=KTML_Bold=دلالات دعوة روسيا ل”مسد”؛ لتمثيل الكرد في اللجنة الدستورية=KTML_End=
#بير رستم#
إن تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، عن ضرورة مشاركة الكرد متمثلاً ب”مجلس سورية الديمقراطية” (مسد)، الجناح السياسي ل”قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، في “اللجنة الدستورية المشكّلة من النظام والمعارضة، ومنوط بها وضع دستور جديد للبلاد، تحت إشراف أممي” توضح للمتابع للشأن السوري عدد من القضايا الهامة:
أولاً- أن من يحضر حالياً المفاوضات من الجانب الكردي -من المجلس الوطني والمستقلين- لا يمثلون الكرد أو على الأقل لا يمثلون كل الكرد بحيث يقول يجب مشاركة الكرد في المفاوضات وهذه رسالة للجميع -وبالأخص من يدعون بأنهم؛ هم ممثلي الكرد وليس الإدارة الذاتية- بأن العالم لا ينظر للواقع على الأرض، كما هم ينظرون وبالتالي لزاماً عليهم عمل مراجعة سياسية لواقعهم المؤسف.
ثانياً- الروس ومجدداً يستخدمون الورقة الكردية في وجه تركيا وأردوغان وخاصةً أن الأخير وقف مع الناتو في أزمة أوكرانيا ورفض إعتراف روسيا بإستقلال دومينتسك ولوغانسك.
ثالثاً- روسيا بخطوتها تلك تحاول خلق مشكلة للأمريكان من خلال الحليف الكردي -قوات سوريا الديمقراطية- بحيث تضع الأمريكان في موقف محرج حيث لليوم لم تقدم الأخيرة دعماً سياسياً للإدارة الذاتية لتصبح طرفاً في العملية السياسية السورية؛ إن كانت مباحثات جنيف واللجنة الدستورية أو غيرها، بل أكتفت بالشراكة العسكرية معها في محاربة “داعش” وبالتالي هكذا طرح سيحرج الأمريكان مع الحليف الكردي.
رابعاً- روسيا تحاول بهذه العملية في ضم الإدارة الذاتية للعملية السياسية منع تحويل مناطق روژآڤا وشرق الفرات -مناطق نفوذ قسد ومسد- إلى إقليم ودويلة شبه مستقلة على غرار تجربة إقليم كردستان (العراق).
خامساً وأخيراً- المبادرة الروسية هي فرصة جديدة للإدارة الذاتية وعليها أن تلعبها صح بحيث تصبح شريكاً سياسياً حقيقياً في الحل السوري وذلك من خلال عدم إهمال الدعوة، بل التنسيق مع الروس -رغم معرفتنا بإنتهازية الأخير حيث الجميع إنتهازيين وعلى الإدارة هي الأخرى إنتهاز الفرص- والعمل وفق مصالح شعبنا بحيث تجعل المبادرة تخدم أهدافها السياسية عموماً، بل وجعلها ورقة إبتزاز مع الأمريكان أيضاً حيث هكذا هي السياسة فالكل يستخدم أوراقه في اللعبة وعلينا معرفة إستخدام ما نملك من أوراق اللعبة السياسية.[1]