ، أصدر متي فتح اللّه سرسم جريدة الإخلاص .
وفي 5 أيلول سنة 1931 تقدم أحمد سعد الدين زيادة بطلب إصدار جريدة العمال (يا عمال اتحدوا) ، أرادها أن تكون ناطقة بلسان حزب العمال المقترح تأسيسه . ولما لم تتم إجازة الحزب المقترح إنشاؤه ، ظلت جريدة العمال تصدر ناطقة بلسان صاحبها ورئيس تحريرها المسؤول ، ثم واصلت مسيرتها حتى أصدرت العدد (176) ثم توقفت عن الصدور . وبعد توقف جريدة العمال أصدر احمد سعد الدين زيادة (خمسين عددٍ) من جريدة فتى العراق خلال الفترة 1931-1930 وكان مدير إدارة الجريدة في تلك الفترة ابراهيم الجلبي . وفي سنة 1931 ، أصدر جميل الجميل جريدة أدبية بعنوان صدى الجميل . وأصدر متي فرنكول في سنة 1932 - الذي صار فيما بعد نائباً عن مسيحيي الموصل أكثر من مرة - مجلة شهرية بأسم مجلة المعرفة .
وفي سنة 1932 ، أصدر حمدي جلميران جريدة الحق ، وصار المحامي ضياء يونس مديرها المسؤول . أما جريدة الجزيرة (امتياز جديد) فقد أصدرها فضيل محفوظ في شباط سنة 1937 وكان مديرها المسؤول المحامي نوئيل رسام (النائب عن مسيحيي الموصل .
وفي سنة 1934 حصل احمد سعد الدين زيادة على امتياز جديد لجريدة فتى العراق يشاركه في إدارتها ابراهيم الجلبي حتى سنة 1940 . ثم قام ابراهيم الجلبي بشراء امتياز جريدة فتى العراق بإسمه في العاشر من آب سنة 1940 ، وأوكل أمر مسؤوليتها إلى المحامي ابراهيم وصفي رفيق . وقد تعاقب على منصب المدير المسؤول كل من يحيى نزهت والمحامي محمود الجلبي . وإذ تعطلت سنة 1949 وألغي امتياز إصدارها ، اتفق ابراهيم الجلبي ومحمد رؤوف الغلامي في إصدار جريدة الأخير (صدى الأحرار) وكتب عليها عبارة (صدى الأحرار تعوِّض لمشتركي فتى العراق) . كما أصدر المحامي محمود النعيمي جريدة الواقع سنة 1956 .
ثم عاد ابراهيم الجلبي سنة 1951 فحصل على امتياز اصدار جريدة فتى العرب (تعوّض لمشتركي جريدة فتى العراق) إلى أن عُطّلت سنة1953 . وفي العام نفسه حصل الجلبي على امتياز جديد لفتى العراق ليصير مديرها المسؤول المحامي عبد الرحمن صبري الصافي وذلك في الأول من نيسان سنة 1953 .
وإذ ألغيت هذه المرة ، أصدر الجلبي عوضاً عنها جريدة الذكرى لصاحبها رؤوف الشهواني رئيس جمعية المحاربين القدماء . ثم عادت فتى العراق إلى الصدور في 31-12-1954 وأصبح مديرها المسؤول المحامي محمود الجلبي لتستمر حتى الرابع عشر من تموز سنة 1958 .
وإذ توقفت عن الصدور بسبب المد الأحمر سنة 1959 ، عادت في شهر آب من السنة نفسها إلى الصدور بعد أن أصبح المحامي محمود الطائي مديرها المسؤول وحتى شباط سنة 1963 . وبعد أن توقفت عن الصدور في جو سياسي مضطرب ، عادت إلى الحياة مرة أخرى في 7-04- 1963 ليتولى أمر إدارة مسؤوليتها المحامي سامي محمود النائب .
ومن الجدير بالتنويه له أن إدارة جريدة فتى العراق على وفق كل مديات إصدارها من الثلاثينات حتى نهاية الستينات (إدارة ابراهيم الجلبي) كانت قد أصدرت خلال مسيرتها تلك العديد من الصحف تعويضاً عن فتى العراق لظروف متنوعة غاية في الإحراج ، ومنها : الهلال وصدى الأحرار والذكرى ومجلة الثقافة .
