#علي شمدين#
يذكر حكيم الكورد #مام جلال# في الصفحة (101) من مذكراته التي نشرها أواسط هذا العام الكاتب صلاح رشيد، بعنوان مام جلال.. لقاء العمر، أنه خلال مشاركتهم في مهرجان الشباب العالمي بوارسو عام 1955، والتقائهم بالشاعر التركي المعروف ناظم حكمت، ودعوتهم له لحضور ندوة سياسية أقاموها على هامش المهرجان للتعريف بقضيتهم القومية حضرها ممثلو معظم دول العالم، بينهم ياسر عرفات، حينذاك ألقى فيها الشاعر التقدمي الكبير ناظم حكمت كلمة مؤثرة تحدث فيها عن الظلم الممارس بحق الكرد.
واختتم ناظم حكمت كلمته بهذه الوصية التاريخية المؤثرة: أشكر الشباب الكورد لدعوتهم لي إلى هذا الاجتماع، ولي رجاء أتمنى أن يتحقق، وهو أن تدعوني في يوم رفع علم كوردستان الحرة، كي أشارك معكم في ذلك العيد.
واليوم الإثنين 25-09- 2017، حيث يتوجه الشعب الكوردي في كوردستان العراق إلى صناديق الاقتراع باحتفالات كرنفالية وأهازيج قومية حماسية، للتصويت بنعم لاستقلال كوردستان، فإنني أستأذن من مام جلال لأتطوع بدلاً عنه من أجل دعوة صديق الشعب الكوردي الشاعر التركي العظيم ناظم حكمت، للمشاركة في يوم رفع علم كوردستان الحرة والمشاركة بنعم في هذا الاستفتاء، وتحقيق أمنيته التي أطلقها قبل (57) عاماً من الآن، حيث كانت الطورانية في أوج طغيانها واستبدادها.
ومن الجدير بالذكر، أن ناظم حكمت، كان متضامناً قوياً مع الشعب الكوردي وداعياً إلى حقه في تقرير مصيره في وقت كانت الأحزاب الشيوعية عموماً تتجنب آنذاك الاقتراب من قضيته القومية، ناهيكم عن تلك التي تقتسم بلدانها كوردستان، وهو من مواليد مدينة سالونيك اليونانية (15-01-1901)، حيث كان والده يقيم هناك موظفاً في وزارة الخارجية العثمانية.
أصبح ناظم حكمت عضواً في الحزب الشيوعي التركي، واعتقل بسبب نضاله عام (1935)، ليحكم خلالها ب(28) عاماً من السجن، ولكن السلطات التركية اضطرت لإطلاق سراحه في عام (1950)، بعد أن تم إطلاق حملة تضامن دولية واسعة من أجل إطلاق سراحه، وتوفي في موسكو بتاريخ (3/6/1963)، فتحيةً لروحك الحاضرة معنا أيها الإنسان الحرّ، وتحية لعلم كوردستان وهو يرفرف حراً.[1]