=KTML_Bold=جبل الأكراد - اللاذقية - دراسة ديموغرافية:=KTML_End=
=KTML_Underline=إعداد جوان سعدون=KTML_End=
الهوامش ومعلومات العوائل : تنسيقية جبل الأكراد في اللاذقية
جبل الأكراد الواقع شرق مركز اللاذقية حتى شمال شرقها حيث يقسم الجبل إلى ناحيتين :
1 – ناحية سلمى وتضم عدداً من القرى وهي : سلمى ودورين وترتياح ومرج خوخة وكفردلبة والكوم والمارونيات والمريج وساقية الكرت وبسوفا وبعض الأراضي المتناثرة على شكل إقطاعيات زراعية .
2 – ناحية كنسبّا : وتضم عدداً من القرى وهي : كنسبَا وشلف وعين القنطرة ووادي باصور والعيدو وشلف وبللة ومجدل كيخيا وطعوما وآرا وبروما وكدين ودويركة وعكو والكبانة والدوير ونحشبا وعرافيت وأبو ريشة ومزين وكفرتة ووادي الشيخان والحمرات وسحاقير وعين الحور وبوز الخربة وشير قبور وبرزة والسرمينية والحدادة وأرض الوطى والمشرفة والقساطل .
وهناك عدد من القرى الممتدة على طريق ريف إدلب بمحاذاة الجبل وهي كوردية أيضاً مثل الكندة وتردين وأوبين واليونسية ..... الخ .
*عدد السكان الكورد في الجبل :
يقدر عددهم بحوالي 80-90ألف نسمة وإذا جمعنا عدد السكان الكورد في القرى الممتدة حتى ريف إدلب يصل العدد لحوالي 150 ألف نسمة .
بالإضافة للكورد الذين استوطنوا في المدينة منذ مئات السنين ونتيجة لعدم وجود إحصائيات دقيقة بهذا الصدد يصعب تقدير العدد النهائي .
* التركيبة الديموغرافية للجبل :
يقسم الجبل لحوالي 4 عشائر كوردية كبيرة حسب المسمى الدارج لدى أهل الجبل وهي :
1- عشيرة الموشان : من أكبر العشائر الكوردية في الجبل ومركزها سلمى والقرى المحيطة بها كالمريج والمارونيات وترتياح ومرج خوخة وكفردلبة والكوم والكبانة وعكو وبعض القرى التابعة لناحية سلمى .
وأبرز العائلات في هذه العشيرة من الناحية التاريخية والحيازات الزراعية : هي عائلة الحاجي وشمدين وحمدو وفاتو وشاكر ويوجد من العوائل ايضاً على سبيل الذكر لا الحصر جلالو وجعفرو وسيو وحسينو وسينو وبريمو و.... الخ .
2- عشيرة العوجان : أيضاً عشيرة كوردية كبيرة في الجبل وتضم عدداً من القرى مثل كنسبا ونحشبا وأرض الوطى والحدادة وشلف وبعض القرى القريبة من ناحية كنسبا .
وأبرز عائلاتها زهوري وبازيدو وموسى وخليل وطبنجة وخليلو وهناك عدد آخر من العائلات يصعب حصره بسهولة .
3- عشيرة الكيخيا (كاخودا) : وهي عشيرة كوردية ايضاً لكنها أصغر حجماً من العشيرتين السابقتين الذكر وأهم القرى التي تنتمي لها هي مجدل كيخيا ودويركة وبروما وآرا وطعوما .
وأبرز عائلاتها هي حاج بكري ( كيخيا ) لأنّ أصل عائلة الحاج بكري هو كيخيا وهي العائلة الأكبر من حيث عدد السكان ويصل امتدادها حتى حلب مروراً بجسر الشغور وريف إدلب وعلي آغا وبكداش وقنزوعة وبرو وبكور وجولاق وهناك ايضاً آل رجب والشيخ و......الخ .
4- عشيرة الشيخان : أيضاً عشيرة كوردية معروفة لكنها بالنسبة للجبل تعتبر صغيرة قليلاً وأهم القرى التي تنتمي إليها هي وادي الشيخان ومزين والعيدو والقساطل و....الخ .
أهم عائلاتها الشيخاني وأوسو وعدد من العائلات الأخرى .