ومن نافلة القول ، أن المرحوم ابراهيم الجلبي كان يساعده أولاده في إدارة الجريدة مساعدة لصيقة ، وفيهم المحامي محمود الجلبي والصحافي سامي الجلبي ... وإذ يدور الزمان دورة كاملة تأتي حكومة 1968 لتلغي امتياز كل الصحف ، ثم أعادت إصدار الصحف التي تتفق وسياستها ، فتوقفت فتى العراق عن الصدور نهائياً بداية سنة 1969 ، بعد أن أصدرت عدداً خاصاً بالجيش العراقي بمناسبة عيد تأسيسه في 6 كانون الثاني .
وكان ابراهيم الجلبي قد أصدر في 20 -04- 1938 جريدة الرقيب شراكة مع طاهر حامد الخفاف (شقيق المصور المعروف وجيه حامد الخفاف صاحب ستوديو بغداد الواقع من طرف جامع الخضر قبالة الأعداية الشرقية ومجاوراً لستوديو روكسي وقبل أن تهدم هذه البنايات ليحل محلها الكورنيش) ، وكان مديرها المسؤول المحامي يوسف الحاج الياس .
وصدرت جريدة البرهان سنة 1938 لصاحبها ومديرها المسؤول عبد اللّه الصوفي ، كما تولى تحريرها الشيخ بشير أفندي الصقال ، ولم يصدر منها سوى بضعة أعداد ثم أُلغي امتيازها .
وبعد فشل حركة رشيد عالي سنة 1941 ، سمحت السلطات العراقية لجرائد موالية للحكومة بالصدور ، فصدرت جريدة نصير الحق لصاحبها محمود مفتي الشافعية (أبو فوزية). كما صدرت جريدة الهلال لصاحبها طاهر حامد الخفاف المنوه عن اسمه آنفاً .
وفي سنة 1940 أصدر المحامي والنائب الموصلي (عن المسيحيين) نوئيل رسام جريدة النضال ، وكان قبلها قد أصدر مجلة الجزيرة ، كما أصدر مجلة (أ . ب . ت) في 4 -05- 1954 . ثم قام فيما بعد بالتنازل عن امتياز جريدة النضال ليصدرها حزب الاستقلال العراقي ، ثم يصدرها بامتياز جديد المحامي حازم المفتي والمحامي عبد القادر العبيدي مشاركة وتحت شعار (النضال لسان حال حزب الاستقلال فرع الموصل) .
وصدرت جريدة (صوت الأمة) سنة 1941 لصاحبها ابراهيم حداد . كما صدرت مجلة (جوهرة) سنة 1945 لصاحبها جمال ، وكذلك صدرت مجلة المشرق في الأول من شهر شباط سنة 1946 عن مطرانية الكلدان الأورثودوكس .
وفي 26 آذار سنة 1947 أصدر المحامي فخري الخيرو جريدة الهدى التي كانت من أعنف الصحف هجوماً على سلطات الحكم الملكي ، وكان من محرريها الدائميين غربي الحاج احمد ومدير إدارتها نجيب فاضل الصيدلي .
كما صدرت جريدة (صوت الحق) سنة 1948 لصاحبها عبد الله زهدي الدملوجي ومجلة (كشاف المشرق) في الأول من أيلول سنة 1948 لصاحبها ومجلة الفجر الصادرة في 15-11- 1948 لصاحبها المحامي حازم الدبوني ، الذي تنازل عنها إلى سليم نعمان . كما صدرت مجلة الرافدين سنة 1948 لصاحبها صديق يحيى . وقد أصدرت مكتبة الشباب القومي التي كان يديرها كل من محمد غانم العناز وأحمد سامي الجلبي وتاج الدين العمري مجلة (الابتكار) سنة 1948 . ثم بعدها أصدرت المكتبة صحفاً عديدة منها (اللواء) لصاحبها المحامي محمود الجلبي في العاشر من أيلول سنة 1951.
