=KTML_Bold=نخن الكرد لماذا نعزف اللحن الأمريكي؟!=KTML_End=
#بير رستم#
بعض الأخوة يأخذون على كتاباتي؛ بأنني أميل لجهة الأمريكان وتوضيحاً لهؤلاء أقول: بأن المسألة ليس حباً وعشقاً بأمريكا، أو كما يسميها البعض ب”الأمركة”، بالرغم من إعجابي بالقيم الغربية الأمريكية عموماً وقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية وذلك مقارنة بالنظم المستبدة، إن كانت في جغرافياتنا الشرق أوسطية أو حتى مقارنة بروسيا ونظامه السياسي القائم على كاريزمية القائد الأوحد.. وهكذا فإن ميلي لجهة الأمريكان غير مرتبط بالمشاعر والأحاسيس، كما يقول البعض الآخر بخصوص كتاباتي وبأن لغة العاطفة تغلبها، رغم وقوع أحدنا أحياناً أسيراً لتلك العواطف، بل أحاول دائماً الإنطلاق من مصالح شعبنا في قراءتي لأي موقف سياسي ومن هنا تحديداً أقول؛ بأن ما قدمتها أمريكا للكرد -إن كان في روجآڤا أو إقليم كردستان- لم تقدمه لنا أي دولة أخرى، بل ما قدمته أمريكا لنا نحن الكرد لم تقدمه لأحد أقرب حلفائها في المنطقة؛ تركيا حيث ها هي تعاقب تركيا على كسر حصارها على إيران من خلال معاقبة “خلق بنك”، كون الأخيرة أشترت النفط من إيران وحوّلت لها ما يقارب العشرين مليار دولار، لكن وفي الوقت نفسه فإن الإقليم وعلى مرأى الجميع وتحت الحماية الأمريكية كان وما زال يتعامل اقتصادياً ونفطياً مع إيران وكذلك فقد فرضت أمريكا على النظام السوري “قانون قيصر”، لكنها أعفت الإدارة الذاتية من القانون وسمحت لها حتى ببيع النفط لها!
بل وصل الأمر بأمريكا بأن حرّمت تركيا من صفقة الطائرات F35 في حين تقدم الأسلحة مجاناً ل “قسد” وكذلك الأموال، بل الحماية لمناطقنا حيث نعلم جميعاً؛ بأن لولا الحماية الأمريكية لمناطقنا في كل من روچآڤا وإقليم كردستان لهاجمتنا القوى الإقليمية الأربعة المغتصبة لأجزاء كردستان ومعهم الروس أيضاً، طبعاً الحماية والدعم الأمريكي لنا ليس لسواد عيوننا كما يقال، بل هي الأخرى لها مصالحها وقد ذكرت في عدد من المقالات والمناسبات ومختصرها هنا لنقول؛ بأن أمريكا تبحث عن حلفاء وشركاء جدد بأقل كلفةً تخدم مصالحها الجيوسياسية وقد وجدت في الكرد حليفاً وشريكاً مناسباً، ثم إنها -أي أمريكا- باتت تدرك بأن بعقلية الأنظمة القديمة لم يعد ممكناً التحكم في العالم ولا بد من أن تصل رياح التغيير للشرق أيضاً ولو من خلال بعض الرتوش لأنظمة ما زال ممكناً الاعتماد عليه، لكن بشرط أن تقبل بالانفتاح على المجتمع ومشاركة الفرقاء والمكونات المجتمعية داخل تلك البلدان، وهنا تقاطعت مصالحها مع مصالحنا، كما سبق وتقاطعت مصالح الإنكليز مع الكرد ليستفيدوا الأخيرين من ذلك بإنشاء إثنا وعشرون بلداً عربياً في حين أن الإنكليز ومن خلال ذاك الحليف العربي أنهوا مرحلة الرجل المريض وتمكنوا من السيطرة على خيرات المنطقة والأمريكان ولو بوضوح وإعتماد أقل يحاولون ذلك مع الكرد.
وبالتالي من حقي، بل من الواجب أن نميل للأمريكان حيث تتقاطع المصالح وفي السياسة لا أصدقاء دائمين، فلو نجد هناك من يقدم لنا مكاسب وإمتيازات أفضل بالتأكيد فإنا سوف نعزف لحناً آخراً غير اللحن الأمريكي.[1]