-أهمية موقع الجبل :
1- الناحية الزراعية :تنبع أهمية جبل الأكراد من كونه منطقة جبلية مرتفعة جداً تبدأ من ارتفاع 300 متر وحتى 1600 متر وهو أهم منطقة لزراعة الفواكه بالدرجة الأولى والخضار والقمح والشعير والبقوليات بشكل عام , وللجبل تصنيف دولي مهم جداً من حيث نوعية وجودة الفاكهة التي ينتجها وأهمها : التفاح والخوخ ثم باقي أنواع الفاكهة كالدراق والسفرجل والمشمش والكرز والتين والعنب والتوت و..........الخ ثم المكسرات كالصنوبر والجوز واللوز والفستق الحلبي .........الخ ثم تجد الحمص والفول والبصل والثوم والقمح والشعير كماقلنا وبالتالي فإن الجبل يصلح فيما لو تم العناية به بشكل جيد لأن يكون سلة غذائية تكفي منطقة الساحل كاملة .
2- الناحية الاستراتيجية :
فإن الجبل يقع على أطراف الطريق الواصل بين حلب واللاذقية حيث يبعد عن محافظة اللاذقية حوالي 50-55 كيلومتر وإحدى قممه عند مدخل قرية عكو مطلة مباشرة على سهل الغاب الذي يصل المنطقة الوسطى بدءاً من ريف حماه وحتى حماه وحمص بالمنطقة الشمالية بدءً من ريف جسر الشغور وحتى إدلب وحلب .
- الجبل يتضمن موارد بشرية هائلة من حيث اليد العاملة وخاصة في المجال الزراعي والبناء , ولكن تهميش الجبل من خطط التنمية الحكومية أوقع الجبل فريسة الجهل والفقر فهناك قلة في عدد المدارس المتميزة وخاصة فيما بعد المرحلة الإعدادية , وتم تهميشه من حيث الدعم الزراعي من قبل وزارة الزراعة الأمر الذي دفع بأبناء الجبل للهجرة للمدينة وراء لقمة العيش مما أدى لتدهور القطاع الزراعي في الجبل خاصة بعد سحب مياه منطقة الوادي الأزرق ونهرها الذي كان يغذي الكثير من الأراضي الزراعية حيث تم سحب هذه المياه لتلبية احتياجات السياحة الغير مخططة في مصيف سلمى وحتى مصيف صلنفة .
- يمتاز اهل الجبل بشكل عام بقوة بدنية هائلة ونشاط غير عادي وقد تجلى ذلك بشكل واضح في مقاومتهم الشرسة لوحشية وهمجية كتائب الأسد ورغم قلة الدعم العسكري إلا أنهم وبإمكانيات بسيطة تمكنوا من إلحاق الهزيمة تلو الهزيمة بشبيحة الأسد وعندما أدرك الأخير صعوبة اقتحام الجبل على الأرض لجأ لقصف الجبل بالصواريخ عن بعد وعن طريق الطيران الحربي وراح يقوم بإحراق الغابات والمحميات الطبيعية والثروة الحراجية التي يمتاز بها الجبل بحجة أن الثوار يحتمون بها ويعاني الجبل حالياً من ممارسات طائفية بحتة ومحاولات لزعزعة التركيبة الديموغرافية في الجبل من خلال تهجير سكان القرى المحاذية للقرى الموالية للنظام وفتح طرق فرعية في قلب الأراضي الزراعية التي يملكها أهل الجبل .
- لعب النظام عبر التاريخ على إضعاف الجبل كونه يعرف تاريخ وصلابة هذا الجبل فحرص على ترسيخ الجهل والفقر وتجنيد الشباب العاطل بمهمات أمنية تحت ستار حزب البعث , واليوم أصبح الجبل معروفاً لجميع الجهات حتى الدولية منها وقد شعر الجميع بأهميته الكبيرة وهناك محاولات حثيثة لاختراق الجبل من خلال تقديم السلاح والمساعدات مع اشتراط الولاء التام للجهة الممولة , وقد تمكن أهل الجبل من الصمود حتى الآن في وجه هذه المحاولات لكن استمرار العدوان لن يسمح ببقاء الأهالي صامدة تحت مغريات السلاح للدفاع عن أعراضها وشرفها وأرضها ودينها .