ثم صدرت جريدة المستقبل (يومية سياسية) لسان حال الحزب الوطني الديموقراطي بتأريخ 25 تشرين الثاني سنة 1948 ، وكان صاحبها ومديرها المسؤول حسن زكريا المحامي ثم أصبحت بأسم المحامي يوسف الحاج الياس ، وسكرتير تحريرها عبد الغني الملاح ، ومديرها المسؤول المحامي يعقوب البنا .
وإذا انتقلنا إلى عقد الخمسينات ، نرى أنه قد صدرت جريدة المثال سنة 1951 لصاحبها عبد الباسط يونس ، ثم حوّل اسمها فيما بعد إلى جريدة الهدف . ثم صار وأن نقل امتياز جريدة الهدى إلى الجبهة الشعبية فرع الموصل ، وأسند أمر إصدارها سنة 1952 إلى معتمد الجبهة الدكتور عبد الجبار الجومرد .
وفي سنة 1954 صدرت مجموعة كبيرة من الصحف على الرغم من صدور الأحكام العرفية إثر تسلم الفريق نور الدين محمود رئاسة الوزارة . فصدرت جريدة الذكرى لسان حال جمعية المحاربين فرع الموصل لصاحبها الضابط المتقاعد رؤوف الشهواني ومدير إدارتها ابراهيم الجلبي ومديرها المسؤول احمد اسماعيل تعويضاً عن جريدة فتى العراق المعطلة ، وصدرت جريدة الأساس لصاحبها أمين عبد اللّه أغا ، كما صدرت مجلة الثقافة لصاحبها احمد سامي الدبوني .
وكذلك صدرت جريدة الإنشاء تعويضاً عن جريدة نصير الحق لصاحبها محمود مفتي الشافعية ومديرها المسؤول المحامي عبد المنعم الدباغ . وفي 4 حزيران سنة 1958 أصدر المحامي جرجيس فتح اللّه جريدة الرائد حتى الرابع عشر من تموز سنة 1958 . وبذلك تكون عند طباعتها وتوزيعها صبيحة هذا اليوم بصفحتين أول جريدة تصدر في العراق في ذلك اليوم الذي انتهت فيه الملكية .
كما يجدر بنا أن نذكر جريدة الكشكول الهزلية التي صدرت ابتداءً في الأول من نيسان سنة 1939 لصاحبها حمادي الناهي ورئيس تحريرها المسؤول المحامي يوسف النجدي . ثم عادت إلى الصدور في فترات متقطعة ما بين الخمسينات والستينات حتى توقفت نهائياً سنة 1969 . وأثناء فترة من فترات توقفها ، أصدر حمادي الناهي عوضاً عنها جريدة لسان الكشكول سنة 1954 . مع العلم أن حمادي الناهي الذي سكن الموصل ردحاً من الزمن لم يكن موصلياً ، بل كان على أغلب الظن من أهالي الناصرية .
وبهذه المناسبة علينا أن لا نغمط حق الرجل الشجاع حمادي الناهي وقتما أسس - عبر جريدة الكشكول - حزباً أسماه (حزب الحمير) . وكان بذلك العرض يقدم أقسى رمزٍ دلاليٍ في مهاجمة الحكومة ، ساخراً من كل الذين يعملون على الساحة السياسية . وقد أسرّ لي مؤخّراً صديقي عادل عبد الجبار العاني (زميل أيام التلمذة والوقت الحاضر) ، أنه قد اشترك يوماً من أيام ربيع سنة 1955 في الاستعراضات الرياضية الخاصة بالمنتوجات الزراعية والحيوانية لمدينة الموصل ، وكانت إحدى فقراتها (مسابقة الحمير) ، وقد فاز بالمرتبة الأولى لمسافة 400 متر . ولما سمع حمادي الناهي بذلك قدِمَ زائراً (إلى سيف والده جبوري العاني) وكان غاضباً ومتجهم الوجه عندما التقى - عوضاً عن جبوري - شقيقه السيد محسن العاني معاتباً ومحتجّاً في عدم إخباره بذلك السباق وهذا الفوز كونه (رئيساً لحزب الحمير) . وزاد في احتجاجه في مقال سطره في جريدة الكشكول بعنوان : كيف يقيمون السباق دون أخذ رأي حزب الحمير الذي أنا زعيمه ...؟! وعلى كل حال ... وبهذه المناسبة نهنئ جبوري العاني وولده عادل ...
ومن ما يتحتم علينا ذكره ونحن نوثق لصحافة الموصل ، أن لا ننسى دور الصحافيين المواصلة الرواد الذين نقلوا جلجلة أصواتهم وأسرار المهنة الصعبة إلى العاصمة بغداد ، فحققوا بذلك نجاحاً يفوق الوصف . إذ ثبتوا أقداماً راسخة لتمثال صاحبة الجلالة (السلطة الرابعة) ، أُمّ المشاكل والبحث عن المتاعب . وقد ثبت بالدليل القاطع أنهم كانوا ردحاً من الزمن أهلاً لتلك الريادة في عصرٍ كان السباق فيه على أشده قساوةً وضراوةً فيما بين التأسيس والنشر وقوانين التعطيل والحجب والسجن . فقد كانت الساحة بحق مضمار تنافس كبير يشهد أن عمالقة كبار كانوا واقفين على الساحة الصحفية أمثال الصحافي روفائيل بطي وولده فائق أصحاب جريدة البلاد . والصحافي توفيق السمعاني صاحب جريدة الزمان ، والصحافي عادل عوني صاحب جريدة الحوادث ، والصحافي يحيى قاسم صاحب جريدة الشعب ، والصحافي جبران ملكون صاحب جريدة الأخبار . أولئك كانوا في الأربعينات وفي الخمسينات من القرن الماضي بمثابة أعمدة الصحافة العراقية الأربعة . وكانت جريدة البلاد لروفائيل بطي التي تأسست سنة 1929 في بغداد قد قدمت إلى المحاكمة سنة 1930 وحكم على صاحبها بالسجن لمدة ستة أشهر. مع العلم أن روفائيل بطي كان قد أصدر جريدة الربيع في بغداد في الثاني من شهر مايس سنة 1924 ، في بواكير تأسيس دولة العراق الحديث . ولم يصدر من جريدة الربيع سوى عدد واحد لا غير وتوقفت عن الصدور .
وكان جمال عبد النور قد أصدر جريدة الوحدة التي لم تستمر طويلاً فاحتجبت نهائياً. كما أصدر رمزي العمري جريدة الوميض (جريدة يومية سياسية) صدرت سنة 1954 ، التي سرعان ما احتجبت عن الصدور . وكان رؤوف الغلامي قد نقل امتياز جريدته صدى الأحرار من الموصل إلى بغداد سنة 1954 . أما داوود صليوا فيعد أقدم موصلي يصدر صحيفة بابل في بغداد سنة 1911 . وتبقى جريدة الأخبار لصاحبها جبرائيل ملكون من الجرائد المتميزة ، إذ شبهها البعض بجريدة الأهرام المصرية .
أما سليمان فيضي ، فهو الآخر يعدّ من أوائل رواد الصحافة المهاجرة ، ولكن هذه المرة ليست مهاجرة إلى بغداد بل إلى البصرة ، ولظروفٍ خاصةٍ بالفيضي دفعته في بداية شبابه إلى الهجرة إلى البصرة فنشأ هناك وترعرع وخاض غمار الصحافة والسياسة على حد السواء ، حتى صار رمزاً يشار إليه بالبنان عند التكلم عن بدايات استقلال دولة العراق الحديث .
يقول سليمان فيضي في كتابه في غمرة النضال الصادر سنة 1952 على الصفحات 71 و 73 و 74 :
(... كانت الرغبة الملحة في القيام بأعمال وطنية تتأجج في نفسي ، فأزمعتُ على إصدار صحيفة حرّة تنادي بالإصلاح ، وتفصح عن رغبات الشعب في تعميم اللغة العربية وفتح المدارس ومجانية التعليم . فحصلتُ على إجازة لإصدار جريدة (الإيقاظ) فصدر العدد الأول منها في 2 مايس سنة 1909 فكانت بذلك أول صحيفة أهلية تصدر في البصرة ، عدا الجريدة الرسمية التي تنشر القوانين والأنظمة باللغة التركية . لقد لاقت جريدتي رواجاً منقطع النظير قياساً إلى الأوضاع السائدة في ذلك الوقت . فبلغ عدد ما يوزع منها أسبوعياً ألف نسخة . وهناك مشتركون بالجريدة ترسل إليهم خارج العراق كالهند ، والمحمرة والكويت والبحرين وعدن ومسقط وجدة وسنغافورة . ويعلم اللّه كم لاقيتُ بسبب صحيفتي من المتاعب والمشاكل ، فضلاً عن تعنت المسؤولين وتجبّرهم . ان النجاح الذي أصابته جريدة (الإيقاظ) شجّع فريقاً من أدباء البصرة على إصدار جرائد أخرى ، فصدرت جريدة التهذيب وجريدة إظهار الحق .