- الجبل يحتوي على مواقع أثرية مهمة جداً فقد مرت عليه حضارات كثيرة :
ميديّة وليست كنعانية كما تم ترويجه (نظرا للحروب الكبيرة بين الميديين والآشوريين في المنطقة)وسريانية ورومانية وبيزنطية وهناك الكثير من المواقع الأثرية التي أميط اللثام عنها ولا زال هناك الكثير منها لم يكشف السر عنه بعد .
3-الوضع السياسي في الجبل :
تم تهميش الجبل من الناحية السياسية تماماً وبالرغم من أهمية موقع الجبل وموارده الكبيرة إلا انه لم يكتب له في يوم من الأيام أن يكون دائرة انتخابية بحد ذاته على سبيل المثال .
ولم يسبق لأحد أن دخل البرلمان السوري من هذا الجبل إلا بصفته إما مستقلاً أو مرشحاً للجبهة الوطنية التقدمية .
وعبر تاريخ الجبل الطويل تمكن عدد قليل من أبنائه من الوصول لسدة البرلمان مثل :
نوري الحاجي : وهو من قرية سلمى تمكن من دخول البرلمان أيام الاحتلال الفرنسي لعدة دورات متتالية .
عبد القادر بازيدو : تمكن من دخول البرلمان مرشحاً عن حزب الاتحاد الاشتراكي كممثل للجبهة الوطنية التقدمية .
فيما عدا هذه الاختراقات فإن أهل الجبل عكفوا على إهمال الجانب السياسي من اهتمامتهم انطلاقاً من الأوضاع السياسية المتردية في البلاد سواء أيام الانتداب الفرنسي أو حكم عائلة الأسد .
4- وضع جبل الأكراد أثناء الانتفاضة الكوردية :
- تم تعريب الجبل منذ فترة طويلة رغم الهوية الكوردية لأبناء الجبل وحتى اللغة الكوردية تكاد تنقرض ولم يعد يرددها إلا ما ندر من العجائز وأصبحت الأجيال الجديدة تتعايش مع الواقع على أنها ذات جنسية عربية سورية حسب المكتوب بدائرة النفوس الحكومية دون النسيان أنهم من أصول كوردية .
الكورد هناك أول من قطنوا الجبل بعد أن خلصوها من الصليبيين وحموا الجبل مئات السنوات أيام الدولة الأيوبية ولم تتوقف السياسات المعاصرة عن مضايقتهم وقهرهم بسبب هويتهم الكوردية حتى في عصرنا الحديث ولا سيما في الانتفاضة الكوردية في 12 آذار عام 2004 حيث لم تقتصر اعتقالات البعث في المناطق الكوردية في سوريا شمالا ً فحسب بل شملت أيضا كورد جبل الأكراد وبما أنّ للنظام سياسته العنصرية إذ جعلوا من مناطقهم نائية دون اهتمام حيث كان هناك تعتيم إعلامي شديد لم يعلموا بوجود مشكلة في قامشلو إلا في الأخبار الرياضية التي اختصرت المشكلة بقول : حصلت مشاغبات في ملعب الجهاد في القامشلي , وسمعوا عن وجود بعض المشاكل دون أن يعلموا بوجود انتفاضة عارمة شملت المناطق الكوردية في شمال سوريا كله ضد النظام السوري , لكن في جبل الأكراد من كان يتحدث في الموضوع كان يتم اعتقاله لاحقاً بسبب تقارير عيون وآذان الأمن السوري .
رغم ممارسة سياسة التعريب الطويلة الأمد بين الأهالي في جبل الأكراد لم ينسوا أنهم كورد ومن أصول كوردية ولم يكفّوا عن الافتخار والاعتزاز بأصولهم وميّزاتهم ولا سيما تمسّك الكورديّ بقراراته ووفائه بوعوده .
وتستمرّ معاناتهم منذ أن فُرضت لغة أخرى على لغتهم الأم الكوردية بحجة الدين أو غيره في سبيل تضييع لغتهم الأم والدليل واضح في غياب المدارس التي تدرس باللغة الكوردية وعدم ذكر أي شيء عن الحضارة الكوردية رغم أن منطقة جبل الأكراد برمّتها سكان كورد وهم ليسوا بأقلية هناك !
وحرموا من حقّ تعلّم لغتهم والتحدث بها لأن اللغة في فكر البعث تعني الهوية , وكانت كارثة حرمانهم من اللغة هي السبب الرئيس في فقدان تواصلهم مع أشقائهم الكورد في سوريا .[1]