وفي أواخر تشرين الأول سنة 1910 احتجبت الإيقاظ عن الصدور بسبب سفري إلى الحجاز لأداء فريضة الحج ... فكان احتجابها نهائياً . لكنني لم أتوقف عن الانهماك عن العمل السياسي والخيري الاجتماعي ...) .
ويحكى عن نوري باشا السعيد أنه قال في معرض حديثه عن الوضع السياسي على نحو عام وعن الصحافة العراقية على نحو خاص - متهكماً بصحافيي بغداد - : (... يولّوا أشوف أهل الموصل أكلوكم أكل بالصحافة ... وما طلع منكم نفّاخ نار ...!!) .
وتعد جريدة العُقاب لصاحبها السائح العراقي يونس بحري (أبو السبع صنايع) من الجرائد المهمة على الساحة العراقية منذ تأسيسها سنة 1931 وحتى تعطيلها نهائياً سنة 1939. وما بين السنوات تلك اضطر يونس بحري أثناء التعطيلات الوقتية أن يصدر عوضاً عن جريدة العُقاب جريدة الميثاق خلال السنوات 1935-1934 فصدر منها 24 عدداً كانت بامتياز المعوض المناسب عن جريدة العُقاب ، وتقبع تحت اسم مجلة أسبوعية علمية أدبية جامعة يحررها نخبة من الشباب ويرأس تحريرها السائح العراقي يونس بحري . وفي العدد ذي الرقم 19 الصادر في 29 أيار سنة 1934 يدبّج البحري كلاماً يخاطب به القرّاء بعنوان يقع أسفل الصفحة الأولى داخل مستطيل : (إلى مشتركي جريدة العُقاب الكرام - نأسف جد الأسف لاحتجاب العُقاب عن حضراتكم . وبما أننا أصدرنا هذه المجلة فإنها ستُقدم إليكم عوضاً عن العُقاب إلى أن تستأنف صدورها أو يقضي اللّه أمراً كان مفعولا - رئيس التحرير) . ثم يضيف البحري إلى ندائه نداءً آخر يقول فيه : (إذا أعجبتك الميثاق فأخبر أصحابك ... وإذا وجدت بها نقصاً فأخبرنا) .
ومن باب إرجاع الحقوق إلى أصحابها ، فقد كان البحري أول من أسس للصحافة العراقية خارج العراق . فأصدر جريدة العرب في باريس سنة 1945 ، ثم نقل امتيازها في بداية الخمسينات إلى بيروت . وكان البحري قد أصدر خلال السنوات 1932 - 1930 شراكة مع المؤرخ الكويتي البارز المرحوم عبد العزيز رشيد (مجلة الكويت والعراقي) في بتافيا - من أعمال أندونيسيا . كما أصدر بعدها جريدة الحق في المكان نفسه . مع العلم أن الجريدتين كانتا تصدران بإيعاز من المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود وبتمويل منه . ودافعه في ذلك ، الردّ بواسطة صحفيين عرب ومسلمين على دعوة (منحرفة عن الإسلام) دعا إليها الأفّاك الهندي عبد العليم ، التي كانت تهدف إلى تحريم الحج إلى بيت اللّه الحرام .
وإذا انتقلنا إلى السنوات ما بعد تموز 1958 ، نكون أمام جريدتين لصحفيين مواصلة صدرتا في بغداد : الأولى منهما كانت بأسم جريدة الثورة لصاحبها يونس الطائي ، أما الثانية فكانت بأسم جريدة بغداد لصاحبها خضر العباسي . وقد صدرت جريدة الثورة في زمن رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم وبإيعاز منه ، بحسبه صديقاً شخصياً للطائي الذي كان يتكلم من خلالها بأسم عبد الكريم قاسم من مثل موقف هيكل من عبد الناصر في جريدة الأهرام ... مع فارق المدة والظروف الخاصة بكل منهما . وقد كانت جريدة الثورة أول جريدة تهاجم الشيوعيين علناً بعد حوادث الموصل سنة 1959 .
وإذ نرمي إلى إعطاء بعض الشرح الوافي لمجلة (المجلة) دون سواها ... فالسبب أن هذه المجلة كان لها طوال عمرها الصحافي سواء على صعيد الموصل أو على صعيد بغداد ، أصداءٌ طيبة في المجالين الثقافي والسياسي . لقد صدرت مجلة (المجلة) في تشرين الأول سنة 1934 (أدبية ثقافية عامة) ، صاحبها المحامي يوسف الحاج الياس ورئيس تحريرها المحامي عبد الحق فاضل . وكان ابراهيم الجلبي مديراً لإدارتها فترة من الزمن . عن ردود أفعال صدورها في بغداد ، يقول ذو النون أيوب في قصة حياته - القسم الرابع - الصادر في فيينا سنة 1983 وعلى الصفحتين 35 و 38 ما يأتي : (... تسلمتُ نسخة من العدد الأول من مجلة تصدر في الموصل اسمها المجلة وقرأتها من الغلاف إلى الغلاف ... أدركتُ على الفور ظهور طبقة جديدة من مثقفي العراق المستنيرين الأحرار ... من جماعة الأهالي ...) . (... وبدأت علاقتي بمجلة المجلة وبصاحبيها ، إذ نشأت بيننا رابطة أخوية وصداقة وتفاهم دام حتى الآن ...) . (... بواسطة المجلة تعرفتُ على شعر عبد الحق وعلى شعر أخيه أكرم وعلى حسن زكريا وجورج حبيب الخوري ... وعلى السوري المدرّس في بغداد وصفي البني ...) . (... زرتُ الموصل لتثبيت الروابط فتعرفتُ على ابراهيم الجلبي - أبو محمود - صاحب المطبعة التي تطبع المجلة في الموصل . كما تعرفتُ على أحد المعجبين وهو غانم الدباغ ...) . ( ... وإذ قبل عبد الحق فاضل الالتحاق بوظيفة في وزارة الخارجية ، تهدد وضع المجلة ، بحيث وجد يوسف الحاج الياس المحامي نفسه لا يستطيع تحمل تبعات المجلة وحده مالياً واجتماعياً وسياسياً ...) .
(... وتم نقل المجلة إلى بغداد ، إذ تولى نوري الحاج أيوب - أخي - أمر صاحب الامتياز والمحامي عبد بربات من انصار المجلة مديراً مسؤولاً ، وذو النون الحاج أيوب رئيساً للتحرير ... فصدرت في بغداد ، وكانت جريئة في طروحاتها السياسية والثقافية ...) .
(...وفتحت المجلة أبوابها لكل الأحرار... من أقصى اليمين ... إلى أقصى اليسار...). (... وكان من أشهر الكتّاب في المجلة الذين يرفدونها بمقالاتهم القيّمة كتّاب كثر ... ويأتي على رأسهم خالد بكداش من سوريا . وبقي عبد الحق فاضل ويوسف الياس يتناوبان
كتابة الافتتاحيات والمقالات وقصائد الشعر ... إلى أن انضم إليهم أخيراً الشاعر بشير مصطفى - قغيع - ... ) .
يقول ذو النون الحاج أيوب في خاتمة حديثه عن مجلة المجلة : (... من يقرأ المجلة منذ نشأتها حتى نهاية عمرها ، أي مدة الست سنوات ، يجدها قد نهجت نهجاً ديموقراطياً خالصاً ، غير متنكرة للتراث والعروبة ، وغير خارجة عن النطاق القومي ومناصرة فلسطين والقضية العربية ... غير ميّالة إلى احتقار المبادئ السياسية الأخرى...).[1]